كشف السيد محمد الرشيد، وزير التربية والتعليم السعودي السابق، عن تلقيه تهديدات بالقتل، عندما كان في منصبه، إن فكر في تغيير مناهج التربية الدينية، أو حتى تقليل ساعات تدريسها. والتهديد بقتل سياسي في السعودية يشبه التهديد بالاستجواب في الكويت عندما يتعلق الأمر بتعديل المناهج والاقتراب من المواد الدينية، على الأقل من منطلق أن وراء التهديد والاستجواب العقليات نفسها التي لم نجن من الاستماع إليها واتباعها غير الخراب العقلي والدمار الاجتماعي، فما الذي جنته أي دولة متشددة دينيا في مجال المعرفة والعلوم والتقدم الإنساني والاهتمام بالمعارف؟ لا شيء طبعا!
وفي الكويت، وعندما حاولت وزيرة التربية الحالية، ومن سبقها من وزراء تربية متنورين، على قلتهم، الاقتراب من تطوير.. نكرر، تطوير وليس تخريب، بعض المواد قامت عليها القيامة ووجهت لها مختلف التهم من غير المدركين لمصلحة وطنهم لضيق أفق تفكيرهم، وعدم قدرتهم على تلمس حقيقة المخاطر التي تحيط به. فكيف يمكن أن يصدق من هو بعيد عن الكويت، ويسمع بكل ثرائها وسابق إبداعاتها، أن أسئلة امتحانات نهاية السنة للصف التاسع تضمنت السؤال التالي: بم تنصح رجلا يذهب إلى القبور لدعاء أصحابها لرفع الضر وطلب المنفعة؟ فواضح أن من وضع هذا السؤال هو إما إنسان فارغ التفكير، أو أنه محرض على كراهية فئة معينة، إضافة لتسفيه فكر ومعتقد أكثر من ثلاثة مليارات من البشر من زوار المقابر، أو من المؤمنين بأن الأموات، من قديسين وأولياء، يدفعون الضر ويجلبون المنفعة! فدول العالم المتقدم، وحتى نصف المتعلم، تتعارك على تقديم أفضل الإبداعات وتتزاحم على الوصول إلى أحسن المكتشفات، وتتصارع لتقديم أفضل المنجزات في عالم الطب والكمبيوتر والصواريخ والهندسة الوراثية والخلايا البشرية المصنعة. أما نحن، فلا نزال منذ قرون ننشغل بمن هو على حق ومن على باطل، وحكم إهداء الزهور ورضاعة الكبير وزيارة القبور والتلهي بقشور الأمور وتوافهها، في سعينا لمزاحمة غيرنا على أبواب الجنة والطلب من رضوانها عدم إدخال من نبغض، ونعتقد أنه على ضلال!
أحمد الصراف