يفتخر المسلمون، أو أغلبيتهم، بقدماء علمائهم. فهؤلاء هم القشّة التي تربطهم بحضارات الأمم، وتشعرهم بشيء من الفخر. كما تدرّس سير وأعمال هؤلاء العلماء المسلمين، كابن سينا والفارابي والكندي وابن هيثم وابن رشد، مروراً بابن المقفع والجاحظ، والمعري، وغيرهم كثير.. تدرّس في المعاهد والجامعات، شرقاً وغرباً. فليس هناك من ينكر فضلهم على البشرية في الطب والفلسفة والأدب، وغير ذلك من إبداعات إنسانية.
ولكن فئة أخرى، قد تقل عن الأولى عدداً، ولكن تفوقها مالاً ونفوذاً، ترى أن جميع هؤلاء العلماء تقريباً هم كفرة وزنادقة، ويستحقون في غالبيتهم ما انتهت إليه مصائرهم، وما لحق بآثارهم من دمار. وخير شاهد على ذلك ندرة المؤسسات الطبية أو العلمية التي تحمل أسماء هؤلاء الأفذاذ، وحتى تسميات الشوارع و«الزنقات» لم ينَلْهم شيءٌ منها، مقارنة بكمّ هائل من التسميات التي حظي بها «نكرات»، لا لشيء إلا لعدم رضا المتشدّدين عن سيرة هؤلاء العلماء. أما ما نراه في الكويت من إطلاق تسميات بعضهم على مستشفيات وشوارع، فقد حدث ذلك في الزمن الجميل، ولو كان بإمكان المتزمّتين، من «الإخوان المسلمين» وغيرهم إزالتها لما تأخّروا في ذلك. متابعة قراءة نفتخر.. أم نستهجن؟
الكاتب: admin
admin" title="RSS الكاتب: admin" height="30" width="30" >
بين الخيال والواقع .. خيط رفيع
محاوري هذه المرة شخصية متميزة عُرف عنها الحكمة وعقلها المبدع وقوة الشخصية وعدم الأنانية وإيثار الآخرين وفطنة وبديهة ونظرات لماحة، وسماحة بالوجه والتعامل، وهي محل تقدير وود. قالت: هل يمكن أن تبين لي الخيط الرفيع ما بين الخيال والواقع؟
قلت: طبعاً، وبكل سرور ومحبة، فالخيال هو تفكير استباقي يكسر قيد المحيط، فلا يرتبط بمكان، وآفاقه لا حدود لها، ويتخلص من الوقوف أمام محددات الزمان ليتواصل صاحبه مع أزمان ماضية وينتقل لحقب تاريخية قادمة من العقود، بل ربما من القرون، وهذا الخيال هو سر صناعة الحضارات وتقدم البشرية ومعجزات البشر الدنيوية، تطبيقاً لمنهج رائد من التفكير غير المسبوق، فالخيال أوسع من الإبداع، وأحياناً هو ملهمه وثالثة يتماثل معه. وسرعان ما يعود صاحب الخيال الخصب إلى الواقع فيقوم بتحويل ما كان في ذهنه خيالاً الى واقع، أي إن ما كان يتراءى له في ذلك الخيال يصبح واقعاً، ولذا فإن الخيط الرفيع بينهما هو أن تصنع واقعك، وتغييره من إلهام الخيال الذي كان لك قدرة ذهنية لتصوره، ولذا هناك مبدأ مهم يقول: حقيقة الشيء جزء من تصوّره. متابعة قراءة بين الخيال والواقع .. خيط رفيع
فتوش الحكومة
شبّه مروان سلامة مشروعات الإصلاح المالي والاقتصادي بسَلطة “الفتوش”، التي هي عبارة عن بقايا خضراوات وخبز بائت تخلط معاً كي تخرج بطبق للأكل (القبس الاقتصادي عدد أمس). قد يكون تشبيه مروان صحيح جزئياً، إذا استعرضنا تصورات الحكومة للخروج من الأزمة، فلا جديد بها، فهي اقتباسات وآراء من دفاترها القديمة رُكِنت في أدراج النسيان واللامبالاة بمكاتب المسؤولين في زمن مضى، مثل خفض الدعم، والضريبة، والتخصيص، وغير ذلك من أحلام وأوهام، والآن بعد أن “نزل الفاس بالراس”، أخذت الحكومة تعيد إنتاج “فتوشها”، فتنبش دفاترها القديمة وتطرحها بخجل وبقلق من ردود فعل تنتقص من شعبيتها التي تقوم بداية ونهاية على شراء الولاءات، وأعرف ملل القارئ وتشبعه من ترديد العبارة الأخيرة، لكن ما العمل إذا كانت قدرة الاستيعاب الفكري في الجهاز العام للدولة بائسة. متابعة قراءة فتوش الحكومة
الإضراب فوق النفطي!
الإضرابات العمالية هي العدو اللدود للحكومات لأنها تمسكها من موضع الألم، ولهذا نجد الوسيلة التي تلجأ إليها الحكومة في إحباط الإضراب النفطي الأخير هي التشهير وخلق رأي عام مضاد وتشويه المطالب التي ينادي بها عمال النفط، واعتبارها مكتسبات خاصة في ظل أوضاع اقتصادية صعبة وإلحاق الضرر بأمن الدولة.
الإضراب والاحتجاج السلمي قد يعكس حالة من الحيوية المجتمعية والإرادة الشعبية، خصوصاً في ظل الموت السريري للمؤسسات الدستورية وخصوصا مجلس الأمة الهزيل وتيهان المعارضة السياسية التي باتت تضرب الأخماس بالأسداس وضياع بوصلة عملها. متابعة قراءة الإضراب فوق النفطي!
انفصام الشخصية !
عندما تبحث في الحالة السياسية اللبنانية، ستشاهد العجائب التي لا تخطر على عقل في كمية التناقض الذي ستراه.
وعلى سبيل المثال، نظرة بعض القيادات والمواطنين إلى واقعية الدولة على الأرض، فيخرج لنا زعيم «حزب الله» حسن نصرالله ليرد على مطالبات شركائه في الوطن، بتسليم سلاحه إلى الجيش اللبناني، بالقول أمام جماهيريه، عندما تكون هناك دولة، تعالوا اطلبوا مني تسليم السلاح لها… ويصفق مناصروه بحرارة! متابعة قراءة انفصام الشخصية !
النفط… سائل لزج
الدنيا هيصة؛ إضرابات، وتجمعات، وقصف تصاريح متبادل، وتصدير النفط يتناقص، وأسعار النفط تضع يدها على فمها ترقباً لما سيحدث، ووكالات الأنباء العالمية تحسب خطوات النمل حول الحدث، والمحللون الاقتصاديون العالميون يمسكون بأوراقهم وأقلامهم ويتابعون أخبار إضراب عمال النفط الكويتيين… وليلة طويلة.
كل هذا، وبعض نواب هذا المجلس المزيون لم يدلوا بتصريح واحد عن الحدث، ولم يعطسوا عطسة قد نعرف منها موقفهم تجاه أهم حدث في المنطقة في هذا الوقت. وأظن أنهم لم يسمعوا بما حدث، أو لم يفهموه، فديتُ قلوبهم.
لذا، سنشرح لهم الوضع، تطوعاً منا وخدمة لا نرتجي من ورائها إلا الأجر. سنشرح لهم التعريفات، ونجيب عن استفساراتهم إن استفسروا، مراعاة لظروفهم. متابعة قراءة النفط… سائل لزج
أزمة جمهورية الملالي
لغة الجسد والصور كانت تشرح بوضوح كواليس المؤتمر. وقد جاء بيان قمة منظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول، ليفاقم أزمة إيران في الإقليم ومع دول المنظمة. فعدا عن تحفظ دولتين هما لبنان والجزائر بين 57 دولة إسلامية، فقد دان القادة المشاركون في القمة تدخلات إيران في الشؤون الداخلية لدول المنطقة واستمرار دعمها الإرهاب. ما يعني أن إيران تواجه إجماعا إسلاميا لا ينظر بطبيعة الحال إلى صراع النفوذ والهيمنة والتدخلات الإقليمية والإرهاب مجرد أزمة عابرة بين إيران وبعض دول المنطقة، وعلى رأسها السعودية، كما قد ترى الإدارة الأمريكية مثلا. وهذه ضربة دبلوماسية قاتلة. متابعة قراءة أزمة جمهورية الملالي
مركز العمل الإنساني..والإرهاب
في شهر شعبان الماضي شاركت في ندوة حوارية في مدينة جيفور الفرنسية، وكانت مشاركتي منصبة في بيان محاسن الإسلام ودفع بعض الشبه المثارة حوله، والتي كان من أخطرها شبهة: أن الإسلام يهضم حقوق الآخرين، ولا يقبل بالتعايش، فبينت لهم شيئا مما جاء في السنة النبوية الصحيحة مما يكشف هذه الشبهة، وذكرت لهم بعض النماذج من تعايش نبينا ﷺ مع أقوام يخالفونه في الدين، فالتعايش الذي جاء به ﷺ هو التعايش الذي ندعو إليه.
وبعد انتهاء الندوة ونزولي من على المنصة فوجئت بامرأة كبيرة في السن، قد ابيض رأسها عن بكرة أبيه، فطلبت من المترجم أن يترجم كلامها لي فوافق -جزاه الله خيرا-، فبدأت بالثناء على مشاركتي وتقبلي للاعتراضات والحوار، ثم قالت: لكني أستغرب أن يصدر هذا من رجل يعيش في بلد يدعم المجرمين في داعش!، واسترسلت في كلامها حتى فرغت، ثم بينت لها براءة الكويت من هذه التهمة وعددت لها الأدلة والبراهين على ذلك، وكان مما قلته لها: إن الانتماء لداعش كفيل باعتقال الأجهزة الأمنية لصاحبه، وبينت شدة حقد الدواعش وعدائهم للكويت وكثيرة تهديدهم لها وخطرهم عليها. متابعة قراءة مركز العمل الإنساني..والإرهاب
الخوف من العلمانية
لِمَ كل هذا التخوّف من العلمانية، وكل هذا الكره لها، وهي التي حفظت كيانات دول كبرى من الانهيار، وساهمت في تقدم غيرها، وأعطت وستعطي البشرية جمعاء، أفضل وسيلة عيش مشتركة وآمنة، والتي تعمل بتلقائية ضد التعصب الديني والحروب الطائفية؟ الجواب في أن المستفيدين من التناحر الطائفي والاختلافات الدينية سيكونون أول الخاسرين.
ليس هناك امر أكثر سخفا، وأعمق ضررا من موضوع الاختلاف المذهبي، ولو أن عدد المستفيدين من وجود هذا الاختلاف لا يقل كثيرا عن عدد المتضررين منه.
الخلاف المذهبي سيبقى، طالما بقي الجهل بيننا، وببقاء الجهل تبقى امور أخرى كما هي، ولكن ليس بقسوة وعنف وعمق الخلاف المذهبي. متابعة قراءة الخوف من العلمانية
الرقعة والترقيع
الترقيع مهنة مهمة جدا يختص بها البعض عن سواهم فليس كل شخص يستطيع أن يقوم بالترقيع، خصوصا أن هناك أمورا من الممكن ترقيعها، وهناك أشياء أخرى لا يمكن ترقيعها حتى لو كان صانعها الأصلي فإنه سيعجز عن ترقيعها.
يحكى أن هناك شخصا امتهن الترقيع ولديه مخرج لكل كذبة يقولها الآخرون حتى أصبح مضرب مثل في الترقيع ففي أحد الترقيعات ذكر أحدهم أنه اصطاد غزالا بطلقة واحدة وكسر قرنه ويد الغزال فقالوا له إنها كذبة فلا يمكن فعل ذلك بطلقة واحدة. متابعة قراءة الرقعة والترقيع