1 – الاعتقاد ان الهدف من اللعبة الديموقراطية لا التنمية واسعاد الناس بل تحقيق الانتصارات الشخصية والاعلامية والسياسية للوصول للهدف الذهبي وهو الفوز في عملية اعادة الانتخاب، ولا مانع بالمقابل من هزيمة الوطن.
2 – اعتياد الهرب الى الامام من المشاكل بدلا من مواجهتها، فتم التحول الى الدوائر الخمس ثم الدائرة الواحدة هربا من الرشاوى والواسطات والفرعيات، وتم الهرب الى فكرة الاحزاب بدلا من مواجهة سلبيات الممارسة الديموقراطية القائمة.
3 – قلة الاحتراف والابداع في الممارسة السياسية المحلية التي يفترض ان تجعلنا قدوة للآخرين بدلا من فزاعة لهم كما هو الحال القائم، ولو جاز لنا ان نشبه بعض الممارسات لدينا بالمراحل الدراسية لقلنا اننا مازلنا وبعد 45 عاما من بدء العملية السياسية في سنة اولى ابتدائي ديموقراطية.
4 – عدم وجود ادوات محاسبة «حقيقية»، كحال جميع الديموقراطيات الاخرى، لمن ينحرف بالممارسة السياسية لاغراض التكسب الشخصي والاثراء غير المشروع، او لخلق حالات تخندق غير صحية في البلد.
5 – عدم وجود جهد للحكومة للعمل على تغيير الثقافات السالبة السائدة في المجتمع والتي ترى في كل مشروع حكومي سرقة وفي كل مسؤول حكومي تجاوزا مما يكسبها عداء كثير من الناخبين ومن ثم يعرقل مشاريعها ويحرض اغلب النواب عليها.
6 – خلط الفرعيات القائمة على العرق او الفئة او الطائفة، وهي امور ممنوعة في جميع ديموقراطيات العالم، بالتصفيات السياسية القائمة على الكفاءة والامانة والقدرة الذاتية المعمول بها في جميع الدول الاخرى.
7 – افتاء من لا يعلم بما لا يعلم في الشأنين السياسي والاقتصادي، فقد ناقشت في احد اللقاءات الاعلامية 12 من براعم المستقبل ممن كانوا يدعون للحزبية، واعلم علم اليقين ان احدا منهم لم يقرأ حتى ورقة واحدة في علم الانظمة السياسية والتجارب الحزبية في العالم.
8 – عدم استيعاب حقيقة ان احد اهم مبادئ الديموقراطية هو خلقها لنهج يتم فيه تمثيل شرائح المجتمع المختلفة، خاصة الصغيرة منها، لا البحث عن منهاجية لتعزيز الكتل الكبرى فقط وهو ما ينتج عن تكبير الدوائر.
9 – تمتاز ديموقراطيتنا بالتخندق والغضب الشديدين عند الممارسة، وتسيد ثقافة التصيد وعدم التسامح بينما تتطلب الممارسة الصحية والصحيحة للديموقراطية كما كبيرا من المغفرة وإبداء حسن النوايا وغض النظر عن الاخطاء الصغيرة.
10 – لا توجد في ديموقراطيتنا عمليات «تدريب» وتنمية للعمل السياسي، لذا يمارس كل طرف اللعبة بالطريقة التي يريدها في وضع اشبه بممارسة لعبة كرة القدم دون قوانين او عقوبات، علما ان اللعبتين بشكلهما الحديث اخترعتا من قبل الانجليز الذين وضعوا قوانين واعرافا وضوابط صارمة لكل منهما.
11 – يصاحب العمل الديموقراطي في العالم توسع بالحريات الفردية والمجتمعية، لدينا حدث العكس تماما، حيث قيدت ديموقراطيتنا الغاضبة وغير المتسامحة الحريات وخلقت الرقابة المتشددة على الكتب والثقافة وأثقلت الصحافة بالعقوبات.
12 – وتصاحب الدول الديموقراطية عادة زيادة بمعدلات التنمية مقارنة بالدول التي لا تأخذ بها، لدينا حدث العكس واصبحت تجربة الدول غير الديموقراطية هي القدوة في العمل التنموي مقارنة بنا ولا حول ولا قوة الا بالله.
آخر محطة:
علينا الا نكتفي ببعض او جميع تلك السلبيات بل يجب البدء بعمل مؤسسي للقضاء عليها كي تصبح ديموقراطيتنا ضياء شمس للآخرين.