فؤاد الهاشم

رجال ونسوان.. وقراءة فنجان!!

قال لي «نصاب عراقي» مقيم في لندن، يقرأ الطالع والكف ويكشف المستور ويفك المندل -ويقرأ على الطوفة يمشيها- إن له زبائن من منطقة الشرق الأوسط عامة،ودول مجلس التعاون الخليجي تحديدا، من كل المستويات والطبقات والدرجات، من بينهم شخصيات نسائية رفيعة المستوى ورجال سياسة واقتصاد وحتى ..علوم، يزورونه بانتظام ليكشف لهم عن طالعهم وحظهم ونسبة نجاح مشاريعهم، ومن «يكيد لهم حتى يكيدوا له» ، وبعض هؤلاء -ولأجل مزيد من السرية التامة – يكتفي بمراسلته عبر الفاكس أو الإنترنت والحصول علي الإجابات الشافية في تكتم شديد!

أطلعني الرجل على العديد من هذه المراسالات وقد صعقت حين قرأت أسماء أصحابها لما لهم وزن في كل المجالات «السياسة، والأدب، الشعر، المال، النفوذ.. إلى آخره»، وكيف إن عراقيا هرب من نظام «صدام حسين» في أواخر السبعينات -سيرا على اقدامه- باتجاه الحدود مع تركيا، ومنها إلى أوروبا ليعمل -بداية- نادلا في مقهي، وسائقا على عربة أجرة، وبائعا للفول والفلافل في مطعم لبناني يصل إلى هذا الحد من الثراء والنفوذ عبر قراءة الفنجان، وتتكون لديه كل هذه القائمة الطويلة «المحترمة» من زبائن الشرق الأوسط والخليج العربي؟! متابعة قراءة رجال ونسوان.. وقراءة فنجان!!

فؤاد الهاشم

مات «أبو عبدالله».. وعاشت «أم عبدالله»!!

«أم عبدالله» كانت تجهش ببكاء عنيف لجاراتها ممن جئن لتقديم واجب العزاء في الراحل زوجها «أبو عبدالله» الذي وافته المنية بعد تناول طعام العشاء في تلك الأمسية الرطبة الحارة من شهر يوليو – تموز من عام 1942 وأثناء سماعه لنشرة الأخبار عبر إذاعة «هنا برلين» متابعا أنباء إنتصار جيش الرايخ الألماني الثالث وهو يجتاح ..أوروبا!

المرحوم «أبو عبدالله» مواطن كويتي من مواليد عام 1901 وكان في الحادية والأربعين من عمره لحظة مغادرته دنيانا الفانية، دخل البحر وعانى من شظف العيش، وكمية «العيش والماش» التي أكلها خلال سنوات عمره القصير هذه تعادل ارتفاع جبل «سنام»الواقع على أطراف حدود العراق مع .. الكويت!! ماذا قالت الأرملة «أم عبدالله»لجاراتها؟ كانت تقول: «أبو عبدالله ما فيه إلا العافية، تعشى مشخول بطاط بعد أن رش عليه دهن العداني وماء الطرشي الهندي وشرب اللبن الخاثر وسقط ميتا»!! متابعة قراءة مات «أبو عبدالله».. وعاشت «أم عبدالله»!!

فؤاد الهاشم

العروس و«الشاوي» و..الوزير؟!

أنت أعزب ولم تدخل دنيا – كما يقولون في مصر – أو «تقفز داخل الجليب» كما يقول أهل الجزيرة العربية وتريد الزواج؟ ما هي معايير اختيار عروس المستقبل وأم أولاده؟! المعايير تختلف هناك من يريدها «بيضة وطويلة» أو «سمراء وقصيرة» أو «شقراء بعينين زرقاوين».. وهكذا!! لديك مستشفى خاص تريد تعيين مدير له فما هي معاييرك؟ طبيب بتقدير نجاح مرتفع في الشهادة الجامعية، زائد ماجستير ، زائد خبرة لا تقل عن 20 سنة.. وهكذا!! لديك «ياخور» لتربية «الإبل والماعز والتيوس» وترغب في تعيين «شاوي» باللهجة العامية – أو «راعي غنم» لغير الناطقين بالكويتية – ما هي معاييرك؟! أن يعرف «العنز» من «النعجة» و «التيس من الخروف» و «الناقة من البعير»، وربما اردته من جمهورية السودان الشقيق إذ يتمتعون بهذه الخبرات لسببين: الأول: أن لديهم أكبر عدد رؤوس من الماشية في العالم العربي – هذا بالطبع قبل ان تنقسم البلد إلى شمال وجنوب! والسبب الثاني: أن قياديا في الإخوان المسلمين أنشأ تجمعا عالميا «لرعيان الغنم» وملأ بهم «جواخير» الكويت من «الشقايا» شمالا حتى «ميناء عبدالله».. جنوبا!! المهم أن يكون لديك معايير خاصة في كل موضوع ، فلا تشترط ان يفهم مدير المستشفى.. بالغنم! ولا ان تأخذ ملامح عروس المستقبل «وجه تيس بربري».. إلى آخره!! سؤال كنت احسبه يراودني – أنا وحدي فقط لا غير- لكن بعد عقود ثلاثة من العمل في بلاط صاحبة الجلالة اكتشفت أنه يدور في خلد الكثيرين من أهل الكويت بكل «أنواعهم وأشكالهم و.. ملامحهم»!! متابعة قراءة العروس و«الشاوي» و..الوزير؟!

فؤاد الهاشم

الخوازيق «الخشب» والخوازيق «الأوطان»!

«الخازوق» عبارة عن عصا خشبية أو معدنية ذات طرف مدبب تستخدم للتعذيب وأول من اخترعها هو الملك «دريوس الأول» أحد ملوك فارس، حيث ينطق اسمه بالفارسية «داريوش الكبير»، والذي حكم من عام «521» قبل الميلاد، وكان يُجلس أسراه على الخوازيق التي تخرج من رؤوسهم أو ظهورهم أو من رقابهم! أبناء عمنا «الأتراك» زمن الخلافة والدولة العثمانية أخذوها من «داريوش الكبير» وصارت «الخوازيق» على أرض بلاد الشام «فلسطين وسوريا ولبنان» أكثر من المطلقات والأرامل في وزارة الشؤون بأية دولة عربية، أما الجلاد الذي «يتفنن» في دس الخازوق بطريقة فنية تطيل عذاب الضحية ولا تقتله سريعا، فكان يرقى الى رتبة «باش-جلاد»، «أمان يا ربي أمان»! ثم اقتبس اليابانيون هذا الاختراع من جنود الخلافة العثمانية «المسلمة» ونجحت «أمة الإسلام» أخيرا في تصدير اختراع لهذا النوع من البشر الذكي، وكعادة هذا الشعب الأصفر، فقد طوروه ولكن بطريقة شيطانية! صنعوا الخازوق من نبات «البامبو» الذي ينمو بكثرة في مستعمراتهم بجنوب شرق آسيا لكنهم لم ينتزعوه من الأرض، بل كانوا يأتون بالأسرى من تلك الشعوب المسكينة في الفلبين والكوريتين ويجلسون على هذه العصي المدببة حتى تصل إلى منتصف أحشائهم وبعدها يتركونهم لأيام بينما يستمر هذا النبات الحي بالنمو والاستطالة أكثر فأكثر بداخل كل أسير!. متابعة قراءة الخوازيق «الخشب» والخوازيق «الأوطان»!

فؤاد الهاشم

كم يكلف قتل فكرة.. «ملتحية»؟!

حين وصل إلى أسماعي -وبصري أيضا- رقم المبلغ الذي اقترحته الولايات المتحدة الأميركية لمحاربة جيش الدولة الإسلامية «داعش» وهو خمسمائة مليار دولار – أكرر «مليار وليس مليون»- لم أهتم كثيرا بالأمر فهم يأخذون نفطنا في الخليج منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وحتى اليوم وبأسعار أقل من قيمته . أما لماذا قلت «نفط الخليج» ولم أقل غيره فلأن المتحمل الأكبر لفاتورة حرب داعش ذات الأصفار الخمسة عشر أو ستة عشر إلى يمين الرقم 5 ستكون دول مجلس التعاون ! أقول لم أهتم كثيرا للمبلغ المقترح من أجل حرب هؤلاء الفجرة لأن الآباء والأجداد وتراثنا القديم يقول المال يذهب ويأتي لكن الأرواح ان ذهبت فهي لا ترجع وهذا هو اهتمامي الأول والثاني و.. الأخير!! إذا كانت الولايات المتحدة قد قررت إنها تحتاج الخمسمائة مليار دولار للقضاء على «أجساد» عناصر «داعش» فكم سنحتاج – نحن العرب والمسلمين من المال والأنفس «للقضاء على.. الفكرة الداعشية» التي دخلت إلى «رؤوس الأبناء والأحفاد»، ومن يقف خلفهم مؤمنا بأفكارهم وداعما لمناهجهم؟! تعالوا نتبين أنواعهم: متابعة قراءة كم يكلف قتل فكرة.. «ملتحية»؟!

فؤاد الهاشم

من تقشير البرتقال إلى ..«داعش»!

بعد أسابيع قليلة على وفاة أمير الكويت الراحل «جابر الأحمد» كانت طائرة خاصة تابعة لحكومة دولة الكويت قادمة من مكان بعيد في أقصى الارض حاملة على متنها ثلاثة ركاب لهم خصوصية مميزة! جهة الإقلاع ؟ من قاعدة «غوانتانامو» الأمريكية على الارض الكوبية ، والركاب ؟ ثلاثة شباب كويتيين من نزلاء ذلك السجن الأشهر في أمريكا والعالم بعد معسكرات الاعتقال النازية في الحرب العالمية الثانية داخل ألمانيا و..خارجها! متابعة قراءة من تقشير البرتقال إلى ..«داعش»!

فؤاد الهاشم

اسكتلندا ‘إلنا’ أم ‘إلهم’؟

ويليام والاس ابن أحد ملاك الأراضي الصغار في اسكتلندا عندما احتل الإنكليز وطنه بقيادة الملك “أدوارد الأول”- والذي من شدة سحقه لأهل “السكوتش” -أطلقوا عليه لقب..”مطرقة الاسكتلنديين!” حدث ذلك قبل أكثر من ثمانمئة سنة عندما قاد “المناضل والاس” حرب تحرير شعبية ضد “المحتل الإنكليزي” حتى سقط بين أيادي أعدائه -كما حدث مع غيفارا والليندي- فعذبوه بقطع خصيتيه أولا ثم بقروا بطنه وأخرجوا أحشاءه وأحرقوها أمامه حتى يعلن ندمه وتوبته لكنه لم يفعل، فقطعوا رقبته وعلقوها على جسر لندن! متابعة قراءة اسكتلندا ‘إلنا’ أم ‘إلهم’؟

فؤاد الهاشم

مرشدهم: أول من قال «لا» ..للإله!!

في عام ١٩٧٩، نجحت إحدى الجامعات الأمريكية في تحقيق قفزة علمية هائلة لكن الإعلام وصفها بأنها «غير أخلاقية»! «هل هناك علم تنقصه أخلاق أو أخلاق ينقصها علم»؟.

سؤال تداولوه كثيرا هناك ولأنه ليس موضوعنا الآن أن نبحث عن إجابات له، نعود الى الانجاز العلمي الذي حققته تلك العقول في ذلك المختبر الجامعي ! نجح هؤلاء في تلقيح قرود من نوع «اورانج-أوتان» وهي شمبانزي تعتبر الأقرب شبها بتكوين الانسان بحيوان منوي بشري بعد عمل مختبري هائل استغرق سنوات، فكانت النتيجة.. مذهلة ! الحمل نجح، والجنين المتوقع ولادته من أب إنسان وانثى حيوان يتمتع بقدرات جسدية تعادل خمسة أضعاف الرجل البشري، بينما تنخفض مداركه وعقليته الى ما يعادل واحداً بالمائة من عقل الإنسان وادراكه! متابعة قراءة مرشدهم: أول من قال «لا» ..للإله!!

فؤاد الهاشم

«احمد الفهد» الشيخ الذي احترق

في أحد أيام عام 1993جاءني اتصال هاتفي من رقم لا اعرفه وكانت سيدة كويتية تهدج صوتها وهي تشتكي ان «بيتها محترق وبأنها تعاني من ضيق ذات اليد في اصلاحه».
الي هنا والموضوع عادي يصلني مثله شهريا المئات من الاتصلات، لكن بعد أن سألتها عن اسمها قالت انا ارملة الشهيد
سألتها «أي شهيد؟ شهداؤنا وايد» فقالت: «الشهيد فهد الأحمد، الشيخه فضيلة العذبي الصباح»!!.

استغربت ان سيده مثلها تعاني الأمرين و «بيتها محترق بفعل الغزو العراقي وتحتاج الي بيت جديد لها ولاولادها» كما قالت فكان سؤالي لها: جابر الأحمد -أمير الكويت- هو شقيق زوجك، فكيف تطلبين مساعدتي ولا تطلبين مساعدته؟ زائد عيال الخليفه العذبي الصباح وكلهم -اموالهم- تغطي عين الشمس كما يقول اهل الكويت؟! فاجأتني باجابتها: «ماسولي شي»!!

الشهيد فهد الاحمد رحمه الله كان رجلا نقيا «واللي في جيبه ..ليس له»، وترك الدنيا دون ملايين والا ماشتكت ارملته من عدم وجود ما لديها لترميم منزلهم المحترق!! وعدتها خيرا لكنني لم اعرف ماذا افعل؟! هل انشرلها «طلب مساعدة ماليه» في الجريدة؟ وكيف سيستقبل الناس والحكومه والنظام موضوعا كهذا ودم المرحوم الذي مات برصاصة قناص عراقي -لم تبرد- بعد في قبره وماذا سيحدث لمصداقية النظام الخارج لتوه من احتلال وتحرير امام بقية اهل الشهداء من ابناء الشعب الكويتي؟! يبدو ان الشيخه «فضيلة العذبي» او «ام احمد الفهد» استشعرت حرجي فلم تتصل ثانيه!!

مرت بضع سنوات وصار الشيخ «احمد» وزيرا وصارت الملايين عنده -والتي لايعرف لها مصدرا- تتكاثر وتتوالد عنده مثل بيض وطيور «الجنة البحرية» في وربة وبوبيان، وصار هو واشقاؤه لايتحدثون إلا بالملايين وارتفع «مجمعهم الاولمبي» على ارض الدولة المسكينة عاليا شاهقا، يخرج لسانه وسعابيله لكل من يعترض علي التجاوز قائلين لهم : «ليش الكويتيين وايد حسوديين»؟

ثم جاءت محطة تلفزيونية بإمكانيات ضخمة تركض خلفها جريدتان مبتدئتان تفتقران الي ابسط قواعد العمل الصحافي ويحررهما هواة اقلام طلبة في الصف الثاني ثانوي اكثر منهم ..احترافا، زائد ان «طلبة الثانوية» يقفون في طابور الصباح بمدرستهم لتحية علم الكويت ودولة الكويت وامير الكويت والامة العربية، لكن هؤلاء تخصصوا في تحية «علم قطر» ودولة قطر ورئيس وزراء قطر والامه «القرضاوية ذات الرسالة..الإخوانية»!! ومع ذلك فهم يتعاملون مع محطتهم التلفزيونية هذه وكأنها «ابنة سفاح» جاءت ثمرة للقاء محرم، فالكل ينفي تبعيتها له، والكل يهرب من أبوتها، لكنهم «يزينونها ويبخرونها ويعطرونها» كلما مس قطري ..الضر حتي يجلسوها في حضن «معزبهم» ليشمها ويضمها ويفرح بها كلما نالته سياط اهل الكويت وعوضا عن ان «يبوس» الشيخ احمد الفهد رأس وكتف ويد عمه صاحب السمو الامير «بكرة واصيلا» لاخراجه له من العسر الي اليسر .. يدير له ظهر المجن ليصبح معارضه، ويجعل محطة تلفزيون «اليوم الاغبر» فرعا وبوقا لقناة «معزبه» القطري في الكويت!!

مابين مكالمة الشيخه «فضيله العذبي الصباح» عام 1993 وبيتها المحترق وحتي مئات الملايين التي تورمت بها جيوب وخدود وعيال الشهيد وجرائدهم وتلفزيونهم وشيخهم القطري تبقي فصول كثيره في تاريخ هذا البلد لم تنشر ولم تذكر بعد!! لكن بياض الأوراق ..يلمع والاقلام متخمة بالأحبار السوداء!!