نشرت «إيلاف» مقالا للكاتب الفلسطيني أحمد أبومطر تطرق فيه إلى نقطتين حساستين، تعلقت الأولى بضرورة عدم الخجل من الحديث عن الفظائع، أو الجرائم، التي ارتكبها الفلسطينيون بعضهم بحق بعض، وخاصة في لبنان، وقبلها في الأردن! والثانية تعلقت بموضوع معاناة فلسطينيي الشتات وضرورة توطينهم في الدول التي تقوم حاليا بإيوائهم كمصر وسوريا والأردن ولبنان، إلى أن تتحقق العودة.
ويقول في النقطة الأولى: والآن بعد حلاوة الانتصار (انتصار قوات جبريل على قوات فتح في مخيم شاتيلا) والتقطنا الصور التذكارية على أنقاض المخيم، وفوق وقرب عشرات الجثث من شعبنا الفلسطيني، وبعد الانتهاء من قراءة برقيات التهنئة والتبريك، يحق لنا أن نسألكم: ما هي خسائر شعبكم من القتلى والجرحى ثمنا لهذا الانتصار؟ ما هي خسائر المخيم المادية بعد قصف وحشي من الثلاثين من أبريل 1988 وحتى صباح الاقتحام والدخول المبارك في السابع والعشرين من يوليو 1988؟ من هو العدو الذي كان في المخيم واستدعى كل هذه الخسائر؟ ما هي خططكم الآن بعد أن أصبحتم القوة العظمى في المخيم؟
هل هذا الدخول وهذه السيطرة اهلاّكم لمقاومة العدو ومتى؟ هل مقارعة العدو تبدأ عندكم الآن؟ أم يبقى في الاستراتيجية تدمير واقتحام مخيم برج البراجنة ثم الانتقال إلى مخيمات الجنوب؟
أسئلة بريئة اسمعونا إجاباتكم.
ثم ينتقل المقال للتحدث عن الأذى الذي ألحقته الفصائل الفلسطينية بالدول العربية التي سمحت لها بالتواجد والعمل التنظيمي خاصة الأردن ولبنان، وممارسات تلك الفسائل (هكذا يسميها) التي تدعو للقرف والاشمئزاز في الأردن حيث شعارات التزييف والمزايدة ملأت شوارع المدن الأردنية في السبعينات، وكيف أن أغلب قيادات تلك الفسائل التي عاثت فسادا وتخريبا وتحديا للمجتمع والقانون في الأردن، عادت بعد الانفتاح الديموقراطي عام 1989 إليه واستردت جنسيتها الأردنية، وهي تعيش هناك حتى اليوم. ولو حاول أحد توثيق ممارسات الفسائل الفلسطينية في لبنان من 1970 إلى 1982 فإنه سيشعر بالخجل منها لعدم علاقتها بالتحرير أو الدولة الفلسطينية المستقلة، بل لمصالح شخصية لتلك القيادات وعائلاتهم والمقربين منهم؟ ومن هنا يطرح اللبنانيون والفلسطينيون السؤال عن سبب احتفاظ هذه الفسائل بقواعدها العسكرية في البقاع اللبناني؟ وكم أساءت تلك الفسائل لسمعة الفلسطيني في كل قطر حلّت به، فهل ينسى العراقيون مشاركة بعض عناصر البعث الفلسطينيين التابعة لدكانة اسمها «جبهة التحرير العربية» في قمع انتفاضة الجنوب العراقي عام 1991 في زمن الطاغية صدام، وقبل ذلك عمل بعضهم أدلة وعناصر استخباراتية لجيش صدام أثناء احتلاله لدولة الكويت عام 1990، ناسين كل ما قدمته الكويت حكومة وشعبا لدعم جميع المنظمات الفلسطينية منذ انطلاقة فتح عام 1965 حيث كانت أغلب قيادتها في الكويت؟
ويقول الكاتب إن مسألة التوطين في الدول العربية التي يقيم فيها الفلسطينيون مسألة إنسانية يجب عدم نسيانها لكي يعيشوا مواطنين لهم حقوقهم المدنية، كما في الدول الأوروبية والاسكندنافية وأميركا، حيث يعيش مئات الآلاف منهم بعد أن حصلوا على جنسيات تلك الدول. وعندما يتحقق حلم «حق العودة»، فليعد عندئذ من يشاء ويحصل على التعويض من يشاء، فلا توجد قوة فلسطينية تجبر أحدا على العودة إن لم يرد ذلك. وقال إن انتظار تحقق الحلم، البعيد المنال، لا يبرر الحياة البائسة واللاإنسانية التي يعيشها غالبية اللاجئين الفلسطينيين في جميع الدول العربية، خاصة أنّهم غير مسؤولين عن ممارسات فسائلهم ويكفي التذكر الدائم لــ «حروب حماس وفتح» المستمرة منذ ما يزيد على خمس سنوات، والتي بلغت فيها الخسائر في الأرواح أكثر مما قتل على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي، وأن القيادات مستمرة في المتاجرة بعذابات الشعب الفلسطيني وحصار قطاع غزة، لاستمرار تمسكهم بالسلطة والأموال، رافعين كذبا ونفاقا شعار حق العودة، ولا أدري من سيعود ليعيش تحت بساطير حكمهم.
لقراءة نص المقال يمكن الرجوع للرابط التالي:
http://www.elaph.com/Web/opinion/2010/7/579217.html
أحمد الصراف