ملعون أبو من ألّف الحكمة الجبانة: «إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب»، أستغفر الله، لعْن الأب حرام، ملعون جده الأكبر لأنه غش الحكومة فصدقته، وسكتت وخرمست، وتركت «السكان» أو مقود السيارة وقفزت تزاحمنا على «الكشن الورّاني».
أيها الحفل الكريم، عليّ الطلاق «ما في الحمض أحد»، وليس لديكم حكومة كما بقية البشر، رغم كل الصحف والقنوات التي تطبل لها، ورغم انضمام «بعض الكتّاب» إلى الفرقة الاستعراضية الراقصة، مرددين حكمة المومس الفاضلة: «ورانا عيال». اللهم أعط كل مومس على قدر نيتها الطيبة، وليّن خصرها لتؤدي وصلتها بما يرضي الضمير. ومن هنا إلى أن تسترد الحكومة منصب «الناطق الرسمي» من النواب الذين استحوذوا عليه بوضع اليد، دعونا ندردش مع رئيس ديوان المحاسبة عمنا الكبير عبدالعزيز العدساني، وهو من أفرحنا خبر توليته المنصب الحساس هذا، ورحنا نبوس أيدينا شعر ودقن، على رأي اللمبي.
شوف يا عمنا أبا يوسف… في مصر، لا يحلف الغلابة هناك إلا برأس الدكتور «جودت الملط»، رئيس جهاز المحاسبة المركزي، وهو ما يعادل رئيس ديوان المحاسبة عندنا. لماذا؟ لأن صاحبنا الملط ملو هدومه. وأتمنى عليك أن تتابع ما يُكتب عنه هناك، وأن تقرأ ما دار في جلسة مجلس الشعب من مشادات بينه وبين بعض الوزراء. هذا الملط الشريف عرّى وكشف مصائب وألاعيب بعض الوزراء، فهاجوا فهاج، وماجوا فماج، لأنه لا يقبل الاعوجاج. وها هم الناس، والشباب خاصة، يرتبون صفوفهم للوقوف خلفه ودعمه وإعلان مساندته في وجوه الغيلان. وبطولة الملط أنه جاء إلى مجلس الشعب يحمل معه ملفاً لكل وزارة، مبيناً فيه «مؤشراً عاماً» لأداء الوزارة هذه السنة، إلى الأعلى أو الأسفل، شوف البطولة! يعني أنت يا الوزير الفلاني تسببت في هبوط أداء وزارتك، بحسب المؤشر، وأنت يا فلان ابن فلانة (بالاسم والمنصب) رفعت أداء الوزارة، فاتضحت الصورة أمام النواب والصحافة والشعب، والدين ممنوع والعتب مرفوع. وليت النظام هذا يطبق في الكويت.
أبا يوسف، هات أذنك لأهمس لك، أو خلّك قاعد، الحق لك، أنا سأنهض لأهمس في أذنك: السيد نشطراوس، رئيس ما يعادل ديوان المحاسبة في إسرائيل، يعلق على حائط مكتبه جملة قصيرة اقتبسها من قانون الدولة «إن الوزراء والمسؤولين خدم للشعب لا سادتُه» (راجع قانون الدولة الإسرائيلي). نشطراوس هذا هو من أحال رئيس الوزراء أولمرت إلى المحكمة الجنائية، ليش؟ لمخالفتين ارتكبهما عندما كان وزيرا للتجارة والصناعة، تم اكتشافهما أخيراً، إحداهما (تخيل)، الحصول على تذاكر طيران مجانية هدية له ولزوجته من إحدى الشركات بما يعادل ألفي دولار، أكرر ألفي دولار، وهنا تبرز شبهة الانتفاع من المنصب الوزاري! شوف جشع ابن اليهودية. وتم إدخال الشركة في القضية كمتهم مشارك في جريمة الرشوة للتدقيق على صفقاتها منذ ذلك الحين إلى اليوم! وفي الكويت لا يقبل سمو رئيس الحكومة الصعود على المنصة لكشف مصروفاته التي تعادل نحو سبعين مليون دولار.
آمالنا و«هقوتنا الطيبة فيك»، قبل عيوننا، شاخصة تجاهك. لا تنسَ أبا يوسف. أرجوك لا تنسَ أنك مسؤول، والوزراء والمسؤولون خدم للشعب لا سادته.
* * *
غداً الجمعة سأكتب معلقاً على توضيح الهيئة العامة للبيئة، الذي بثته (كونا)، والذي نفت فيه خطورة الموضوع… انتظرونا.
* * *
رحم الله العم بو بدر، هيف سعد الحجرف، وأسكنه فسيح جناته، وألهمنا وآل حجرف الكرام الصبر والسلوان.