محمد الوشيحي

كنت وأحمد

كلهم مروا من هنا واختفوا، تبددوا، تلاشوا… القليل منهم لا يزال باقيا، قليل جدا، أنت أحد «القليل».
أحمد الربعي، دعني أنقل لك ما حدث في غيابك: رسائل التعازي التي تزاحمت في هواتفنا لم تترك لنا فرصة الرد عليها لكثرتها. كانت كثيرة رسائل تعازيك، أكثر مما تظن… أبناء وبنات الصحافة يبادرون بعضهم البعض: «عظم الله أجرك». سألت أحدهم: تعرفه؟ فأجاب: عز المعرفة، بل وأحبه، صحيح أنني لم ألقه وجها لوجه، لكنني أعرفه وأحبه… ليست الصحافة وحدها من رثاك، الدواوين التي لطالما تحدثت عنك… كذلك.
أبا قتيبة، في غيابك، وبسببه، كُتبت مقالات الدموع، أو هكذا أراد كتّابها، لكنها تحولت إلى مقالات «فخر» بمعرفتك. هذا يتحدث عن موقف جمعه بك، ويعد القراء بمواقف أخرى، وذاك يتذكر متى التقاك لأول مرة، والثالث يروي، والرابع يقص… كلهم كتبوا: «كنت وأحمد نعمل كذا وكذا».
يقول عنك القريبون: كان يخرج من اجتماع ضمه مع الكبار، أصحاب القرار، ليذهب إلى سوق المباركية، فيجالس «المَهَرة» أو «المهارى» كما نسميهم بلهجتنا. يتحدث معهم ولهم عن الشعر والثقافة والحياة والأمل… يقولون: كان يحفظ شعرهم ويتعلم لهجتهم… يقولون: أحمد الربعي مفرط في البساطة والقوة.
قتيبة، عظم الله أجرك أنت وأسرتك… وعظم الله أجرنا، نحن أيضا.

 

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *