سامي النصف

أسئلة امتحان مقرر العراق وأجوبتها

س (1) هل كانت الكويت قط جزءا من العراق أو من ولاية البصرة أو حتى تابعة للدولة العثمانية؟

– احتفظت الكويت باستقلالها منذ اللحظة الأولى لإنشائها قبل ما يقارب 4 قرون، ودلالات ذلك الأمر كثيرة ومتعددة فالدول التي تتبع الدولة العثمانية كانت الاستانة تعين الولاة عليها لمدد محددة ثم تنقلهم أو تعزلهم، ولم تكن تسمح قط بحكم وراثي (كحكم آل الصباح) في اي ولاية تابعة لها، لذا لم تحكم اسرة الوالي والامير محمد علي مصر إلا بعد استقلالها عن الدولة العثمانية، ومن الدلالات الاخرى لجوء الهاربين من حكم الدولة العثمانية الى الكويت ورفض الدولة العثمانية تسجيل ممتلكات الشيخ مبارك في البصرة التي اشتراها من سعدون باشا كونه لا يحمل «التبعية العثمانية»، ومثل ذلك رفض الكويت مد خط سكة حديد الاستانة ـ بغداد ـ البصرة عبر اراضيها ولو كنا ولاية تابعة للبصرة لما استطعنا رفض مد ذلك المشروع الحيوي للدولة العثمانية وحليفتها الامبراطورية الألمانية.

س (2) هل في فتح موضوع تبعيات الدولة العثمانية ما يفيد الجار الشقيق العراق؟

– على العكس من ذلك تماما فالعراق ليس وريثا للدولة العثمانية بل هو من موروثاتها ولو فتح ذلك الملف لوجب على تركيا الوريث الشرعي لتلك الدولة ان تسترد الموصل وتستعيد العراق بأكمله كونه كان يحكم حتى عقود مضت من شماله الى اقصى جنوبه بولاة اتراك وعثمانيين. وللمعلومة لا احد يتكلم خارج العراق قط عن ممتلكات الامبراطوريات التي تفككت بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية او ادعاء وراثتها.

س (3) هل كانت الحدود الكويتية ـ العراقية غير معروفة او غير محددة قبل صدور قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بعد غزو عام 90؟

– الحقيقة ان تلك الحدود المعروفة قد حددت واعترف بها العراق منذ اتفاقية 26/7/1913 بين حقي باشا ممثل الدولة العثمانية التابع لها العراق ووزير الخارجية البريطاني السير ادوارد غراي الذي مثل مصالح الكويت طبقا لاتفاقية 1899 المعقودة بين بريطانيا العظمى والكويت وقد نص الاتفاق بالمادة الخامسة منه على ان يمارس شيخ الكويت استقلاله في المناطق التي يشكل اقصى شمالها خور الزبير وتضم جزر وربة وبوبيان وفيلكا.. إلخ، كما اعاد العراق بعد استقلاله عام 1930 اعترافه بتلك الحدود عام 1932 وتقدم بذلك الاعتراف كوسيلة لدخوله عصبة الأمم التي كانت تشترط تحديد حدود الدول الراغبة في الانضمام اليها.

س (4) هل سبق أن حددت الأمم المتحدة بين بلدين جارين؟

– الأمم المتحدة وقواتها المكونة من 16 دولة والتي غلب عليها الاميركان هي من حدد الحدود الفاصلة بين كوريا الشمالية والجنوبية عند خط عرض 38 درجة بعد غزو الأولى للثانية عام 1950 وانتهاء الحرب في 27/7/1953. عندما خلقت الأرض لم تخلق معها حدود للدول، لذا لجأت الدول بعد استقلالها الى الأخذ بطرق عدة لإنهاء مثل تلك الاشكاليات كقبول الدول الافريقية بالحدود التي خلقها الاستعمار، ولجوء البعض الى محكمة العدل الدولية، لذا فلا خطأ على الاطلاق من تعميم التجربة الكويتية ـ العراقية الناجحة على مشاكل الحدود العربية الاخرى، حيث مازالت الحدود بين الشقيقتين المغرب والجزائر مغلقة منذ عقود، كما اثار قبل مدة الرئيس السوداني قضية حلايب مع مصر، وهناك اشكالات الحدود السورية ـ اللبنانية.. إلخ.

آخر محطة:

آخر حدود يجوز للبعض في العراق الشقيق الحديث عنها هي الحدود الكويتية ـ العراقية كونها حددت من قبل جهات محايدة في وقت حددت فيه حدود العراق بالدول الأخرى بقرار منفرد من قبل صدام حسين اضطرته اليه ظروف حربه على الأكراد أو حربه على إيران أو غزوه للكويت.

للمعلومة:

رفضت الكويت استغلال الحرب العراقية ـ الإيرانية كحال غيرها لفرض خط حدود جديد عليه.

حسن العيسى

لكم الله

سمعت من زمان نقلاً عن أهل الخير هذه العبارة ان المشرع حين وضع مبدأ المشاركة بين الكويتي والأجنبي في قانون التجارة القديم في بداية الستينيات، كان يهدف إلى أن يكون رأس المال من الكويتي ويقدم الأجنبي الخبرة، وانتهت الأمور إلى أن يغادر الأجنبي برأس المال وينتهي الكويتي بالخبرة…! عبارة تضخمت بمعان عنصرية إلا أنها قد تصدق أحياناً، ولا أعرف لماذا تذكرتها حين شاهدت النائب السابق جمال العمر في تلفزيون قناة سكوب- ولم يكن جمال محسوباً يوماً على المعارضة- يبدي خشيته من المبالغ "الفلكية" التي خصصت للخطة الخمسية نحو تحقيق حلم أو وهم الكويت مركز مالي وتجاري للمنطقة، فقد خصص لوزارة الأشغال ما يزيد على ثلاثة مليارات دينار كويتي، كي تظهر الكويت بالشكل اللائق حسب المواصفات الخليجية، وتلك المواصفات تلخص الحداثة والتنمية بعمارات شاهقة من الأسمنت وشوارع من الأسفلت… ولا شيء عن الثقافة والتنمية البشرية كأعظم رصيد لما بعد عهد البترول.
أعود إلى السيد جمال العمر، فقد سأل جمال متعجباً: كيف يمكن أن نخصص كل تلك الأموال للمشاريع القادمة، ولدينا هذا الكم الرهيب من النقص في الخدمات من أزمة مرور وشوارع ومستشفيات وبيروقراطية؟ وقال بما معناه: كيف نبدأ تلك المشاريع العملاقة وننسى واقع حالنا، ليس هناك معنى لتلك الأموال التي ستخصص "للخطة" ولوزارة الأشغال تحديداً غير فسح المجال لمزيد من الفساد ومزيد من السرقات.
لنترك كلام جمال فقد وضع إصبعه على الجرح، ونتخيل كيف يمكن "هبش" الثلاثة مليارات دينار تكلفة "عشيش" الكويت كمركز مالي وتجاري، فرغم اقتناعي بنزاهة السيد وزير الأشغال وجدية ديوان المحاسبة ورقابة لجنة المناقصات فإن كل أجهزة الرقابة تلك لا تمنع متنفذاً من ماركة "الديولكس" أن يختار مقاولاً كبيراً، ويكون أجنبياً في أغلب الأحوال، ويتم الاتفاق معه على نسبة مشاركة بين الكبير (المتنفذ) والمقاول الكبير الآخر، وبدوره يقوم الأخير، وبناءً على رغبة الأول، بتوزيع بعض حصص الكعكة الكويتية على فلان وعلان من أهل الخير، لضمان صمتهم وشراء ودهم، وهكذا تمضي الأمور، فمجلس الأمة مضمون وفي الجيب الحكومي، و"دهان السير" سيجري على قدم وساق، وبدلاً من محطة مشرف للمجاري ستكون هناك عشرات المحطات الطافحة بالخراب والآسن، وبدلاً من مستشفى جابر، الذي توقف العمل فيه، سيكون هناك مئات الأراضي المسورة لمشاريع الوهم حوطت بأسوار مزينة برسوم الوعود الخادعة عن موعد الافتتاح الكبير وسيكون في المشمش، وعوضاً عن استاد جابر أيضاً، سيكون هناك مئات التجاوزات في ملاعب الكويت القادمة… والكويت كلها هي ملعب لهم…! من هو المتهم الذي سيحاكم بالغد في المشروعات الفاشلة؟ من سيساءل في النهاية… المصمم الأجنبي الذي قالوا عنه إنه لا يوجد خطأ في تصميماته أم الخطأ في الوزارة المشرفة… أم الخطأ منسوب للمقاول الذي ترك البلاد بعد أن أدى الواجب في المقاولة الكبرى لكويت المركز المالي والتجاري للمنطقة…؟ ليس هناك من كلمة عزاء نقولها لأبنائنا غير: لكم الله.

احمد الصراف

لن يمر لن يمر.. ولكنه مر!

على مدى سنوات وتعاقب وزراء الداخلية، جرى مختلف الاعتداءات على الشرطة والمخافر ومركبات رجال الأمن، وفي كل مرة يصدر بيان أو تصريح يفيد بأن وزارة الداخلية لن تدع هذا الاعتداء ولا ذلك الحادث يمرا مرور الكرام! ولكن نكتشف المرة تلو الأخرى أن الحادث والاعتداء والجريمة ضد المخفر ورجل الأمن قد مرت، على الرغم من أنها كانت تمثل كل أركان الجريمة فيه. وقبل أيام، وإثر مقتل طالب على يد زميله في احدى المدارس، اقتحم مواطنون مخفر شرطة «أم الهيمان وأبوحليفة» وطعنوا ضابطا وشرطيا واشتبكوا مع قوة المباحث، وأتلفوا بعض مرافق المخفر، وكان بين المهاجمين عسكري في الدفاع.
وسبقت هذا الحادث المخجل -بكل تفاصيله- حوادث كثيرة مماثلة، ربما حُوّ.ل بعض مرتكبيها الى النيابة ليأخذ القانون مجراه، ولكن غالبية هذا النوع من الجرائم انتهت بالتصالح والعفو عن مرتكبيها، على الرغم من طابعها الاجرامي والمهين لكرامة قوى الأمن وسمعتهم، بسبب تدخل نائب أو متنفذ، ليتكرر المسلسل مرة بعد أخرى، غير عابئين بتهديدات وزير الداخلية أو غيره من أن الحادث لن يمر من دون عقاب، فالمسألة في أحيان كثيرة لا تحتاج لأكثر من تدخل نائب «مؤدب وحبوب» والقيام بنزع «عقاله» عن رأسه ورميه على الأرض والحلف بأغلظ الأيمان وأكثرها سماكة، بانه لن يلتقطه، ان لم يصدر الوزير عفوا عن المعتدين الآثمين.
كما لا تزال قصة اعتداء النائب دليهي الهاجري على الوزير الفاضل د. هلال الساير، وما أشيع عن تدخل سمو رئيس الوزراء وتعهده بعلاج مريضة النائب، لا تزال ماثلة في الأذهان، على الرغم من علمنا الأكيد بأن رئيس الوزراء لم يتعهد بشيء للنائب، ولكن النائب، حتى هذه اللحظة، هو الرابح والمنتصر، واعلانات تهنئته بــ «الانتصار» خير دليل على ما نقول!
ولا نزال بانتظار قيام جهة حكومية تحترم نفسها بنفي ما يشيعه النائب بين ناخبيه من أنه حصل على ما يريد من رئيس الوزراء، رغم أكيد علمنا بان شيئا من ذلك لم يحدث، ولكن الناس لهم الظاهر ومن دون نفي حكومي، فان ما قيل وكتب ونشر، وكان آخرها يوم الجمعة 7/16 في جريدة الآن الإلكترونية، هو السائد.
***
ملاحظة: حسنا فعل البروفيسور د. هلال الساير برفعه قضية سب وقذف على النائب دليهي الهاجري.

أحمد الصراف

سعيد محمد سعيد

نزولاً إلى الشباب… صعوداً إلى الحكومة (3)

 

سيكون مهماً تذكير القراء الكرام بما طرحه رئيس تحرير «الوسط» منصور الجمري في عموده المعنون بـ «النزول الى الشباب واجب على الجمعيات المؤثرة» يوم الأحد 20 يونيو/ حزيران الماضي حين كتب ما نصه: «ضحايا العنف هم أولاً الشباب الذين ينخرطون فيه، والمجتمع ثانياً، قبل أن تتضرر أجهزة الدولة… والتاريخ يشير إلى أن العنف نتائجه مدمرة لأنه لا يمكن الحفاظ على الحياة أو تسيير الشأن العام من خلال العنف، كما أن العنف لا يفرق في الأهداف عندما يتحرك على الشارع، ويختلط الصديق بالعدو، ولا تعلم فيما إذا تحقق أي هدف مشروع، لأن الحركة من خلال العنف لها منطق مختلف تماماً عن الحركة من خلال العمل السلمي المدني» (انتهى الاقتباس).

ولا أفشي سراً حينما أقول إن لقاءات ونقاشات كثيرة جمعتني مع بعض الشباب والصغار سواءً في مواقع التحريق من خلف لثامهم، أو من خلال اتصالاتهم بالصحيفة أو عرض وجهة نظرهم في لقاءات منزلية، لكن الشيء المؤسف في الأمر برمته أن بعض الصغار والمراهقين الملثمين يحفظون بضع عبارات أكبر منهم بكثير من قبيل التمييز والتجنيس السياسي والدفاع عن المظلومين… ولربما وجد بعضهم فرصته في الحديث عن (الفساد والتقرير المثير والاعتداءات على الطائفة والقمع والتعذيب) وعناوين أخرى كبيرة حفظوها عن ظهر قلب، دون أن يدركوا مخاطر فعالهم تلك بتدمير مناطقهم السكنية والتسبب في خلافات مع الأهالي وهذا ما حدث في كثير من المناطق، بل هذا ما دفع بعضهم لأن يتركوا هذا الأسلوب الذي وجدوا فيها ضرراً يفوق نفعه بكثير وإن دغدغت مشاعرهم ومسامعهم إشادات البطولة والنضال والتصفيق الكاذب.

على أنه في المقابل، يحتاج الكثير من الشباب الذين لا مناصّ من وجودهم في الساحة السياسية، إلى من يستمع لهم، لكن لن يكون ذلك من قبل الحكومة مباشرة… فلا يجب أن نتوقع أن يجلس ممثلون مع الحكومة مع شباب ملثمين للتفاوض مثلاً؟ لكن ما طرحه رئيس التحرير منصور الجمري بالنسبة لإلقاء اللائمة على الشخصيات والجمعيات السياسة ذات الأثر الكبير في الشارع هو لوم مقبول، فهؤلاء الشباب الذين ينشطون في حرق إطارات وأعمال أخرى هم جيل المستقبل، وإذا لم تستطع أن تصل إليهم الجمعيات المؤثرة اليوم فقد لا تستطيع أن تصل إليهم غداً عندما يصبح مثل هذا النشاط أمراً اعتادوا عليه بشكل روتيني وبصورة تمثل خطراً أكبر، بل ولربما تركوا الدراسة وحرموا أنفسهم من أية فرصة تتوافر أمامهم من أجل الانخراط في مثل هذه النشاطات.

ومع تكرار الرفض التام لكل أعمال العنف والعنف المضاد، فإنه ليس في وسعنا حرمان الشباب من التعبير عن آرائهم والمشاركة في الأنشطة المطلبية السلمية، لكن هناك حاجة لأن تنشئ الحكومة جسوراً مع منظمات المجتمع المدني للتباحث ضمن «شراكة مجتمعية حقيقية»، حول كل القضايا التي تترك آثاراً سلبية مدمرة في المجتمع.

بين يدي، دراسة حديثة حول أسباب غياب مشاركة منظمات المجتمع المدني في صياغة أمن المجتمع البحريني، تشير نتائجها الأولية إلى أنه في السؤال عن كيفية ضمان مشاركة حقيقية لمؤسسات المجتمع المدني في الحفاظ على أمن المجتمع، وهل هي من خلال: تطوير آليات التعاون بين تلك المؤسسات مع وزارة الداخلية، الدفاع، الأمن الوطني، أو من خلال تقديم الدعم المالي السخي لتلك المؤسسات، أو من خلال استحداث أنظمة وإجراءات قانونية تحفظ حقوق تلك المؤسسات في المشاركة، أو من خلال تشكيل مؤسسة غير حكومية مستقلة تعنى بالمشاركة في التنمية، أو كل ما ذكر، اختارت نسبة 47.8 في المئة (كل ما ذكر)، فيما اختارت نسبة 26.1 في المئة تطوير آليات التعاون بين تلك المؤسسات مع وزارة الداخلية، الدفاع، الأمن الوطني، أما بالنسبة لتقديم الدعم المالي السخي لتلك المؤسسات فكانت نسبة من اختار هذه الكيفية 14.1 في المئة، واختار 12.0 في المئة استحداث أنظمة وإجراءات قانونية تحفظ حقوق تلك المؤسسات في المشاركة.

والسؤال هو: «هل في مقدور الحكومة والمجتمع المدني إنشاء جسور حقيقية بينهما تسهم في حفظ أمن المجتمع وتستوعب الشباب وتلبي احتياجاتهم وتطلعاتهم وتفتح المجال للحوار البناء في شأن كل الملفات المهمة؟»… يتبع