د. حسن عبدالله جوهر

حلب!

صورة واحدة قد تكفي أحياناً لتلخيص ما تسطره آلاف الأقلام ومئات التحليلات وعشرات المناظرات المتناحرة حول قضية واحدة، ولعل القضية الأولى التي تشغل عقول وقلوب وجوارح الملايين من البشر حول العالم هي “حلب”.

الصورة لطفلة صغيرة بشعر أشعث تكسوها ثياب رثة بوجه اختطفه الذهول والرعب، يحملها رجل يفترض أنه جاء لإنقاذها في مكان تبدو عليه آثار الحرب والدمار، وقد اعتلت هذه الصورة كلمة “حلب”، ونفس هذه الصورة بكل تفاصيلها تتكرر في نسخة ثانية باختلاف الرجل المنقذ، وقد كُتِب عليها “الموصل”، وأيضاً ذات الصورة تتكرر في نسخة أخرى كما هي، ولكن بمنقذ ثالث وقد كتب عليها “اليمن”!

من حيث يعلم أو لا يعلم من صنع هذه الصورة أو مَن فبركها أو استغلها ثلاثاً، فهي تعكس الواقع المر سواءً كان في سورية أو العراق أو اليمن أو أي مكان آخر، فالأطفال هم وقود حروب الساسة والمعادلات الدولية وصفقات المصلحة والتآمر، لكن الواقع المزري الآخر هو استغلال الطفل ومأساته والمتاجرة بآلامه وجسده البريء وبراءته الطاهرة.

الحرب الطائفية المستعرة على خلفية حلب هي أكبر جريمة في المتاجرة السياسية بحلب وأطفال حلب، فالضحايا جرفهم أتون الحرب وغيبهم الموت والدمار والتشريد إما بالمدافع أو القصف وإما بالسكاكين والسيوف، ولا أحد، أياً كان، يجرؤ على الاحتفال وإظهار الفرح والغبطة بموت الأطفال على أتون وقع المعارك في حلب ونتائجها السياسية والعسكرية، ومن يحمل ذرة من هذا اللون من التشفي أو إظهار السرور لأن أطفال حلب قد قتلوا أو شردوا أو عاشوا بلا مأوى أو طعام، فهذا ليس من صنف البشر مهما كان يحمل من معتقد ديني أو قومي أو أخلاقي أو إنساني.

لكن ضرورات السياسة والإعلام تحتاج إلى تخريجات كهذه، فنتائج الحرب في حلب لم توثق بعد، ولابد من حصر الخسائر البشرية، ولاسيما المدنيين منهم من جهات حقوقية ومحايدة، وتحديد من ارتكب بحقهم المجازر والبطش وليحاسب المعتدي، وتبادل الاتهامات لن يجدي إلا المزيد من التأجيج والصراع والتعبئة الطائفية، فاتهام الحكومة السورية وحلفائها من الدول أو المقاتلين يقابله اتهام الجماعات المسلحة المصنفة إرهابية بقرارات أممية أو المعتدلة وحلفائها أيضاً من الحكومات أو المقاتلين من مختلف دول العالم.

إنها المتاجرة السياسية بالأطفال، ففي حين أن وسائل الإعلام في قمة التأجيج ووسائل التواصل الاجتماعي تحولت إلى براكين، وخطب المشايخ والسياسيين لا تكاد تتوقف، فإن ميدان حلب يقتصر على توفير الباصات الخضراء لتأمين ترحيل المسلحين وعوائلهم وأموالهم وسلاحهم، بينما أطفال حلب، وهم أصحاب العزاء لا عزاء لهم، وهذه الصفقة تتم باتفاق الروس والأميركان، بينما لم نرَ قطرة ماء أو قطعة خبز أو بطانية وصلت إلى حلب أو أطفالها!

حلب، وإن انتهى بها القتال، فإن دمارها يدمي كل قلب، ومع ركام حلب سوف تنتقل عدوى الحرب إلى مدن سورية أخرى كإدلب والرقة ودير الزور، فضلاً عن العشرات من المدن العربية الأخرى المنسية بآلامها وأرواح أطفالها، وبمثل هذه العقلية والقلوب المتأبطة شراً وحقداً لن يمكن إنقاذ طفل واحد، وسوف يبكي الجميع إما متفرقين في كل مرة أو معاً في نهاية المطاف، ولا حول ولا قوة إلا بالله!

متابعة قراءة حلب!

د. حسن عبدالله جوهر

هيبة المجلس و«المناديب» الجدد!

كنا نعيب على مجلس 2013 المنحل أنه تسبب بأدائه الضعيف في فقدان هيبة المؤسسة البرلمانية، وتعطيل أدواتها الرقابية والتشريعية، حتى أطلق عليه مجلس “المناديب”، ولذلك حملت الانتخابات الأخيرة العديد من شعارات إعادة هيبة المجلس، فغيرت أغلبية نوابه، وتركت مسؤولية ترجمة هذه الشعارات للأعضاء الحاليين. متابعة قراءة هيبة المجلس و«المناديب» الجدد!

د. حسن عبدالله جوهر

دخول المجلس وخروجه!

بانت بعض الملامح الأولية لخريطة مجلس 2016 بشكل مبكر، وأول مؤشرات ذلك انتخابات مكتب المجلس بدءاً بالرئيس وانتهاءً بأمانة السر، وقد لا يكون ما جرى في جلسة الافتتاح جازماً لمعرفة مستقبل العهد الجديد، إلا أنه يوحي بدخول الحكومة على الخط منذ اللحظة الأولى، فتشكيلة الحكومة واستبدال بعض المواقع فيها وإدخال وزراء جدد من المحسوبين على المعارضة من جهة، وقوتها التصويتية المتضامنة في انتخاب الرئيس ونائب الرئيس تأتي كرسالة واضحة وقوية مفادها “احم احم نحن هنا”، أما تكتيكاتها السياسية فكانت ذكية شئنا أم أبينا لأنها مثلث “دقرة” من العيار الثقيل لبعض التيارات السياسية وخصوصاً في المعارضة، ولهذه التكتيكات مغزاها وأهدافها نستعرض جملة منها. متابعة قراءة دخول المجلس وخروجه!

د. حسن عبدالله جوهر

خليجي (37)!

طوت مسيرة مجلس التعاون الخليجي دورتها السابعة والثلاثين في قمة المنامة دونما مفاجآت جديدة، وخصوصاً ما يتعلق بمشروع الاتحاد الخليجي، الأمر الذي يعكس عدم تبلور رؤية متكاملة متفق عليها في الوقت الراهن رغم الحماس الإعلامي ودفع بعض الشخصيات والتيارات السياسية في الدول الأعضاء، ومنها الكويت لمثل هذا الإعلان الكبير، واكتفت القمة بالمواقف التقليدية إزاء العديد من الملفات والقضايا الإقليمية والعالمية إضافة إلى تأكيد التعاون في شتى المجالات بين الدول الأعضاء. متابعة قراءة خليجي (37)!

د. حسن عبدالله جوهر

النواب الشباب!

في مقال سابق تحدثنا عن المرشحين الشباب في انتخابات مجلس 2016، وفرصهم في المنافسة على مقاعد البرلمان بعد أطروحاتهم الجميلة المصاحبة لروح الحماس والشجاعة السياسية، وأنها تلامس طموحات الناس بل تطلعاتهم وإرادتهم، وفي مقال آخر كتبنا عن تسونامي الشباب الذي انعكس في صناديق الاقتراع وعصف بنواب المجلس السابق ليستبدل معظم نوابه بوجوه جديدة، كان للشباب منهم خط مميز في دخول قاعة عبدالله السالم. متابعة قراءة النواب الشباب!

د. حسن عبدالله جوهر

انتخابات الرئاسة!

يفترض أن تنأى الحكومة بنفسها عن المشاركة في انتخابات الرئاسة في مجلس الأمة، وأن تلتزم الحياد التام لاعتبارات سياسية مستحقة خصوصاً في هذه المرحلة، أما التشدق بأن الوزراء يتمتعون بهذا الحق الدستوري في التصويت فهو كلام «مأخوذ خيره» للاعتبارات نفسها، ناهيك عن أن الامتناع عن التصويت يعتبر في حد ذاته ممارسة دستورية لا يمكن منازعتها لأي سبب من الأسباب. متابعة قراءة انتخابات الرئاسة!

د. حسن عبدالله جوهر

«طراقات» الشباب!

يمكن اختصار نتائج انتخابات 2016 بأنها “طراق” مستحق لمجلس 2013، فصناديق الدوائر الانتخابية جاءت بتسونامي تغيير على النحو التالي: الأولى 50%، الثانية 40%، الثالثة 70%، الرابعة 80%، الخامسة 60%، أي دخول 34 نائباً جديداً وهذا الرقم يمثّل الأغلبية المطلقة في البرلمان. متابعة قراءة «طراقات» الشباب!

د. حسن عبدالله جوهر

ثورة المرشحين الشباب!

ساعات قليلة تفصلنا عن صناديق الاقتراع لاختيار أعضاء مجلس الأمة، الذي سوف يعرف بمجلس 2016، وفي سيناريو يتكرر للمرة السابعة منذ عام 2003 حيث لم تكمل المجالس المنتخبة الستة الماضية دورتها الدستورية، وهذا السجل في حد ذاته يعكس ظاهرة “التخبط السياسي” بسبب استمرار السلطة التنفيذية في تحويل الإرادة الشعبية إلى حقل تجارب، دون أن تعطي الأمة وهي “مصدر السلطات” أدنى حقوقها في اختيار النظام الانتخابي. متابعة قراءة ثورة المرشحين الشباب!

د. حسن عبدالله جوهر

شباب… فقدناهم!

عندما تشتّت جمع الحراك، بكل ما حمل معه من مواقف وأطروحات وممارسات أيدها البعض ورفضها البعض الآخر، تبعثرت جموع الشباب وضاعت البوصلة السياسية القادرة على المضي في اتجاه موحّد يحمل معه جملة من القضايا الوطنية التي لا يمكن أن يُختلَف عليها حتى من خصوم وأعداء الحراك نفسه، ولهذا ظهرت العديد من المجاميع التي تدعي أنها استمرار لتلك الظاهرة السياسية التي نتجت بشكل عفوي لمواجهة الفساد عندما نخر في جسد السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية معاً. متابعة قراءة شباب… فقدناهم!

د. حسن عبدالله جوهر

مرشح مجلس 2013 وضمير الناخب!

عجيب أمر العديد من نواب مجلس 2013 ممن رشحوا أنفسهم للانتخابات القادمة، فتصريحاتهم الإعلامية ومقابلاتهم التلفزيونية وندواتهم الشعبية توحي بأنهم استنساخ جديد لمسلم البراك وصالح الملا وصفاء الهاشم ورياض العدساني، حيث “شلّخوا الحكومة تشلّخ” وحملوها كل البلاوي والإخفاق والفشل واستغلال العلاج بالخارج والتعيينات في الوظائف القيادية وأخيراً رفع سعر البنزين! لم يكتف فرسان المجلس المنحل بالنقد اللاذع ورفع سقف الخطاب السياسي كمعارضة شرسة، بل توعدوا الحكومة بالعين الحمرا وتعهدوا باستخدام أقصى أدوات المحاسبة، وهددوا بإسقاطها في حالة عدم القيام بدورها وفق تطلعات الشعب وهمومه وغضبه الذي بلغ حداً لا يطاق! متابعة قراءة مرشح مجلس 2013 وضمير الناخب!