احمد الصراف

أغرب عملية تهريب

التهريب أنواع وأكثره انتشارا نقل سلعة أو بضاعة ما من منطقة جمركية، أو دولة، الى منطقة جمركية أو دولة أخرى من دون دفع الرسوم الجمركية.
وهناك تهريب البشر، وأيضا من دولة فقيرة عموما الى دولة تتوافر فيها فرص العمل، ومن دون الحصول على اذن الدخول أو العمل.
كما أن تهريب المواد الممنوعة، بجمرك أو بخلاف ذلك، كالأسلحة بأنواعها والمخدرات والحيوانات المعرضة للانقراض، أو النادرة والمتوحشة، أمر تمنعه جميع دول العالم تقريبا. وكلما طالت حدود الدولة وزادت ضرائبها، وكان مستوى المعيشة فيها مرتفعا، كان التهريب لها أكثر اغراء.
وهنا تحضرني قصة ذلك اللبناني الذي أوقفته الجمارك السورية، قبل سنوات طويلة، عند محاولته دخول البلاد على دراجة هوائية وذلك للاشتباه بنيته تهريب شيء ما داخل أكياس القماش التي كانت معلقة على جانبي دراجته. وعندما طلب منه المفتش الجمركي تفريغها تبين أنها كانت تحتوي على رمل! سمح له بالمرور بعد مصادرة الرمل وبعثرته في الشارع.
بعد أسبوع أعاد اللبناني الكرة وعند تفتيشه لم يعثر معه على أي شيء يثير الشبهة غير أكياس الرمل على جانبي دراجته. سمح له بالعبور بعد أن دس المفتش يده داخل الأكياس وتبين له خلوها من أي شيء غير الرمل.
وعندما عاود الكرة للمرة الثالثة أوقف لساعات في المركز لحين الانتهاء من فحص نوعية الرمل والتأكد من عدم احتوائه على مواد محظورة، وسمح له بعدها بالدخول بعد أن تبين أن الأمر ليس غير رمل ناعم عادي. ولكن في المرة الرابعة وضع رهن الاعتقال وصودر الرمل منه بمحضر رسمي وأرسل للفحص في مختبر حكومي للتأكد من تركيبته. وبعد ساعات طوال أطلق سراحه بعد التأكد من خلو الرمل من أي أمر أو شيء محظور.
ولكن عندما حاول الدخول للمرة الخامسة قام رئيس المفتشين، الضخم الجثة، بادخاله الى غرفته وطلب منه، تحت التهديد، افشاء الحقيقة من وراء محاولته نقل كل تلك الرمال الى داخل البلد، فقال الرجل انه يستغل انشغال المفتشين بالرمل لابعاد الشبهة عن الدراجة الهوائية التي كان يستعملها حيث أنه مهرب دراجات!
أما أغرب قصص التهريب فقد حدثت في الكويت قبل أيام عندما قام صديق بدعوتي وزوجتي لحضور حفل في أحد الفنادق بمناسبة سعيدة.
بسبب ارتباطنا في تلك الليلة بمناسبة أخرى فقد تأخرنا في الذهاب الى الحفل، ولتجنب الجلوس على طاولة لا نعرف منها أحدا، قمنا بالاتصال بصديق ليقوم بحجز مكان لنا معه. لم يصدق ذلك الصديق سماع صوتي وقال لي انه يتمنى علي القيام باحضار كمية من الثلج معي حيث أن ادارة الفندق اعتذرت، ولأسباب خاصة بها، عن توفير الثلج، وبأي شكل من الأشكال، ولأي كمية، على جميع الطاولات. وقال انهم بحاجة لبعض الثلج.
وهكذا قمت مساء ذلك اليوم بتهريب كيس بلاستيك يحتوي على ما وزنه خمسة كيلو غرامات من الثلج لداخل صالة الفندق!! وربما كانت تلك أغرب عملية تهريب في تاريخ الكويت الحديث.
***
ملاحظة: عن ‘القبس’، اعلنت وزارة الشؤون عن استحداث وحدة قانونية جديدة لتولي مهام مراقبة وتنظيم اعمال الجمعيات الخيرية!! ومن هذه الزاوية نطمئن كل مسؤولي المائة والخمسين جمعية خيرية غير القانونية ان مصير هذا القرار لن يختلف كثيرا عما سبقه من قرارات تنظيمية، حيث سينتهي في سلة مهملات مهملة، ولن يكون اكثر من زوبعة في ‘قوطي تنك’!
أحمد الصراف

احمد الصراف

أين العلوم الحيوية ؟

في الوقت الذي ينشغل فيه العالم اجمع تقريبا، الا سقط المتاع منه، في تطوير وتحسين مختلف المنتجات والمخترعات واستنباط الحلول للكثير من العقد والمشاكل، وايجاد الامصال والادوية للعديد من الامراض، واختراع كل ما يدخل الراحة إلى معيشتنا والبهجة إلى نفوسنا، وتطوير التعليم، وشحذ الهمم لاكتشاف الفضاء الخارجي والمجهول من الارض، وتأليف الكتب وتطوير المختبرات والتوسع في عدد الجامعات العلمية، ودراسة كيفية زيادة انتاج الارض من الطعام، وتوفير الغذاء لمئات ملايين الجياع والادوية لمن يماثلهم من المرضى، في هذا الوقت بالذات والعالم يقف على قمة ثورة علمية واقتصادية لم يشهد التاريخ لها نظيرا، اعلنت وزارة الاوقاف في الكويت على لسان كبار مسؤوليها الذين تصدرت صورهم وتصريحاتهم صفحات صحف الاربعاء الماضي، عن اطلاق اشارة بدء التسجيل في برنامج علماء المستقبل! فوكيل وزارة الاوقاف السيد عادل الفلاح، ورئيس المكتب التنفيذي في المركز العالمي للوسطية نشر تصريحا في ‘الوطن’ اعلن فيه عن بدء التسجيل في برنامج ‘علماء المستقبل’ الذي يهدف لرعاية ‘نخبة من العلماء الفائقين’، حسب قول الوكيل، في علوم الشريعة!!
اما السيد الوكيل المساعد في الوزارة مطلق القراوي، مشرف عام البرامج العلمية في المركز العالمي للوسطية، فقد صرح ل’القبس’ بأن البرنامج ‘علمي وعالمي رائد’ وسيتخصص في تخريج علماء الشريعة الذين يتصفون بالوسطية في الفكر والسلوك، والذين تتراوح اعمارهم بين 13 و16 عاما!! واضاف السيد القراوي أن البرنامج يهدف إلى الاسهام في سد حاجات البشرية (!!) لا الكويت والعرب والمسلمين فقط، بل البشرية، من العلماء الربانيين المتميزين بقوة العلم واعتدال الفكر وتهذيب السلوك وابداع المهارات!! وقال إن نتائج البرنامج لن تظهر قبل عشر سنوات، اي عندما يبلغ هؤلاء ‘العلماء ما بين 23 و26 عاما من العمر المديد (!)’.
واكد السيد القراوي أن مدة البرنامج 3 سنوات (!!) وسيتضمن حلقات دراسية ومكافآت مالية، وسيقام للطلاب، اثناء فترة الدراسة، برنامج رحلات ‘علمية’ داخل البلاد وخارجها!
لن نعترض على كل هذا الكم من التناقض الهائل الذي تضمنته تصريحات هذين المسؤولين، ولا ما اثارته من تساؤلات، ولا لحقيقة ان ما سيدرس لهؤلاء الطلبة من ‘وسطية’ سيكون تابعا لفكر سياسي ‘اخواني’ محدد مسيطر على امور الوزارة، ولكن ما نود الاعتراض عليه هو شعار البرنامج الذي ركز على مقولة ان ‘العلماء ورثة الانبياء’، ومحاولة تصوير العلم بأنه لا يعني غير الفقه والحديث والشريعة والكلام، اما بقية العلوم ‘الحيوية’ الاخرى فهي غير ذات اهمية للبشرية!!
نتمنى على الحكومة ووزير العدل فعل شيء بخصوص هذا البرنامج السياسي الحزبي الذي ستهدر عليه اموال كثيرة اخرى من دون هدف واضح، فبعد عشر سنوات سيكون الوقت متأخرا جدا لمحاسبة اي كان على هدر خمسين مليون دولار اخرى على برنامج هلامي لم يستفد منه غير اعوان حزب سياسي ديني معروف.
أحمد الصراف

احمد الصراف

المال ثم المال والسلف والإخوان

من المعروف ان ‘المركز العالمي لنشر الوسطية’ كان احد اهم اسباب عدم رضا جماعة السلف عن وزير الاوقاف السابق، وسبب ذلك تهديدهم باستجوابه الذي دفعه للاستقالة من الوزارة، غير مأسوف عليه، وهو عالم بأن المستمسكات عليه كثيرة، وتكفي لادانته، سواء ما تعلق منها بأنشطة المركز او قضايا ومصاريف الوقف والامور الاخرى الاكثر خطورة.
خلاف السلف مع المعتوق بخصوص المركز العالمي لم تكن له علاقة بمنجزات، او غياب منجزات المركز، ولا بضعف برامجه ولا بتخبط ادارته، ولكن بسبب حكر وظائفه المهمة على المنتمين لجماعة الاخوان! فمن المعروف ان الجماعة طلبوا المشاركة في كيكة المركز ولكن طلبهم رفض المرة تلو الاخرى، الامر الذي اوغر صدورهم ودفعهم لاستجوابه! على الرغم من عدم اتفاقنا مع مآرب ووصولية جماعة السلف في موقفهم من الوزير السابق فاننا لا نملك الا ان نتفق معهم في ان كامل ميزانية المركز صرفت، ولا تزال تصرف، على اغراض واهداف واعضاء حزب ديني سياسي واحد، فأمين عام المركز السيد عصام البشير ‘إخونجي’ سوداني معروف وينتمي للتنظيم العالمي للاخوان.
والسيد عادل الفلاح، حجز لنفسه منصب رئيس المكتب التنفيذي بالمركز العالمي للوسطية، مقابل مكافأة مجزية، هذا على الرغم من انه وكيل للوزارة التي تشرف على المركز.
كما قام مطلق القروي بتعيين نفسه مشرفا عاما للبرامج العلمية في المركز العالمي للوسطية، وايضا مقابل عائد مجز، وهذا ايضا على الرغم من انه وكيل مساعد في الوزارة التي تشرف على المركز.
ورغم كل هذه المناصب الاشرافية، والشرفية، الرنانة فان المركز ومنذ اكثر من الف يوم وليلة لم يقدم شيئا مفيدا يمكن الاعتداد به، ولن يقدم! ولاكمال دورة توزيع ‘غنائم’ المركز على جماعة الحركة الدستورية والتابعين لها فقد قام المشرفون عليه باختيار مكاتبه الرئيسية في المبنى الفخم ل ‘جمعية العون المباشر’ مقابل ايجار اكثر فخامة، علما بأن جمعية العون هذه ليست الا ذراعا أخرى لاخطبوط الاخوان المسلمين في البلد! نضع كل هذا امام اولي الالباب ليدركوا أن المسألة مال ومصالح، والدين، بعرف هؤلاء، ليس اكثر من طير صالح للقنص!
أحمد الصراف

احمد الصراف

فريدة الحبيب وشطط الخصومة

من الممكن، احيانا، تفهم الشطط في الخصومة لأسباب تتعلق بنفسية الشخص وعلاقته بمن يخاصم أو يعادي، ولكن الأمر يخرج عن نطاق العقل والمنطق والخلق العام، عندما يكون الشطط في الخصومة فقط لأسباب مذهبية!!
***
النائب وليد الطبطبائي، الذي عين نفسه المدافع الأول عن قيم وأخلاق افراد المجتمع، تقدم بسؤال ظاهره بريء وباطنه غير ذلك، لوزير الصحة يتعلق بمدى مشروعية تعيين الدكتورة فريدة الحبيب، كاستشارية في وزارة الصحة بتارخ ،2007/11/20 على الرغم من انها كانت في عام 2000، عند استقالتها من الوزارة، بدرجة طبيبة ‘مسجلة’!!
سارعت وزارة الصحة لاعداد رد كامل ومفصل على سؤال النائب وليد، وقامت ‘القبس’ بنشر الرد على صفحة كاملة بتاريخ ،12/13 تبين منه ان الدكتورة فريدة الحبيب لا تستحق فقط اعادة تعيينها بوزارة الصحة بوظيفة ‘استشاري’، بل بين الرد كم كان مخجلا التشكيك في كفاءتها واحقيتها، علما بأنها كانت تحمل اللقب ذاته، عندما كانت تعمل في مستشفى القوات المسلحة، التابع لجهة حكومية، وكانت استشارية منذ عام 2002، وكانت تدير عيادتها الخاصة، وبموافقة من وزارة الصحة بالذات، كاستشارية!
علما بأنها حصلت على درجة الدكتوراه في الطب عام 1996، ولديها خبرة عملية تزيد على ربع قرن!! فأين كان السيد النائب طوال هذا الوقت؟، ولماذا لم يظهر شططه في الخصومة الا عندما اصبح همه الاكبر اقالة وكيل وزارة الصحة، الذي ربما كان حسب اعتقاده، السبب في اعادة تعيين الدكتورة الحبيب في الوزارة؟!
كان من الممكن جدا تفهم صدور مثل هذا السؤال الذي يتسم ببعض اللاأخلاقية، لو كان موجها من نائب لم يكرس نفسه، حسب ادعائه ،للقضايا الأخلاقية ومحاربة الموبقات والآثام والشرور الاجتماعية!! ولكن ان يصدر هذا الفعل من وليد الطبطبائي فإنه الفجور بعينه، ويبين بوضوح ان وراء السؤال اهدافا لا علاقة لها بالعمل البرلماني الشريف وبتقاليده العريقة، إن تبقى منها شيء في برلماننا.
لا نتمنى لنائب ‘كنكون’ غير الصحة البدنية وليس الوزارة، ولكننا على ثقة بأنه لو حدث واصيب بمرض القلب لوجدنا الدكتورة فريدة الحبيب، بتخصصاتها الطبية النادرة، اول من يقف بجانبه لتقديم العلاج له، وستنفرج اساريره وقتها عن ابتسامة اعتذار صفراء لا تنبئ بما بداخله من شطط غير مقبول في الخصومة.
وبعد كل هذا يتساءلون عن سبب هجرة الكفاءات الطبية العالية الى الخارج!!!
أحمد الصراف

احمد الصراف

سرطان التعليم

يمكن القول إن مدير عام التعليم الخاص يمثل وزير التربية بصورة مباشرة في الإشراف على المدارس الخاصة، وبالتالي وهنا نتحدث عن وزارة تعنى بالتربية والتعليم، يفترض فيه التحلي بقدر عال من التعليم والفهم الصحيح للأمور. ولكن يبدو أن الواقع خلاف ذلك تماما!
بتاريخ ،2007/12/10 وهذا ما ورد في مقال عن هذا الموضوع نفسه بقلم الزميل أحمد البغدادي، قام مدير عام التعليم الخاص بإرسال النشرة التالية إلى جميع المدارس الخاصة من عربية وأجنبية وثنائية اللغة من بنين وبنات ولجميع المراحل العمرية وكان عنوان ونص التعميم كالتالي:
سلوكيات غير السوية (هكذا):
‘لقد لوحظ في الآونة الأخيرة انتشار ظاهرة غريبة على مجتمعنا وهي سلوكيات غير سوية بين الطلبة داخل المدرسة (الجنس الأول، الجنس الثاني، البويات، عبدة الشيطان)، لذا أرجو إفادتنا بأي حالة يشتبه بها في المدرسة لكي يتسنى لنا اتخاذ اللازم ولتفادي أي سلبيات تحدث للطلبة داخل المدرسة’!!
لا نود التعليق، وهو موقف الزميل البغدادي نفسه على ركاكة وغرابة أسلوب نشرة يفترض انها صادرة من أعلى مقام تربوي وتنظيمي يشرف على عدد كبير من المدارس الخاصة، فهذا من حق جهات أخرى. ولكن من حقنا التساؤل، من واقع تجربتنا المستمرة كآباء وأقرباء لعدد كبير من طلبة وطالبات هذه المدارس، عن حقيقة ما ورد في نشرة المدير العام عن ‘ظاهرة’ الجنس الأول والثاني والبويات وعبدة الشيطان؟ ونحن هنا نشارك زميلنا البغدادي في تحدي المدير العام في كشف مصادره بوجود مثل هذه الظاهرة، لا لشيء إلا لخرافة وجود صبية وبنات وجنس أول وجنس ثان وبويات في مدرسة واحدة، فهذا يخالف أجناس البشر بشكل عام!! فما هو تعريف الذكر وما هو تعريف الأنثى؟ وما هو تعريف الجنس الأول وما هو الجنس الثاني ومن هم البويات؟ وهل يحق لمدير عام في وزارة تربية أصلا أن يرسل نشرة يتساءل فيها عن وجود ظاهرة بويات، وهي كلمة لا أصل ولا معنى لها في اللغة العربية، من غير أن يحدد، ولو بشكل قريب، ما تعنيه هذه الكلمة باللغة العربية؟
من الواضح ان من يقف، وراء هذه النشرة وليس من أصدرها فقط، لا يتمنى الخير لا للتعليم الخاص ولا لوزيرة التربية بالذات. فصدورها بحد ذاته أمر مخجل ومعيب ليس في حق كبار مسؤولي الوزارة، بل والكويت ككل، خصوصا عند محاولة كبار مسؤولي هذه المدارس من غير العرب، بعد ترجمة الرسالة لهم، فهم حقيقة ما ورد فيها عن الأجناس الخمسة في مدارسهم، وهي ان ثبتت، فإنها تعتبر ظاهرة كونية خارقة تتطلب تدخل أكثر من ألف جهة وجهة.
إن التلف والخراب اللذين أحدثتهما قوى التخلف الديني التي سيطرت على قطاع التعليم في السنوات الثلاثين الماضية لا يمكن رأبهما بمقال أو مقالة أو خطبة هنا أو كلمة هناك، بل يمكن القول من دون تردد انه سرطان استشرى في الجسم التربوي ولا مجال لنسيانه غير الانشغال بمشاريع تبليط الأرصفة والمشاركة في مزاين الإبل.
أحمد الصراف

احمد الصراف

ضربني وبكى سبقني واشتكى

لم تتسبب جهة في الاضرار بالتعليم، على مدى السنوات الثلاثين الماضية، في المدارس والمعاهد الحكومية بالذات، كما فعل كبار مسؤولي الوزارة، وبالذات من المنتمين ل’جمعية الاصلاح الاجتماعي’، وبعض من السلف!
وعلى الرغم من هذه الحقيقة التي يعرفها كل من له علاقة بالتعليم، فان أمين الاصلاح، السيد بدر ناشي، كان أول من طلب مقابلة رئيس الحكومة للشكوى من انحدار مستوى التعليم، خصوصا بعد ظهور النتائج الخطيرة والمؤسفة جدا لدراسة البنك الدولي عن مستوى الكويت التعليمي بين دول العالم!.
بينت دراسة البنك أن الكويت، على الرغم من ثرائها المادي وقلة مشاكلها الاجتماعية نسبيا، وصغر حجمها وضآلة عدد سكانها وتوافر بنية تعليمية كاملة فيها، فانها احتلت المرتبة 43 بين 45 دولة(!!) وكان مستوى المغرب وجنوب أفريقيا فقط أدنى منها، وسبقتها قطر وايران وغيرهما الكثير. أما أندونيسيا، التي ينظر الكثير من الجهلة إليها نظرة دونية لا لشيء الا لأنهم يجلبون منها خدم منازلهم، فقد كانت بمستوى تعليمي أفضل من الكويت بكثير!
المؤلم والمؤسف والمبكي لا يكمن في هذا المستوى المنحدر والهابط الذي بلغه التعليم في دولة الرخاء وطلبات اسقاط القروض والغاء فواتير الكهرباء، بالرغم من فداحة الأمر، بل في تقرير نفسر المصدر الذي صدر قبل 6 سنوات والذي وضع الكويت في المرتبة 33 من بين 35 دولة فقط! أي أن وضع التعليم أصبح الآن أكثر سوءا مما كان عليه قبل 6 سنوات! فهل هناك ما هو أكثر بؤسا واجراما بحق الوطن والمواطنين من هذا؟ وأين كان السيد أمين عام جمعية الاصلاح الاجتماعي، فرع التنظيم العالمي للاخوان المسلمين، وأين كانت جماعته من ذلك التقرير ولماذا لم يتقدموا بالشكوى في حينه، خصوصا أن ‘جمعية معلمي الكويت’ كانت، ولا تزال قابعة في أحضانهم منذ عقدين؟
غريب أن لا تقوم أي من الحكومات الرشيدة التي شكلت في 2001 على الأقل، بعمل شيء لانقاذ التعليم بالرغم من الصرخة التي أطلقها خبراء البنك الدولي في حينه. والأغرب أن ليس في الأفق ما ينبئ بوجود نية لفعل شيء ما لانقاذ الوضع! والأغرب من كل هذا وذاك أن مدارس تحفيظ القرآن زادت في الفترة نفسها ثلاثة أضعاف، ولم يقف أحد ليسأل نفسه عن فائدة كل هذا الكم الهائل من حفظة القرآن، ومستوى التعليم العام بمثل هذا الانحدار والتهالك، وما فائدة مسلم قوي في حفظه لنصوص كتبه الدينية ولكنه ضعيف في كل المواد الأخرى، دع عنك العلمية؟!
أوليس غريبا كل هذه الزيادة السنوية في عدد الراغبين في تخصيص جوائز مسابقات للمبدعين في الحقول الدينية من دون أن يفكر واحد منهم في تخصيص ولو جائزة يتيمة واحدة للمبدعين في الفيزياء أو الأحياء مثلا أو حتى في الجغرافيا؟
ملاحظة: نتمنى أن لا يرد أمين الجمعية بالقول ان بعض من تولوا حقيبة التربية، خلال الفترة نفسها، كانوا من الليبراليين! حيث إن هذا مجاف للحقيقة، فلم يستلم ليبرالى أمور التربية في الكويت بعد عبدالعزيز حسين، وأقرب هؤلاء لليبرالية هو الذي وافق على قانون الفصل الجنسي الأخرق في الجامعة والذي تبعته أنظمة فصل وعزل أخرى في جميع المرافق التعليمية. نقول ذلك ونحن نعلم بأن العلة في المناهج والخطط التربوية والسياسات والعقليات التعليمية، وليس في وزير يأتي لسنة أو اثنتين لا يعرف خلالهما من هو ‘طقاقه’!.
أحمد الصراف

 

احمد الصراف

أروى والتطوع

كتبت الزميلة في صفحة المقالات أروى الوقيان مقالا جميلا وحساسا في الوقت نفسه عن عيني سارة الحزينتين. تعلق موضوع المقال بما يفتقده الكثيرمن المرضى، خصوصا من المصابين بأمراض مستعصية من نزلاء المستشفيات الخاصة والحكومية، من رعاية اجتماعية وتوفير حنان واهتمام ومواساة وتشجيع!
على الرغم من أهمية هذا الجانب في شفاء المريض والتخفيف من معاناته، فإن أحدا لا يتوقع من الهيئة الطبية أو حتى التمريضية القيام به أثناء ساعات عملها لانشغالها بمهمات أخرى. وعليه يكمن الحل في قيام طرف ثالث بتلك المهمة عن قناعة تامة ومن دون مقابل، لا من خلال وظيفة يتقاضى مقابلها راتبا شهريا! فتوفير الرعاية النفسية والاجتماعية للمرضى، وخصوصا أولئك الذين يضطرون للبقاء في الدار أو المشفى لفترات طويلة، والتخفيف من معاناتهم والبقاء معهم لساعات وقراءة القصص لهم والاتصال بأهاليهم ومشاركتهم في الأعياد والأفراح وإقامة البسيط والبريء من الحفلات لهم، كلها أمور لا يمكن تنظيمها إداريا ووضع قواعد وأنظمة لها، بل تحتاج الى من يتطوع من تلقاء نفسه للقيام بها، وهذا ما طالبت به ‘أروى’ في مقالها وفيه يكمن الحل الذي يتطلب تنفيذه فتح باب التطوع لمن يرغب من المواطنين والمقيمين في القيام بهذه الأعمال.
على الرغم من نبل الفكرة وجمالها، وهي فكرة سبق ان طالبنا قبل سنوات بتطبيقها، فإننا اكتشفنا ان ما يعيق تنفيذها لا يتعلق فقط بغياب القواعد المنظمة لفكرة التطوع من ناحية ساعات المشاركة، من دخول وخروج، والطريقة والمؤهلات المطلوب توافرها في المتطوع وسيرته الذاتية وغير ذلك الكثير، بل ما يعيق تطبيق الفكرة حقا هو غيابها من أدبيات حياتنا اليومية.
فالتطوع فكرة إنسانية سامية لم تعرفها ولا تعرفها مجتمعاتنا، التي تعودت من الحكومة أن تقوم نيابة عنها بالكثير من المهمات، ومن الخادم والخادمة والسائق ببقيتها. كما أنها بعيدة عن أخلاقيات الكثيرين منا لعدم ورود ذكر لها في كتب التراث بشكل واضح ومحدد. إن صفة التراحم والتوادد التي طالما تغنينا بها، والتي قد يكون لها بعض الوجود بيننا، شيء، والتطوع للقيام بمهمة تطوعية في مستشفى أو دار رعاية أو مأوى عجزة شيء آخر تماما. فنحن بحاجة ماسة الى ان نعد أنفسنا نفسيا واجتماعيا لتقبل فكرة القيام بالتطوع للعمل في مستشفى أو دار حضانة أو مركز إيواء لقطاء أو أيتام، هذا إذا كنا على استعداد أصلا لأن نعترف بوجود لقطاء ‘كويتيين’ بيننا!
لا يكفي يا عزيزتي ‘أروى’ أن يكون لديك ‘منفردة’ كل هذا الإحساس الإنساني المرهف وهذا الحماس لمساعدة الآخرين والتخفيف من معاناتهم، وهذا في حد ذاته أمر رائع يبين طيب معدنك وحسن تربيتك، ولكن المشكلة أكبر من ذلك بكثير والبؤس الاجتماعي مستمر.. وفي فمي ماء يمنعني من قول ما أريد وبقلمي كسرة تمنعه من كتابة ما أعتقد.
أحمد الصراف

احمد الصراف

طيبة واللغة

أرسلت القارئة ‘طيبة’ رسالة وردت فيها الملاحظات التالية:
‘.. تدخل الصحف كل بيت، وكل انحراف او خطأ فيها يصبح مع الوقت امرا عاديا ويتحجر مع الوقت وهو ما يسمى بال Fossilization، ومن الاخطاء الشائعة الذكر في الصحافة المحلية، وربما العربية، طريقة لفظ او كتابة اسم السياسي الايراني ‘منوجهر متقي’ الذي اصبح ‘متكي’، ربما نقلا عن المصادر الانكليزية لا عن الاصل.
كما ان اسم السياسية الباكستانية ‘بينظير بوتو’ اصبح في صحافتنا ‘بينزير بوتو’!! والعجيب في هذا السياق ان يتحول اسم ‘كوفي انان’ الى ‘كوفي عنان’ و’توني بلير’ الى ‘طوني بلير’، فما سبب لفظ حرف التاء طاء؟ هل هو التعريب المتفق عليه من المجمع اللغوي؟
وتضطرب ‘طيبة’ مثلا باخطاء شائعة يصعب تغييرها، فتقول إننا، ومنذ الستينات، الى يومنا هذا، نسمع بفرقة الخنافس، فأصبحت هذه الحشرة عزيزة على قلوب المعجبين بهذه الفرقة الموسيقية العالمية، ولكن الحقيقة ان لا علاقة لاسمها بالخنفساء، فكلمة Beatles تعني ‘القارعون’ لا الخنافس التي تكتب Beetles، ولكن بعد مرور اكثر من 40 عاما على اشتهار الفرقة اصبح الامر متأخرا لاي تعديل!!
وانهت القارئة المحترمة رسالتها بالقول ان الزميل ناجي الزيد سبق ان اشتكى من سوء اللغة واللهجة لمذيعي التلفزيون والاذاعة المحلية بحيث اصبحت غير مريحة للاذن والذوق العام، وان وسائل الاعلام بذلك تساهم في انتشار غير المألوف من اللغة، دع عنك اللهجة.. فما هو الحل؟ ليس لدى احد، بنظري، حل سريع وواضح، والاهم من ذلك مقبول من الجميع، خاصة ان أن لا ضوء في غياب اي مرجعية يمكن العودة او الركون إليها في التصدي لهذه الظاهرة على مستوى دول مجلس التعاون على الاقل، ناهيك عن الدول العربية مجتمعة، وبالتالي يمكن القول إن المشكلة ستبقى، وربما ستزداد سوءا مع مرور الوقت، فتسارع النشاط العلمي والثقافي لا محل فيه للبطيء من الحلول ولا للديني او الممل من القضايا الخلافية.
ومن الواضح ان من اكثر الامور التي تساهم في سوء نطق اسم شخص او علم غير عربي هو افتقار اللغة العربية، او اي لغة، الى ما يكفي من الحروف التي تغطي طريقة النطق في اللغات الحية، فاللغة العربية تفتقر على الاقل الى حرف ال P مثلا، وهو حرف منتشر في لغات العالم كافة، كما ان هناك حرف ال ‘ك’ او الكاف الفارسية، وهو حرف مهم في لغات عدة، ولكن لا تعرفه العربية ويتسبب غيابه في سوء نطق اسماء الكثير من الاماكن والاشياء والشخصيات كاسم Gregory مثلا، حيث يكتب في صحيفة ‘غريغوري’، وفي اخرى ‘جريجوري’، وفي ثالثة ‘كريكوري’!! فأي منها هو الصحيح او الاقرب الى الصحة؟
والغريب ان الكثير من معارضي ادخال حروف جديدة الى اللغة يتعللون بأن في ذلك خطرا على طريقة قراءة الكتب الدينية والتراثية، ولا اعتقد ان في هذا القول الكثير من المنطق.
أحمد الصراف

احمد الصراف

كمشة سلامات

-1 وجه النائب علي العمير المحسوب على تيار ديني معروف، والذي كان له نشاط حزبي واضح في التشهير بعدد من الوزراء من خلال توجيه حزبي لدفة عدد من محاولات الاستجواب، وجه سؤالا الى وزير الداخلية يتعلق بموضوعين: الاول بمدى صحة قيام مدير عام الادارة العامة للتحقيقات بمخاطبة وزير الداخلية بخصوص طلب رفع الحصانة عن احد محققي ادارته تمهيدا لاحالته الى مجلس التأديب بسبب قيامه بالجمع بين عمله كمحقق والعمل بتجارة الانتاج السينمائي. وتعلق السؤال الثاني بقيام المدير العام لادارة التحقيقات نفسه بالجمع بين وظيفته وتجارة الاعلاف!! وسلم لي على الخرفان.
حتى كتابة هذا المقال لم يقم السيد وزير الداخلية بالاجابة عن سؤال النائب! ونتمنى ان يأتي الجواب بنفي التهمتين، ونتوقع الا يأتي قريبا.
-2 قدم النائب الآخر فيصل مسلم مجموعة من الاقتراحات للحكومة، على ضوء قضية الاعتداءات الجنسية على طلبة المدارس، وذلك في محاولة منه، حسب قوله، لمنع وقوع ما يشابهها مستقبلا، وذلك باعادة النظر في نظم استخدام العمالة الرجالية في الابتدائي والرياض والاقتصار على توظيف ‘المتقاعدين’ من المواطنين للاشراف على المستخدمين وألا تقل سن عمال المدارس عن 45 عاما(!!) وهكذا، كما يعتقد السيد النائب، ستختفي الجرائم الجنسية من المحيطين الداخلي والخارجي لمدارس الكويت!! وسلم لي على الربيان!!
-3 أعلمني قارئ ومحام، تعليقا على ما سبق ان كتبته عن عقوبة قاتل الابنة في قانون العقوبات الايراني انها لا تزيد على سنتين سجنا، قال ان قانون الجزاء الكويتي لا تتجاوز فيه عقوبة مثل هذه الجرائم ثلاث سنوات سجنا، وذلك حسب المادة 35!! وان صح ذلك فاننا ندين بالاعتذار لقانون العقوبات الايراني، وسلم لي على ايران!!
-4 قدم خمسة نواب ملتحين مقترح قانون يتعلق بالمدارس الخاصة!!
وهذا غريب حقا. فمخرجات التعليم من المدارس الخاصة لا تقارن في مستواها بالحكومية، وليس هناك ما يشوب عملها بشكل جذري بحيث يتطلب الامر هذا التكالب على تنظيم عملها. ما يحتاج لتنظيم ومراجعة وتطوير هو التعليم العام الذي تخلف بشكل جذري نتيجة تدخل بعض الاحزاب الاسلامية في سيره وعمله لسنوات عدة. يبدو ان هؤلاء النواب يريدون للتعليم الخاص ان يصبح بمثل تخلف العام. وسلم على العام!!
-5 يقال ان نائبا ‘محجبا’ شوهد بصحبة مقدمة برامج جميلة، وغير محجبة، في خلوة في مطعم لبناني مغمور في منطقة صيدا اللبنانية. الصدفة وحدها كشفت وجوده من قبل عائلة كويتية تواجدت هناك ووجهت له انتقادات غير مباشرة!! وسلم لي على مؤتمر الظواهر السلبية في المجتمع.
أحمد الصراف

 

احمد الصراف

الغول والعنقاء والخل الوفي

لا اعرف أيا من اغاني الفنانة ماجدة الرومي، ربما يعود سبب ذلك لطغيان صوت فيروز على ذوقي وفكري من جهة، وربما لعدم استساغتي لصوت الاولى من جهة اخرى. ولكن هذه السيدة استطاعت، خلال عشر دقائق، ان تهزني من الاعماق، وتسحب الدموع قسرا من مقلتي المرة تلو الاخرى بعد ان شلت قدرتي على المقاومة وانا استمع لها وهي تلقي كلمتها في الذكرى السنوية الاولى لاستشهاد النائب والصحافي جبران ابن الكبير غسان التويني.
بعزم وقوة ومن دون لعثمة او تردد وبصوت واضح وبمنتهى القسوة الادبية، قالت كلمتها ورأيها في ما هو جار في وطنها لبنان منذ اكثر من ثلاثين عاما، ولا يمكن تخيل، لمن لم يسمعها، كم كانت صادقة وباهرة ودقيقة ومؤلمة في ما قالته.. قالت، وبلهجتها اللبنانية المحببة: ‘كم سنة بعد راح ننطر تنشوف خلاص لبنان. كم قلب لازم ينكسر وكم بيت لازم يخرب وينكسر وكم لبناني لازم ينام على الهم ويفيق على الغم وكم شب وصبية لازم يفلوا تا تجتمعوا وتتفقوا وتقرروا وتنهوا ها لوضع المأساوي اللي نحنا فيه.
‘كيف فينا ننقسم لدرجة انه انا مثلا الاقي ناس تقول لي اوعك تروحي تصلي في جناز بيار. او اوعك تروحي تحكي بذكرى جبران!
مين التانيين؟ مين الأولين؟ مش كلنا لبنانية؟ وهالشهدا كلن يللي ماتو بصدق وبدون تجميل من اقصى جنوب لبنان لاقصى الشمال، من شهدا الجيش لكل اللي ماتوا إلنا، لخيرة شبابنا واللي كانوا معهم ومرافقينهم مش كلهم ذنبهم انهم لبنانية؟ ما عدنا نلتقي حتى على الشهدا! صارفيه شهيد إلهم وشهيد إلنا؟! كم هو مؤلم هذا الحكي وانا برفضه واعلن من هون انه يشرفني اكون في جناز بيار ويشرفني اكون في ذكرى جبران، واذا انا متهمة بأني لبنانية.. نيالي!’.
***
مساحة هذا العمود المحدودة لا تكفي لكتابة كل ما قالته هذه الفنانة، التي كبرت كثيرا في عيني وفكري، ولا يمكن تخيل روعة ما قالته دون سماعها ورؤيتها وهي تتكلم بجمال وثبات وصدق، وكأن كلماتها طلقات تخرج من فمها لتصيب صدور السياسيين اللبنانيين الذين اوصلوا الحال في ذلك البلد الجميل لما هو فيه الآن، والاقرب للكارثة منه لأي شيء آخر.
ما ورد في كلماتها جعل مشاعري تختلط بشدة. فمن جهة بات واضحا مدى عظمة لبنان الى درجة اصبحنا نردد مع الآخرين ان اهله غير جديرين به.
ومن جهة اخرى، اصبحنا نردد في الوقت نفسه ان وجود هذه السيدة وامثالها كفيل باستمرار لبنان المحبة والعطاء الى الابد.
ان لبنان، كما كررنا في اكثر من مناسبة وكلمة ومقال، لا يحتاج لمحبة مواطنيه بقدر ما هو بحاجة لاحترامهم! واعتقد انني لم اقابل حتى هذه اللحظة، على الرغم من مرور اكثر من خمسين عاما على معرفتي الوثيقة بلبنان، ارضا وشعبا، من هو على استعداد لان يحترم وطنه، ويضعه قبل الدين وقبل الطائفة وقبل رأي الزعيم!
وحتى ايجاد ذلك المواطن، يبقى تشاؤمنا السابق على ما هو عليه.
ملاحظة: لمن يود تسلم كلمة السيدة ماجدة الرومي الاتصال بنا عن طريق عنوان الانترنت ادناه.
أحمد الصراف