والفرس ومربط الفرس وعنانها والجوكي كلهم في يد الحكومة، ونحن الشعب نقسم أوقاتنا ما بين شوية لعن ظلام على شوية إشعال شموع، إلى أن خلت الأسواق من الشموع، وأضحت نادرة كتصريحات الحكومة.
الكويت اليوم مهزومة، وبالرب أقسم على أن هذه الجملة ليست مبالغة ولا تشبيها ولا كناية، هي هكذا حرف ومعنى، مبتدأ وخبر، «الكويت مهزومة»، بسبب حكوماتها المتعاقبة، لا دخل للبرلمان ولا للشعب في الهزيمة، صدقوني، مهما أشاع حسنو النية وملعونو الخيّر. الكويت مهزومة، والحكومة -قائد الجيش المهزوم- ليست ببجاحة جمال عبدالناصر في 56 ولا «حزب الله» في 2006 ولا «حماس» في 2008 لتعلن انتصارها. هي انتهجت المصداقية وأعلنت الهزيمة، لكنها حمّلت المسؤولية للغبار والطوز! خربط بربط ضب اضبابة الليلة بلاغة بلغت اندر.
يا صاحبي الظمآن، لا تتلفت بعيدا بحثا عن أجوبة لأسئلتك، الأسئلة كلها والأجوبة في يد الحكومة، وإذا لم تقُدْنا حكومة فولاذية فسينتشر الشينكو وستتساقط الأعمدة، وإنْ لم تغير الحكومة خططها البالية فستفنى الكويت عن بكرتها ومغزلها، وما لم يتقدم صفوف الحكومة من يخاف الله ويخشانا في الحق فستبلى الملابس السوداء على أجساد نسائنا. فهل آن لنسائنا ارتداء الوردي ومتابعة آخر صرعات الموضة، أم توّ الناس يا قمرنا؟
وأنا مثلك، أمقت مقالات الخطب كمقتي لأنانية كتّاب السلطة وجشعهم – الذين يكتب أحدهم مقالته، وقبل أن يرسلها إلى الصحيفة يرسلها إلى هناك وينتظر الـ«لا مانع» ثم يتصل على البنك ليسأل عن آخر ست عمليات – لكن كي لا ينسى البعض، اقتضى التنويه ورفعُ السبابة: الكويت أكبر من الأسماء كلها، كلها دون استثناء. الكويت أكبر من أي مسؤول يرفض صعود المنصة. الكويت أهم من تراتبية أبناء الأسرة الحاكمة، وسياسة «الكبير أحق من الصغير» كما كانت جدتي وضحة رحمها الله تردد. الكويت أكبر من حكومة تتعالى على الناس وترفض تخصيص ساعة يتيمة في الأسبوع لتخرج إليهم في وسائل الإعلام وتحدثهم في شؤونهم. الكويت أكبر من البشوت الجوفاء.
أكتب هذا قبل أن أعرف مَن سيرأس الحكومة ومن سينضم إليها، لكنني أعرف أن الكويت أهم من هؤلاء كلهم وأكبر، مهما كانت بيانات بطاقاتهم المدنية، لذا اقتضى التنويه.
***
في زحمة تنويهاتي، لا أريد أن أنسى الخطاب الذي أرسله رئيس الفتوى والتشريع الشيخ محمد محمد السلمان الصباح، موضحا فيه أن «إدارة الفتوى والتشريع التابعة لمجلس الوزراء لم تحضر اجتماع اللجنة المالية، كما ذكرت أنا في مقالتي «اللي اختشوا ماتوا».
فعلا، كلام الشيخ محمد صحيح، والجهة التي حضرت الاجتماع هي «إدارة الإفتاء» التابعة لوزارة الأوقاف. لذا اقتضى التنويه والاعتذار… والشكر.