سامي النصف

ملك النهاية

انتهى بالأمس المسلسل الشائق «الملك فاروق» وقد تابعت ما كتب عنه في الصحافة المصرية وما اتى في اللقاءات الإعلامية هناك وقد استغربت من قلة قراءة بعض كبارمثقفي مصر لتاريخ بلدهم الحديث وهو ما جعلهم يذهلون من الحقائق الجلية التي تكشفت في ذلك العمل الدرامي الرائع.

وما لم يقله احد فيما كتب لقلة القراءة ان د.لميس جابر زوجة الممثل يحيى الفخراني التي ادعت انها قضت 15 عاما في كتابة المسلسل قد قامت بالسطو الكامل والسرقة الأدبية المفضوحة على ما كتبه مستشار الملك وصديقه الشخصي الاعلامي كريم ثابت في كتابيه «ملك النهاية» و«نهاية الملكية»، اضافة الى ما اتى على لسانه في 93 صفحة من محاضر محكمة الغدر التي نشرت في ديسمبر 1953م والتي تضمنت وصفا يوميا حيّا لحياة الملك فاروق.

وهناك ضرورة في المسلسلات التاريخية لتطابق الشكل بين الشخصية الحقيقية والممثل المؤدي للدور وقد اساء العمل التلفزيوني لشخصية كريم ثابت الذي كان من اصول لبنانية، شديد البياض والأناقة، طويل القامة، ممتلئ الجسم وصديقا شخصيا لكثير من الملوك والرؤساء العرب وليس هلفوتا كما اظهره المسلسل، وقد كان كريم ثابت وزيرا وباشا وابن باشا ورئيسا لتحرير مجلة المقطم ومؤسسا مع الصحافي الوطني الوفدي احمد أبوالفتوح لجريدة «المصري» التي كانت الاولى في مصر حتى زمن الانقلاب أي قبل «الأهرام» و«الأخبار».

ولم يكن «بوللي» مدير الشؤون الخاصة ايطاليّا قحّا كما اظهره المسلسل، بل كان اقرب للممثل استفان روستي المصري ذي الاصول الايطالية، لذا بقي في مصر بعد ان رحل الملك فاروق الى ايطاليا وافتتح مطعما شهيرا فيها ويقال انه اخ غير شقيق للملك فاروق من علاقة غرامية غير شرعية تمت بين الملك فؤاد وزوجة كهربائي القصر اي والد «بوللي»، وقيل ان «فاروق» كان يعلم بذلك الأمر من والده لذا اصطفاه وجعله اقرب مقربيه.

ويذكر كريم ثابت في محاضر محكمة الغدر ان فاروق الرجل كان العدو الأول لفاروق الملك ويروي ان الملك لم يكن يستطيع النوم قبل بزوغ شمس النهار عندما لم تكن هناك فضائيات 24 ساعة مما جعله يقضي ايامه في الملاهي والمراقص لتمضية الوقت حتى الصباح، وقد تعلم فيما بعد القمار وأدمن عليه واصبح يقضي 10 و12 ساعة يوميا على الطاولة الخضراء دون اهتمام بشؤون الدولة مما كان بداية النهاية له.

ويضيف كريم ثابت في كتابه «ملك النهاية» الذي كتب مقدمته محمد حسنين هيكل ان «فاروق» لم يكن يعتني على الاطلاق بهندامه او ملابسه وكان فوضويا في اكله يعشق الحلو وعصير الفواكه طوال اليوم والمربيات والرز والمعكرونة، كما ان مستوى الاكل في القصر لم يزد حسب قوله على مستوى مطعم درجة ثالثة، ويوضح كريم ثابت ان الملك لم يكن طاغية او يأمر بقتل احد، إلا ان مزاحه السيئ يجعله يتلفظ بألفاظ اعطت عنه صورة خاطئة امام الناس فما ان يطرح احدهم خبر اختفاء احد الاشخاص حتى يبادر بالالتفاف الى كريم ثابت والقول ان هذا جزاء من يعادي الملك او ان الحفرة التي حفرناها قرب قصر المنتزه قد ادت غرضها ولم يكن يقصد الا المزاح، إلا ان تكرار ذلك الأمر اعطى عنه صورة الملك الطاغية او القاتل.

آخر محطة:
تم التطرق لحريق القاهرة في الحلقة الأخيرة ولم يكن ما ذكر حول ذلك الحريق المدمر الذي تسبب في النهاية بسقوط العرش دقيقا على الاطلاق وسنكتب عن الأسباب الحقيقية لذلك الحريق مما جمعناه من الوثائق المصرية ووثائق الخارجية البريطانية ولجنة التحقيق التي شكلتها السفارة البريطانية ومحاضر محاكمة احمد حسين زعيم حزب مصر الفتاة الذي اتهم و20 آخرون بإشعاله واستمرت محاكمتهم في العهدين الملكي والانقلابي.

سعيد محمد سعيد

على رأس الحكومة؟!

 

اللصوص يسرقون، لكن اللوم سيقع على رأس الحكومة لا محالة؟

بعض من يخونون الأمانة، ويستغلون مناصبهم، ويلعبون على كراسيهم، يسرقون، فينكشف المستور، ومن ثم تتلاقف ألسنة الناس أسماءهم حال تقديمهم إلى المساءلة القانونية… لكن اللوم سيقع حتما على رأس الحكومة؟

مسئولون أجانب في شركات كبرى، يأتون الواحد تلو الآخر، ليملأوا كروشهم وجيوبهم وحساباتهم في مصارف الخارج، ويملأوا (بعض) الصحف هرجا ومرجا بإنجازاتهم الكاذبة وجهودهم الجبارة في تحقيق الربحية وإعادة الربحية، وتجاوز الخسائر ودخول مرحلة المستقبل، ثم نسمع، ويا غافل لك الله، عن أن فلان «فر» من البلاد، و«فلتان» شال عليه!

متنفذون و «مسيطرون» يتجاوزون الحدود، فيستولون على أراض وساحات وبحور وبساتين، وهناك من يتخاذل معهم في الخفاء، وتجري الأمور على خير ما يرام، لكن في النهاية، ستتلقى الحكومة ثورة الغضب…

كل ذلك أمر طبيعي، ولهذا، فإن من الطبيعي أيضا، أن ينعكس هذا الأمر على الوضع المعيشي للمواطنين، وبالتالي، فإن الحديث عن مستوى فقر نسبي في البلاد، هو واقع يدفع في اتجاه إزالة المسببات أولا… لذلك، كان ملفتا التصريح الذي نشرته «الوسط» في صدر صفحتها الأولى صباح أمس، على لسان الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والمنسق المقيم لأنشطة الأمم المتحدة سيد آغا، الذي قال فيه إنه وبحسب التعريف العالمي للفقر، فإنه لا يوجد فقر في البحرين، وإنها تقع ضمن قائمة الدول التي تعاني من الفقر النسبي، الناتج عن سوء في توزيع الثروات الوطنية!

هنا بيت القصيد؟! ولكن أين هي الثروات وكيف يجب أن يتم توزيعها؟ ومع هذا، فإن التعريف الذي تعتمده الأمم المتحدة للفقر، الذي ينطبق على الأفراد الذين يقل مدخولهم اليومي عن الدولار الواحد، لا يمكن اعتماده في البحرين، وهي التي يصل أقل مدخول للأفراد فيها إلى 5 دولارات في اليوم الواحد، وكل تلك المعلومات المستقاة من مكاتب الأمم المتحدة العاملة في البحرين تعتمد لتحديد نسبة الفقر، وهي الأخرى معتمدة على مسح أجري العام 2003، وأنه لم يتم عمل أية مسوحات حديثة لتحديد هذه النسبة فيما بعد، وهنا، أريد أن أوجه اللوم إلى بعض المؤسسات والأفراد الذين أقاموا الدنيا ولم يقعدوها، ووقفنا نحن معهم أيضا: «أين توصلتم في دراساتكم عن الفقر في البحرين؟ وما النتائج؟ وكيف ستوظفونها؟».

تبدو الحاجة فعلية في المجتمع إلى أن نكون صادقين في معالجة مشكلة الفقر، نسبية كانت أم أكثر من ذلك! لكن لابد من أن نحذر المجتمع من أن اللعب على عواطفنا تحت شعار «مكافحة الفقر» أمر مرفوض، وما نطمح إليه، هو أن نجد دراسات علمية قوية… إن رفضتها الحكومة، ستقبلها وتعتمد عليها منظمات عالمية، بدلا من الاعتماد على معلومات «مسح» أجري قبل أربع سنوات!

سامي النصف

الإضراب والحكومة الناطقة

تعلمنا ضمن المسار الديموقراطي السائد ان نستمع للرأي والرأي الآخر حتى تكتمل الصورة، وقد كتبت في الفقرة الاولى من مقال الامس عن ضرورة محاسبة اي مسؤول يستغل منصبه لاهداف شخصية او انتخابية وذلك على معطى ما نشر في الصحافة خلال الايام الماضية من تباين حاد في الآراء بين وزير التجارة والصناعة وقيادات بعض النقابات.

وقد اتصل بي معالي وزير التجارة والصناعة د.فلاح الهاجري ظهر أمس ليضع النقاط على الحروف حول كثير مما ورد في الصحافة، ومما ذكره معاليه ان الخلاف قائم في حقيقته على معطى تقرير لجنة التحقيق في التجاوزات التي رصدها ديوان المحاسبة وقام هو بتحويلها للنيابة العامة في 23/9/2007 وان ذلك ما فجر الاوضاع بعد ان هدد بشن حرب ضارية عليه.

وقد اضاف د.الهاجري انه لم يتجاوز او يقم بتعيينات خاطئة، حيث ان اختيار من يقوم بادارة مكتبه هو امر سيادي خاص به، اما غير ذلك فيتحدى ان يثبت احد انه قام بتعيينات او تجاوزات مخالفة للقانون والبينة في تلك الامور على من ادعى.

وواضح مما قرأته واستمعت له ان هناك ردا على كل ما طرح ولا املك شخصيا الدلائل والقرائن التي تبرئ هذا الطرف او تدين ذاك، الا ان هناك حاجة ملحة للتحول لنهج الحكومة «الناطقة» التي تفند في اليوم ذاته اي اتهامات توجه لاعضائها كحال ما يجري في الديموقراطيات المتقدمة وذلك قبل ان تشيع الادعاءات وتستفحل الامور.

وكنا قبل مدة قصيرة قد حذرنا من التحول الى بلد اضرابات، والاخطر ان تصبح الاضرابات قائمة على معطى مطالبات سياسية لا مهنية او نقابية، ومن ثم تشل البلد وتتعرض مصالح المواطنين للضرر والتعطيل في قضايا لا ذنب لهم فيها، وعليه كنا نرجو الا تلجأ بعض النقابات لاعلان الاضراب اليوم لايصال وجهة نظرها فيما يجري بل إبدال ذلك بمقارعة الحجة بالحجة في وسائل الاعلام وعند كبار المسؤولين للوصول للحلول المرجوة القائمة على استهداف الصالح العام ولا شيء غير ذلك.

وفي هذا السياق وبعد ظهور بعض المشاكل فيما يخص لجان التحقيق المتصلة بالتجاوزات التي يرصدها ديوان المحاسبة لماذا لا يعطى للاخوة الافاضل في الديوان حق التحقيق او الاحالة المباشرة للنيابة العامة دون الحاجة للجان تحقيق من قبل الجهات المعنية توفيرا للوقت وكتصحيح سريع للاخطاء؟

آخر محطة:
نشرت صحيفة الهيرالد تريبيون على صدر صفحتها الاولى صباح أمس صور كابينة طائرة الايرباص A380 العملاقة التي سلمت للسنغافورية والتي تشبه «اجنحة» درجتها الاولى اجنحة احد فنادق الـ 7 نجوم من اسرّة مزدوجة للنوم وتلفزيون شاشة 60سم2 وما يقارب 280 قناة تلفزيونية مختلفة، ومن المتوقع ان تتسلم شركات الاماراتية والقطرية والاتحاد طائرات شبيهة خلال العام المقبل.. ولا تعليق!

سامي النصف

مقابرنا دواوين شبابنا!

قليلا قليلا سيكتشف الأبناء الاعزاء ان عز طلب اولياء امورهم ممن سهروا الليالي الطوال على تربيتهم وإلحاقهم بأرقى المدارس والجامعات هو بقاؤهم على قيد الحياة ولا شيء اكثر من ذلك بعد ان تحولت مقابرنا الى دواوين شبابية مليئة بمن غادرونا وهم بعمر الفراشات والزهور بحوادث السيارات او تعاطي المخدرات.

فضيحة بيع الخمور والممنوعات التي كشفتها الصحافة (ماذا كان سيحدث لو لم تكتب الصحافة عنها؟!) تحتاج الى اصدار تشريع بمصادرة كافة الاموال المنقولة وغير المنقولة لكل من يثبت اتجاره بالخمور والمخدرات ودون ذلك، فما الضرر الحقيقي من هذا الفعل الشائن مادام يوفر ايرادات بملايين الدنانير واسوأ ما يمكن ان يحدث فيه هو اصدار عقوبات مع وقف التنفيذ او سجن لمدد قصيرة يخرج بعدها الفاعل للتمتع بأمواله الحرام؟!

اراض شاسعة واموال وافرة، فلماذا لا نبدأ بانشاء خمسة او حتى عشرة سجون راقية ينتهي العمل بها خلال عام وتسلم ادارتها للقطاع الخاص كحال اغلب الدول المتقدمة، وفي هذا السياق، لماذا لا يزود السجن المركزي بأجهزة فصل خدمة الهواتف المتنقلة كحال المساجد منعا لتجار المخدرات من ممارسة اعمالهم والاكتفاء بخطوط ارضية مراقبة، اقتراح بسيط يمنع الفساد، فلماذا لا يفعّل؟!

مع انتهاء موسم الصيف والراحة الكبيرة التي لابد ان يشعر بها القائمون الافاضل على وزارة الكهرباء والماء، بودي ان اذكّرهم بمفاجأة غير سارة وهي اننا سنرجع سريعا بعد ستة اشهر من الآن لموسم الصيف القادم، فهل لنا ان نقترح عليهم البدء منذ اليوم بزرع عدادات كهرباء وماء صالحة للبيوت والوحدات السكنية وتحصيل الاموال المستحقة فتلك هي عمليات الترشيد الحقيقية لا الاعلامية.

دلالة جدوى سياسة تركيب العدادات والتحصيل هي ما نراه قائما في دبي وباقي دول الخليج التي لا تقل ضراوة وقسوة الطقس فيها عن الكويت ومع ذلك تفتتح بها كل صباح العمارات الشاهقة والاسواق الضخمة دون انقطاع الكهرباء هناك او حتى التهديد بقطعها، شح الكهرباء احد العوائق الكبرى أمام تحول الكويت الى مركز مالي.

آخر محطة:
اتصلت سيدة كويتية فاضلة تشكي وتبكي حظها العاثر الذي جعلها تعمل كرئيسة قسم في وزارة الاوقاف منذ ما يقارب 20 عاما رغم انها خريجة اقتصاد، تقول السيدة الفاضلة ان غياب الكادر عن عملها جعل راتبها يتساوى مع من يتخرج هذه الايام بسبب اقرار الكادر لهم، مظلمة لا نعتقد ان الوزير الفاضل بو عبدالرحمن يرضى بها.

سامي النصف

أبشع جرائم المال العام

أبشع جرائم المال العام هي استخدامه لتنفيع الأقارب والأحباب وحصد المكاسب الانتخابية الشخصية، لا نود أن يظلم أحد، ولكن إن صح ما أشيع عن أحد المسؤولين من تنفيعه لخاصته ومعاقبته لمن أشار بإصبع الخطأ لتلك الأفعال الفادحة، فالواجب مطالبته بالاستقالة الفورية كعظة وعبرة للمسؤولين الجدد، ودون ذلك ستصل رسالة واضحة مفادها ان تلك الممارسة مقبولة وستتحول بعدها الوزارات والإدارات الحكومية إلى «عِزب» خاصة وبؤر تكسُّب وستعجز أجهزة الرقابة في مجلس الأمة وديوان المحاسبة عن ملاحقة الفاعلين.

ما نشرته «الأنباء» في عدد امس على صدر صفحتها الاولى من بدء التحالفات الجديدة على معطى انتخابات الدوائر الخمس يجعلنا نتمنى خطأ ما توقعناه من احتمال اختفاء أسماء وطنية مستقلة نظيفة وشريفة لصالح أصحاب التكتلات الضخمة ذات الأعداد الكبيرة والموارد الوافرة، للمعلومة في النظام السابق كان بإمكان أي مرشح كفؤ نزيه ان ينزل للانتخابات ويحصل على فرصته كاملة للنجاح، أما الآن ففرصة المرشح الفرد في النجاح شبه معدومة.

سؤال طرحه كبار فلاسفة الغرب حول الديموقراطية ويحق لنا أن نطرحه ضمن الحوار الديموقراطي السائد هذه الأيام وهو: هل يجوز أن يكون تأثير مائة شخص لا يحمل أحد منهم مؤهلا دراسيا على الإطلاق وتغلب على أطروحاتهم الأنانية والدغدغة أكثر تأثيرا وقوة من خمسين شخصا من رجال العلم والثقافة والحكمة والفكر والاقتصاد وحملة الدكتوراه؟ في الديموقراطيات الغربية الراسخة وصلوا للحل عبر خلق منظومتين سياسيتين للناخب ان يختار منهما، فقط تخلق أجنداتهم العقول الراقية والمفكرة ولا يسمحون للدعاوى المدغدغة التي تضر بالأوطان ان يكون لها مكان كمن يطالب بإلغاء الضرائب أو القروض او المساعدات الخارجية كونها ذات مكاسب آنية محدودة الفائدة ودمار ماحق لاحق.

توقعنا في مقال الأمس قيام حرب مدمرة في الخليج خلال الأشهر الستة المقبلة كحد أقصى وقبل قدوم موسم الصيف الحار مع اندلاع تلك الحرب ستغلق إيران مضيق هرمز، كما وعدت، فهل لنا أن نقترح على مؤسسة النفط أن تضع خطط طوارئ تتضمن – مع أولى عمليات تسخين في الخليج – البدء بتخزين نفطنا الخام في بواخر ضخمة خارج مضيق هرمز لضمان تدفق نفطنا للمشترين مع اشتعال النزاع؟!

آخر محطة:
بعد ان أتحفنا هذا العام الشيخ وليد الإبراهيم صاحب محطة mbc بمسلسل «الملك فاروق» الذي كشف الحقائق وأسقط الأكاذيب وأمال القلوب لفترة حكمه الزاهية بالديموقراطية والحرية ورجال الساسة الكبار، هل لنا أن نقترح عليه مسلسلا مماثلا عن بطل نضال الاستقلال وملك الطيبة والتواضع والمؤمن بالحرية والديموقراطية الملك ادريس السنوسي حتى تبدد شمس الحقيقة الجلية أكاذيب الثوريين المرجفين وتعيد الصدق لتاريخنا العربي الحديث امام النشء الجديد؟

سامي النصف

قرقيعان العيد

«عيدكم مبارك» جملة سحرية من كلمتين تؤديان الغرض بالكامل من التهنئة التي تحملها مسجات SMS، لذا لا أعلم سبب استبدال تلك التهنئة السهلة بما هو أشبه بقصيدة مطولة أو كتاب معقد، خاصة ما يبتدأ منها بـ «إذا سبقتونا بالتهنئة.. إلخ» وكأن العيد أصبح ميدان سبق خيل، ضمن التهاني والتبريكات هناك الطريف منها مثل من ترجم كلمة «الفطر» الى mushroom او fungus.

اختتم رئيس اسرائيل شمعون بيريز شهر رمضان المبارك بدعوة إفطار لقيادات وسفراء الدول الاسلامية وقد تم الأذان والصلاة في منزله وقد وعد بتكرار تلك الدعوة كل عام، يتزامن هذا مع إضاءة مبنى الإمبايرستيت في نيويورك للمرة الاولى في تاريخه احتفالا بأعياد المسلمين بعد ان كان يقتصر على اعياد المسيحيين واليهود، هذا التسامح في العالم يقابله رفض اللجنة الفنية في البلدية لإنشاء مسجد لأبناء طائفة البهرة المسلمة والمسالمة جدا والتي لا تؤمن اصلا بالتبشير او تغيير المذاهب.

حصل آل غور على جائزة نوبل للسلام لهذا العام الذي عادة ما يتهم الإعلام العربي القائمين عليها بمحاباة اللوبي الصهيوني، ورغم ان المسلمين يشكلون اقل من خُمس سكان العالم وتطغى على بلدانهم الحروب، الا ان سجلات تلك المنظمة العالمية – المفترى عليها – تظهر انها اعطت جائزتها للسلام لعام 2006 للبنغالي المسلم محمد يونس وعام 2005 للمصري محمد البرادعي وعام 2003 للإيرانية شيرين عبادي، لذا نرجو أن نتوقف عن إلقاء التهم جزافا والاستماع للموروثات الثورية الكاذبة المعتادة.

حسبة الحرب القادمة في الخليج بسيطة في نظري، الديموقراطيون الأقرب للفوز بالانتخابات الاميركية العام المقبل لن يقوموا «على الأرجح» بتلك الحرب في حقبتهم – وإن كان لا يوجد ما يمنع ذلك بشكل مطلق – لذا فالحرب ستتم في العهد الجمهوري الحالي وبما ان الشتاء والربيع هما الفصلان الأمثلان للحروب في الخليج نظرا للحرارة الشديدة في غيرهما، ما يؤثر على كفاءة الأسلحة وقدرات الجنود، لذا نتوقع ان تشهد الأشهر الستة المقبلة اندلاع تلك الحرب.

في هذا السياق، القواعد الأميركية في الكويت وباقي دول الخليج هي ضرورة أمنية مُلحّة تختلف شعوب الخليج على كل شيء إلا على ضرورتها والترحيب بها، لذا فلا معنى ولا مغزى لتهديد دول الخليج والكويت على رأسها على معطى وجود تلك القواعد التي صرحت دول الخليج بأنها وضعت للدفاع عنها لا للهجوم على دول الجيران.

وعلمتنا تجارب الماضي القريب والبعيد امرين هامين اولهما ان من يرد الاعتداء على دولنا الخليجية فلن يعدم الأعذار الكاذبة وما أكثرها ومن ثم فالقضية في حقيقتها لا علاقة لها من قريب او بعيد بوجود تلك القواعد العسكرية، ثانيهما ضرورة ان نحافظ وألا نضحي أبدا بصداقتنا وعلاقتنا المميزة بالولايات المتحدة والمجتمع الدولي مهما قال من قال وصرخ من صرخ فلم نشهد الانتصارات والأيام المفرحة إلا بعد تحالفنا معهما.

سعيد محمد سعيد

ومع ذلك… عيدكم مبارك!

 

إذا كان المقدر والمحتوم علينا أن نعيش في رداء السوداوية والتشاؤم والرضوخ لأفكار أصحاب القضبان العقلية، فهذا يعني أن أولادنا أيضا – ويا حسرة عليهم – لن يكونوا أفضل منا حالا! اللهم إلا إذا استطعنا أن نزرع فيهم روح المبادرة وعدم السكوت على المغلوط من القول والفعل، لكن هيهات لفاقد الشيء أن يعطيه!

صبرا أيها الأحبة، فلايزال في المقدمة شيء ليقال… فليس من المعقول أن نودع شهر رمضان ونستقبل عيد الفطر المبارك ببعض الممارسات التي لابد من أن نلتفت إليها حتى لا يموت معنى الإنسانية في ديننا وموروثنا الإسلامي والإنساني والأخلاقي.

يكفي أن الناس تعيش طيلة شهر رمضان المبارك، وعلى مدى أكثر من خمسة أعوام مضت، في جو من المسلسلات ذات الحكايا والسيناريوهات الفاشلة من ناحية المعالجة الدرامية، والتي تكتفي بمقولة “لم الاعتراض، هذا ما يحدث في المجتمع فعلا”، وكفى!

يكفينا ما اعتاد عليه بعض المشايخ والخطباء، في أقدس البقاع وأطهرها، من دعوات للقتل والتدمير وسفك دماء المخالفين… يكفينا ما نشهده، في كل شهر فضيل، من مآسٍ سببها أبناء الأمة، والأفدح من ذلك وأشده ما يصدر عن “علماء الأمة”، أو ما يمكننا أن نسميهم تجاوزا علماء الأمة، وهم والله أقرب ما يكونون الى “ظلماء” الأمة… واذا كان هناك من يود الاعتراض، فليستعرض أكثر الخطب والمحاضرات والفعاليات التي شهدها شهر رمضان الماضي، أعاده الله على الجميع، ليكتشف كيف أن هناك من أصدر دعاوى صريحة وواضحة، ليس للإقصاء، والتضييق والتهجير فحسب، بل للقتل!

والمشكلة الكبرى، وهنا بيت القصيد، أن المجتمع الذي تزداد فيه العقول المتعلمة عاما بعد عام، لم يتمكن من أن يصنع من حملة تلك العقول طاقات تعمل ما تعلمته لتصبح لها آراؤها ومواقفها المحترمة، أيا كان اتجاه ومشرب ومسلك معتقنها، على ألا تصطدم بأهم عنصر في التعايش وهو الاستقرار الاجتماعي والعدالة الاجتماعية.

لقد بان الإرهاق والتعب على المسلسل العربي الخليجي الجماهيري الكبير “طاش ما طاش” في سنته الخامسة عشرة، لكنه قدم الكثير، ويمكنه أن يقدم الكثير، ولولا ما هو محاط به من قيود الظلاميين و “الظلماء”، لكانت الفضائح، التي لن يفشل فريق العمل في معالجتها، كبيرة كبيرة، ولكانت ردود الفعل أشد وأقوى، فربما تحركت العقول المتعلمة (المجمدة) منذ مقاعد الدراسة الجامعية إلى مقاعد الوظيفة، ولأصبح لها دور فاعل في انقاذ المجتمع من حال السواد والتشاؤم والدماء والقتل.

وليست تلك أمنية، أو حلم، أو حتى مجرد خاطرة، لأن ذلك يحدث يوميا! وفي اعتقادي، أن الحركة الثقافية التجديدية في الخليج، سيكون لها رد فعل قوي ومؤثر جدا في مجتمعات الخليج قاطبة، وستقوم أمامها سيوف أحباب الله وحماة الدين، ممن يريدون المرأة “سلعة” مكرمة بالشعارات ومذمومة بالمعاشرة، وينظرون إلى الشباب على أنهم “قنابل”، ويضعون المجتمع كله بلا استثناء، تحت قبضتهم.

حتى في العيد، يجعلون الناس تتجه صوب الحزن…

وعلى كل حال… عيدكم مبارك.

سامي النصف

الدعم الواجب لـ «الكويتية»

لـ «الكويتية» قيادة كفؤة قادرة على إيصال المؤسسة إلى شاطئ الأمان، فقد ضم مجلس الإدارة الحالي كفاءات فنية وإدارية واقتصادية مميزة تمتلك رؤية واضحة للمستقبل، الا ان تلك الرؤية والنجاح المتوقع مرتبطان بشكل مباشر وكبير بالدعم الواجب والمستحق للمؤسسة وإدارتها الجديدة من قبل السلطتين التنفيذية والتشريعية.

فـ «الكويتية» تعيش في منطقة تحتضن أفضل شركات الطيران في العالم بعد ان انتقلت الريادة في عالم النقل الجوي من اوروبا وشرق آسيا – كما هو الحال في الماضي – الى شركات طيران خليجية تقع على بعد دقائق قليلة منا وتحظى بدعم لامحدود من دول ثرية ذات أجندات اقتصادية وانفتاحية معروفة.

وقد ظُلمت «الكويتية» كثيرا في الماضي عندما كانت تعامل كشركة تجارية في الحقوق ومؤسسة حكومية في الواجبات، ونخشى ان تستمر هذه المظلمة بشكل وإخراج جديد كأن تحرم من حقها بتحديث اسطولها، وهي قضية ملحة بحجة انها ستخصص وتنتقل للقطاع الخاص فلماذا الشراء الآن؟ ثم تتوقف بعد ذلك عملية التخصيص بهذه الحجة او تلك فتضار المؤسسة بشكل مضاعف فلا تحصل على بلح الشام ولا عنب اليمن.

ومن المظالم اليومية ان يطلب من قطاع الطيران في الكويت دون غيره من القطاعات الاخرى ان يصبح سويسريا او ألمانيا او يابانيا في دقته وكفاءته فنرى الطبيب او المهندس او المدرس او الموظف الكويتي ينتقد «الكويتية» بشدة كونها تأخرت دقائق قليلة مقارنا إياها بما يدعي انه يراه في اوروبا او شرق آسيا ولا يذكر المنتقد لماذا لا يقارن القطاع الذي يعمل به بدقته وكفاءته بقرينه في تلك الدول؟!

ان آخر ما تحتاجه «الكويتية» هذه الأيام هو من تقف اقواله المشجعة معها وافعاله المخذلة عليها فالخطوة الاولى لإصلاح احوال المؤسسة تتأتى عبر الإنجاز السريع لكل ما تطلبه ادارتها الحالية حتى لا تصبح تلك الإدارة كمن رُبطت يده خلف ظهره وطُلب منه السباحة في البحور العميقة.

يأتي بعد ذلك الصبر على الإدارة الحالية لمدة 3 سنوات على الأقل، فليس من العدل او الإنصاف توقع تغير الأمور بين ليلة وضحاها، فقد ولّى زمن المعجزات، كما ان استعجال الطبخة يؤدي دائما الى حرقها، كذلك يجب معرفة ان الأعطال الفنية والتأخير هي عمليات متصلة ومرتبطة بعالم الطيران ولا يجوز تصويرها في وسائل إعلامنا المحلية وكأنها قضية تختص بها «الكويتية» دون غيرها، حيث لا أقرأ شخصيا في صحف العالم أجمع ما أقرأه في صحفنا من تقرير يومي عن أعطال طائرات المؤسسة، والحديث ذو شجون.

سعيد محمد سعيد

العدل… شيعة وسنة!

 

يستحق اللقاء الذي عقده وزير العدل والشئون الإسلامية الشيخ خالد بن علي آل خليفة، مع العلماء والقضاة والمشايخ، أن يسجل في رصيد الوزير، الذي يبدو أنه من الرعيل الجديد من أبناء البلد الذين يريدون ضرب «الطائفية» ضربة قاضية، ونسأل الله أن يوفقه في هذه المهمة «الصعبة للغاية»!

لم يعد الأمر مرهونا بالشعارات فقط، ولا يمكن إطلاقا أن نقبل بعلماء وشخصيات من الطائفتين، يقدمون خطابا محتقنا، ولا تخطر على بالهم قيم التسامح وسعة الصدر، وقبول الآخر، والتحلي بالمرونة والأناة في التعامل، قدر ما يلح على أذهانهم التمايز والتفوق والهيمنة وإرضاء النزوات.

ما أردت قوله هو بمثابة دعوة إلى حماية المجتمع الديمقراطي، لأن هذا المجتمع يتطلب حماية، وهذه الحماية يمكن أن تكون عنصرا من عناصر الدعوة إلى مكافحة الطائفية وآفاتها ومخلفاتها المذهبية على كل مستوى من مستويات العمل السياسي. فـ «الديمقراطية الطائفية»، تشكل في حقيقة الأمر، الوجه القبيح للتفتيت، لمن تستهويه لعبة النفخ في العواطف الطائفية على حساب المصلحة الوطنية.

حتى توجهاتنا لتعزيز النسيج الوطني، تتطلب أن يرافق ذلك جو ثقافي وفكري وإعلامي حر متفتح، يبصر بمخاطر الطائفية، وتنقية التعامل مع الآخر من أية نزعة طائفية أو أفكار تنتقص من قيمة أية جماعة دينية أو قومية.

لكن، بعد كل ما تقدم، هل هناك من تصور يمكن أن نحدد من سياقه العام المسار نحو تقويض الأفكار الطائفية المعوقة للاستقرار الاجتماعي؟ بلا شك، ويمكن أن نبدأ بأمر رئيسي، وهو الولاء والمواطنة الصالحة الحقيقية والانتماء إلى البحرين ترابا وحكومة وشعبا وتاريخا وتراثا… مجموعة من القيم لا يمكن لكائن من يكون أن يشكك فيها.

وأريد بذلك أن أقول إن الإيمان بالوطن باعتباره وطنا للجميع لا يخضع للأفكار الدخيلة والمرفوضة، بل هو وطن للكل على تنوعهم الطائفي والقومي والسياسي والثقافي، وهو يقف على مسافة واحدة من الكُل الوطني، ويهبهم الحقوق نفسها ويُطالبهم بالواجبات نفسها.

ويعلم الكثيرون أن عماد الوطن الموحد والدولة المتماسكة ذات السيادة، يتمثل باعتماد مبدأ المواطنة أساسا لبناء الإنسان والمجتمع والدولة، وكذلك الإيمان بسيادة الديمقراطية والقانون الضامن للحقوق والواجبات الإنسانية والوطنية، وشمول الكُل الوطني بقيم المساواة والعدالة والحرية والمشاركة والمساءلة والشفافية والتنمية العادلة، باعتبارها ركائز مُنتجة لدولة المواطنة الصالحة والمتطوّرة.

نحن في حاجة إلى إعادة تأكيد التعايش والتناغم والسلام المجتمعي على قاعدة الاعتراف المتبادل بالآخر، واحترام خصوصيته وحقه الكامل في الوطن والدولة… باعتبارها أسسا لازمة لإدراك التحوّلات الراقية في البناء الإنساني والوطني.

سامي النصف

رجال الزمن الجميل

الملك فاروق، لم يكن ملاكا كما يظهره المسلسل ولا شيطانا كما اظهرته الثورة، عيوبه كثيرة ومحاسنه اكثر ومن أهم عيوبه تدخله الشديد في تشكيل وزارات الاحزاب حتى انتهى بخسارة تأييدها جميعا خاصة بعد بيان اكتوبر 51 الذي سحب منه تأييد السعديين والأحرار الدستوريين، يذكر قبطان «المحروسة» الكابتن جلال علوبة ان الملك اصطحب معه شنطة ملابس واحدة اما مقولة اصطحاب 217 شنطة مليئة بالمجوهرات والتحف فهي اشاعة اختلقها الضباط الاحرار لتبرير سرقتهم للقصور الملكية وتركها على البلاطة.

احمد حسنين باشا، خريج اكسفورد بتفوق وبطل سلاح الشيش فيها، وسيم وراقص وابن شيخ ازهري وقائد طائرة اشترى وحطم 3 منها في رحلاته فوق اوروبا وجبال الالب، مكتشف ورحالة من الطراز الأول وحائز لكثير من جوائز الاكتشاف، كان فقيرا وكريما وعفيفا رغم عمله في القصر وقد ارتبط بزواج عرفي مع الملكة نازلي حتى لا تزوغ عينها خارج القصر ورفض تنازلها له عن 500 فدان رغم حاجته، اراد الامير محمد علي قبل زواجه منها ان يفضحه معها كي يهز العرش ويستولي عليه فدخل عليهما فجأة مع خدمه في جناحها فوجده يحفظها القرآن، توفي في حادث سيارة غامض عام 46 عندما اصطدم لوري انجليزي به.

مصطفى النحاس، تخرج من الحقوق عام 1900 وكان الأول على دفعته، تزوج القضية الوطنية وبقي عازبا حتى بلغ 58 عاما ثم تزوج زينب الوكيل ذات العشرين عاما، لم تجد حكومة الانقلاب عليه شيئا لذا لم تقدمه لمحكمة الغدر عام 53 مع بقية زعماء الاحزاب، بقي مقيما في مصر ومعدما حتى كتبت زوجته زينب الوكيل للرئيس عبدالناصر لتخصيص راتب من ورثها المصادر لضمان علاج زوجها، توفي عام 65 وخرجت مئات الألوف لتشييعه مما جعل ناصر يعتقل جميع الوفديين الذين حضروا جنازته لمدة عامين بتهمة «حضور جنازة».

مكرم عبيد، المحامي المفوه سبب خلافه مع صديق عمره النحاس انه حال خروجهما من الحكم يذهب هو لمكتبه للمحاماة حيث الدخل الوفير بينما يبقى النحاس على دخله القليل من بعض اطيانه، لذا حاولت زينب الوكيل ان تضمن مستقبلها عبر الحصول على اذونات استيراد لاخيها وشريكها من وزارة التموين التي يرأسها مكرم عبيد فلما رفض بدأ الخلاف، ابان حكم اسماعيل صدقي الرهيب وقف يدافع عن النحاس في قضية رأي عام نقلتها الصحافة ووسائل الاعلام ومما قاله: انكم ايها القضاة تكذبونني عندما أصدق وتصدقونني عندما أكذب لذا اصرخ بملء صوتي يعيش كذبي ويسقط «صدقي» فضجت القاعة من الضحك.

اسماعيل صدقي باشا، اعظم ساسة مصر قاطبة، لديه افكار في ديموقراطية العالم الثالث تصلح لكل مكان وزمان، حيث كان يرى ان الفارق بين شعوبنا والشعوب الغربية التي نضجت فاستحقت الديموقراطية الكاملة كالفارق بين الطفل الصغير الذي يضره ان تسلمه بندقية بيده قد يسيء استخدامها، والرجل العاقل الكبير كان عفيفا شديد الذكاء متمكنا من اللغات وكان يرى الا ديموقراطية في مصر بوجود سعد زغلول الذي يأمر فيطاع وليس هذا من الديموقراطية في شيء حسب رأيه مستشهدا بتنافس زغلول مع عدلي يكن باشا فلما اتت الانتخابات انزل سعد زغلول طباخه الخاص فنجح الطباخ وسقط يكن وهو أمر كرره فيما بعد سعد مع اسماعيل صدقي حيث انزل امامه محاميا مغمورا اسمه نجيب الغرابلي فنجح نجيب وسقط اسماعيل صدقي باشا رئيس الوزراء.

آخر محطة:
تنشر جريدة الـ «هيرالدتريبيون» زاوية اسمها «منذ 50 عاما» وقد اتى ضمن عدد الخميس الفائت للجريدة انه في 3/10/57 انفجرت طائرة لبنانية بعد اقلاعها من بيروت وسقطت في البحر وكان من ضحاياها رجل كويتي ومعه 15 صندوق ذهب لحكومة الكويت!، على الشباب الكويتي ان يقضي اجازة العيد القادمة في بيروت مع عدة الغطس بحثا عن ثرواتنا الضائعة، وهل هناك من لديه معلومات عن ذلك الضحية؟ وماذا حدث لتلك الصناديق؟