د. حسن عبدالله جوهر

مجلس «تبون ولا كيفكم»؟!

سميت “بشارة لأهل الكويت” القرار التاريخي الذي أسفر عنه اجتماع السلطتين في مكتب رئيس المجلس بدلاً من الجلسة الخاصة بشأن رفع أسعار البنزين، حيث قرر الحضور منح كل مواطن يحمل رخصة قيادة 75 لتراً من البنزين شهرياً، واختلف المفسرون حول قيمة هذا الإنجاز، فهل يعادل 6 أو 7 أو 8 دنانير شهرياً!

من الواضح أن رسالة مجلس 2013 التاريخي مميزة ومعبّرة وفي الوقت نفسه صادقة وصريحة، فهذا المجلس يعد بحد ذاته إنجازاً، فهو الإنجاز الذي حمله نظام الصوت الواحد، وهو الإنجاز الذي حل محل المعارضة الغوغائية والمخيفة، وهو الإنجاز الذي وعد بتمثيل الأقليات تحت قبة البرلمان، وهو الإنجاز الذي تحمل مسؤولية تهذيب لغة الحوار والارتقاء بمستوى الطرح في قاعة عبدالله السالم، وهو الإنجاز الذي أخذ عقول الناس نحو تحقيق التنمية، وهو الإنجاز الذي تنبأ بوقف الفساد وكشف المرتشين، وهو الإنجاز الذي توعّد الحكومة بالعواقب الوخيمة وهز أركانها واستجواب وزرائها والإطاحة برئيسها في حال اقترابها من جيب المواطن! متابعة قراءة مجلس «تبون ولا كيفكم»؟!

د. حسن عبدالله جوهر

تبعات قانون «جاستا»!

قانون “جاستا” لم يناقش من قبل المحللين العرب عموماً والباحثين في منطقة الخليج خصوصاً، في بعده السياسي والاستراتيجي، فقد جاءت ردود الفعل على المبالغ المالية التي قد تستقطعها المحاكم الأميركية من الأرصدة السعودية في الولايات المتحدة لمصلحة أسر الضحايا في أحداث 11 سبتمبر الإرهابية، وقد يكون الهدف بالفعل هو التحصيل المالي من أموال السعودية في الولايات المتحدة وبمبالغ ضخمة بل خيالية، إلا أن الإجراءات القانونية والفنية في هذا الصدد قد تستغرق سنوات قادمة، ومن الممكن أن تتخللها ضغوط وتحركات سياسية متفاوتة في مقاصدها ومراميها.

إلا أن قانون “جاستا” وهو اختصار لعبارة “العدالة ضد الإرهاب” يحمل بعداً سياسياً مهماً يسعى إلى فرض الهيمنة الأميركية على دول العالم وفي مقدمتها الدول العربية، حيث يحمّل القانون مسؤولية الأعمال الإرهابية المباشرة منها وغير المباشرة، وعبر التنظيمات أو الأفراد، للحكومات، ويشمل ذلك كل أشكال دعم الإرهاب وتشجيعه وممارساته وتطبيقاته بما فيها الفكر والثقافة ومناهج التعليم، ولهذا فإن المملكة العربية السعودية ستكون أول من يطبّق عليها مثل هذا القانون. متابعة قراءة تبعات قانون «جاستا»!

د. حسن عبدالله جوهر

التأمين الصحي للمتقاعدين… بالأرقام!

تم تناول قانون التأمين الصحي للمتقاعدين من عدة جوانب، أغلبها يتعلق بالبعد السياسي ومدى تلبيته لاحتياجات المتقاعدين الفعلية في العلاج والرعاية الطبية المناسبة، وبشكل إجمالي جاءت ردود الفعل سلبية جداً تجاه القانون، فكالعادة كانت الإسقاطات الساخرة والحس الفكاهي سيدة الموقف، خصوصاً فيما يتعلق بالبند الخاص بتغطية الحمل والولادة، وهو أمر بلا شك مثير للغضب والاستهجان.

لا نلوم الرأي العام الكويتي المحبط وردة فعل الأغلبية من المواطنين على الكثير من القرارات الحكومية أو التشريعات النيابية التي باتت تفصّل وفق قياسات تنفيعية خاصة، ولا نلوم ارتفاع وتيرة الغضب جراء توقيت هذه المنافع مع سياسات التقشف ومحاولات استغلال المواطن العادي تارة بجعله البقرة الحلوب ومد اليد إلى جيبه مباشرة عبر زيادة الأسعار ورفع الدعم الحكومي عن بعض السلع والخدمات، وربما يصل الأمر إلى تقليص الرواتب، وتارة أخرى من خلال استغلال هذا المواطن نفسه باسم تقديم الخدمات له عبر قوانين مثل التأمين الصحي. متابعة قراءة التأمين الصحي للمتقاعدين… بالأرقام!

د. حسن عبدالله جوهر

المتاجرة بالدين!

دور الانعقاد الأخير لمجلس الأمة سوف يشهد تحولاً جديداً في الأداء والاستعراض، وهذه المرة بلباس الدين، وملامح “تديّن” البرلمان بانت مع العطلة الصيفية عندما أطلق بعض النواب الدعوة إلى تحويل ساحة الصفاة إلى ميدان للقصاص والتعزير بما في ذلك ضرب الرقاب!

وبدأت حملة جديدة ومفاجئة للاعتراض على حفل موسيقي أقيم في أحد المجمعات التجارية والتهديد بالاستجواب رعاية لمبادئ الدين الإسلامي! ولن نستغرب إذا تغير الشعار والطرح البرلماني نحو أسلمة القوانين وتعديل المادة الثانية من الدستور وغيرها من صور المتاجرة بالدين، وذلك لسبب بسيط هو اقتراب موعد الانتخابات العامة، وإفلاس الأغلبية من النواب في إثبات أية هوية أو خصوصية لمجلس 2013 أو برنامجه، فالانطباع العام عن مجلس الأمة الحالي أنه ملكي أكثر من الملك، وأنه يدار بالريموت كنترول الحكومي، وسجله التشريعي ترك وصمة عار في جبين الديمقراطية الكويتية من خلال القوانين الخانقة للحريات وتعطيل الحقوق السياسية في الترشح والانتخاب لمنافسي النواب الحاليين، والإخفاق الكامل في كشف أي من ملفات الفساد، وإقرار زيادة الأسعار والرسوم على المواطنين، وإخراج بعض المسرحيات الهزلية وتسميتها بالاستجوابات، وهذا الأداء جعل الكثير من الناس يترحمون على المجالس السابقة رغم سلبياتها الكثيرة، ولكنها كانت تحافظ على شيء واحد هو هيبة مجلس الأمة! متابعة قراءة المتاجرة بالدين!

د. حسن عبدالله جوهر

كذبة البنزين!

قصة رفع سعر البنزين تحولت إلى كذبة كبرى لإلهاء الرأي العام عن الكثير من القضايا المهمة وحالة الفوضى السياسية العارمة التي تعيشها الدولة منذ عدة سنوات، وما تخفي هذه الفوضى من نتائج مخيفة على مستقبل الكويت، سواء ما يتعلق بتجفيف الموارد المالية أو التغطية على أمهات المشاكل والاختلالات التي نشهدها أو إخفاء معالم جرائم النهب المنظم للأموال العامة، خاصة في المشاريع المليارية المشبوهة!

قبل أيام تم ترويج واحدة من أكبر الأكذوبات لإشغال الناس عن موضوع زيادة سعر البنزين في بدايته، حيث كانت القضية ساخنة وردود الفعل قوية جداً إلى درجة قدرتها على إلغاء ذلك القرار في مهده، وتمثلت تلك الكذبة في اختلاق قصة وهمية، وهي صدور عفو أميري بمناسبة عيد الأضحى، وهي قصة لم يكن لها أي أساس من الصحة، ولكن الناس لم تكتفِ بتصديق الكذبة، وإنما زادوا عليها البهارات بطريقة مضحكة مبكية، وحتى تكون الكذبة رائجة تم إقحام اسم النائب السابق مسلم البراك كمحور أساسي، وهل هو من المشمولين بالعفو؟ ومن كان يقول بأن تلك الرواية إنما هي مجرد “خديعة” كان الناس “ياكلونه بقشوره”! وقد تدّخل بعض النواب في تصريحات عجيبة وغريبة للترويج لفكرة تبديل وتغيير الأسماء الواردة في العفو، وكأن الموضوع حقيقي! وفعلاً نجحت أكذوبة العفو في أن تضرب الكويتيين بعضهم ببعض، وطفحت وسائل التواصل الاجتماعي بعشرات الآلاف من التغريدات والمقاطع الصوتية والرسائل النصية وتبادل القذف والاتهامات بناء على “وهم” وضاعت مع ذلك قصة البنزين! متابعة قراءة كذبة البنزين!

د. حسن عبدالله جوهر

درس كويتي في الهوية الخليجية!

الكويتيون أعطوا درساً بليغاً في تعزيز الهوية الوطنية قبل أن تنطلق الندوة التي ينظمها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ولو كنت مكان الأخ الفاضل وزير الإعلام لاتخذت قراراً جريئاً بإلغاء هذه الندوة واكتفيت بالوقفة الأصيلة التي جسدها الشعب الكويتي عبر وسائل التواصل الاجتماعي لمعنى الوفاء للكويت، ومصداقاً للانتماء الوطني من خلال استذكار تلك اللحمة النادرة التي وقفت في وجه الغزو الصدامي لبلدنا عام 1990.

موقف الكويتيين بمختلف مشاربهم وانتماءاتهم، باستثناء بعض مرضى النفوس، تجاه دعوة سميرة رجب لهذه الفعالية الخليجية جاء منسجماً مع المنطق، ويعكس تلقائية النتائج والجروح التي خلفها عدوان صدام حسين ضد بلدنا وشعبنا، ووفاء لدماء شهدائنا الذين قتلوا وأخفيت جثامين المئات منهم حتى هذه الساعة، وتصريحات سميرة رجب في تمجيد قاتل أبنائنا وحرقة قلبها على سيد شهدائها بالتأكيد لا تساوي عندنا «عفطة عنز»، ولكن «قواة عينها» وانعدام الحياء فيها لكي تأتي إلى ديرتنا لتعلمنا أصول الوطنية، لكنها وبحمد لله تعلمت درساً لا ينسى في احترام الناس وعقولهم وقلوبهم، فكان لها ما استحقته، وكذلك من تجرأ ووجه لها الدعوة ضارباً عرض الحائط بمشاعر أهلنا وخصوصا ذوي الشهداء. متابعة قراءة درس كويتي في الهوية الخليجية!

د. حسن عبدالله جوهر

«عزيزو» حريمي سفيه!

هاجت وسائل التواصل الاجتماعي قبل يومين بسبب مقطع فيديو تتحدث فيه امرأة، بحقارة لا يساويها سوى جبنها في الكشف عن شخصيتها، وهي تعترض على تسمية أحد الشوارع الفرعية في منطقة الشعب البحري باسم المرحوم حسن جوهر حيات، والاعتراض على إطلاق الأسماء على الشوارع أو المرافق العامة أو المناطق يبقى مسألة جدلية، وقد تناقش فيها المعايير العامة ودرجة استحقاق الشخصيات لتخليدهم تبعاً لمستوى عطائهم للبلد، وخصوصا بعد أن عجت الكويت بالمئات من الأسماء على المدارس والشوارع والضواحي!

لكن الاعتراض الوقح والمتعمّد بزج عبارات الاستفزاز الطائفي والعرقي والمساس الصريح بشريحة من المكون الاجتماعي والنسيج الوطني الكويتي أين موقعه من الإعراب؟ ولماذا في هذا التوقيت؟ وما الهدف من بثه على مقطع مصور ليشاهده كل مواطن خلال بضع دقائق؟ قد لا يكون التفسير لهذه الجريمة الخسيسة سوى الفتنة أو استمرار هذه الفتنة القائمة بالفعل كلما أخذت تهفت وتنحسر. متابعة قراءة «عزيزو» حريمي سفيه!

د. حسن عبدالله جوهر

تحديات الاتحاد الجديد!

هل بدأت خطوات الإصلاح الحقيقي في قطاع الرياضة؟ وهل الإعلان عن اتحاد انتقالي لكرة القدم وإعادة تشكيل اللجنة الأولمبية الكويتية يعتبر المفتاح السحري لإعادة الأمل في نفوس شبابنا الرياضيين؟ وهل الشخصيات الجديدة، ممن تم تعيينهم، قادرون بالفعل على تصحيح الاعوجاج الكبير والمتراكم في مسيرة الرياضية الكويتية؟ وهل بالفعل يملكون إرادة حقيقية وإمكانات وقدرات ذاتية لإنعاش الجسم الرياضي الميت سريرياً؟ هذه مجموعة من التساؤلات يفترض أن تكون أرضية للتحدي الجديد الذي قبله السادة أعضاء اتحاد الكرة واللجنة الأولمبية، وأنهم في سباق مع الوقت وتحت مرمى رقابة وتقييم من وسط رياضي شرس للغاية ومتابع لأدق التفاصيل ولا يرحم في النقد، والأهم من ذلك منقسم على نفسه بين ولاءات سياسية متعددة ومتناقضة!

ترتيب الكويت في الاتحاد الدولي لكرة القدم وصل إلى المركز 128، أي في مستوى الحضيض، وبسبب الخلاف القانوني على التشريعات الرياضية فإننا محرومون من المشاركات الخارجية بدءاً من دورة الخليج وانتهاءً بكأس العالم، ومن المحتمل جداً ألا يتم الاعتراف دولياً بالاتحاد الجديد لأنه جاء عن طريق التعيين المباشر، لذا فإن الحالة الرياضية الداخلية هي الملاذ الأخير في إحداث أي تغيير حقيقي في مجال اللعبة.

لكن الحالة الرياضية وما أصابها من إحباط ويأس لن يكفيا لتغيير البوصلة باتجاه إنجازات باهرة، والتقشف في الميزانية لا يشفع في إدخال مزايا خارقة في مجال الرياضة، والحالة السياسية العامة والتذمر الواسع والفشل في معظم مفاصل البلد وتعثر المشاريع تنعكس بشكل واضح وسلبي على الرياضة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.

هناك مؤشران لقياس نجاح الاتحاد الجديد: الأول من خلال رفع مركز الكويت عالمياً في سجلات الفيفا، وهذا ضرب من المستحيل بسبب الإيقاف، والآخر يتمثل بالحضور الجماهيري للملاعب مع انطلاقة الموسم الجديد، الذي بدأ بالمنافسة في كل دول العالم عدا الكويت!

الحضور الجماهيري بحاجة إلى إعلام قوي وهذا متوافر تقريباً، لكن الإعلام لا يمكن أن ينجح بدون مستوى فني لشبابنا في الأندية الكروية، والارتقاء بمستوى اللاعب لا تكفيه المغريات المادية فقط ولكن روح الانتماء إلى الفانيلة والنادي والشعور الوطني، وهذا ما يستدعي برامج مكثفة واستعادة بريق الإرث الرياضي في أيامه الجميلة، ويعتمد ذلك بالتأكيد على حالة الانفراج العام وتضييق الفوارق الطبقية والسياسية والطائفية بين أبناء المجتمع، ومنهم شبابنا الرياضيون، حيث شهدنا بعض الشواهد المؤسفة التي تعكس حالة التعصب بكل أنواعه حتى بين اللاعبين أنفسهم في آخر موسمين رياضيين!

العقلية التجارية التي يحملها الاتحاد الجديد ومن يقف وراءه يجب أن تكون حذرة في ما يعرف بالخصخصة في قطاع الرياضة، فتجربة الخصخصة رغم أهميتها ونجاحها في الكثير من دول العالم، قد لا تكون مناسبة في الكويت على الأقل في الوقت الراهن، والشواهد على الكثير من برامج الخصخصة الأخيرة تؤكد أن مجموعة من التجار هم من استأثر بالمال والسلطة، ولم يجن منها الشعب الكويتي أي شيء يذكر، لذا فإن التأني والدراسة المستفيضة في غاية الأهمية في مجال الرياضة، وأخيراً يبقى أن يتذكر القائمون على الاتحاد أن الناس لا ترحم ولا يهمها كل التفاصيل، وهي في عجلة من أمرها بحلول سحرية وسريعة وإنجازات تمثل فارقاً حقيقياً، فالله يعينكم!

متابعة قراءة تحديات الاتحاد الجديد!

د. حسن عبدالله جوهر

بلد على حافة الإفلاس!

التصريحات الأخيرة على الصعيد الحكومي وكذلك النيابي بأن البلد مقبل على حافة الإفلاس خلال السنوات العشر القادمة لا تأتي من فراغ، وقد تكون لها دلالات حقيقية مؤلمة، وبالتأكيد تبعات سياسية وأمنية خطيرة، وبمعادلة بسيطة فإن الموارد المالية للدولة ستبقى وفق معدلاتها الراهنة المعتمدة على تصدير 2.5 مليون برميل من النفط يومياً، أي ما يعادل 50 مليار دولار سنوياً تقريباً، في حين يتوقع أن يصل حجم السكان إلى نحو 5.5 ملايين نسمة، 40% منهم من المواطنين. متابعة قراءة بلد على حافة الإفلاس!

د. حسن عبدالله جوهر

حتى التموين شيلوه!

هل تكون من إبداعات مجلس العجائب إعادة النظر في موضوع صرف التموين للمواطنين بداعي التقشف والإصلاح الاقتصادي؟! من المؤكد أن مثل هذه الاقتراحات من شأنها أن تكمل طوق الخناق على الكويتيين بعد رفع أسعار الوقود، وما تم الإعلان عنه برفع رسوم الكهرباء، ناهيك عن تخفيض الميزانية العامة للدولة بنسبة تصل إلى 30%، جلها طالت ما كان مخصصاً للتطوير الإداري والبحث العلمي والدورات الداخلية منها والخارجية!

هذا فقط ما تستطيع حكومتنا التفكير فيه للخروج من الضائقة المالية الناتجة عن تراجع أسعار النفط، ويأتي المجلس التابع ليزايد على الحكومة ويستعرض شعار “ملكي أكثر من الملك” دون أن يراعي حتى مشاعر الناس في النيل من حياتهم المعيشية! متابعة قراءة حتى التموين شيلوه!