أنتقل معكم في هذه المساحة الى رحابة الطرافة واللطافة استعدادا لإجازة نهاية الأسبوع، ولنغير مسار وطبيعة القضايا التي عادة ما تحمل الهم للقراء الكرام، فلا بأس من الاستراحة قليلا…
قبل أيام، تسلمت رسالة تحمل سؤالا: «لماذا يرى الحمار الشياطين ويرى الديك الملائكة؟ والسائل ذاته يجيب بالقول إن النبي محمد (ص) قال في حديث، ونترك موضوع صحة الحديث وسنده… قوته وضعفه لأهل الاختصاص، قال فيه :«إذا سمعتم أصوات الديكة فسلوا الله من فضله فإنها رأت ملكا، وإذا سمعتم نهيق الحمير فتعوذوا بالله من الشيطان فإنها رأت شيطانا».
لم تنته الرسالة، ففيها إضافة تتعلق بالاكتشاف العلمي المبهر في شأن قدرة الجهاز البصري المحدودة لدى الإنسان، والتي تختلف عن قدرة الحمير، وبدروها تختلف عن قدرة الديكة، وبالتالي فإن قدرة البصر لدى الإنسان محدودة لا ترى ما تحت الأشعة الحمراء ولا ما فوق الأشعة البنفسجية… لكن قدرة الديكة والحمير تتعدى ذلك! وأيضا، يأتي السؤال: «كيف يرى الحمار والديك الجن والملائكة؟».
والجواب كما في الرسالة، هو أن الحمير ترى الأشعة الحمراء والشيطان وهو من الجان خلق من نار -أي من الأشعة تحت الحمراء – لذلك ترى الحمير الجن ولا ترى الملائكة! أما الديكة فترى الأشعة البنفسجية والملائكة مخلوقة من نور – أي من الأشعة البنفسجية – لذلك تراها الديكة!
هنا، يمكن حل اللغز في هروب الشياطين عند ذكر الله سبحانه وتعالى، فالسبب، وفق الرسالة، هو أن الملائكة تحضر إلى المكان الذي يذكر فيه الله فتهرب الشياطين! حسنا ولماذا تهرب الشياطين عند وجود الملائكة؟ الجواب لأن الشياطين تتضررمن رؤية نور الملائكة. بمعنى آخر، يضيف المرسل، إذا اجتمعت الأشعة الفوق بنفسجية والأشعة الحمراء في مكان واحد، فإن الأشعة الحمراء تتلاشى.
ردود الفعل لم تكن مبشرة، اللهم من شخص واحد عضو في المجموعة الذي أجاب على رسالة موجهة الى الكل: «الآن فقط فهمت لماذا يزداد نهيق الحمير في الأوساط السياسية والبرلمانية والدينية في العالم العربي والإسلامي، ولا نرى الديكة الا في الأرياف». وعلى أي حال، نعوذ بالله من الشيطان الرجيم.