بيَّن الحكم الذي صدر قبل أيام من أعلى هيئة قضائية في بريطانيا، والذي قضى بترحيل «أبو قتادة»، الذي يحمل الجنسية البريطانية، المتهم بتشجيع وتأييد الارهاب، بترحيله الى الأردن، بيّن مدى خطورة ما ستتعرض له أوضاع المهاجرين الى الدول الغربية بشكل عام، والمسلمين والعرب بشكل خاص، بسبب تصرفات بعض الجهلة والحمقى من «المشتطين والمتحمسين دينيا»، والذين يعتقدون أن الغرب سيستمر في «تحمل» شططهم وتطرفهم الى الأبد، وأنه أعجز من أن يتخذ اجراء حاسما بحقهم. وتناسوا تماما أن هذه الدول هي التي آوتهم بعد تشرد وأطعمتهم بعد جوع وقبلت بهم بعد لفظ أوطانهم لهم، والتي منحتهم حق اللجوء اليها واكتساب جنسياتها، بعد أن صدرت بحقهم، ومن حكوماتهم، أحكام بالقتل والسحل والحرق بسبب سرقة نعجة أو شتم عريف في المخابرات،او من دون سبب.
ان صبر الغرب، ونعني هنا أوروبا واميركا واستراليا، لن يطول كثيرا في حال استمرار تعدي هؤلاء المهاجرين على أقدس أقداسها واساءة استخدام ما تتمتع به من حريات لتحقيق مآرب مذهبية أو سياسية دينية.
وفي أوضح بيان صدر حتى الآن عن حكومة غربية، قال كيفن رود، رئيس وزراء استراليا، في حديث موجه للمهاجرين الجدد، وهو يقصد أطرافا كثيرة أخرى، ان على أولئك الذين يرغبون في العيش تحت حكم «الشريعة» الرحيل الى حيث توجد. وأن على المهاجرين التأقلم مع الأوضاع في أستراليا، وليس أمامهم خيار آخر. فاستراليا، التي بنيت على مبادئ الحرية، لا يمكن أن تتنازل عن كل ذلك أمام طلبات حفنة من المشاغبين. وان لغة أستراليا هي الانكليزية، وليست الأسبانية ولا الصينية ولا العربية أو الروسية أو اليابانية،ولا حتى اللبنانية(!!)، وعلى المهاجرين الجدد، لكي يصبحوا جزءا من المجتمع الأسترالي، تعلم الانكليزية. وقال ان غالبية الاستراليين يؤمنون بالله، والمسيحيون منهم هم الذين أسسوا هذه البلاد، وعلى الأسس المسيحية انشئت وبقيت، وإذا كان إيمان الاسترالي بربه يسيء لأي من المهاجرين الجدد، أو القدماء، فما عليهم سوى البحث عن أرض أخرى لتكون موطنا لهم، فالله هو جزء من ثقافة الأسترالي، ولا يعني ذلك عدم قبولنا بما تؤمنون به، فكل ما نطلبه منكم هو قبول معتقداتنا كما هي وأن نعيش جميعا بوئام وسلام.
ان استراليا هي أرضنا ووطننا وطريقة عيشنا، وسنتيح لكم ولكل فرد فرصة التمتع بالعيش هنا، ولكن متى استقررتم، فلن نسمح لكم بالشكوى من طريقة عيشنا أو مما يحتويه علم وطننا من رموز لا تتفق ودياناتكم. كما اننا لن نسمح بانتقاد مواثيقنا أو معتقداتنا المسيحية أو طريقة عيشنا، ونشجعكم على الاستفادة القصوى من واحدة من أعظم الحريات في أستراليا، ألا وهي «الحرية في الحياة». واذا كنتم غير راضين بذلك، فما عليكم سوى الرحيل، فنحن لم نجبركم أن تأتوا الينا، فهذا ما طلبتموه أنتم وعليكم بالتالي احترام مبادئنا (!!).
والآن هل سيتعظ مسلمو الدول الغربية ويحترمون نظم الدول وقوانينها التي احترمت كرامتهم، وأعطتهم أضعاف ما لم يحلموا قط بالحصول عليه في أوطانهم الأصلية؟ اشك في ذلك.. والموت للعصير!
أحمد الصراف