سامي النصف

قضايا الأربعاء وبعض ما كتبه الزملاء

قرت عين الدكتور الفاضل سند الفضالة بإطلاق سراح نجله خالد، ونرجو أن نصبح من الدول المتقدمة التي تتعلم مما يحدث لها، فلا تكرره كما يحدث عادة في دول العالم الثالث المتخلف، احكام الأمس بها رد حازم وصارم على من شكك في القضاء الكويتي النزيه، ولا نقول حكم ببراءته كون مرفق القضاء ليس متهما من الأساس.

عفن البورصة وقلة من شركاتها المساهمة الورقية الذي تطرق له وبحق وزير التجارة الاصلاحي أحمد الهارون، يجب ان تتبعه اجراءات حازمة تحد من ظاهرة إفلاس الشركات وتوريط المواطنين لزيادة ثروات قلة من الافراد، فهل يعقل ان يسجن من يسرق 100 دينار ويسكت عمن يسرق 100 مليون دينار من أموال الناس؟!

للمعلومة وبشكل فريد في الدنيا، كوارث بورصة 76 ومناخ 82 وعشرات النكبات والسرقات التي تلتها، لم يحاسب عليها أحد قط مما أوصل رسالة مفادها «انهب واسلب الشركات المساهمة العامة ولن يحاسبك أحد قط»، لذا فهيئة سوق المال لا تحتاج لرجل اقتصاد كحال بعض الاسواق الاخرى، بل لأن يرأسها قاض عادل صارم لا يخشى في الحق وتطبيق القانون لومة لائم.

آلمنا بشدة مصاب الزميل والصديق صالح الغنام في مرض زوجته المفاجئ، وأعجبنا ما كتبه حول الموضوع الزميل والصديق مفرج الدوسري في مقاله أمس بجريدة «الوطن»، ظاهرة إصابة الشباب وصغار السن بأمراض القلب والسرطان والسكر والضغط والجلطات التي تصيب عادة الطاعنين بالسن تحتاج الى ايضاح من وزارة الصحة، فدرهم وقاية خير من قنطار علاج.

طلب الزميل والصديق أحمد الصراف من وزير الصحة د.هلال الساير تقديم استقالته على معطى التعدي اللفظي الذي تعرض له، وأقول لأبي طارق ان هذا بالضبط ما يريده المتعدون ومحاربو راية الاصلاح التي رفعها د.هلال والتي وفر من خلالها مئات ملايين الدنانير على الخزينة العامة للدولة، استقالة الاصلاحيين ومنفذي القوانين لا تصلح شيئا، بل تقدم الكراسي على طبق من ذهب لمن يعبث بالمال العام ويفسد في الارض ويدمر مستقبل البلد.

مقالا الزميلــين مشاري العدواني ومبارك المعوشرجي في جريدتي «عالم اليوم» و«الرؤية» كشفا عمليات التنفيع القائمة على معطى توزيع الاراضي العامة لمن يدعي ملـــكية أربعة خيول كي يبيع الارض بعد ذلك بعشرات الالوف ويرجع الخيول لمن استعارها منهم، وهو استكمال لمسار التفريط في الاراضي العامة تحت مسمى مزارع ومناحل واسطبلات وجواخير.. إلخ، في وقت تبخل فيه نفس الدولة بالاراضي العامة لإنشاء المصانع والمخازن التي لا غنى لكويت المركز المالي عنها، كوميديا تنفيع سوداء نرجو أن تتوقف.

آخر محطة:

العزاء الحار لأسرة المرحوم جمعان الرشيدي بالمصاب الجلل الذي تعرضت له عائلته ومرافقوهم، للفقداء الرحمة والمغفرة، ولأهليهم وذويهم الصبر والسلوان، و(إنا لله وإنا إليه راجعون).

احمد الصراف

عندما تلتقي أنهر التخلف

كشف السيد محمد الرشيد، وزير التربية والتعليم السعودي السابق، عن تلقيه تهديدات بالقتل، عندما كان في منصبه، إن فكر في تغيير مناهج التربية الدينية، أو حتى تقليل ساعات تدريسها. والتهديد بقتل سياسي في السعودية يشبه التهديد بالاستجواب في الكويت عندما يتعلق الأمر بتعديل المناهج والاقتراب من المواد الدينية، على الأقل من منطلق أن وراء التهديد والاستجواب العقليات نفسها التي لم نجن من الاستماع إليها واتباعها غير الخراب العقلي والدمار الاجتماعي، فما الذي جنته أي دولة متشددة دينيا في مجال المعرفة والعلوم والتقدم الإنساني والاهتمام بالمعارف؟ لا شيء طبعا!
وفي الكويت، وعندما حاولت وزيرة التربية الحالية، ومن سبقها من وزراء تربية متنورين، على قلتهم، الاقتراب من تطوير.. نكرر، تطوير وليس تخريب، بعض المواد قامت عليها القيامة ووجهت لها مختلف التهم من غير المدركين لمصلحة وطنهم لضيق أفق تفكيرهم، وعدم قدرتهم على تلمس حقيقة المخاطر التي تحيط به. فكيف يمكن أن يصدق من هو بعيد عن الكويت، ويسمع بكل ثرائها وسابق إبداعاتها، أن أسئلة امتحانات نهاية السنة للصف التاسع تضمنت السؤال التالي: بم تنصح رجلا يذهب إلى القبور لدعاء أصحابها لرفع الضر وطلب المنفعة؟ فواضح أن من وضع هذا السؤال هو إما إنسان فارغ التفكير، أو أنه محرض على كراهية فئة معينة، إضافة لتسفيه فكر ومعتقد أكثر من ثلاثة مليارات من البشر من زوار المقابر، أو من المؤمنين بأن الأموات، من قديسين وأولياء، يدفعون الضر ويجلبون المنفعة! فدول العالم المتقدم، وحتى نصف المتعلم، تتعارك على تقديم أفضل الإبداعات وتتزاحم على الوصول إلى أحسن المكتشفات، وتتصارع لتقديم أفضل المنجزات في عالم الطب والكمبيوتر والصواريخ والهندسة الوراثية والخلايا البشرية المصنعة. أما نحن، فلا نزال منذ قرون ننشغل بمن هو على حق ومن على باطل، وحكم إهداء الزهور ورضاعة الكبير وزيارة القبور والتلهي بقشور الأمور وتوافهها، في سعينا لمزاحمة غيرنا على أبواب الجنة والطلب من رضوانها عدم إدخال من نبغض، ونعتقد أنه على ضلال!

أحمد الصراف