عادل عبدالله المطيري

التنمية المجانية!

لا تستقيم الحياة بلا تطور وتقدم، كذلك الدول لابد لها ان تعمل على تطوير انظمتها السياسية والاقتصادية بل تحسين انماط الحياة الاجتماعية والثقافية والتعليمية.

دائما ما تتعذر الحكومة بعدم مقدرتها على توفير الموارد المالية للتنمية في ظل تضخم باب الرواتب والأجور في الميزانية العامة للدولة.

ولو أخذنا بأعذار الحكومة الواهية في توفير الاعتمادات المالية لمشاريع التنمية، وغضضنا النظر أيضا عن الصرف السخي على دول العالم قاطبة تحت بند مساعدات دولية، فإن الحكومةتستطيع أن تحرك عجلة التنمية الشاملة ودون ان تكلف المال العام فلسا واحدا!

إننا بحاجة إلى قرار سياسي فقط، وبعدها ستتحول الكويت إلى سنغافورة، فالتنمية الاقتصادية الحديثة تقوم على سياسات حكومية مثل «إعطاء التسهيلات المالية والإعفاءات الضريبية ومنح الأراضي فقط»!

فمثلا إذا كنا بحاجة الى مدن وليس مدينة طبية، فليس علينا سوى أن نخصص أراضي كبيرة لذلك الغرض، وستتنافس كبرى مؤسسات الرعاية الصحية في العالم للفوز بها، وكذلك الحال في المدن الجامعية والصناعية، وبذلك تنطلق عجلة التنمية ودون تكاليف ضخمة على المال العام.

وستوفر الدولة أكثر من نصف مصاريف العلاج بالخارج والتعليم في الخارج، وستخلق فرص عمل حقيقية للشباب الكويتي في تلك القطاعات الحيوية.

نحن بحاجة لقرار تنموي سريع يقوم على مبدأ الشفافية لتدخل كبرى المؤسسات الدولية ولتوفر أفضل الخدمات بعيدا عن الوكلاء والمحسوبين، وتعم الفائدة على الوطن والمواطنين.

سامي النصف

الإعلام عندما يكذب.. يدمر!

«قلبي على مصر انفطر وقلب بعض أهل مصر على مصر من حجر» هذا هو لسان حالي فيما أرى وأسمع هنا في مصر، فكلما شعرت بالأسى الشديد الى ما آل اليه الحال في أرض الكنانة الحبيبة ولحظت كم المخاطر السياسية والأمنية والاقتصادية الداهمة التي تحيط بها، ورأيت في المقابل تصرفات وأقوالا وأكاذيب بعض ساستها وإعلامييها ممن يسعون جاهدين لمواصلة مشروع تدمير بلدهم لا عن جهل وغفلة بل بسبق إصرار وترصد مقابل أموال ضخمة تودع في حساباتهم الخارجية، وما مصر بالنسبة لهم مهما قالوا وادعوا وطنطنوا، إلا بقاء مؤقت ثم يعودون بعدها من حيث أتوا.

***

قبل سنوات قليلة اختلق نفس الإعلام الكاذب أزمة كبرى بين مصر وهي أكبر بلد عربي والجزائر وهي ثاني أكبر بلد عربي على معطى مباراة كرة قدم واستمعنا إبانها الى اتصال هاتفي ـ موجود على اليوتيوب ـ من المطرب والممثل الشهير محمد فؤاد وهو يحدث عمرو أديب وصاحبه أحمد موسى صارخا من الخرطوم ومدعيا الرعب الشديد بأن الجزائريين يقتلون المصريين في الشوارع فيجيبه احمد موسى قائلا انه يدعو المصريين في مصر الى ان يخرجوا ويذبحوا كل جزائري يلقونه أمامهم ولم يطفئ تلك النار إلا الاتصال العاقل للقنصل المصري في الخرطوم الذي قال انه يتجول بالسيارة ومعه جمع من الأطباء ولم يجد جريحا مصريا واحدا، ولم يحاسب أحد قط محمد فؤاد واحمد موسى على تلك الأكاذيب والأقاويل التي ساهمت في تدمير الصورة التاريخية الزاهية لمصر والمصريين في أذهان الجزائريين ومعها خسارة بمليارات الجنيهات على شكل استثمارات وعمالة وفرص تجارية ضائعة.. الخ.

***

واختلق الإعلام الكاذب هذه الأيام قصة المهرب أحمد الجيزاوي من لا شيء حيث ادعى في بدايتها انه محكوم بالسجن والجلد بسبب سبه للذات الملكية! ولم يعتذر أحد من تلك الكذبة الشنيعة التي بقي إعلاميون مثل محمود سعد يرددونها حتى مساء الأمس على مبدأ «عنزة عنزة لو طارت» مستشهدين بزوجته الطبيبة التي هي على الأرجح من يقف بحكم التخصص خلف محاولة تهريب الأدوية الممنوعة خاصة وقد اتضح انهما لم يكونا في ملابس الإحرام رغم ادعاء الزيارة للعمرة، وقيل كذلك ان وزن الأدوية 80 كيلوغراما بينما تزن الحبة كما هو موجود على موقع الإنترنت ربع غرام اي ان الوزن الكلي لا يتعدى 5 كيلوغرامات، كما قيل كيف لم يتم القبض على المهرب في مطار القاهرة كدلالة على براءته؟! والحقيقة لو طبق ذلك المنطق لما جرم احد عند القبض عليه في أي مطار في العالم بحجة كيف لم يقبض عليه في مطار المغادرة؟! والحقيقة ان مطارات المغادرة يبحث فيها رجال الأمن «عما يخص أمن وسلامة الطائرات مثل الأسلحة والمتفجرات والسوائل.. الخ بينما يختص «رجال الجمارك» في مطارات الوصول بالبحث عن المخدرات والأدوية الممنوعة والمنشورات والأفلام.. الخ، وكذبة اخرى كشفها السفير المصري والقنصل المصري في الرياض وجدة عندما اعترف المهرب أمامهم بجريمته ومرت دون محاسبة مما يمهد لإعادتها مع دول اخرى!

***

آخر محطة: عجائب مرشحي الرئاسة:

(1) صرح د.عبدالمنعم أبوالفتوح بأن تزوير انتخابات الرئاسة يعني عودة مناصريه للثورة والفوضى في الشوارع كحال زميله حازم أبواسماعيل بمعنى لو فزت فالانتخابات نزيهة أما إذا سقطت فالانتخابات مزورة.. وكم من أثمان تدفع للفوز بالكرسي الأخضر، وخافوا الله يا مرشحي مصر في مصر وشعب مصر.

(2) في وقت يتقاتل فيه أبناء العباسية مع الغرباء من الشبيبة النازية الحازمية رافعة شعار «لازم حازم» دفاعا عن بيوتهم ومحلاتهم ومصادر رزقهم ويسقط عشرات القتلى والجرحى في غياب المحرض حازم أبواسماعيل بحجة ان الطبيب نصحه بالبقاء في السرير لمدة أسبوعين كعذر لتركه أبناء الآخرين يموتون وهو جالس في بيته، ولم يشرح مرشح «حازمون ومدمرون للبلد والقانون» ماهية المرض الذي يمنع انتقاله بسيارته الفارهة للعباسية، وما إذا كان المرض والبقاء في السرير يشمل كذلك أبناءه وأقاربه ممن لم يصبهم الضرر!

(3) صرح المرشح الناصري «البطل» حمدين صباحي بأنه لو كان الرئيس لأرسل على الفور طائرة خاصة تحضر المهرب أحمد الجيزاوي (بالقوة) من السعودية(!)، لو كان صباحي يرأس أميركا أو روسيا أو الصين أو الهند وكانت السعودية أصغر من إمارة موناكو وسان مارينو أو لكتنشتين أو جزر المارشال ما جاز له ذلك القول المدغدغ الذي يمس سيادة دولة اخرى، وتاريخ مصر الحديث مليء بزعامات الخطب الرنانة وما يتلوها عادة من كوارث ومصائب..!

 

حسن العيسى

يتيم البرلمان

تصويت النواب الشيعة ضد عقوبة الإعدام للمسيء للرسول أو زوجاته ليس من باب الرفض للجريمة وإنما بوعي منهم بأن مثل هذا القانون هو تهميش كامل لوجودهم، واستخفاف مطلق لتفسيرهم لبعض الحوادث التاريخية في بدايات العصر الإسلامي التي يحصد المسلمون ثمارها المرة منذ ألف وأربعمئة سنة ظلت فيها العقلانية مغيبة، وساد مكانها التفسير الديني للتاريخ بكل نزعاته ونزاع طوائفه المستوطن في العقل الباطن للشعوب العربية.
وليس هذا مهماً الآن طالما أقررنا بأن هذه الدولة بمجلسها الطائفي وحكومتها هذه تسير “تحت الساس”، لتنال رضا وبركات نسل الحجاج بن يوسف الثقفي من أعضاء المجلس، فكان يكفي أن يهدد النائب فيصل المسلم بأن عدم تصويت الحكومة مع مشروع قانون محكمة التفتيش الكويتية سيعني عدم التعاون مع المجلس، فسارعت الحكومة بلحس وعدها السابق برد القانون، ووقف وزير الأوقاف وكأنه نسي تماماً مواعظه السابقة في غرفة المحامين، حين كان محامياً يستغل كل مرة مناسبة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ليذكر زملاءه المحامين بتلك المناسبة وماذا تعني، فهذه المرة تدثر تماماً بالجلباب الديني المتناسق هذا اليوم مع بشت الوزارة، ويالله تزيد النعمة على بشوتكم غريتونا فيها جنكم صج، وأخذ يعظ وينصح بمكارم الدين وتمجيد العقوبة.
النائب محمد الصقر هو يتيم المجلس حين وقف وحيداً رافضاً تلك الثورة المضادة لتقدم التشريع وتقدم الدولة بتصويته ضد ذلك القانون المسيء للدين وللرسالة الإسلامية وللحرية الإنسانية، وهو على إيمان مطلق بأن فاتورة تجارة الدين رخيصة وتجلب بركات أصوات انتخابية مغيبة عن حقيقة واقعها، إلا أن يتيم المجلس، وهو يشرف كرسي النيابة بمجلس الاستبداد ولا يشرفه هذا الكرسي، آثر أن يقف مع قناعاته ومبادئه، فقد كان مدركاً أن العملية التشريعية لا يجوز أن تكون رد فعل على حادثة أو حوادث فردية شاذة، وأن التشريع ليس أداة انتقام من الغير والآخر، ولا يجوز أن يكون وسيلة “لتركيع” الآخرين بحجة حكم الأغلبية، فهو يعلم أن هذه فاشية جديدة غيرت ثوبها هذه المرة لتلبس العقال والدشداشة، بعد أن ركلتها أمم العالم بعد الحرب الكونية الثانية، وما تبعها من موجات الثورات الديمقراطية التي اجتاحت بقية العالم إلا عالمنا العربي الذي استبدل فاشيات بفاشية… تضحية الصقر كبيرة، فهو ان يخسر أصواتاً بائسة خير من أن يخسر نفسه… كويت اليوم في أسوأ أحوالها… رجل واحد فقط يقف رافع الرأس في برلمان الغثيان… أما هذه الحكومة التي بين “حانا ومانا” فلننسها ولنطو صفحتها جانباً.

احمد الصراف

«لوياك».. ولو طال السفر

حذرت جهات عدة، ومنها القبس، من الطريقة التي تدار بها الأندية الصيفية، وطالبت بمراقبة ما يجري فيها حرصا على سلامة الشباب وأمن الوطن، علما بأن هذه النوادي لا يرتادها عادة غير الذكور، أما الاناث فلا يبدو أن أحداً يهتم بهن! وحدها الكبيرة «لوياك» استطاعت، بجهود تطوعية ذاتية، أن تنتشل الشباب، من الجنسين، من الفراغ والانحراف والارهاب، وتعطيهم ما هم في أمس الحاجة إليه، أي المعرفة والتدريب والمهارات وصقل المواهب والثقة بالنفس والانفتاح. ولم تقتصر برامج لوياك على فترة الصيف، بل شملت العام كله، ولم تنحصر أنشطتها على الكويت، بل امتدت الى أفريقيا، وفتحت أخيرا أفرعا لها في الأردن ولبنان.
قال جبران قبل 100 عام: لو «رأيت الجميع ضدك والألوان غير ألوانك والكل يمشي عكس اتجاهك، فلا تتردد وامش وراء قلبك وتمسك بمبادئك ولا تأبه لهم، حتى وان اصبحت وحيدا ولا تتردد، فالوحدة أفضل من ان تعيش عكس نفسك ارضاء لغيرك»! وهذا ينطبق على مؤسسي «لوياك»، الذين لم تثنهم اي صعوبة أو توقفهم العراقيل، ولم يلتفتوا لكلمات الاحباط، بل استمروا واستطاعوا خلال عقد من تثبيت اقدامهم راسخة، وانتزاع اعتراف الدولة بهم، لما حققوه من انجازات كبيرة ومتعددة نراها اليوم في كل مكان.
بدأت فكرة لوياك بعد وقوع أحداث 9 سبتمبر، عندما وجدت مجموعة من السيدات، وعلى رأسهن، فارعة السقاف، أن أفضل رد على تلك الأحداث المؤسفة يكمن في تغيير استراتيجية الاهتمام بالشباب، والانتقال من الطرق التقليدية السائدة إلى طرق أكثر تقدما، وتماشيا مع العصر باستخدام أفضل الأفكار لملء أوقات فراغ الشباب بما يفيد، وابعادهم عن مراكز خلق الارهاب والتطرف! وهكذا بدأ العمل قبل عشر سنوات بمجموعة صغيرة، لينتشر ويشمل الآلاف، ويتضمن عشرات الأنشطة والبرامج، وليمتد جغرافيا إلى دول عدة، وكل ذلك في فترة قياسية، وبجهود تطوعية لمجموعة لا تطمح لغير الخير لوطنها وأمتها والبشرية!
ان حرب «لوياك» السلمية والايجابية على قوى التخلف والجهل لم تمر من دون مصاعب، كما أن جهودها الضخمة واضحة. وأتذكر أننا كنا قبل 30 عاما تقريبا نميز طلبة المدارس الخاصة عن غيرهم، بتعدد لغاتهم وثقتهم بأنفسهم، مقارنة بغيرهم. أما اليوم، ومع زيادة مخرجات المدارس الخاصة، فقد اصبح المميزون من الشباب في المجتمع هم غالبا من الذين اتيحت لهم فرصة التدرب في برامج «لوياك» العملية والفنية والتعليمية! والرابط التالي يعطي فكرة أفضل عن أنشطة هذه المؤسسة الرائدة:
www.youtube.com/watch?v=wZoyh77_g7c
وحيث إن تحقيق كل ذلك يتطلب الكثير، فإننا، من موقع المسؤولية بدورها في المجتمع، نطالب القراء الكرام بأن يحذوا حذونا، ويتبرعوا بما تجود به أنفسهم للوياك. وللراغبين في التبرع اما الاتصال بالسيد فريدي هاتف 99047713 لتحصيل المبلغ، أو ايداع مبلغ التبرع في أي من فروع البنك الوطني، حساب «لوياك للتدريب الاهلي والاستشارات الاحصائية» رقم: 0473443420101، والاتصال بعدها بالسيد فريدي لإعلامه بمبلغ التبرع، والاسم لارسال كتاب الشكر، ولكم الشكر.

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

كتاب يُقرأ من عنوانه

الاستجواب المقدم من الجويهل الى وزير الداخلية ما هو الا نموذج للعبث السياسي الذي تمارسه الاقلية في مواجهة جدية الاغلبية البرلمانية.
وحتى لا يساء فهمي فإنني اؤكد حق النائب في ممارسة اداة الاستجواب واستخدامها متى ما رأى مبرراً لذلك.. كما انني لا ابرئ وزير الداخلية من تحمله مسؤولية اخطاء وزارة الداخلية – متى ما وجدت – ولا اضعه فوق المساءلة لكن «الكتاب يقرأ من عنوانه». فهذا النائب الذي جاء لمجلس الامة في غفلة من الزمن، عودنا على عدم الجدية منذ حملته الانتخابية.
وانا ضد السرية في الاستجوابات.. لكن مقدم هذا الاستجواب اثبت هو وصاحبه انه لا خطوط حمراء في ممارساتهم تحت قبة البرلمان.
اقول، هؤلاء اثبتوا ان اخلاق التعامل مع الخصوم في مستوياتها الدنيا.. وانه لا ضوابط يفهمونها اثناء تعاطيهم للسياسة. ولعل كشف جواز ابن احد النواب وصاحبه كشف اسم ووظيفة زوجة نائب آخر وغيرها من الافعال والتصرفات التي تدل ع‍لى سوء تصرف وتهور وحماقة، كل هذا يجعلني اسكت عن الاعتراض على سرية الجلسة.
الجميل في استجوابات الاقلية هذه الايام انها لا تشل البلد ولا تعطل عمل الوزارات كما كانت تفعل استجوابات سابقة، وهذا مؤشر جيد في تعامل الحكومة مع هذه الاداة او ربما لان الاستجواب مأخوذ خيره من بدايته.

***

• لا افهم انزعاج البعض من إقرار مجلس الامة للمداولة الثانية من قانون «التطاول على الذات الالهية» حتى اعتبر البعض ان الاعتراض على القانون موقف مبدئي بعيد عن الحسابات الانتخابية!
في البداية كان الاعتراض على «اعدام» المذنب.. واليوم تبين لنا ان غير المسلم الذي هم حريصون عليه لا يعدم في هذا القانون، بل الاعدام للمسلم فق‍ط! وحتى المسلم هذا لن يعدم الا بعد ان يستتاب خوفا من ان يكون اخطأ عندما كان في وضع استثنائي! فإن استتاب وتاب فلن يعدم.
بالمناسبة.. اثبت وزير الاوقاف وزير العدل انه وزير مميز.. فلاول مرة يعلن وزير ان الحكومة لن ترد القانون.. وهذا تطور جيد وايجابي في التعاطي مع انجازات المجلس.. غير مسبوقة!