احمد الصراف

التحدي الديني والتربوي

قال زياد نجيم، وهو إعلامي لبناني معروف، في مقابلة مع قناة OTV في 14 أكتوبر ان الكثيرين منا يستخدمون مختلف أساليب الحديث لتجنب الاعتراف بحقائق الأمور في مجتمعاتنا.
فثقافتنا، الشرقية العربية اللبنانية، سمّها ما تشاء، مبنية على أمر مفرد وهو الإنكار Denial. فنحن مثلا نرفض أن نقول «إسرائيل»، ونصر على «فلسطين المحتلة»! ربما لاعتقادنا أن هذه التسمية ستعيد فلسطين للفلسطينيين. كما نرفض الاعتراف بأن هناك مشكلة بين المسلمين والمسيحيين، ونصرّ على أننا أخوة، وكل بضع سنوات تنشب الحرب بين الطرفين ويذهب ضحيتها الآلاف. كما نرفض الاعتراف بأن هناك مشكلة بين الرجل والمرأة، ونصرّ على مثالية العائلة اللبنانية، أو غيرها! وبالتالي فإن ثقافتنا الشرقية مبنية على الكذب والانكار، حيث ننكر ونكرر ان المشكلة دائما من ومع إسرائيل، وأننا نحن العرب ممتازون ومسالمون و«بنجنن» ولسنا طائفيين ولا مذهبيين، واننا ليبراليون ونؤمن بتداول السلطة بشكل سلمي، وزعماؤنا لا يبقون في الحكم أكثر مما يجب، وكل مشاكلنا هي مع إسرائيل! وقال انه يفكر لو حدث مثلا في يوم ما أن قامت إيران أو أميركا أو لبنان أو حتى حزب الله بالقضاء على إسرائيل فلمن سنوجه سبابنا، وعلى من نضع اللوم في كل مشاكلنا؟
ما ذكره زياد نجيم يعتبر ظاهرة عامة في الدول العربية، والاسلامية عموما، فميلنا للمجاملة، ومحاولتنا عدم تكدير خاطر الطرف الآخر بمصارحته بما نشعر به تجاهه وتجاه آرائه، تجنبا لجرح مشاعره، تقودنا لأن نصبح، مع الوقت، ودون أن نشعر، كذبة محترفين. اضافة الى ذلك تدفعنا الكثير من الضغوط الاجتماعية، ومتطلبات المجاملة، لأن نصرح بغير ما نضمر، فلا شك أن عدد الصائمين مثلا في رمضان يبدو كبيرا، ولكن الحقيقة قد تكون غير ذلك، فلو تواجد بعض هؤلاء «الصائمين» في مجتمعات اكثر تسامحا لما اضطروا للادعاء بالصيام! والامر ذاته ينسحب على امور كثيرة اخرى، والغريب حقا ان الكثير من رجال الدين يميلون لتأييد مثل هذا الكذب بالقول انه لا بأس لو قام الصبي أو من هو أكبر منه بادعاء الصيام أو الصلاة من خلال الحركات فقط، فسيأتي وقت يصلون فيه ويصومون بطريقة سليمة!
قد يكون هذا صحيحا في الجانب التعبدي من الأمر، ولكن آثاره السلبية تكمن في الخوف من اعتياد هؤلاء على الكذب واستمرائه! وانظروا حولكم تروا الكثير من الأمثلة!
وهنا يكمن التحدي التربوي الذي لا يود أحد التصدي له من خلال المناهج الدراسية.

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

تشويه حرية الكلمة!

عندما تحدثنا في مقال سابق عن أهمية وجود ميثاق شرف بين الصحافيين ورجال الاعلام، كنا ننشد النأي بالصحافة عن مواطن الفتن وسوء الاستغلال، والرقي بها الى مستوى يحق لنا عنده التشرف بوجود صحافة حرة!
لكن ادعياء الحرية واعداء النزاهة رفضوا ذلك بحجج كلنا نعرفها. ففاقد الشيء لا يعطيه! وأقرب مثال كان منع عدد قليل من الكتب من معرض الكتاب لأسباب اخلاقية وأمنية وعقائدية، ولكن لعدم احترام البعض لحرية الكلمة ولفقدان المصداقية في النقل تم عرض الموضوع وكأنه تكميم للأفواه وتقييد للحريات وتكبيل للكُتّاب! فمارسوا اسبوعين من الردح ينعون فيه حرية الكلمة ظلما وزوراً. مثال آخر، نتائج انتخابات البحرين البرلمانية، حيث أبرزوا خسارة «الاخوان» و«السلف» لكراسي في البرلمان وأظهروا للقارئ انحسار التيار الديني، وغضوا الطرف عن حقيقة أن التيار الليبرالي «لم ينجح منه أحد» وان جميع النساء المرشحات «لم تنجح منهن واحدة»، وهكذا عدم احترام حرية الكلمة ومستلزماتها ادى الى ممارسة البعض هذا التشويه في النقل! مثال قريب جدّا وهو رفض المجلس البلدي لانشاء كنيسة في منطقة المهبولة! عرضت القضية وكأن المتشددين في المجلس البلدي، (يوجد فقط اثنان ملتحيان غير منتميين) رفضوا انشاء كنيسة من حيث المبدأ. وخذ تعليقات من أقلام الردح العلماني، وكأن المجلس البلدي أصبح وكراً لــ«القاعدة» أو ملجأ للحوثيين! ولكن ما ضرهم لو نقلوا الحدث كما هو بكل شفافية من دون تشويه؟!
لقد اضطرت الامانة العامة للمجلس البلدي الى اصدار توضيح يبين مخالفة الطلب لشروط الموافقة، وهو وجود موافقة مسبقة من الجهة الرسمية وهي وزارة الأوقاف، كما أن هناك سببا موضوعيا غير السبب الاجرائي الذي ذكرناه، وهو ان الموقع المقترح للكنيسة في منطقة مأهولة بالسكان المسلمين ومزدحمة، لذلك جاء الرفض! وكنت أتمنى ان يصل العتب الى النواب المنسحبين الذين لم يكلفوا أنفسهم عناء توضيح الأسباب القانونية والموضوعية لهذا الرفض. وبصراحة، انا شخصيا أعتب على ابو ابراهيم اكثر من غيره لمعرفتي الشخصية بمنطلقاته، التي لا تصب في خانة منطلقات الآخرين، مع احترامي للجميع!
مرة أخرى، وجود ميثاق شرف أصبح ضرورياً للحد من افتراءات بعض الأقلام على بعض الرموز الوطنية المخلصة، وللحد من تشويه المعلومات وعرضها بشكل خاطئ، مما يُوجد بلبلة في المجتمع وزعزعة وعدم استقرار، نتيجة أخبار غير صحيحة عرضت بشكل متعمد. «بس المشكلة اذا اوجدنا ميثاق الشرف هذا.. فالكثير من الكُتاب الليبراليين وين يروحون؟!».
* * *
لفتة كريمة
شكراً كبيرة للنائب السابق مبارك صنيدح على مقالته الجمعة الماضي في «الوطن»، وأتمنى ان اكون عند حسن ظنه، وشكراً كبيرة للنائب الحالي د. وليد الطبطبائي على اطرائه لي في مقابلته في قناة الوطن، وهذه الاسماء أعتز باطرائها لي، مثل اعتزازي بشتمي من بعض الأقلام، التي يعتبر انتقادها لي بهذا الاسلوب دليلا على انني أسير في الطريق الصحيح.

مبارك فهد الدويلة

سامي النصف

طه حسين فوق صحراء النفود

أمضينا عطلة نهاية الاسبوع في مدينة الغاط بمنطقة نجد التاريخية وسط المملكة العربية السعودية وعلى بعد 30 كلم من الزلفي التي قدمت منها، كما هو معروف، كثير من العائلات الكويتية، وقد تمتعنا بصحبة طيبة وضيافة 7 نجوم من الاخوة الأعزاء عبدالله السديري محافظ الغاط وشقيقه الصديق محمد السديري ومعهما اللواء طيار عبدالله السعدون قائد كلية الملك فيصل الجوية السابق وعضو مجلس الشورى الحالي.

وقد عشنا أنا وموسوعة الشعر والأدب الزميل حمود البغيلي والاخوة سعد ومهدي آل طفلة والدكتور جابر المري والشاعر الباسم بندر العتيبي، 3 أيام جميلة فوق هضبة صحراء النفود التي يبلغ ارتفاعها ألفي قدم عن سطح البحر، والتي هي بداية حزام أخضر يمتد لما يقارب الألف كلم وينتهي في صحراء الربع الخالي بالقرب من وادي الدواسر.

كما زرنا بعض الأماكن التاريخية التي تحدث عنها شعراء الجاهلية وأصحاب المعلقات الشهيرة، كما شاهدنا الجهد المميز لمحافظ الغاط وهيئته السياحية لتأهيل القرى هناك وتحويلها الى أماكن اقامة وترفيه سبع نجوم، كما لاحظنا بدء شركة «سما» السعودية بإنشاء استراحات اقامة ومطاعم وأسواق على الطرق الرئيسية السريعة قريبة مما نراه في الولايات المتحدة وهو ما سيستقطب المزيد من السياحة الداخلية والخارجية ويساعد على تنقل العرب والخليجيين عبر المملكة.

وقد دار حديث شيق مع الصديق محمد السديري حيث كانت له وجهة نظر جديرة بالاهتمام مضمونها ان شعراء الدولة الأموية ينتمون في النهاية لأرض الشام حتى لو انتموا في الأصول لجزيرة العرب، وشعراء الدولة العباسية ينتمون لأرض العراق، أما شعراء الجاهلية فانتماؤهم وديارهم ومفرداتهم نابعة من نجد، لذا فما كان لعميد الأدب العربي د.طه حسين ان يلغي بجرة قلم الشعر الجاهلي، وهو الذي توزع ترحاله بين مصر وفرنسا.

وقد ضرب لنا أبوناصر عشرات الأمثلة من قصائد أصحاب المعلقات الشهيرة التي أخطئ في فهم معانيها بسبب عدم زيارة الأدباء والباحثين في المجمع اللغوي بالقاهرة ودمشق وبغداد والمغرب العربي لنجد وتتبع الأماكن التي ذكرها الشعراء، وسؤال أهل نجد عن معاني مفرداتها، ويقول ان الاستثناء هو السفير الأميركي الأسبق في المملكة الذي أمضى أسابيع في المنطقة يتتبع أماكن معلقة لبيد ويسأل أهل نجد عن معانيها.

ونجْد رائعة في مخزونها التراثي وتاريخها وسمرها وسهرها حيث الصحراء الجميلة والسماء الصافية والجو البارد والنار الدافئة والصحبة الطيبة والربابة صاحبة الوتر الواحد والألحان المتعددة والتي كلما ابتعدت قليلا عن مكان عزفها كان لصوتها التأثير الأكبر، فهي متعة السمر والسامرين.

آخر محطة:

(1) يقال ان المؤرخ والعلامة حمد الجاسر بدأ الاهتمام بتاريخ المملكة عندما كان يشرح لطلابه الصغار في مدينة ينبع عن جبل «رضوى» وسألهم سؤالا عنه فابتسموا وأشاروا بيدهم إلى جبل قريب وقالوا له هذا هو الجبل الذي تسألنا عنه.

(2) الغائب الحاضر في زيارتنا هو الزميل الراحل د.أحمد الربعي الذي كان الرفيق الدائم في مثل تلك الزيارات.

احمد الصراف

العقول الصغيرة

يقول الشاعر الإنكليزي ماثيو أرنولد: إن جميع المعجزات التوراتية (وغيرها) ستختفي في نهاية الأمر مع تقدم العلوم!
* * *
ورد الخبر التالي بتاريخ 10/23 في صحيفة الجيروزاليم بوست الإسرائيلية الإنكليزية الواسعة الانتشار:
قامت محكمة دينية مكونة من حاخامات يهود تابعين لمنظمة «شوفار» بالحكم على المطرب «ياشيل» بـ39 جلدة وتنفيذ الحكم لقيامه بالغناء أمام جمع مختلط من النساء والرجال! وورد على لسان «الراباي أمنون يتزهاق»، أو اسحاق، Amnoun Yitzhak، مؤسس شوفاز، والذي يشبه في شكله وتصرفاته وعقليته بعض نوابنا ومفكرينا، أن منظمته تهدف لنشر الفضيلة والعودة بالناس للدين (هل سبق أن سمعتم ما يماثل ذلك عندنا؟) وقال ان منظمته ستكافح فكرة قيام «الذكور» بالغناء أمام «الإناث»، أو العكس! وأن المحكمة التابعة له والراباي بن متسافي وعضوا آخر، هي التي حكمت على المطرب بالجلد لتخليصه من ردن ذنوبه! (وهذا يشبه الجريمة التي اقترفها أحد متخلفي عالم الصحافة عندنا عندما قام قبل سنوات بضرب مريض حتى الموت لتخليصه من الجن الذي تلبسه!).
وورد في فيديو كليب نشر على موقع المنظمة على الإنترنت، وعلى لسان الراباي «بن زيون» أن من يدفعون الناس لارتكاب الذنوب والموبقات، مثل ذلك المطرب الذي سمح لمن من غير جنسه بالاستماع لغنائه والرقص على إيقاع عزفه وغنائه، ليس لهم مكان في عالم اليوم! وقام الراباي بعرض سوط من الجلد قال ان والده صنعه من مؤخرة ثور، وأنه السوط نفسه الذي استخدم في توقيع العقوبة.
وصرح المطرب «ياشيل» بأنه تقبل الجلد تكفيرا عن ذنوبه، وأنه طلب منه الوقوف أمام عمود خشبي، بعد أن تم ربط يديه خلف ظهره برباط لازوردي اللون، كرمز للرحمة أو الرأفة، وأن يدير وجهه باتجاه الشمال، حيث يعتقد أن الوحي الشيطاني يأتي عادة منه! (وهذا يشبه ما سبق أن كتبه زميل في الكويت من أن المسيح الدجال سيأتي يوما إلى الأرض من السماء من منطقة السبخة القريبة من مطار الرياض!).
لا نود الإطالة في التعليق على رمزية الخبر وما يحمله من معان ودلالات، ولكن ما نود تأكيده أن من غير المعقول أن تسلم الشعوب مصائرها لمن يمتلكون مثل هذه العقول الصغيرة لكي يتحكموا بها، ويقرروا نيابة عنها ما هو صالح لها، فهم في أحسن الأحوال ليسوا اقل جهلا من غيرهم، إن لم يكونوا أكثر جهلا بسبب محدودية أفكارهم وتطرفهم الذي أعمى بصرهم وبصيرتهم!

أحمد الصراف
[email protected]

حسن العيسى

بلدية الكويت ويالله تزيد النعمة

القاعدة تنمو وتتكاثر فيروساتها في رؤوسنا وفي اللاوعي بعقلنا الباطن، وليست هي فقط المجاميع المسلحة الإرهابية التي تنشط في العراق وفي اليمن وفي كل بلاد "لا إله إلا الله"، القاعدة عقدة نفسية مركبة نمت بذورها في تربة تاريخ طويل من الجهل والانغلاق، وليست هذه الزاوية مكان استعراضه.

القاعدة في آخر عملياتها الإرهابية احتجزت رهائن في كنيسة "سيدة النجاة" وبعملية تحرير هوجاء للجيش العراقي قتل معظم الرهائن المسيحيين… واخرجوا من العراق أو من اليمن، التي تصدر قاعدتها آلات التصوير المفخخة لأوروبا، وتعالوا للكويت "المتسامحة" لنر صورة "حضارية" ثانية تم تحميضها مسبقاً في استديو القاعدة للإنتاج وتصوير الأشلاء الآدمية، فالمجلس البلدي رفض طلب وزارة الخارجية تخصيص قطعة أرض لإقامة كنيسة للروم الكاثوليك في منطقة المهبولة، وطبعاً الأصوات الخيرة المتسامحة من بعض أعضاء المجلس البلدي تم تجاهلها من الأغلبية "الظواهرية والبن لادنية"… عيب عليكم وأكبر عيب أن يرفض طلب "الخارجية" الكويتية يا أعضاء البلدي، ألا ترون أن أكبر المساجد وأفخمها تنمو وتتكاثر في قلب أوروبا، في روما وفي باريس بلدان "ايف سان لوران" وعروض أزياء "غوتشي" والليالي الملاح، وليست ليالينا "الجلحة الملحة"! ولماذا أوروبا، فقبل أسابيع كانت هناك في نيويورك عاصفة اعتراض يمينية أميركية مثل جماعة "تي بارتي"، وهم على شاكلة جماعاتنا، اعترضوا على إقامة مسجد لا يبعد كثيراً عن موقع بركات "غزوة منهاتن" بتعبير د. عبدالله النفيسي مع فارق الدرجة في التعصب القومي-الديني بيننا وبينهم، لكن الرئاسة الأميركية وقفت مع الدستور الأميركي وأكدت حق أي جماعة في إقامة شعائرها الدينية، فماذا كتب وقال ملالي الكويت عن العنصرية وكراهية الإسلام في أميركا وأوروبا؟… راجعوا مربعات "كت اند بيست" في صحافتنا اليومية وستجدون الكثير من أدبيات الردح والتشمت على الغرب العنصري الكاره للإسلام والمسلمين.

أصبحت الأقليات الدينية في زمن صحوة القبليات العربية والنعرات الدينية، بعد تهاوي القومية العربية بعد هزيمة حزيران في الإقليم وسقوط حائط برلين والدولة السوفياتية على النطاق الدولي، أضاحي البؤس لأغلبيات التعصب ورفض الآخر، صار كل عربي مسيحي دماً مستباحاً نفرغ فيه شحنات القتل واللعنة، فهذا المسيحي هو وكيل الاستعمار وعميل للكفار، وصار أقباط مصر أهل ذمة عند العصابات الدينية الأصولية، وجب عليهم دفع الجزية ومن الجائز نهب ممتلكاتهم… مسيحيو العراق يهاجرون من العراق بآلاف الهاربين الباحثين عن الأمان في سورية بعد الغزو الأميركي الذي كان أفضل مناسبة لتفقس بيض القاعدة المرعب في بلاد الرافدين وفي معظم بلادنا العربية… أعود وأكرر أن القاعدة ليست تنظيم بن لادن فقط ولا غيره… بل هي نتاج ثقافة الدولة الدينية القبلية التي تترسخ جذورها يوماً بعد يوم في بيوتنا وفي مدارسنا وفي مجالسنا… وحتى تأتي ساعة الوعي والإدراك بالعلمانية الإنسانية بدولنا سنظل نجتر ونعيد تاريخ حرب المئة والثلاثين عاماً في أوروبا العصور الوسطى إلى ما شاء الله.

احمد الصراف

إنقاذ ما يمكن من أرواح وممتلكات

في قمة صراع شعب جنوب أفريقيا مع مستعمريه البيض، قال القس ديزموند توتو إنه يحزن لكل هذا القتل والتشريد والتدمير الذي يحدث في وطنه، فالحرية قادمة لا محالة، فلماذا لا يتوقف هذا القتال وننقذ كل هذه الأرواح والأموال؟
* * *
انتشرت في سنوات ما بعد التحرير فتاوى صادرة عن جهات سعودية متشددة تحرم استخدام الأطباق اللاقطة للقنوات الفضائية! وأيد الكثيرون في الكويت الفكرة، واصبح وجود «دش» أو طبق لاقط على بيت يشكل منكرا تجب إزالته، وقام الحرس الديني في أكثر من دولة «متقدمة» من دولنا بأخذ زمام المبادرة وتحطيم الأطباق في الأماكن العامة، وكانت حفلة زار لم يستفد منها غير «الكفرة» من مصنعي تلك الأطباق، حيث لم تمر غير سنوات حتى أصبح ينافس كل مكتب وبيت وجاخور وشاليه الآخر في حجم وغلاء طبقه اللاقط. ولم تنته الألفية الثانية إلا ورأينا أولئك أنفسهم، الذين سبق ان حرموا الأطباق، يتسابقون على اقتناء أعقدها وأغلاها مع أحدث «الرسيفرات»! ثم أصبحوا يشاركون في الظهور على القنوات نفسها التي سبق ان حرموا مشاهدتها، وفي مرحلة تالية اصبحوا من أكثر المستفيدين من الظهور عليها!
ولو طبقنا مثال الأطباق اللاقطة، وكيف حرمت بنص واضح، تم التغاضي عنه بعدها، وقبول وجودها في حياتنا في مرحلة تالية، والترحيب بها، ومن ثم التكالب على الظهور في محطاتها، لوجدنا أمامنا مثالا كلاسيكيا يتكرر المرة تلو الأخرى بملل واضح، فنحن نرفض ونحرم ونحارب ثم نسكت ونتغاضى ونقبل ونرحب بما سبق ان حرمناه قبل فترة قصيرة! فالديموقراطية قادمة والتحضر قادم لا محالة، وحقوق الإنسان المستباحة عندنا ستنتهي، والحرية ستسود في نهاية المطاف، وسيكون للمرأة ما تستحق من مكانة عالية، كأم وزوجة وابنة وأخت وصديقة وزميلة، وبالتالي لم كل هذا العنف وكل هذا القتل والتدمير؟ من الواضح أننا نعيش تناقضا واضحا في حياتنا من خلال محاولة المواءمة بين النص الديني والحاضر المعاش المخالف له تماما، ولن تكون هناك غلبة لطرف على الآخر، وبالتالي علينا جميعا قبول مبدأ التعايش مع الجميع، والاتفاق على أننا لسنا بالضرورة أكثر صوابا من غيرنا أو أرفع مكانة منه! نكتب هذا المقال ردا على المجزرة البشعة التي تعرضت لها مجموعة من المصلين المسيحيين الأبرياء، والتي راح ضحيتها العشرات، في احدى كنائس العراق صباح يوم الأحد الماضي.

أحمد الصراف

سامي النصف

مذكرات مدير قصور صدام

كان الزميل الإعلامي ناظم غيدان يخبرني بالقصص التي يرويها له جاره في بغداد المرافق الخاص واللصيق بصدام وكان مما قاله وكتبناه في السابق ان حياة صدام المرفهة في قصوره لم يشهدها حاكم في التاريخ قط، وان جزءا من حياته الليلية التي يبدأها بـ «تعمير الطاسة» أي شرب الخمر حتى الثمالة كانت تقتضي إحضار الفتيات والسيدات الجميلات اللاتي يكون قد شاهدهن إبان زياراته أو استقبالاته في النهار وان البعض من تلك السهرات الماجنة تنتهي بقتل صدام لهؤلاء البائسات، ومما اقترحناه ان تدون الكويت أو تدفع جهات عراقية لتدوين تلك الأحداث المهمة لحقيقة ان الطاغية بدأ يتحول الى بطل قومي عربي وصلاح الدين آخر، رغم ان جرائمه مازالت حية في الأذهان، والخوف الحقيقي ان يتحول مع مرور الزمن الى ولي آخر من أولياء الله يزار قبره وتطلب النجاة والشفاعة من مرقده الشريف.

كما يروي أيضا مازن جزراوي (مدير قصور صدام) في كتاب ذكرياته قصته مع صدام وقصوره التي فاقت المائة «كحال اسمائه غير الحسنى» بما في ذلك «قصره الكويتي» الذي استولى عليه من صاحبه ومما يقوله: ان حياة صدام كانت تمتلئ بالسرية والرعب والغدر والقتل والغموض ويروي بعض جرائمة التي كان شاهدا عليها في قصوره، كحادثة السيدة (ل.ع) ابنة شيخ احدى العشائر وزوجة طيار في سلاح الجو التي اعتدى على شرفها ثم احضر زوجها كي يتم تعذيبه وقتله معها بيد صدام.

يذكر مازن ان كل قصر من المائة يزود يوميا بمؤن غذائية كاملة حيث يمكن لصدام ان يزوره دون سابق موعد، إضافة الى كراتين من الخمور الفاخرة والسيجار الذي يصل طازجا من كوبا وأعداد كبيرة من عطره المفضل «أولدسبايس».

وهناك عدد كبير من الخياطين الذين يعملون على مدار الساعة لملء تلك القصور بالبدل العسكرية والمدنية والبيجامات والدشاديش والغتر والبشوت والعقل، وما ان يشتكي صدام من بيجامة أو بدلة حتى يتم تغيير جميع الملابس المشابهة في القصور الأخرى ليعود ويغير رأيه مرة أخرى فيعاد تصميم الأطقم في القصور، ويروي ان صورة صدام وهو يمتطي الحصان ببدلة عسكرية كانت خطأ بروتوكوليا سببه ان بدلة الفرسان المخصصة ضاقت عليه بسبب زيادة وزنه مما اضطره لاستخدام تلك البدلة العسكرية غير الملائمة.

ويروي مازن ما حدث إبان زيارة سمو الشيخ جابر الأحمد، رحمه الله، للعراق وهو ما يدل على النوايا العدوانية والدنيئة لصدام منذ وقت مبكر، حيث خصص للوفد الكويتي عقيدا كالعادة كمرافق، ويقول الكاتب انه لاحظ ان العقيد ينادي ضابطا أقل منه رتبة بسيدي ولما سأل عن السبب أجابوه ان ذلك العقيد هو في الحقيقة ملازم تم رفع رتبته خلال هذين اليومين فقط لأن صدام لا يريد تخصيص عقيد حقيقي للوفد الكويتي (قد يكون السبب خوفه من ان تتم استمالة العقيد الحقيقي وهو من ينوي الغزو اللاحق للكويت).

آخر محطة:

نرجو من الجهات المختصة البدء في تدوين شهادات حضور مؤتمر جدة المنعقد في 31/7/1990 حيث مازالت بعض الكتب المعادية تدعي ان سبب احتلال الكويت هو التشدد الكويتي في ذلك المؤتمر وستبقى تلك الدعوى الكاذبة قائمة ما لم ندون حقيقة ما حدث ونصدره في كتاب للحقيقة والتاريخ.

احمد الصراف

لاهفوها وشافطوها

قمت ليلة البارحة بالمرور على القنوات الـ 500 التي يلتقطها «رسيفر» البيت، والذي كان محرما ثم أصبح مباركا، فهالني ما يحتويه من قنوات دينية سنية، شيعية، كاثوليكية وقبطية، وغيرها من التي تبيع المكالمات الجنسية للمحرمين!
كما لاحظت خلو غالبيتها، ان لم يكن كلها، من أي إعلانات تجارية، مما يعني أن جهات ما تصرف عليها ببذخ كبير.
في صباح اليوم التالي صادف أن قرأت مقالا للزميل أحمد محمد الفهد، «الوطن، 11/1»، عن الموضوع نفسه يقول فيه: إنه على الرغم من تأييده للقنوات الفضائية الاسلامية، وما يبديه فيها رجال الدين من آراء، لكنه يتساءل عن سبب تغير مواقف رجال الدين من أمور حيوية عدة، وعن الجهة أو الجهات التي تدفع اشتراك بث هذه الفضائيات على القمر الصناعي، الذي لا يقل عن 20 ألف دينار؟ وعن الجهة التي اشترت لها أجهزة البث والكاميرات والاضاءة؟ ومن الذي يمول الرواتب الشهرية للعاملين فيها؟ وهل لهذه القنوات متبرعون يرغبون في حرق أموالهم، بسبب قلة متابعي هذه القنوات؟ وفي نهاية مقاله وجه سؤالا الى«اخوته» في جمعية احياء التراث «السلفية»، ولا أظن أنه ينتمي اليهم، لافادته بالاجابة عن أسئلته، من واقع تجربتهم في تأسيس قناة «المعالي»، وعما اذا كانوا ينفقون على المحطة من التبرعات أو من الوقف الخيري؟
وهنا نعتقد أن العظماء في جمعية التراث السلفي الاسلامي لن يردوا عليه، ولن تتبرع أي جهة من المسماة بالجمعيات الخيرية بالرد كذلك! فهؤلاء يميلون عادة للتكتم الشديد على كل ما يتعلق بمداخل ومخارج أموالهم، فهم ينامون على جبال منها حصلوا، ولا يزالون يحصلون عليها بأسهل الطرق دون حسيب أو رقيب، ومخالفاتهم التي تم رصدها من وزارة الشؤون لا تعد ولا تحصى! وأموالهم هذه، على الرغم من عظمتها، لا صاحب لها يسأل عن مصيرها، وبالتالي يكثر دائما لاهفوها وشافطوها، كما سبق أن قام به «الباشا» محاسب جمعية اعانة المرضى الدينية الذي هرب بـ 14 مليون دولار قبل سنوات، ولا يزال يتمتع بها في مصر ودبي، وهو لم يقم بفعلته تلك لو لم يجد ما يشجعه على القيام بذلك من «داخلش»!
ونطالب هنا وزارة الشؤون بتفعيل واحد من عشرات التهديدات التي صدرت عنها بحق هذه الجمعيات، والمخالفة منها بالذات! فقد طفح الكيل وزكمت روائح مخالفات هذه الجمعيات الأنوف، نقول هذا لنؤكد أنه على الرغم من كل ادعاءات الحكومة بعلمها بما يجري في هذه الجمعيات، وبعد عشرات الزيارات التي قامت بها وفود وزارة الخزانة الأميركية، فان الحقيقة «المرة» أن لا أحد يعلم بما يجري في هذه الجمعيات، ولا عن أوضاعها المالية، حتى لحظة كتابة هذا السطر!

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

أنت ينّي مينون؟

قسماً بالله لم أضحك منذ سنين كما ضحكت، قبل يومين، على المشعوذ الكويتي الجميل، الذي بدأ نجمه يرتفع في سمائنا الغراء. ولولا الخشية من أن يرفع ضدي دعوى قضائية (كما هي الموضة الآن) لذكرت اسمه، ولولا الخشية من أن تقع المقالة في أيدي الأطفال، لكان عنوان المقالة (+18)، كي آخذ راحتي وأنقل حرفياً ما يقوله هذا المشعوذ الكوميدي. لكنني سأنقل ما خف وزنه وغلا ثمنه من مفردات مشعوذنا الجميل، مصحوبة بترجمة ما يصعب منها على غير الخليجيين.
وسابقاً كان المشعوذون، أثناء تمثيلية إخراج الجني من الإنسي، يختارون كلمات مثل "اتق الله واخرج يا عاصي"، أو "اخرج يا عدو الله، قبل أن أحرقك بقراءة القرآن"، وما شابه، لكن حبيبنا هذا تميز عن غيره، وها هو يصرخ وهو يهدد الجني: "آنا سوبرمان فلان الفلاني بو فلان، ما قالوا لك عني؟ اسأل عني قبيلتك الينانوة (جمع "يني" أي جني)، يا النذل، يا عديم المروّة (المروءة)، تف عليك يا النغـ…".
يقول ذلك وهو يضرب المرأة "الملبوسة" فتبكي وتصرخ: "آآآآي عوّرتني" (أي أوجعتني)، فيصرخ بدوره مهدداً الجني: "لا تتكلم بصوتها يا ابن الكلب، ما تمشي علي هالحركات (أي لن تنطلي عليّ هذه الخدعة) تكلّم بصوتك مو بصوتها لا أعضّك وأزنطك وأنا أبوك" (أي أخنقك)، ولم أفهم كيف أدخل جملة "وأنا أبوك" هنا. على أنه كررها أكثر من مرة وهو يخاطب جناً آخرين، مسبوقة في العادة بجملة "اطلع يا وليدي"، أو "تكلم يا وليدي وأنا أبوك… أنت عاشق أو مبعوث؟ أنت مينون؟".
وتتصفح الموقع الإلكتروني للمشعوذ، فتقرأ عناوين "جني سوري درزي طيّار"، و"جني كويتي من عمار المنازل"، ولا أدري هل يقصد أنه جنّي معماري أم ماذا، أنا لم أفهم مسماه الوظيفي، قد يكون عاطلاً عن العمل، ويكفل على إقامته عدداً من الجنّ من جنسيات عربية وعدداً من جن الهند وبنغلاديش، يتلبسون البشر نيابة عنه، وقد يكون لديه مكتب محاماة وشريك من النواب الجن، هو يتعاقد مع الجن المجرمين بمبالغ خيالية، وشريكه يساوم الوزير. أو قد يكون معمماً متفرغاً لجني الزكوات، ولا عمل له إلا إرسال بيانات طائفية عبر "الفاكس" إلى الصحف. لا أدري.
وكم من مسكين ومسكينة عذبهم هذا المشعوذ. وغالبية من يتلبسهم الجن هم كبار السن معدومو الثقافة. شوف الصدفة. فالجنية الشابة اللهلوبة تتعلق بغرام شايب لم يبقَ من أسنانه إلا واحد يبكي على الأطلال، وتترك شبّان الكويت ذوي البلاك بيري والحسن والوسامة! والجني الشاب العفيّ الذي يرقص التيس على زنده، يترك صبايا الأفينيوز ومجمع (360) ذوات الرؤوس الممطوطة والأجساد الشمحوطة وألوان الماكياج المخلوطة، و"يتولّج" عجوزاً مقعدة، تلخبط كمبيوترها فتداخلت عطستها وكحّتها.
عموماً، "شمّروا" عن أيديكم وتفرجوا على "جمال" هذا المشعوذ، ولا تنسوا أن تكتبوا وصاياكم لأبنائكم قبل أن تموتوا من الضحك.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يبدو أن صحافتنا ملبوسة، فقد توقف زميلنا المثقف المبدع، علي الذايدي، الكاتب في جريدة "عالم اليوم" عن الكتابة. والذايدي كاتبٌ تفرغ لتوزيع أطباق الأناناس على المارة وعابري السبيل ومحبّي عموده الصحافي… يا للذة أناناس ذلك الذايدي.
له أقول: عد يا ذا الأناناس. عد كي لا يتجرأ الطقس السياسي الملوث على إفساد بقية الفواكه. عد واكتب عن الثقافة، مثلاً، أو أي مجال تشتهيه إذا كنت لا تريد إدخال السياسة إلى بيتك مرة أخرى. المهم أن تعود، كي لا نفتقد طعم الأناناس.

احمد الصراف

سامحونا!

كتب سيد أحمد مهدي في موقع «سودان أون لاين» التابع لجماعة الاخوان المسلمين في السودان مقالاً بعنوان: كيف خسر المسلمون بإلغاء الرق؟ اعتمد فيه على 18 مرجعاً من «أمهات الكتب» ليثبت صواب تساؤله. وقد عدد تلك الخسائر كالتالي:
1 ـ الاسترقاق سبيل للدعوة، فالعبد الكافر سيسلم هو أو ذريته، ولو بعد حين، ولو لم يتم أسره واسترقاقه لبقي على ضلاله وكفره.
2 ـ الاسترقاق سبيل من سبل الأجر! فكلما ألمت بالمسلم مصيبة يقوم بعتق رقبة، فيحصل على الأجر!
3 ـ العبودية سبيل من سبل الاستعفاف! فالزواج بنظر الكاتب معضلة عصرية، فليس أمام الشباب إلا الزنا إن لم يقدروا على الزواج، ولكن الأمر كان غير ذلك في السابق عندما كانت الإماء متوافرات للنكاح.
4 ــ الرق سبيل من سبل التفرغ للعبادة! فنحن، بنظر الكاتب، خلقنا في هذه الدنيا للعبادة ، وعمل العبد لخدمة سيده يجعله أكثر تفرغاً للعبادة!
5 ـ الرق سبيل من سبل الرزق . فالتجارة بالعبيد كان يعمل بها الكثيرون، عملاً ومتاجرة، وبإلغائه فقد الكثيرون تجارتهم وعملهم!
6 ــ الرق سبيل من سبل إكرام المسلمين ومعاقبة الكافرين! فمن كان يحارب الإسلام، كان يؤسر ويصبح عبداً، وهذا ما لا يحصل الآن!
7 ــ الرق سبيل من سبل علو الهمة والمروءة! فالمساواة تخل بناموس الحياة، وبالتالي يجب أن يكون هناك أرقاء وأحرار لتعلو همم المسلمين وتكون لديهم مروءة!
8 ـ الرق سبيل من سبل التخفيف في التكاليف. فالرق سببه الكفر، ولكن هؤلاء الأرقاء مشغولون بأداء أعمالهم، ولا علم لهم بالواجبات ولا وقت لأدائها، وبالتالي وجب التخفيف عنهم عند توقيع الحدود والإعفاء من دفع الزكاة وعدم حضور صلاة الجمعة!
***
وهنا نطالب الحكومة بالتوقف عن ملاحقة والقبض على ومحاكمة وسجن مروجي المخدرات واللصوص، حيث إن ذلك يتسبب في إشغال قوى الأمن والجهاز القضائي بما هو أهم! كما أن الحكم عليهم بالسجن سيخلق مشكلات كثيرة لأهاليهم الذين لا معيل لهم غيرهم. وإعدام تجار المخدرات سيزيد عدد الأيتام بيننا، كما أن محاربتهم والتضييق عليهم سيفسدان تجارة المروجين الأكبر، ويتسببان في كساد زراعة المخدرات، وما يعنيه ذلك من خسارة آلاف العمال لوظائفهم، وإفلاس وسائل نقل المخدرات، وانخفاض الدخل غير المنظور لبعض رجال الأمن والجمارك المرتشين، على قلتهم… وهكذا!
سامحونا، فهذا فكر الاخوان في السودان، وجماعتهم في الكويت في المكان نفسه!

أحمد الصراف