إذا كان عام 2007 قد حمل كثيرا من المآسي والفواجع فنرجو ونحن على ابواب عام جديد ان نرسم بأيدينا خارطة طريق «جديدة» لبلدنا نستطيع من خلالها ان نحد من سلبيات الماضي وان نخلق نظرة تفاؤلية مستحقة للعام الجديد نشهد من خلالها القليل من القلاقل والمشاكل والكثير من الانجازات.
ومبررات واسباب التفاؤل كثيرة جدا فالشق الاقتصادي اللازم لدعم عمليات البناء والتعمير وتحقيق اماني الشعوب في كل الدول موجود ومتوافر، والوضع الامني الذي لا غنى عنه كذلك لعمليات التنمية وتعمير البلدان متوافر عبر اتفاقياتنا الامنية مع الحلفاء والاصدقاء وترسخ مفهوم الاسرة الواحدة في الداخل الكويتي.
كما ان محفز الإعمار موجود بما نراه لدى الجيران من عمليات تنمية مستدامة تبهر القريب قبل الغريب والواجب ان نتخذ من كل تجربة ناجحة قدوة لنا تجعلنا نسخر الموارد والارادات للوصول لها خاصة ان من سيسبق بوضع نفسه كمركز مالي امام العالم سيقطع الطريق امام الآخرين، وفي هذا السياق فإن السباق مازال قائما ولم تفقد الكويت فرصتها فيه متى ما جدت واجتهدت وقدمت الاهتمام بالاقتصاد على الانشغال بالسياسة.
والحقيقة ان أثرى اثرياء العالم من دول (سويسرا، لوكسمبرغ، سنغافورة، الخ) وافراد كبيل غيتس لا يملكون، كما كان الحال في السابق، المزارع والمصانع والثروات الطبيعية كالنفط والذهب والألماس، بل اصبح الثراء يرتكز على النجاح في القطاع الخدماتي من سياحة واستثمار، وان تتحول الى مركز مالي معترف بك عالميا في اقليمك الجغرافي عن طريق دعم ذلك الهدف الاستراتيجي لخطوات عملية كإحضار وتوطين الخبرات الاجنبية اللازمة وسن التشريعات وتسهيل المواصلات عبر خلق شركات وطنية عملاقة وموانئ ومطارات ضخمة وسكك حديد.
اننا ومع مطلع العام الجديد امام مفترق طرق فإما نلتزم بخارطة الطريق السابقة ونستمر بالخلافات السياسية التي لا تنتهي او ان نستبدلها بخارطة طريق جديدة ترص الصفوف فيها بين القيادة ومختلف الكتل والمشارب السياسية لدعم عجلة التنمية سريعا الى الامام، فالسنوات تمضي سريعا والتاريخ واجيالنا المستقبلية لن ترحمنا.
لقد مللنا ثقافة الشقاق والافتراق وحان الاوان لتحويل التعاسة الى سعادة والجلوس الى نهوض والسكون الى حركة والاجندات الفئوية المفرقة الى اهداف وطنية جامعة، والتضحية بالمستقبل لأجل الحاضر الى العمل الجاد في الحاضر لخلق مستقبل لأبنائنا جميعا كي
لا نصحو يوما على فوز كل التخندقات و… موت الوطن..!
آخر محطة:
نرجو ان تتوقف مع مطلع العام الجديد اي حملات داعمة او معارضة للاستجواب القادم فلا شيء يستحق اختلافنا وتفرقنا كما نرجو ان نشهد فترة سكينة لاحقة كي يتفرغ الجميع للعمل التنموي الجاد الذي شغلتنا الهموم السياسية بعيدا عنه.