حاول المتشددون، لا بل استماتوا لمنع احتفالنا بعيدي الاستقلال والتحرير بحجة التضامن مع اخوان مسلمي «حماس»! وان من غير المستساغ الاحتفال واهالي غزة الذين من لم يمت منهم اصبح يتلحف السماء وهو جائع، وان الفرح والسعادة والغبطة والابتسامة ليست من الدين، ولا تمت الى عاداتنا ولا الى تقاليدنا بصلة، وكأن الكويت سبق ان احتلت واستقلت وحررت عشرات المرات من قبل، واصبح عرفا تجاهل اعيادها، فلم الاحتفال بها الآن؟! ولكن هؤلاء المتزمتين «الهيبوكرتس» لم يترددوا في الوقت نفسه عن اقامة احتفالاتهم الصاخبة بمناسبة انتصار حماس الوهمي في غزة والرقص والتدبيك على الطريقة الفلسطينية، وكأن جراح غزة قد التأمت ومعاناتها قد انتهت!
وقرر هؤلاء، وفور سماعهم بقرار الحكومة اقامة احتفالات «هلا فبراير» قرروا، بذكائهم التآمري المعروف، خطف المناسبة لمصلحتهم، ولو بـ «الفرهود» حيث فرضوا انفسهم على لجان الاحتفال واعلنوا، من خلال حملة صحفية كبيرة خصت بها جريدة محددة تقريبا، عن اقامة «حفل كبير» تحت عناوين دينية وهمية عديدة بأن «ثلة» من رجال الدين «المختلطي» الجنسية من امثال نبيل العوضي ومحمود المصري ومحمد حسان ومشاري العفاسي ومحمد حسين يعقوب وسليمان الحبيلان ويعقوب عبد المحسن ومحمد العوضي سيقومون بالقاء الخطب فيها على مدى ايام! والطريف، او المثير للضحك فعلا، ان الاعلان ذكر ان الحفل سيقام في صالة التزلج على الجليد، وهو المكان نفسه الذي طالما وصفه هؤلاء الملتحون بانه «وكر للفساد في البلاد»!
كما ورد في تلك الاعلانات المكلفة، والغريبة التمويل، أن جوائز ومفاجآت تنتظر جمهور المهرجان، ولم يرد هنا ايضا مصدر التمويل، خصوصا ان الحضور مجاني، واعلن ان شعار مهرجان هؤلاء سيكون احلى حياة.. خلونا نعيشها! ولو نظرت الى وجوه من سيحيي تلك الليالي لوجدت ان لا علاقة لهذا بذلك! فكيف اصبح فجأة الاحتفال بـ «هلا فبراير» حلالا زلالا؟ ومن الذي يقف وراء مثل هؤلاء؟ وكيف سمحت الحكومة لهم بخطف مناسبة سعيدة، كالاحتفال بالتحرير، وتحويلها الى مهرجان سياسي ديني بحت؟ وهل سيكتفون في السنة المقبلة بالقدر نفسه من المال والوقت اللذين اعطيا لهم، ام سيستولون على نسبة وقدر اكبر من انشطة الاحتفالات بحيث يصبح الامر بكامله في حضنهم؟
***
* ملاحظة: قامت «حدس» الجناح السياسي لـ«الاصلاح الاجتماعي» الفرع المحلي للتنظيم العالمي للاخوان المسلمين، بصرف مبالغ طائلة على اعلانات سياسية تهدف لتبرئة ساحة حماس من تهمة الوقوف بجانب صدام خلال غزوه للكويت، ولا ادري ما مبرر هذه الحملة؟ هل هو بسبب بدء تدفق الملايين الى جيوب قادة الطرفين، ام لتأكيد انتمائهم لتنظيم دولي واحد، ام لاعتقادهم بان عشرين عاما تكفي لكي ينسى الكويتيون مواقف حماس المخزية؟
لو كانت حدس صادقة في تبرئة حماس لفعلت ذلك بعد التحرير مباشرة وليس بعد مرور 19 عاما!
أحمد الصراف