احمد الصراف

كل صلع وأنتم بخير

انتشرت في السنوات القليلة الماضية «موضة» حلاقة كامل شعر الرأس والتظاهر بالصلع. وقد اتبعت شخصيا هذه الموضة قبل سنة تقريبا، لأنني وجدتها مريحة من ناحية، بعد أن تناقصت في رأسي المساحات السوداء، مع غزو البيضاء لها، وانحسار هذه أيضا مع الزمن تاركة صحارى جدباء تلمع، ومن ناحية أخرى وجدت أن الصلع يناسبني أكثر.
وأثناء تصفحي البريد الإلكتروني اليومي قرأت الرسالة التي تضمنت مجموعة من مزايا وفوائد إبقاء الرأس أصلع وعدم تغطيته بشعر مزروع أو مستعار. ومن المزايا أن الصلعة تعمل كمرآة عاكسة لأشعة الشمس، وبالتالي لا تتسبب في ارتفاع حرارة الجسم. كما أن إصابة الأصلع بجرح يتطلب إجراء تقطيب لا يحتاج الى عملية إزالة الشعر من منطقة الجرح وما حولها. كما أن الأصلع يسهل الاستدلال عليه وتمييزه بين الآخرين، مهما كان المكان مزدحما، وألجأ أنا شخصيا الى هذه الطريقة عندما يتطلب الأمر الالتقاء بشخص ما في مكان عام.
كما أن في البقاء من غير شعر توفيرا في استهلاك الشامبو والكريمات وصبغات الشعر والفراشي وأمشاط الشعر وآلات تجفيف الشعر، ولكن من جهة أخرى يستهلك الأصلع شفرات الحلاقة بوتيرة أسرع. كما يصعب القبض عليه عند ارتكابه لجريمة، حيث انه عادة لا يترك «شعرة» في مسرح الجريمة يمكن أن تدل عليه. كما أن الأطفال الرضع يتقبلون الرأس الذي لا يحمل شعرا أكثر من غيره. وعادة لا يكترث الأصلع لهبوب العواصف والرياح العاتية، فلا تسريحة يخاف عليها من التلف، كما أن زياراته للحلاق أقل، علما بأنني لم أذهب شخصيا للحلاق غير مرتين في الثلاثين سنة الأخيرة!! كما لا يكترث الأصلع عادة لسقوط المطر، فلا سيشوار ولا تجفيف شعر ولا ما يحزنون.
ويمكن القول بشكل عام ان زوجة الرجل الأصلع أكثر ثقة به من غيره، فشعورها بأن النساء لا ينجذبن عادة للرجال الصلع، وبالتالي تنعدم إلى حد كبير إمكانية سرقته من غريمة لها، ولكن يقال ان بعض النساء يملن للرجال الصلع أكثر من غيرهم، ولا نزال بانتظار تحقق مثل هذا الكلام الخرطي، والالتقاء بهكذا امرأة!
ومن مزايا الصلع أيضا أن تورطهم في عراك بالأيدي لن يؤدي لجرهم من شعرهم. ومن الصعب أن يصاب الأصلع بالثعلبة، وان ظهرت فلن يراها أحد. كما أنه محمي تماما من قشرة الشعر، بسبب الحلاقة شبه اليومية لفروة الرأس.
وعندما يكون الممثل السينمائي أصلع مثل يول براينر، وستيفان سفالس (كوجاك) وبروس وليس، فإنه عادة ما يحصل على أدوار مميزة كمجرم دولي ونصاب ونائب في البرلمان ورئيس شركة استثمارية مساهمة.
وبالرغم من أن النسر الأميركي يشتهر بصلعته، الا أن الأمر ذاته لم يعرف عن الخروف الأسترالي ولا الثور الهولندي ولا الحمار القبرصي!!

أحمد الصراف

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

احمد الصراف

إدارة الإعمال – جامعة الدول العربية – بيروت 1974 / الدراسات المصرفية والتدريب في بنك باركليز – لندن 1968 / البنك الوطني في فيلادلفيا – فيلادلفيا 1978 / الإدارة المصرفية – كلية وارتون – فيلادلفيا 1978
email: [email protected]

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *