وفقا للمعطيات الواقعية المرتبطة بالموازنة العامة وتوقعات العجز، فإنه لن يكون في مقدور الحكومة تقديم مشاريع خدمية، وعلى رأسها الإسكان، من دون أن تكون هناك خطوة حقيقية لإشراك القطاع الخاص وتوفير التسهيلات الدافعة للمستثمرين، وتعجيل وتيرة إنشاء المدن الإسكانية.
ولكن، عن أي معطيات نتحدث؟ وبداية، لابد من الإشارة الى أن هناك خطوات فعلية لاقتراض 600 مليون دينار ( 2.4 مليار دولار)، تم الإعلان عنها لسد العجز المتوقع في الموازنة العامة المبنية على أساس 40 دولارا، للبرميل، وقد تم تقدير إجمالي إيرادات الدولة في دورة الموازنة المقبلة لعام 2009 بمبلغ 1.836 مليار دينار، نصيب الإيرادات النفطية 1.498 مليون دينار، في حين قدرت المصروفات بـ 2.026 مليار دينار منها 1.726 مصروفات متكررة.
لعل المشكلة الخدماتية الكبرى التي يواجهها المواطنون هي الأزمة الإسكانية، ولا شك في أن هناك حاجة ماسة لإشراك القطاع الخاص بصورة تخرج عن إطار (مجرد الكلام)في التصريحات الصحافية، وأعتقد أن في يد معالي وزير الإسكان الشيخ إبراهيم بن خليفة آل خليفة المفتاح، ونحن على مشارف مرحلة جديدة ينتظر فيها أكثر من 60 ألف مواطن بحريني حصولهم على الخدمة، وجاءت الموافقة السامية من لدن عاهل البلاد بهبة الأرض التي تقع في شرق سترة والتي تبلغ مساحتها 590 هكتارا والتي تستوعب 6600 وحدة سكنية لوزارة الإسكان، لتشكل مناسبة سانحة للإشارة إلى دور القطاع الخاص المرتقب.
خلال السنوات العشرين الماضية، لم تتحرك الدولة في اتجاه صياغة تجربة مع القطاع الخاص لإنشاء المدن الإسكانية كما هو حاصل في بعض الدول الخليجية والدول العربية، حتى أنني شخصيا اطلعت على تجربة مؤسسة وطنية رائدة في مجال إنشاء المدن، وهي الآن تبتكر أنظمة عالمية بملكية فكرية بحرينية، ولها أنشطة في دول مختلفة من العالم، لكن مقترحاتها ومذكراتها وخطاباتها المتعلقة بإيجاد حلول للمشكلة الإسكانية في البلد لا تلقى أذنا صاغية من المسئولين.
ولطالما لدينا عقول بحرينية مفكرة ومبدعة، وتحاول الإسهام في تقليل مدة انتظار المواطنين وتخفيف الاحتقان الخطير الحاصل بسبب ارتفاع المدرجين على قائمة الانتظار من المواطنين… فإننا على ثقة، في أن معالي وزير الإسكان، سيخطو خطوة في سبيل الاطلاع على مرئيات المؤسسة الوطنية لحل مشكلة الإسكان، والتعرف على ما يمكن تقديمه من حلول.
ولاشك في أننا ندعم هذا التوجه لطالما يصب في صالحنا -المواطنين-، ويخفف عن كاهلنا عناء (حلم العمر).