سامي النصف

وتحطمت الطائرات عند الفجر!

لم يكن الرئيس عبدالناصر في حاجة لتأميم قناة السويس عام 56 لتمويل مشروع السد العالي حيث قام الاتحاد السوفييتي بتوفير مبلغ مماثل للذي سحبه البنك الدولي وبشروط افضل وفوائد أقل، فالتأميم لم يكن قانونيا ولا يبرره ان القناة اقيمت بايد مصرية على أرض مصرية كحال عدم جواز تأميم محلات «هارودز» ونزعها من يد مالكها المصري محمد الفايد بحجة انها اقيمت بايد انجليزية على أرض انجليزية، وقد نتج عن هزيمة (لا نصر) حرب 56 فتح مضائق تيران للملاحة الاسرائيلية وبقي الأمر سرا على الأمة العربية حتى بدأت الاذاعة السورية عام 67 بمعايرة القيادة المصرية به فقرر ناصر، بانفعالية شديدة اشتهر بها، اغلاق مضائق تيران وسحب القوات الدولية بمخالفة صارخة لقرارات واتفاقيات الأمم المتحدة.

***

رصد رادار عجلون الأردني صباح يوم 5/6/67 اقلاع اسراب من الطائرات الاسرائيلية متجهة غربا فارسل بالشفرة «عنب.. عنب» للقاهرة الا ان تغيير رموز الشفرة الليلة الماضية منع استقبالها، في الوقت ذاته ارسلت اسرائيل للملك حسين الا يدخل الحرب ولن يصيبه ضرر وقد قام الملك بالاتصال بمصر حيث اجابه وخدعه المشير عامر بالقول: ان الطائرات المغيرة قد تم اسقاطها وان الطائرات المصرية تهاجم تل أبيب وان عليه ان يعلن الحرب على اسرائيل كي يحصد عنب الانتصار وهو ما تم، ثم بادر الملك حسين بالاتصال بالقيادة السورية طالبا منهم القيام بطلعات مشتركة لضرب الطائرات الاسرائيلية العائدة من مصر دون وقود أو سلاح بالجو أو على أرض المطارات الاسرائيلية وكانت الاجابة ان الطائرات السورية تتدرب استعدادا لحرب الكرامة ضد اسرائيل واستمرت تلك الاجابة كما يذكر الملك في لقاء مع صحافيين فرنسيين حتى مساء ذلك اليوم عندما انتهت اسرائيل من ضرب وتدمير جميع المطارات المصرية.

***

وكانت المخابرات المصرية ومعها اكذوبة رأفت الهجان قد اخفت حقيقة ان اسرائيل اضافت خزانات وقود لطائراتها الميراج قصيرة المدى مما مكنها من ضرب ابعد المطارات المصرية في الغرب والجنوب ولم يتم كذلك الابلاغ عن حيازة اسرائيل لقنابل انشطارية تدمر الممرات الجوية وتجعل الطائرات كالبط الجالس ينتظر قتله ما جعل القيادة المصرية تقبل بمبدأ تلقي الضربة الأولى خاصة بعد ان ابلغها وزير الحربية شمس بدران اكذوبة اخرى بأن وزير الدفاع السوفييتي تعهد بدخول السوفييت الحرب مع مصر ان لم تكن هي البادئة، وايقاظ السفير الروسي عبدالناصر فجر ليلة الهزيمة ليأخذ منه تعهدا بألا يكون البادئ بالحرب وجميعها خيوط في المؤامرة الكبرى على مصر.

***

وبعكس ما يقال لم يكن ضرب الطائرات المصرية هو سبب الهزيمة النكراء، فقد بقي 600 طيار مصري دون اذى، وكان بالامكان تعويض الطائرات المحطمة سريعا من الاتحاد السوفييتي ودول شرق اوروبا والجزائر والعراق لو بقيت القوات المصرية صامدة في سيناء ولم يصدر قرار الانسحاب غير المبرر في ثاني يوم للحرب الذي نسب كذبا للمشير عامر وهو من لا يملك تلك الصلاحية حيث ان الرئيس عبدالناصر هو القائد الأعلى للقوات المسلحة وهو رجل عسكري وقد قُتل عامر لاخفاء حقيقة ان الأمر اتى من عبدالناصر بعد نصيحة مسمومة له من مستشاره الأوحد هيكل الذي ادعى ان جنرالا فرنسيا صديقا قال له: «ان الصحراء مقبرة لمن يدافع عنها» وما اكذب ذلك القول الذي اعاده لاحقا هيكل في مقاله «بصراحة» ليقنع به الشعب بعد ان اقنع قيادته، فسيناء هي جبال شماء وليست صحراء قاحلة كما ان الجنرال مونتغمري انتصر قبل سنوات قليلة في دفاعه عن الصحراء الغربية لمصر في موقعة «العلمين» ولم يول الادبار او يتسبب في انهيار جيشه بتلك المقولة الساقطة التي هي ـ لا ضرب الطائرات ـ سبب الكارثة.

***

آخر محطة: (1) يقول العميل الاسرائيلي باروخ نادل في كتابه الشهير «وتحطمت الطائرات عند الفجر» انه زود القواعد الجوية المصرية ليلة ضرب المطارات بالخمور والفتيات والراقصات وانه بقي ساهرا مع قائد سلاح الجو صدقي محمود حتى الخامسة فجرا وكانت بصحبتهم الراقصة سهير زكي وفتاة اخرى اسمها سميرة.. وامجاد!

(2) يظهر فيلم وثائقي شقيقي الجاسوس ايلي كوهين وهما يزوران مرتفعات الجولان ويوضحان كيف اقترح كوهين وعمل بنصيحته وزير الدفاع السوري لزرع اشجار عند كل موقع دفاعي وخندق في المرتفعات بحجة حماية الجنود من الشمس وبالطبع كبرت الاشجار عام 67 واصبحت دلالة لا تخطئ للقوات الاسرائيلية لمعرفة اماكن تواجد خطوط الدفاع السورية و.. امجاد!

(3) في ظهر يوم 8/6/1967 قامت الطائرات الاسرائيلية بضرب سفينة التجسس الاميركية «ليبرتي» لالتقاطها اشارات تسليم الجولان واصدر الرئيس جونسون امرا لاحقا بانقاذ ما تبقى من جنودها واغراقها و.. امجاد يا عرب امجاد!

سامي النصف

منهو الشعب العربي اللاجئ القادم؟!

كانت أوروبا حتى النصف الأول من القرن العشرين هي مستقر الحروب الخارجية والأهلية والإرهاب والخراب والدمار والاغتيال وإشكالية التهجير المصاحب لما سبق، وكان آخر شعب تم تهجيره هو شعب التتار ممن أجلاهم الطاغية ستالين من موطنهم في شبه جزيرة القرم لاتهامه لهم بأنهم تعاونوا مع الجيش النازي الغازي ولو ظلوا بموطنهم لتغيرت نتائج استفتاء شعب القرم الأخير ولتغير التاريخ معه..

***

توقفت في النصف الثاني من القرن العشرين حتى اليوم الحروب في أوروبا إلا ما ندر واستقرت بالمقابل في منطقة الشرق الأوسط فشهدنا حرب فلسطين وهجرة الشعب الفلسطيني (48 و67) وتحولهم إلى لاجئين في الدول الأخرى وحتى داخل فلسطين، ثم طالت الحروب والتهجير شعب مصر وسكان مدن القناة تحديدا وتلته شعوب لبنان والسودان والصومال والجزائر والكويت والعراق وليبيا وسورية ومازالت كرة النار والحروب والنزوح تتنطط بين دول المنطقة مما يطرح سؤالا: من الشعب العربي الآمن الذي ستسيل الدموع من المآقي مستقبلا تعاطفا مع لاجئيه ومهجريه؟!

***

وشعر الشعب المصري الذكي والعريق بأنه المستهدف الأول لأن يصبح بؤرة التناحر والتقاتل والنزوح والتشتيت والتشطير فكان قراره الذكي بمنع الإساءة للجيش وتماسكه تعلما من تجربتي انفلات لبنان 75 والعراق 2003 واختياره لقائد الجيش لأن يصبح قائد الأمة إفشالا لمخطط ضرب الجيش بالشعب والشعب بالجيش وتكرارا لما حدث في لبنان عام 58 عندما اختير قائد الجيش فؤاد شهاب رئيسا للبلاد فأوقف ذلك القرار الحرب الأهلية ولم تستكمل شهرها الثالث.

***

آخر محطة: (1) – يمكن تشبيه كرة الحرب والخراب بذئب جائع ودول المنطقة بجمع من الخراف يجري أمامه وسينال الذئب عقلا ومنطقا من الخروف الأضعف قدرة والأكثر غفلة والأدنى استعدادا لمواجهته، كما سيسعى الذئب لقتل الراعي ونعني الدولة الأكثر عددا وعدّة كي ينفرد بعد ذلك بالباقي.

(2) – بلغ من فقر أوروبا المبتلاة بالحروب وثراء مصر المتنعمة بالسلام حتى النصف الأول من القرن العشرين، تفشي الهجرة الأوروبية للسكن والعمل في مصر إضافة الى قضية اشتهرت آنذاك وهي تزويج عائلة نمساوية عام 1937 ابنتهم ماري هوبنر التي لم تبلغ 17 عاما إلى رئيس الديوان الملكي ورئيس الوزراء المصري السابق توفيق نسيم باشا الذي يبلغ من العمر 70 عاما وقد أهداها عطايا بـ200 ألف جنيه وكان الجنيه المصري آنذاك يعادل 5 دولارات أميركية ما جعل الصحافة النمساوية والمصرية تهاجم أسرة الفتاة النمساوية وتتهمها بأنها تضحي بابنتها طمعا في ثروة الزوج المصري.

سامي النصف

السيسي رئيس لكل المصريين!

لم يعد الرئيس عبدالفتاح السيسي طرفا في النزاعات السياسية القائمة في مصر أو مع فريق ضد آخر، بل اصبح رئيسا وأبا لكل المصريين بما في ذلك معارضوه من الاخوان وغيرهم، وعلى الفريق الرئاسي للمشير والحال كذلك مع التوجهات المعارضة التعامل مع الأوضاع السياسية على هذا الأساس، خاصة انه لم يشكل حزبا أو تنظيما خاصا به حتى تبرر المعارضة عملها ضده بأنه موجه لحزبه المنافس لها.

***

ان حب مصر والحفاظ على كينونتها ووحدتها أمام تحديات عظام قادمة ومنها القضايا الأمنية والاقتصادية والسياسية واشكالات الظلام والعطش القادمين سريعا بدايات عام 2016 مع بدء عمل سد النهضة، ومتطلبات واستحقاقات معادلة «ربح ـ ربح» الحكيمة اي ربح الرئاسة وربح المعارضة وعلى رأسها الاخوان والبعد عن معادلة «خسارة ـ خسارة» يفرضان القبول بالمصالحة كخيار استراتيجي ونسيان الماضي والبعد عن العند والعنف والانتقام والمناكفة، ونبذ مبدأ «الغالب والمغلوب»، لذا فعلى الخيرين في دولنا الخليجية والعربية والإسلامية مسؤولية التحرك السريع وغير المعلن لحل الاشكالات في مصر اليوم قبل الغد كي تعود لدورها الفاعل في المنطقة.

***

ونرجو من القيادة الحكيمة القائمة في مصر وفي ظل العلاقات المتنامية لها مع الدول الخليجية ألا تكتفي بالدعم والتعاون الاقتصاديين بل الاستفادة من بعض التجارب الخليجية المتقدمة في مجالات الادارة الحكومية والشفافية والسياحة والفندقة والتعليم والصحة والطيران والاعلام.. الخ حيث وصلت الدول الخليجية لارقى المستويات العالمية في تلك المجالات وقد استفادت دول الخليج في الماضي من تقدم وازدهار مصر قبل ان تضربها القوانين الاشتراكية ولا ضير من الاستفادة المعاكسة هذه الايام.

***

آخر محطة: (1) ان كانت مرجعية بعض المطالبات السياسية هي عودة الشرعية المنتخبة والدستورية فالواجب طبقا لذلك اعادة الرئيس الدستوري والشرعي المنتخب حسني مبارك للحكم لما تبقى من فترة رئاسته حيث انتخب عام 2005 في انتخابات لم يعترض على نتائجها أحد في العالم، او حتى في الداخل حيث شاركت المعارضة في المجلس النيابي في عهده ومعروف ان المظاهرات لا تسقط القيادات في أميركا وأوروبا.. الخ.

(2) وان كانت المرجعية في تلك المطالب السياسية هي الشرعية الثورية وحشد الملايين في الميادين لوجب الاعتراف بعهدي الرئيسين عدلي منصور وبعده عبدالفتاح السيسي فقد فاقت اعداد المحتشدين في يونيو 2013 بكثير اعداد المحتشدين في يناير 2012، كما فاق عدد ناخبيه في 2014 اضعاف من سبقه من المرشحين «السيسي 23 مليونا، مرسي 13 مليونا، شفيق 12 مليونا وحسني مبارك 6 ملايين في انتخابات 2005».

سامي النصف

رسالة إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي

التهنئة القلبية بفوزكم الساحق في انتخابات حرة نزيهة هي من النوادر في تاريخ مصر «وحتى العرب» الحديث بما في ذلك عصور الملكيات العربية التي كانت تزيف بها الانتخابات وتزور، تلك الثقة الغالية والمحبة التي حصدتموها من شعب أرض الكنانة ومن أغلبية العرب تضع على كاهلكم مسؤوليات جساما ضمن المخاض العسير الذي تمر به المنطقة، وريشة التاريخ كعادتها ترقب وتكتب وتخلد.

***

بودنا يا سيادة الرئيس أن تصدروا في أيامكم الأولى عفوا عن الرئيسين السابقين مبارك ومرسي وعن أقاربهما وأتباعهما ممن لم تتلوث أياديهم بالدماء، فهذا ما قام به رسول الأمة صلى الله عليه وسلم في يوم انتصاره الأول، كما قام بذلك الرئيس مبارك عندما أطلق سراح مساجين سلفه السادات واستقبلهم في قصر الرئاسة، لذا اعتبرت أول 10 سنوات من عهد مبارك العصر الذهبي له، وهو ما يكفيكم فأنتم لا تعتزمون البقاء لأكثر من 8 سنوات والتي حددها الدستور.

***

نرجو أن يمتد العفو لرجال الأعمال المصريين الذين ألقوا ـ إبان هوجة الانفعال ـ في السجون، وكان جل ذنبهم أنهم أحالوا صحاري مصر إلى مدن وجنات غناء سكنها الملايين وبحجج زائفة هي أنهم حازوا الأراضي التي عمروها بعقود شرعية من الدولة بأسعار متهاودة متناسين كلفة تعميرها، وأن ذلك الرخص ـ إن صدقت المقولة ـ انعكس على سعر البيع للمواطن المصري، وكيف لمستثمر مصري أو أجنبي أن يستثمر في مصر وهو يرى الدولة تنكث عهودها وترمي بالمستثمرين في السجون؟!

***

وبودنا أن تستقبلوا في أيامكم الأولى كبار رجال الإعلام في بلدكم وحتى في عالمنا العربي من أصحاب الصحف والفضائيات وكتابها ومذيعيها، فهؤلاء من دعموكم وهؤلاء من سيتم عبرهم ترسيخ الاستقرار السياسي الذي لا غنى لكم عنه، كي تبدأ عجلة الاقتصاد بالدوران والناس بالعمل، فقد نهضت أمم كحال الهند والصين وهم أكثر عددا من مصر بمرات عديدة وأثبتوا ومثلهم كوريا وماليزيا والبرازيل وسنغافورة وغيرهم كيف لأحلام وأعمال القادة أن تحيي الأمم وهي رميم وتسير بها للمستقبل المشرق.

***

آخر محطة: (1) ما يثبت نزاهة الانتخابات الرئاسية المصرية الأخيرة، أن الحال لو كان كما هو في السابق لتم تزوير أعداد المصوتين ولما احتاج الأمر لمد زمن الانتخابات أي إن تمديد الأيام يثبت بشكل قاطع عدم تزوير الأرقام.

(2) أرسل لي مستشار كويتي يعمل في جامعة الدول العربية وانتدب لمراقبة الانتخابات أنه زار عشرات المراكز الانتخابية ولم يشهد ما يريب، كما تابع عملية إغلاق الصناديق ونقلها بمعية القضاة والمندوبين ورجال الأمن.

(3) حصل الرئيس عبدالفتاح السيسي على 23 مليون صوت في انتخابات حرة نزيهة بينما حصل الرئيس مرسي على 13 مليون صوت في انتخابات مماثلة، فمن الأكثر تمثيلا للشعب المصري؟! الإجابة أوضح من الشمس في رابعة النهار.

@salnesf

سامي النصف

في الانتخابات المهم النزاهة لا نسب المشاركة!

الديموقراطية تفترض كمبدأ عام الإيجابية في المشاركة بالانتخابات مع اعطاء الحرية لمن لا يريد التصويت، ولو كان الأمر غير ذلك لفرضت الديموقراطيات المتقدمة نسبا ادنى للمشاركة الشعبية مثل 30% وتلغى او تعاد الانتخابات ان لم تتحقق هذه النسبة، واضح ان احدا لم يخلق مثل هذا التشريع المختص بالنسب، فالانتخابات تتم بمن حضر ويفوز من يحصل على الأغلبية من هؤلاء ومقياس صحتها هو النزاهة ولو جعلنا نسب المشاركة هي المقياس لأصبحت انتخابات الدول الاسكندنافية باطلة لقلة المشاركة فيها بسبب قلة المشاكل، ولباتت الانتخابات القدوة هي انتخابات جمهوريات الخوف التي يرغم فيها الناس على الخروج والتصويت، فقد حصل صدام في 16/10/2002 على 100% من أصوات من يحق لهم التصويت اي انه لم يمت احد في ذلك اليوم المبارك الا بعد ان ادلى بصوته وقبله حاز الرئيس الديكتاتوري السوري حسني الزعيم 103% من الأصوات التي جرت في 26/6/1949 اي اكثر ممن يحق لهم التصويت بـ 3%.

***

ولم يعرف في اي ديموقراطية محترمة ان يحسب مجموع نسبة من لم يصوت لجهة ما، فإن صوت 40% من الناخبين الاميركيين ادعى طرف ما انه يمثل 60% ممن قاطعوا ولم يصوتوا وهو منطق لا يقول به عاقل لوجود ملايين الاعذار المختلفة لمن لم يصوت اي بعدد المتخلفين، وفي هذا السياق هناك فارق كبير بين الانتخابات الرئاسية المصرية عام 2012 التي كانت النتائج فيها متقاربة وغير محسومة مما يشجع الناخب على التصويت وبين الانتخابات الحالية التي تسبب الكشف المبكر عن نتائج التصويت في الخارج – وهو ما انتقدناه في مقال الخميس الماضي- في عزوف كثير من الناخبين عن التصويت في انتخابات حسمت سلفا فلم العناء؟!

***

يضاف الى ذلك حصر التصويت هذه المرة في «الموطن الانتخابي» الذي لم يأخذ في الحسبان وجود 13 مليون مصري يعملون بعيدا عن موطنهم كحال اهل الصعيد، ومحافظات الاطراف ممن يعملون في القاهرة والاسكندرية.. إلخ، ما استدعى مد الانتخابات يوما ثالثا لإتاحة الفرصة لهم للسفر والتصويت في مدنهم وقراهم، كما ان للطقس الحار او القارس او الممطر دورا كبيرا في عدد المشاركين في اي انتخابات رئاسية او برلمانية في العالم ومعها قرب الامتحانات النهائية للمدارس في مصر.

***

آخر محطة: في الكويت احد اقدم الديموقراطيات المستمرة في الوطن العربي، تقاطع كثير من التوجهات السياسية الرئيسية مثل التكتل الشعبي والإخوان والمسار المستقل الانتخابات التكميلية الحالية عبر عدم انزال مرشحين لها وهو امر يجب الا يمنعهم من التوصية بانتخاب الاكفاء والأمناء من المرشحين الحاليين بدلا من ترك كراسي البرلمان الخضراء للباحثين عن الثراء السريع.

سامي النصف

أمة دخلت إلى الكهف!

ماذا لو تصفحت الجرائد الأميركية هذه الأيام ووجدت انها لاتزال تناقش «المكارثية» وحقوق السود المدنية، ثم اطلعت على الصحف البريطانية فوجدت انها مشغولة على أشدها بتأميم قناة السويس وأحقية التدخل العسكري للسيطرة عليها؟! قطعا ستظن ان تلك دخلت الى الكهف واختفت لنصف قرن او يزيد وعادت هذه الأيام كون الأمم الحية تمتاز بالحراك لا الجمود، فتطوي ملفاتها وتتقدم الى الأمام ولا تبقى واقفة «مكانك سر» في المربع الأول لا تبارحه.

***

اطلعت على ما كتبه شهيد الصحافة العربية الكبير كامل مروة في الفترة من 1951 الى 1955 وقد اخترت مروة لتفاعله مع القضايا العربية، وسأعرض قليلا مما كتبه منعا للإطالة لنعرف هل تغير الحال في أمتنا العربية المجيدة ام مازلنا ندور في المشاكل نفسها منذ قبل 60 عاما مع متغيرات صغيرة هنا وهناك؟ وقد أتى في الآية الكريمة: (قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين، قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم) أي مرت عليهم السنون وكانوا يعتقدونها يوما او بعض يوم كحال أمتنا هذه الأيام!

***

في مقال 23/9/1952 يكتب مروة عن صعوبات وإشكالات انتخابات الرئاسة اللبنانية آنذاك بعد استقالة الرئيس بشارة الخوري ودخول البلد في مأزق سياسي، فيقول نصا: «ليس مهما من ينتخب رئيسا للجمهورية، المهم ما يتعهد الرئيس بتنفيذه»، وعن الانتخابات السورية يكتب في 6/8/1955 حول انحصارها في القوتلي وحفار «هذه الأيام بين بشار وحجار» بعد حكم ديكتاتوري طويل (حكم الشيشكلي) وأن سورية لم تعد مشكلة إقليمية بل عالمية وانها في حاجة لرئيس يرجعها للصف العربي، ويلوم في مقال 16/8/1955 النواب السوريين بأنهم من يصنعون من الرئيس ديكتاتورا عندما يصورونه داهية وعبقريا!

***

وإلى العراق حيث يتحدث في مقال 12/6/1954 عن السيد نوري السعيد (لا نوري المالكي) فيقول انه كان يحوز أغلبية في المجلس السابق، اما في هذه الانتخابات فلم يحز إلا 56 مقعدا من 136، لذا فقد السيطرة على المجلس النيابي وأصبح أسير المستقلين والكتل الأخرى. والى مشكلة القدس يكتب في 15/12/1953 عن وصول القاصد الرسولي الجديد اليها الذي عكس قلق قداسة البابا ورغبته في ان تكون القدس مفتوحة للأديان السماوية الثلاثة.

***

آخر محطة: (1) في يوم الأربعاء 7/7/1954 يكتب الراحل الكبير مقالا بعنوان «عندما يبور الاصطياف» يقول فيه ان موسم الاصطياف قد ضرب، ويلقي باللائمة على العوامل الداخلية وسوء استغلال السائح، وقبل ذلك في 12/7/1952 يكتب مقالا عن «منحة الاصطياف» وهي ما تقوم به آنذاك مفوضية السياحة اللبنانية من دفع ثمن تذاكر سفر للمصطافين الى لبنان تشجيعا لهم، ويقترح ان يضاف للمنحة دفع ثمن تذاكر موسم الاصطياف القادم للسائح لضمان عودته، وفي 18/6/1952 يقول ان أقرب طريق للموت هو قيادة السيارة في لبنان «ومازال».

***

(2) في 16/5/1966 أوعزت المخابرات الناصرية الى الناصري ابراهيم قليلات بقتل كامل مروة فأرسل عدنان سلطاني فقتله بمسدس كاتم للصوت، متناسيا سيرته النضالية الطويلة، حيث توجه مروة إبان الحرب الثانية لأوروبا الشرقية لمحاربة الإنجليز والفرنسيين وسجن إثر ذلك، ويروى ان الناصري «منح الصلح» أراد ان يظهر إنسانية نظام الرئيس عبدالناصر فقال للشيوعي الساخر محسن ابراهيم: هل تعلم ان عبدالناصر أبرق فور اغتيال كامل مروة لعائلته يعزيهم في الحادث الأليم؟ فأجابه إبراهيم على الفور: «منيح انه لم يرسل البرقية قبلها بيوم».

@salnesf

سامي النصف

من هم بحق أعوان الاستعمار؟!

لم تدمر تهمة الأوطان العربية وتغير خارطة المنطقة السياسية للأسوأ مثل تهمة «العمالة للاستعمار» التي كانت تطنطن بها الإذاعات الثورية والتي أسقطت بسببها الأنظمة الملكية العربية ذات التوجهات الليبرالية، وحلت محلها الأنظمة الثورية القمعية التي أهلكت الزرع والضرع وأفقرت الأمة وتسببت في الهزائم المنكرة واحتلال الأراضي العربية، لذا من الواجب أن نعرف المستعمر الحقيقي كي نعرف أعوانه وعملاءه.

***

مع انتهاء الحرب العالمية الثانية قررت الحكومة العمالية البريطانية التي انتخبت عام 1945 ان استعمار الدول الأخرى قضية غير مجدية ومكلفة اقتصاديا بسبب التزايد السكاني الضخم للشعوب المستعمرة وبدء هجرتهم المعاكسة لبريطانيا، لذا تم الانسحاب من الهند جوهرة التاج البريطاني، ولم تعد هناك بالتبعية حاجة للتواجد العسكري في الشرق الأوسط الذي وجد لحماية الطريق إلى الهند، وعليه فقد تم سحب القوات من فلسطين وعقدت اتفاقيات جلاء عام 1946 مع العراق ومصر مع اشتراط حق العودة للمنطقة في حال محاولة الاتحاد السوفييتي احتلالها واستعمارها كما تم له احتلال دول شرق أوروبا تعلما من درس السماح لهتلر باحتلال الدول الأوروبية الصغيرة، وهو ما تسبب في إطالة زمن الحرب الكونية الثانية لست سنوات بسبب استخدام هتلر للموارد البشرية والطبيعية للدول التي احتلها، وقد حرك ستالين المظاهرات في مصر والعراق ضد معاهدتي بيفن ـ صدقي وبيفن ـ جبر رغم تضمنهما سحب القوات البريطانية منهما دون حرب أو ضرب.

***

ولم تكن الولايات المتحدة دولة استعمارية، ومن ثم لا صحة لأكذوبة «محاربة الاستعمار الغربي» التي راجت آنذاك والتي قيل إنها السبب في تحرر الشعوب، والمثال الواضح على زيف تلك الدعاوى، منح بريطانيا الكويت استقلالها عام 1961 والإمارات عام 1972 وجميعها دول نفطية وافرة الثراء قليلة السكان لم تطلق فيها رصاصة واحدة ضد الإنجليز، بل على العكس فقد تمت محاولة طلب تأجيل الانسحاب البريطاني من دول الإمارات المتصالحة خوفا من احتلالها بالكامل من قبل شاه إيران، إلا ان بريطانيا أصرت على الالتزام ببرنامج الانسحاب من شرق السويس.

***

في المقابل كان الاتحاد السوفييتي هو الدولة الاستعمارية الأولى في العالم، حيث كان يستعمر الجمهوريات الإسلامية وأوكرانيا وجمهوريات البلطيق ودول القوقاز بدلالة استقلالها اللاحق منه، إضافة الى احتلال واستعمار دول أوروبا الشرقية فور انتهاء الحرب الكونية وأفغانستان لاحقا، ومن ثم فقد كان حلفاؤه الثوريون بالمنطقة ممن منحوه القواعد العسكرية والمعاهدات الدفاعية التي كانت شروطها أسوأ بكثير من شروط حلف بغداد مع قيام الدب السوفييتي وسفرائه ممن كانوا بمثابة مندوبين ساميين بالتدخل الكامل في شؤون حلفائه بالمنطقة الداخلية والخارجية، هو من يصح أن يطلق عليه بحق لقب «الاستعمار» وعلى حلفائه «أعوان وعملاء الاستعمار» لا العكس.

***

آخر محطة:

(1) المنطق المعكوس الذي ساد آنذاك يتكرر هذه الأيام بالمنطقة، فمن يدعي بالعمالة على الأنظمة والتوجهات الليبرالية في مصر وليبيا وغيرهما هو.. للعمالة أقرب!

(2) من الأكاذيب الفاقعة لذلك العصر، دفع موسكو لعملائها في المنطقة وخارجها لخلق منظومة ادعوا انها غير منحازة للمعسكرين الشرقي أو الغربي، بينما هي في واقعها منحازة حتى النخاع للاتحاد السوفييتي ونظامه القمعي ومعادية حتى النخاع للمعسكر الليبرالي الغربي حتى انها سكتت عن نحر الشعب الهنغاري (عام 1956) والتشيكي (عام 1968) من قبل جيش الاحتلال السوفييتي!

سامي النصف

لقاء حول الأمن الفكري والإرهاب!

استضافتنا قناة العربية ضمن برنامج «بانوراما» الذي تقدمه السيدة منتهى الرمحي للحديث حول الأمن الفكري والإرهاب المنتشر بشكل لافت في المنطقة العربية هذه الأيام بشكل بات يهدد وحدة اراضيها، وقد رأينا ان الارهاب هو مرض خطير حاله كحال اي مرض آخر يساهم في استفحاله وانتشاره ثلاثة امور: اولها انكار الاصابة بالمرض، ثم التشخيص الخاطئ، والثالث تركه دون علاج.

***

وظاهرة الارهاب ليست امرا مستجدا على الساحة العربية حيث كانت بدايتها في الستينيات والسبعينيات عندما انفردنا كعرب دون الحركات التحررية والوطنية واليسارية الأخرى في العالم بعمليات الارهاب وترويع الابرياء من رجال ونساء عبر خطف الطائرات والبواخر السياحية وتفجير السفارات ومهاجمة المطارات والقيام بالاغتيالات واقتحام الدورات الأولمبية العالمية، ولم يدن احد تلك الممارسات الارهابية التي لم يقم بمثلها الفيتناميون او الافارقة خوفا من ان تمس الإدانة سمعة القضية الفلسطينية التي ارتكبت كل تلك الجرائم باسمها ومن ثم بالتبعية انكار الاصابة بالمرض تارة وتشخيصه بشكل خاطئ تارة اخرى عندما اعتبرت تلك الأعمال ضمن المقاومة الوطنية المشروعة ومن ثم استفحل وانتشر المرض.

***

وإبان الحرب العراقية ـ الايرانية فترة الثمانينيات تحول الارهاب اليساري الى ارهاب لقوى إسلامية شيعية قامت بخطف الطائرات وتفجير السفارات.. إلخ، والملاحظ ان الفاعلين آنذاك لم يكونوا من الشيعة غير العرب بل كانوا عربا من لبنان والعراق ودول الخليج مما يظهر ان الارهاب قضية تقبل بها ثقافتنا العربية التي تتقبله كوسيلة للوصول الى الغايات التي تراها نبيلة.

***

وبعد مرحلة غزو الكويت حتى اليوم انحسر الارهاب – الشيعي العربي كما انحسر قبله الارهاب اليساري – العربي بعد ان ثبتت عدم جدواه ليحل محله ارهاب سني – عربي كذلك، ممثل في تنظيم القاعدة وتوابعها ولم يلحظ احد وجود مشاركين في تلك الأعمال الارهابية من مسلمين إندونيسيين أو ماليزيين أو بنغال وأفارقة وباكستانيين وهنود.. إلخ رغم كثرتهم العددية وتنوع ثقافاتهم مما بات يهدد بتشطير وتفتيت بلداننا العربية ولو أننا لم نجامل لوأدنّا وحاربنا الارهاب منذ يومه الأول قبل خمسين عاما بدلا من التسلي بمقولة اننا ـ ودون امم الارض ـ لا نعرف تعريفا محددا للارهاب ولا الفارق بينه وبين حركات التحرر الوطني، لما استشرى سرطان الارهاب ولما وصلنا الى ما وصلنا إليه.

***

آخر محطة: (1) جميل ان يتبنى وزراء الداخلية العرب كما حدث مؤخرا قضية «الأمن الفكري» كوسيلة لتعزيز المواطنة ومحاربة الارهاب.

(2) كانت جماعة أبو نضال ابان النضال الارهابي اليساري هي الاكثر تشددا في الوطنية كحال تشدد تنظيمي القاعدة وداعش في دعاوى الاسلام هذه الأيام، فيما بعد كشف الباحث البريطاني المختص في شؤون المنطقة باتريك سيل في كتابه الشهير «أبونضال بندقية للإيجار» ان ابونضال الذي يدعي التشدد كان مرتزقا اجيرا لمن يدفع اكثر وانه استخدم كثيرا من اعداء الأمة.

(3) كانت اوروبا حتى النصف الاول من القرن العشرين تماما كحال الأمة العربية هذه الأيام تمتلئ ارضها بالحروب الخارجية والأهلية والفقر المدقع والدمار وقضايا النزوح واللاجئين والارهاب، حتى ان الحرب الكونية الأولى التي ذهب ضحيتها 15 مليون اوروبي تسبب فيها عمل ارهابي قامت به منظمة «الكف الأسود» الصربية ضد ولي عهد النمسا وزوجته، بعد النصف الأول من القرن العشرين توقفت الحروب في اوروبا واستقرت في منطقتنا العربية وستبقى وستستفحل ما لم نواجه مشاكلنا بصراحة وصدق.

 

سامي النصف

إشكال مصر ليس بالقصر!

إن كنا ومثلنا الأغلبية المطلقة من الشعب المصري قد دعمنا المرشح عبدالفتاح السيسي، إلا أننا لا ندعي للحظة أن بيده مفتاحا سحريا لحل كل إشكالات مصر المتعاظمة والذاهبة إلى المزيد من التعقيد مع كل يوم يمر، فما نقوله هو أنه أفضل بكثير من منافسة على الرئاسة، وأفضل ممن سبقه والذي أساء لما يمثله بأكثر مما يستطيعه أعدى أعداء ذلك التوجه السياسي.

***

فمشكلة مصر مرتبطة بالشارع وليس بالقصر، وأولى تلك الإشكالات الكبرى هي «الانفجارات السكانية» على أرض محدودة الموارد يتم فيها توفير الخدمات التعليمية والصحية بالمجان، كما تتعهد الدولة بتوظيف الجميع، ويتم تقديم الخبز والكهرباء والماء بأسعار زهيدة تتحمل كلفتها الحقيقية ميزانية الدولة ذات العجوزات الضخمة، إضافة الى حقيقة أن الشرائح الأسرع تكاثرا هي الأقل اهتماما بالتربية والتعليم والتدريب مما ينتج عنه وجود أعداد بشرية وافرة غير منتجة وتشكل عبئا كبيرا على الدولة المصرية.

***

ويزيد الطين بلة مجموعة إشكالات غير مسبوقة في تاريخ مصر، منها تناقص مياه النيل بشكل كبير ومتوقع أن يبدأ أوائل عام 2016 كنتيجة لانتهاء أعمال سد النهضة الحبشي وتجميع المياه خلفه، مما يجعل مصر مهددة خلال عامين من تولي المشير السياسي الرئاسة بالعطش والتصحر والظلام، ومن الإشكالات انتشار العمليات الإرهابية المدعومة هذه المرة من جماعات سياسية رئيسية تضم أعدادا كبيرة من الأتباع، وتحظى بدعم دول كبرى بعكس العمليات الإرهابية السابقة التي كانت تقوم بها مجاميع صغيرة يمكن السيطرة عليها.

***

وبسبب الإرهاب ونقص الطاقة قد يحجم بعض المستثمرين والسائحين عن القدوم لمصر مما سيضاعف حجم المشاكل الاقتصادية ويشكل ضغطا على سعر صرف الجنيه في بلد يستورد كل شيء، يضاف الى ذلك موروثات العهد الاشتراكي من عدم اتقان الجموع لحرفها وعدم الرغبة في العمل لساعات طوال في ظل العولمة، حيث تتوافر البدائل الأكثر جودة والأرخص سعرا من دول العالم الأخرى وعلى رأسها الصين ودول شرق آسيا.

آخر محطة: (1) نرجو ألا تضطر أو ترغم مصر مستقبلا على التورط في حروب خارجية ضد اثيوبيا كنتيجة للضغط الشعبي وأخرى ضد بعض الجماعات المتطرفة في ليبيا تزامنا مع حرب ثالثة ضد الإرهاب بالداخل.

(2) الانخفاض المتوقع في الحقبة القادمة لأسعار النفط والغاز سيضر مصر بشكل مزدوج، فمن ناحية سيخفض من دخلها كونها دولة مصدرة للنفط والغاز وسيحد في الوقت ذاته من الدعم الخليجي.

(3) تعلمنا تجارب المنطقة أن إبقاء حالة الفوضى وعدم الاستقرار يقتضي تقوية الطرف الضعيف وإضعاف الطرف القوي، لذا لابد أن نشهد في المستقبل القريب عودة قوية للقوى المعادية للمشير السيسي بعد انتصاراته السياسية الساحقة الأخيرة.

 
@salnesf

 

 

سامي النصف

مصر بين آيزنهاور وريغان!

  حكم الولايات المتحدة في حقبة ما بعد الحرب الكونية الثانية رئيسان مشهوران احدها ذو خلفية عسكرية كحال المشير عبدالفتاح السيسي في مصر وهو الجنرال آيزنهاور الذي ارغم قوى العدوان الثلاثي عام 1956 على الانسحاب من ارض الكنانة، وكان قد اقترح آنذاك مشروعا عسكريا ـ اقتصاديا للشرق الاوسط هو حلف بغداد.

ومشروع آيزنهاور الاقتصادي الشبيه بمشروعين عسكريين ـ اقتصاديين تم تقديمهما وقبولهما دون مشاكل من قبل دول شرق آسيا وغرب اوروبا، مما ساهم في إثراء وتقدم شعوبهم.

***

وكانت تلك المشاريع الاميركية تتضمن اقامة احلاف عسكرية وانشاء مصانع متطورة ومزارع نموذجية في الدول المعنية وفتح ابواب الاسواق الاميركية لمنتجاتها الصناعية والزراعية، مما يضمن بالتالي اثراء الشعوب وابعادها عن الشيوعية ومنع الحروب بين دولها التي تدمر الاوطان وتفقر الناس.

***

إلا ان الأستاذ محمد حسنين هيكل، أطال الله في عمره وهو المستشار الاوحد ومنظر وعقل وراسم سياسات وكاتب خطابات الرئيس جمال عبدالناصر وصانعه، والباحث دائما ولاسباب غريبة وغير مفهومة عن اعداء لمصر وللامة العربية (تمت في احد الاوقات معاداة المعسكرين الغربي والشرقي في آن واحد)، افشل ذلك المشروع، وادخل المنطقة في سلسلة حروب لم تنته حتى يومنا هذا، ولم يكن عبدالناصر الا «دمية» خلقها وسوقها هيكل ثم دمرها ودمر الامة العربية معها.

***

وحكم الولايات المتحدة كذلك ممثل سينمائي فاشل هو الرئيس ريغان حاله حال المرشح حمدين صباحي الذي شارك كممثل كمبارس في بعض الافلام غير الناجحة، مما جعل البعض يتساءل: هل سينجز فيما لو انتخب كما انجز ريغان؟! الحقيقة ان ريغان لم يأت من التمثيل مباشرة للرئاسة، بل مر عبر العمل الاداري المنظم الذي مارسه لسنوات كحاكم لولاية كاليفورنيا، كما عرف عن ريغان توقفه ـ مع دخول المعترك السياسي ـ عن ممارسة التمثيل والخداع والكذب، ولا يعلم ان كان المرشح صباحي قد قام بالشيء ذاته؟!

***

آخر محطة: 1 ـ في الديموقراطيات الاخرى، التصويت في الخارج وان تم قبل انتخابات الداخل الا ان نتائجه لا تعلن الا عند اعلان النتائج النهائية لا قبلها.

2 ـ برنامج المشير عبدالفتاح السيسي الذي يطلب من خلاله ترشيد استخدام الكهرباء والماء والرغيف اكثر واقعية وفاعلية وصدقا بكثير من برنامج المرشح حمدين صباحي الذي يشتمل على وعود حالمة خادعة كتوزيع اراض زراعية وألوف الجنيهات لكل مصري، وهو امر يعجز عن انجازه حتى الجن والعفاريت!

 – @salnesf