محمد الوشيحي

آمين

لا جديد في استجواب السيدة نورية الصبيح، كان حلقة مسجلة أو مباراة أعيدَ بثها، ولا جديد في «مانشيتات» بعض الصحف لليوم التالي (الأربعاء) التي أجزم بأنها كُتبت قبل بدء الاستجواب… الجديد فقط سيكون في يوم التصويت على طرح الثقة، وتحديدا في موقفي نائبين اثنين، أحمد السعدون وفيصل المسلم، فإن وافق الأول على طرح الثقة في الوزيرة وعارض الثاني فسأكافئ نفسي بعصير برتقال احتفالا بتفويت الفرصة على من يقود حملة التفرقة الوطنية ويسعى لتفجير موكب المجتمع. ولا تحدثوني عن مواقف النواب محمد المطير ومزعل النمران وخلف دميثير وغيرهم، فأنا أتحدث، مع التقدير لهؤلاء الثلاثة، عن أقطاب المجلس وقادته الفاعلين الذين يملكون حرياتهم المعترف بها دوليا. متابعة قراءة آمين

احمد الصراف

قضايا للنقاش

تعتبر الكويت، كصديقاتها وشقيقاتها، الخليجيات على الاقل، دولة متخلفة في أكثر من مجال وميدان. ومن العبث الادعاء عكس ذلك والقول إنها جيدة هنا وحسنة هناك، او ان اوضاعها في تطور للافضل. فواقع الحال يشي بتخلفنا حضاريا بمراحل، ليس مقارنة بالغير فقط، ولكن مقارنة بما كانت عليه اوضاعنا قبل عقود اربعة او اقل! فروح التسامح مع الآخر التي كانت اكثر وضوحا، اصبحت شيئا من الماضي. كما اختفت عادة مودة الغريب وتسهيل امره من المجتمع، واصبح قانون «إن لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب» هو الساري! كما كانت هناك دور لهو وسمر وسهر مجاورة لأماكن الزهد والعبادة، وكان هناك شاعر يشعر وشاد يشدو بجانبه، وقد يكون اخوه من امه وابيه قارئاً سمحاً يرتل ويفتي لمن شاء!
ثم جاء جراد التخلف قبل ثلاثين عاما وغطت جموعه اشعة شمس المودة والتسامح والحرية، وبخلاف ما يحدث مع ظاهرة الجراد، فقد قررت اسرابه، ولاول مرة، عدم المغادرة، بل الاستيطان بيننا بعد ان خرب بلاد غيرنا مع بدايات انهمار اموال البترودولار على دول المنطقة!
يعتقد الكثيرون أن اخلاقياتنا، الاسرية بالذات، هي افضل من اخلاقيات غيرنا، واننا اكثر رحمة ومودة بعضنا لبعض، مقارنة بالآخرين، وخصوصاً الغرب «الكافر المنحل»! كما يعتقد هؤلاء بأن عامل الردع عن الاتيان بما يسيء لنا ولأقاربنا في نفوسنا واخلاقياتنا اكبر منه لدى الآخرين. ويستشهد هؤلاء بانتشار اخبار الجرائم الاخلاقية في مجتمعات «الغير»، الفقيرة والغنية على السواء، مقارنة بمجتمعاتنا «الفاضلة والمتعففة والعفيفة»، وغياب ما يماثلها او ندرته في مجتمعاتنا، والخليجية بالذات!
ولكن الواقع المعاش والمخفي عن الانظار غير ذلك تماما. فمجتمعاتنا ليست الاكثر فضيلة، بل هي الاكثر محافظة على الكتمان، كتمان فضائح الغير والايمان بستر العرض، وإن تطلب الامر اراقة الدم على جوانب القضية لغسل العار فلا بأس في ذلك!
وقد بين عدد من الدراسات والابحاث الخاصة، التي شاركت فيها فرق بحث واستقصاء اوروبية، ان قضايا الاعتداء على المحارم هي الاكثر انتشارا في الدول، او المجتمعات، ذات الانظمة المحافظة مقارنة بالاقل تحفظا! ففي تجمع انثوي خاص عقد في احدى دول المنطقة تبين ان 40 من 50 من الفتيات الحاضرات اعترفن بتعرضهن لاعتداءات «جنسية» من نوع ما من اقاربهن! وقد دفعت نتائج هذه الدراسات، وما اسفرت عنه من وقائع مخيفة، بعض اهم دول المنطقة لانشاء مراكز تدخل متحركة في الكثير من المناطق، وخصوصاً الفقيرة والاقل تعليما، لاستقبال المعلومات والشكاوى المقدمة عن العنف الاسري، وبلاغات التحرش الجنسي بين المحارم، فيما تعمل جمعيات حقوق الانسان على حصر قضايا التحرش الجنسي لتضمينها ملفا يرصد هذا النوع من العنف. وقد لاحظت هذه الجهات غياب اية لوائح تنفيذية واضحة تحدد كيفية التعامل مع اصحاب الحالات المعتدى عليها او مع المعتدين. هذا على الرغم من مطالبتها بتطبيق عقوبات رادعة بحق الأخيرين، وهذه المطالبات تعني غياب العقوبات، او الاستمرار في محاباة الرجل في قضايا تطبيق الحدود، هذا على الرغم من ان نسبة كبيرة من المتضررات من الاعتداءات الجنسية هن من القصر وفتيات من امهات مطلقات، فالمشكلة تبدأ عادة عند حصول الاب على حضانة البنات ويكون هو اول المتحرشين، ثم الاشقاء، ومن بعدهم المحارم الآخرون! وليس غريبا ان في الكثير من حالات الحمل والاغتصاب تحاكم الفتاة وتسجن، ولكن قلما يحاسب المتحرش او المعتدي الذكر. وتذكر بعض اختصاصيات العلاج في المنطقة ان إلحاق الطفلة او الطفل المعتدى عليه بوالده، المعتدي، بعد فترة عقاب قصيرة، امر خطير، حيث ثبت ان المعتدي في مثل هذه الحالات يعود لارتكاب جريمته المرة تلو الاخرى، وهذا ما لا تسمح به، مثلا، قوانين المجتمعات الغربية. نعود ونقول ان درجة «اخلاقية» اي مجتمع لا تعرف بالتخمين وبظاهر الامور، بل بالدراسة المعمقة والجادة، وهذه لا يمكن ان تتم بغير توافر درجة عالية من الشفافية والصدق في هذه المجتمعات في مجالات البحث والاستقصاء والقول، وهنا نجد انفسنا في الدرك قبل الاخير بقليل، بين بقية امم الارض.

أحمد الصراف

 

سعيد محمد سعيد

لا خير في «حياة»… ليس فيها اسم حسين!

 

سيدي أبا عبدالله…

أشهد الله جل وعلا وأنا أقف بين يديه، أنني لا أعبدك ولا أعبد قبرك أو تربتك، ولكنني أعشقك عشقا لا حد له، وأهيم في رياضك بجنون لا مثيل له… لا أعبدك سيدي، فأنا عبد الله وحده، فأنت الذي سفكت دماك الطاهرة ودماء كواكب الأرض كلها في يوم العاشر من المحرم العام 61 للهجرة من أجل إعلاء كلمة لا إله الا الله محمدا رسول الله…

وقدمت الدماء الطاهرة قربانا قدسيا، لكي يعبد الناس الله وحده لا شريك له.

سيدي أبا عبدالله…

لا خير في حياة ليس فيها اسمك… ولا خير في دين لا يعرفك، ولا خير في عبادة لا تمتثل لأوامر الله ورسوله: «قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى»… وأنت سيدي «قربى».. وأنت سيدي الذي يحبك الله… شهادة على لسان الحبيب المصطفى: «حسين مني وأنا من حسين… أحب الله من أحب حسينا».

سيدي أبا عبدالله…

وقفت الدنيا كلها، وستقف في هذه الأيام وكلها شوق وأمل ورغبة في أن تنحني!

يقف أهل الدنيا كلهم… ممن عرفك حق معرفتك، في شرق الأرض وغربها، شمالها وجنوبها… يقفون من أجل أن ينحنوا لك إكبارا وإجلالا وتقديسا… ينحنون بين يديك، لأنك من علمهم ألا ينحنوا لسلطان جائر مستحل لحرم الله… وألا يكونوا… إن لم يكونوا يخافون الميعاد، وليس لهم دين… إلا أحرارا في دنياهم.

سيدي أبا عبدالله… إنك لم تخرج أشرا ولا بطرا ولا ظالما ولا مفسدا، بل خرجت تريد الإصلاح في أمة جدك… تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر… وها أنت سيدي في ضمير الإنسانية منذ ذلك اليوم الذي قلت فيه هذه العبارة وأنت تشد الرحال من مكة المكرمة إلى كربلاء رمز الإصلاح وأسد الإنسانية ومثال كل شيء جميل رائع.

أكتب هذه الرسالة سيدي والعالم يستقبل العام الهجري الجديد كما هو في كل عام… مستبسلا ببسالتك، كريما بكرمك… طاهرا بطهارتك… شجاعا بشجاعتك… مجيدا بمجدك… لكنه لن يكون أبدا وحيدا كوحدتك… غريبا كغربتك… مظلوما كظلامتك… لقد أنرت يا سيدي بدماك الطريق للسائرين على دين جدك محمد بن عبدالله (ص)، ورفعت رأس الأمة عاليا، وعلمتها أن ترفض الظلم والجور… كما هو رأسك مرفوع على رمح رفيع… وهو يتلو القرآن… لأنك يا سيدي، نور الكتاب الرافض للظلم والجور والكفر…

سيدي أبا عبدالله…

لايزال أبناء بن ذي الجوشن وابن ربعي وابن الأشعث وحرامل الدنيا كلها، وآباء الحتوف بلا استثناء، ومعهم الآلاف من هوازن وكنده، وقبائل وأفخاذ وأحقاد… تبحث عمن يأتيك مجيبا: «هل من ناصر ينصرنا»! فيسفكون دماءهم وينحرون رؤوسهم… ولايزال الآلاف من أبناء بن مظاهر والقين والصائدي والبجلي، وأصحاب الكفوف العباسية والهامات الأكبرية والصدور القاسمية، ومعهم نساء العطاء الفاطمي والصمود الزينبي، يواجهون السيوف والخيول الأعوجية، لأنهم يعلمون أنك لم تمت، ولم يمت أولئك الذين يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم…

سيدي حسين، مات السيف، ولم يمت نحرك… فعليك منا جميعا السلام

احمد الصراف

سؤالان صعبان (من الانترنت)

السؤال الأول: اذا عرفت امرأة حاملا واما لثمانية اطفال، ثلاثة منهم فاقدو حاسة السمع، واثنان كفيفان، والسادس متخلف عقليا،وهي مصابة في الوقت نفسه بمرض السفلس المعدي، فهل ستطلب، او توصي بضرورة تخلصها مما بأحشائها؟ حاول الاجابة، بعد قراءة بقية المقال.
السؤال الثاني: جرت انتخابات رئاسية وبدأت عملية التصويت، ووصل الوضع الى مرحلة حاسمة بحيث يقرر صوتك وحده من يفوز من المرشحين الثلاثة، فلأيهما ستعطي صوتك؟ هل ستعطيه لذلك السياسي المحتال الذي يؤمن باستشارة العرافين والمشعوذين قبل اتخاذ اي قرار، والذي يخون زوجته مع عشيقتين في وقت واحد، والذي يدخن بشراهة ويدمن على شرب الكحول يوميا؟ام ستختار سياسيا سبق ان طرد من وظيفته اكثر من مرة، الذي لا يقوم من نومه قبل الظهر، والذي عرف عنه تعاطي مخدر الافيون اثناء دراسته الجامعية، والذي اعتاد شرب ربع زجاجة وسكي ليليا؟ ام ان صوتك سيذهب للمرشح الثالث، بطل الحرب، حامل الميداليات، النباتي الذي لا يتناول اللحوم والذي لا يدخن ولا يشرب غير البيرة، وفي المناسبات فقط، ولم يعرف عنه قط خيانته لزوجته؟
لاتبدو الاجابة سهلة، كما كانت، الى حد ما، في السؤال الاول.
لعلمك، فان السياسي ومرشح الرئاسة الاول كان الرئيس الاميركي العظيم فرانكلين روزفلت.!
اما المرشح الثاني فقد كان رئيس وزراء بريطانيا السابق وبطلها القومي ونستون تشرشل!
اما الثالث، ذلك النباتي وبطل الحرب، فلم يكن غير ادولف هتلر، مجرم الحرب، الذي تسببت افعاله في قتل اكثر من 60 مليونا من البشر!! وهكذا نجد ان الاجابة لم تكن سهلة، كما ان التصرفات الشخصية الخاصة ليست مقياسا للحكم على اهلية شخص ما ينتمي الى مجتمع مختلف!
وبالعودة الى السؤال الاول فان كانت اجابتك بـ «نعم»، اي التوصية بالتخلص من الجنين، فقد قضيت لتوك على الموسيقار العالمي النابغة «بيتهوفن»،فتلك المرأة لم تكن غير والدته!
نكتب ذلك على ضوء قرار مجمع البحوث الاسلامية، برئاسة شيخ الازهر، الذي اكدوا فيه «ضرورة» تخلص المرأة المغتصبة من ثمرة الاغتصاب، ان هي حملت. وان هذا واجب شرعي على المغتصبة ،لا مجال فيه للاختيار لها ولا لاسرتها!!
لاتعليق.

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

شاي أم حسن

لو أن بعض أصحاب القرار فكروا في البناء والتنمية بمقدار رُبع تفكيرهم في محاربة «كتلة العمل الشعبي»، ولم يتعاملوا معها على أنها الزوجة الثانية أو «الشريكة»، لكنا الآن نرسم خارطة الطريق لدبي وأبو ظبي وقطر. لكن أهداف الصغار صغيرة بصغرهم. وها هو أحد أتباع الصغار يسعى للتصعيد كي يُحل البرلمان قبل أن ينجز «التكتل الشعبي» مقترحه الخاص بفوائد القروض، ولتجري الانتخابات و«التكتل الشعبي» في أسوأ وأضعف حالاته، وهو واهم بلا شك.
ما علينا… كلما سمعت مسؤولا حكوميا يتحدث عن «أموال الأجيال القادمة» قرأت الفاتحة direct (وبالعربية بالفصحى دايركت)، فثقتي في حكومتنا مفقودة لدواعي السفر. لدينا خمسون مليار دولار كمبالغ نقدية، من أموال الأجيال القادمة، مودعة في بنكين أميركيين، 22 بالمئة من المبلغ على شكل ودائع، وباقي المبلغ في حساب توفير. وطبعا لأن التنسيق بين مؤسساتنا «عيب وشق جيب»، فقد اتخذ البنك المركزي قراره بفك ارتباط الدينار بالدولار منفردا، فخسرنا ثلاثة مليارات ونصف المليار دولار فقط في سبع دقائق. فاست ميل. وجبة سريعة. وقد كان من الممكن تفادي الخسارة، وهو ما لم يحصل، كالعادة. والأهم أن حكومتنا لم تغضب ولم تحاسب أحدا وإنما حاولت تغطية جثة القتيل بالبطاطين والكنابل مستغلة عتمة الليل، لكن أحد نمور ديوان المحاسبة أشعل الإضاءة وعلّق صافرة الإنذار.
البطل عادل العصيمي كبير مدققي ديوان المحاسبة في هيئة الاستثمار، والشامخ الذي كان قد رفض الترقية لمنصب مدير، معلقا: «خلقتُ مدققا في الميدان، لا أجد نفسي في المكاتب ولا الأعمال الإدارية»، يدفع اليوم ثمن عدم سكوته عن فضيحة الثلاثة مليارات والنصف مليار دولار، وبضغط شديد من هيئة الاستثمار تم نقله أو قل «إبعاده» عن الهيئة وملياراتها، بعدما طلبوا منه إحضار «شاي أم حسن» لينفردوا بـ «هياتم». ومن لا يعرف قصة هذا الشاي فليسأل عادل إمام وهياتم وزوجها (خال عادل إمام) في فيلم «المتسول»، أو فليشاهد هذا المقطع:
http://www.youtube.com/watch?v=n4jACNR6XNo
ديوان المحاسبة، أو «آخر الرجال المحترمين»، يتم الآن تطويعه وترويضه، وعمل «بادي كير» و«ماني كير» لأظافر يديه ورجليه، وجار قلع أسنانه، وسنصلي عليه قريبا صلاة العصر، كما صلينا في السابق على كل شيء جميل في بلد التطهير العرقي للجَمال، الذي قتل، أول ما قتل، الشهيدتين: «الكرامة» و«المرجلة»، لتكرّ بعدهما سبحة الشهداء.
*   *   *
أصدرت وزارة التربية ضوابط للأعمال الممتازة لهذه السنة ووزعتها على مديري ومديرات المدارس الذين رشحوا بدورهم المستحقين، فأمسكت الوزارة بالكشوفات التي بعثها المديرون والمديرات ووضعتها في إناء مليء بالماء والروبيان المتبل مع جزرة مقطعة بشرائح طولية وقليل من الثوم المدقوق، وبلّتها وسترسل ماءها ليشربه المديرون والمديرات، هنيئا مريئا، ووضعت الوزارة بنفسها أسماء مستحقي المكافأة، ولا ادري على أي أساس، أو على أي كريم أساس؟ وزارة التربية تمشي على أسس ونظريات إدارية معروفة ومجربة، ومنها هذه النظرية الأخيرة الشهيرة باسم «نظرية لعب البزران».
من ضمن الشروط والضوابط ألا يتم ترشيح من تجاوز غيابه الخمسة عشر يوما طوال العام، وهذا ما التزم به مديرو المدارس في ترشيحاتهم. لكن وزارة التربية، وهي تتبع القطاع الخاص، أو هكذا يبدو، قلبت الأمور وكافأت، على سبيل المثال، بعض المدرسات اللواتي لم يكملن شهرا واحدا طوال العام، وبقية العام قضينه في اجازة مرضية، في حين حُرمَ من المكافأة مدرسون ومدرسات أكفاء لم يتغيبوا يوما واحدا طوال العام، الأمر الذي قادهم إلى التذمر والإحباط وقرار عدم الالتزام. ثم يسألون بعد ذلك عن سبب تردي أداء الموظف الكويتي… يكسرون رجليه ويحاسبونه لعدم فوزه بالسباق.

 

سامي النصف

رأفت الهجان أم إيلى كوهين؟!

في البدء نتمنى ان يغلق ملف المعتقلين الكويتيين في سجن غوانتانامو مع الزيارة التاريخية للرئيس الاميركي جورج بوش للكويت الخميس المقبل خاصة انها رغبة متكررة من صاحب السمو الامير – حفظه الله – ومن الشعب الكويتي قاطبة، ولا نعتقد ان الرئيس المحبوب من الشعب الكويتي سيرفض ذلك الطلب المتفق عليه وطنيا.

هل يمكن لنا ان نبعد التسييس المدمر المعتاد عن قضية احد المتجنسين التي طفت على السطح هذه الايام وان نبعد عنها كذلك محاولة إلقاء اللوم على هذا المسؤول او ذاك خاصة إذا ما عرفنا ان قضايا الجنسية لا يبت بها شخص واحد فالقضية اكبر واخطر من ان نتعامل معها بهذه الخفية وننسى بالمقابل مصلحة البلد وامنه.

لقد صنفت احدى الجهات الاعلامية الشخص المعني بما هو اقرب للبطل رأفت الهجان الجاسوس الذي زرعته مصر في اسرائيل، بينما اظهرت جهة اعلامية اخرى قرائن وادلة تدل على انه اقرب لإيلى كوهين الجاسوس الذي زرعته اسرائيل في سورية ووصل عبر علاقاته الشخصية وعمله الدؤوب الى اعلى المستويات في الدولة.

لقد فشل النظام الصدامي في كل الامور إلا انه وكحال جميع انظمة الطغاة كان يقارب الكمال في اعمال المخابرات والخداع وبث الاعين والمخربين والجواسيس او من يسمون بالنائمين (Sleepers) في صفوف اعدائه وقد اخبرني صديق عراقي انه تعرف على احد رجال مخابرات صدام (النائمين) الذي اخبره كيف كان يتم تدريبهم وزرعهم في الدول المختلفة دون ان يطلب منهم شيء لسنوات طوال مع اغداق الاموال عليهم على ان يلتزموا بما يطلب منهم حرفيا حال وصول الاوامر بعد تلك المدد الطويلة.

واذكر في هذا السياق حقيقة معاناة المعارضة العراقية في التمييز بين المعارض الحقيقي ومن تدسه مخابرات صدام بينهم، فالاثنان يشتمان صدام بأقبح الألفاظ، والاثنان يظهران آثار التعذيب والسجن عليهما، والاثنان يهاجمهما الاعلام الصدامي، كما يشتكي الاثنان احيانا من قتل صدام لأقاربهما، وهل ينسى احد النائم صبري الحديثي الذي كان يدعي مقتل اخويه على يد صدام لنكتشف في النهاية انه احد رجاله المخلصين حتى انه اصبح الناطق باسمه في احرج مراحل حكمه الاخيرة.

ان تغليب المصلحة الوطنية يقتضي على وجه السرعة طلب تحقيق رسمي من جهة امنية محايدة في التهم المتبادلة والوثائق المعروضة حتى ينتهي التحقيق اما باعتذار واعطاء وسام البطولة والاستحقاق لذلك الشخص او ادانته بتهم الخيانة العظمى والتعاون مع العدو خاصة انه قد اصبح كويتيا ولا خيار ثالثا بينهما.

آخر محطة:
(1) يكشف فيلم «حرب شارلز ويلسون» القائم على معطى قصة حقيقية الدور الذي قام به عضو الكونغرس المذكور في تبني المخابرات الاميركية الحرب «الخفية» ضد الروس في افغانستان ومن ثم تسبب عملاء المخابرات في إلحاق اول هزيمة بالامبراطورية السوفييتية والتعجيل بإسقاطها ومن ثم كانت تلك الحرب في حقيقتها انتصارا لشارلز ورجاله لا لأسامة بن لادن ومن معه.

(2) يمكن ان تشاهد «بعض» ذلك الفيلم في دور السينما الكويتية هذه الايام على ألا تدفع اكثر من ثمن نصف تذكرة لأنك لن تشاهد إلا نصف الفيلم بعد ان تفنن الرقيب الشاطر في بتر اوصاله، لماذا لا توضع صورة الرقيب على كل مقطع يقطعه حتى يعرف الجمهور لمن يوجه «شكره» له؟!

محمد الوشيحي

المشهر

مع قدوم فخامة الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش للكويت في زيارته المرتقبة هذا الأسبوع، نتمنى أن يأمر بإطلاق سراح أبنائنا الأربعة المتبقين في غوانتانامو لتبتسم الشفاه وتطمئن القلوب.
فخامة الرئيس، لن أدخل في التفاصيل، أو بيت الشيطان كما يسميها المفكرون، لكنني وكثيرين نتساءل: أما لهذا الظلام من نهاية؟ أليس للكويت مكانة عندكم كما لبعض الدول التي أطلقتم سراح أبنائها؟ سيد بوش، أنتم أعلنتم من جهتكم بأن الكويت حليف خاص لأميركا، ونحن من جهتنا، ثمنّا هذا الأمر وساهمنا بمساهمات تعلمونها أنتم أكثر من غيركم، فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان فخامة الرئيس… وأهلا ومرحبا بزيارتكم لبلد لم ينس أبناؤه دماء أبنائكم على أرضه. متابعة قراءة المشهر

د. شفيق ناظم الغبرا

احتفالات رأس السنة والضجة المثارة؟

رأس السنة ليس احتفالاً مسيحياً، أو بوذياً أو هندوسياً أو يهودياً أو غيره، بل هو احتفال عالمي تحتفل فيه كل أمة وحضارة وكل دولة ومجتمع. الاحتفال في جوهره إعلان لنهاية عام وإعلان في الوقت نفسه لبداية عام جديد، فهو إعلان إيجابي بالتفاؤل بالمستقبل وبالجديد وتوديع للماضي مهما كانت حصيلته، فهو عيد تحتفل فيه الشعوب على ألوانها ودياناتها وعقائدها. إن التقويم الذي يبدأ في الأول من يناير من كل عام أصبح أساساً لإصدار الكتب والصحف وأساساً لبرامج الحكومات والانتخابات وأساساً لكل توقيت وكل عمل في العالم. لهذا نجد أن الشعوب كلها تجد في هذا اليوم بالتحديد يوماً للتعبير عن الفرح في المجال العائلي أو الشخصي تجمعاً واحتفالاً. ولكن تعبير الناس عن فرحتهم في هذا اليوم يختلف من أسرة إلى أخرى ومن فرد إلى آخر ومن فئة إلى أخرى، فهناك من يحتفل بهدوء، وهو محق في هذا، وهناك من يحتفل في أجواء راقصة وغناء لا يتوقف وهو محق في هذا، وهناك من يحتفل سفراً وهناك من يجلس في منزله للاستمتاع بمتابعة الاحتفالات في العالم من خلال جهاز التلفاز وهو محق أيضاً في هذا، وهناك من يحتفل من خلال الخروج إلى الشارع والوقوف مع تجمعات تنتظر لحظة بداية العام الجديد. أنواع التعبير تختلف وإن كانت في الجوهر تعبير عن الإقبال على العام الجديد بتفاؤل وسعادة. لهذا من الصعب أن يقتصر الاحتفال على شكل محدد، على طريقة واحدة وعلى تعبير واحد، فالمحاولة في تحديد شكل الاحتفال تفسد من أجواء البهجة والشعور بالحرية المصاحب له، كما أنها في الوقت نفسه تفشل في إيقاف هذا الوضع، فعلى مر الأزمان تفوقت أجواء البهجة، خصوصاً عندما واجهت محاولات للتحكم من أقطاب حزبية وسياسية وعقائدية ودينية. فالتحكم يأتي مع نسبة كبيرة من القمع والبوليسية، وهو ما ترفضه فئات المجتمع وأفراده، وينتج عادة عن ذلك المزيد من التمرد والتمترس والرفض لهذا الأسلوب. متابعة قراءة احتفالات رأس السنة والضجة المثارة؟

سامي النصف

كسر العصا وأكل الجزرة

العزاء الحار لأسرة آل الصباح الكرام في وفاة المغفور لها صبيحة عبدالله الأحمد الصباح، للفقيدة الرحمة والمغفرة، ولأهلها وذويها الصبر والسلوان و(إنا لله وإنا إليه راجعون).

هناك دائما فارق بين الرغبة والقدرة، وبين النظرية والتطبيق، فكثير من دولنا العربية ترغب في أن تسوّق بالشكل الصحيح مقوماتها السياحية، الا انها تفتقر لوضع الخطط المناسبة لتحقيق ذلك الحلم، فتبقى دائما في واقع أقل كثيرا مما يفترض، مما جعل بلدا كالمكسيك يفوق دخله من السياحة ضعف دخول الدول العربية مجتمعة.

ولا يمكن للأداء الوظيفي المحلي الحالي أن يتناسب مع طموح «كويت المركز المالي» ومن ثم علينا ونحن نصبو لتحقيق ذلك الهدف السامي ان نعمل على تغيير كثير من الانظمة البيروقراطية البالية القائمة، وأن نعزز من نهج استخدام الحاسوب والانترنت، كما علينا أن نعيد النظر في الثقافة الادارية السائدة التي «قد» تعاقب من يخطئ، الا انها لا تحاسب ولا تعاقب – وهذا الأهم – من يقوم بتعطيل وتأخير المشاريع الحكومية والاهلية سنوات عدة حتى تلغى أو تتضاعف كلفتها، ومثل ذلك محاسبة الموظف الذي يستهدف في عمله العرقلة لا الانجاز، حيث تسود المقولة الخالدة «معاملتك ناقصة تعال بكرة».

إن الذي يشتكي من تأخر الكويت عن بعض شقيقاتها الخليجيات عليه أن يعلم أن لذلك التأخر اسبابا عدة ما لم نعالجها فسنبقى ندور في حلقة مفرغة ونظل في الخلف، ومن ذلك ان العمل ابان حقبة «كويت الانجاز» كان يقوم على معطى العصا والجزرة، فالمخلص والكفء يكافأ، والمتجاوز ومحدود القدرات يعاقب.

تلت تلك مرحلة تم فيها تسييس كل شيء كسرنا خلالها العصا وأكلنا الجزرة فلم نعد نعاقب المسيء او نكافئ المخلص، مما ساهم في بطء المسيرة التنموية وفتح المجال لأن يتقدم الآخرون عن ركبنا، وقد تحولنا من البطء الى التوقف ثم السير سريعا الى الخلف عندما قمنا بخلق اختراع كويتي فريد غير مسبوق في العالم يقوم على استعمال العصا والعقاب مع الاكفاء والمبدعين لمنعهم من الابداع، والجزرة والمكافأة السخية مع المتجاوزين حتى اعتدنا سماع الشكاوى المريرة من الاكفاء، والرضا والسعادة من الاغبياء.

ان للبشر قدرات ربانية في التميز والابداع كما ان للبعض منهم ضمائر حية لا تخترقها الاغراءات، ولا تضعف أو تقبل بالتجاوزات، وأولى خطوات عودة عصر النهضة الكويتية وتحويل حلم المركز المالي الى حقيقة واقعة هي تسليم مثل هؤلاء المسؤوليات وإبعاد محدودي القدرات وأصحاب الضمائر اللينة والمرنة عن المواقع التي حصلوا عليها عبر الاخطاء التاريخية، وعند ذلك سنرى الرضا على الوجوه ونسمع الثناء من الألسن، وستختفي تدريجيا الازمات السياسية فلن يرضى احد بتعطيل القطار المسرع الى الامام.

آخر محطة:
نرجو من الاخ الفاضل وزير العدل ان يأمر بتوفير واجبات الضيافة من قهوة وشاي في مباني المحاكم، فليس من المنطق في شيء أن يدفع منتسبو الوزارة من جيوبهم الخاصة أثمان ضيافة المراجعين.

احمد الصراف

حوض الصيانة

تاريخيا، يعتبر وزراء الداخلية ووزراء الدفاع الأقل تعرضا للاستجواب من بين بقية النواب، إن لم يكن جميعهم، ولأسباب لا تخفى على الكثيرين. ولو قارنا التضارب في تصريحات وزير الداخلية الحالي بخصوص كشف التجنيس الاخير وكم المخالفات التي جرت في الوزارة في الفترة الاخيرة، خصوصا حادثة قيام احد العسكريين بالاعتداء جنسيا على مجموعة من الخادمات المخالفات، والمحجوزات في المخفر، ومن ثم تسهيل هروبهن مقابل مبلغ من المال، لو قارنا كل هذا بكم المخالفات، الحقيقية او المزعومة، التي نسبت لوزيرة الصحة السابقة د. معصومة المبارك، أو لوزيرة التربية الحالية، نورية الصبيح، لوجدنا مخالفات، أو موجبات استجواب هاتين السيدتين، لا تقارن من الناحية الادارية او من زاوية الاعتداء على حقوق الانسان، بما صدر من مخالفات عن الداخلية او غيرها من وزارات السيادة التي تزايد عددها في الوزارتين الاخيرتين! ولكن من المعروف ان اعين وقلوب هولاء النواب ‘الغيورين’ على مصالحهم الشخصية مصوبة في جزء صغير منها نحو كشف التجنيس القادم والخاص بالاعمال الجليلة، والجزء الآخر مركز على صناديق الانتخاب لوجود عشرات آلاف الاصوات الانتخابية المؤثرة في المستقبل السياسي لهؤلاء النواب ضمن كوادر وزارة الداخلية او الدفاع.
وحيث ان ذات وزير الداخلية، ووزير الدفاع، للسببين أعلاه، ولأسباب عدة اخرى، شبه مصونة ومحمية من الاستجواب، فلماذا لا تقوم الحكومة، كما اقترح احد الاصدقاء، بتجيير هذه الحماية لمصلحة وزراء الحكومة، بحيث يكون من حق أي وزير وضع ‘فيتو’ على أي من الامور التي يسيل لها عادة لعاب نواب الخدمات والتي تكون ضمن صلاحيات وزير الداخلية او الدفاع، او غيرهما من الوزراء الذين يملكون ناصية بعض الخدمات ‘الضرورية’ كالتجنيس أو العلف المدعوم والجواخير وتوزيع البيوت وحفظ القضايا والعلاج في الخارج وغيرها الكثير! فعند القاء القبض مثلا على شقيق نائب بتهمة ما وهذا اصبح في الفترة الاخيرة امرا اكثر من شائع، فان على شقيقه النائب أخذ موافقة، او تقبيل رؤوس جميع الوزراء الآخرين، لكي يوافق وزير الداخلية على الافراج عن اخيه من دون اتهام! وإذا رغب نائب آخر في تضمين اسم يعز عليه، ويعتبره مثل عمه، في قائمة المطلوب تجنيسهم بسبب جليل خدماتهم فان عليه المرور على كامل اعضاء الحكومة الآخرين، الذين يملكون حق الفيتو، لأخذ موافقتهم على الطلب، ولو تطلب الأمر رمي عقاله في مجلس او مختصر كل وزير منهم، قبل قبول طلبه من الوزير المعني!
وهكذا نضمن حصول جميع الوزراء على الحصانة نفسها التي يتمتع بها حاليا وزير الداخلية او وزير الدفاع او اي وزير آخر!
نضع هذه الفكرة ‘غير المعقولة’ بتصرف سمو رئيس الحكومة لعلها تساهم في وضع حد للوضع ‘غير المعقول’ الذي نحن فيه.
أحمد الصراف