سامي النصف

قطر 2022

في البدء العزاء الحار لآل الصباح الكرام في وفاة المرحوم الشيخ باسل سالم الصباح، للفقيد الرحمة والمغفرة ولاهله وذويه الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

 

سجلت في قطر حلقة جديدة من برنامج «الاتجاه المعاكس» كان طرفها الثاني الدكتور المهندس سفيان التل الذي يحمل صفة اول مهندس اردني، كما كان زميل دراسة في منتصف الخمسينيات للرئيس الراحل ياسر عرفات، وقد دافعنا عن الانجاز الخليجي امام دعاوى انه انجاز حجر لا بشر، حيث رأيت انه انجاز بشر وحجر يقابله تدمير «الثورجية» للبشر وهدمهم للحجر ضمن حروبهم العبثية، واترك تفاصيل الحلقة لحين بثها.

 

وتعيش الشقيقة قطر هذه الايام نهضة حضارية وعمرانية غير مسبوقة يسعد بها كل قطري وخليجي، فهناك ما يقارب 200 فعالية رئيسية تستضيفها الدوحة ـ عاصمة الثقافة العربية ـ هذا العام، ويمكن متابعتها عبر الدخول لموقع www.dohaevents.org ثم حضور ما يثير اهتمامك منها.

 

وتقوم قطر بحملة عالمية تستحق الدعم لاستضافة كأس العالم 2022 ونجزم بعد تجربة آسياد 2006 المذهلة، والتي شارك فيها للمرة الاولى 45 بلدا آسيويا، بأنهم قادرون وحدهم على مثل تلك الاستضافة وابهار العالم بها، وهو امر ان تم فسيطيل رقاب الخليجيين بين الامم الأخرى، وان كان لنا في هذا السياق مقترح صغير نرجو النظر فيه.

 

فرغم الامكانيات البشرية والمادية الضخمة لليابان الا انها أشركت معها كوريا في استضافة بطولة كأس العالم لعام 2002 التي اقيمت في شرق القارة الآسيوية، ويمكن لقطر بالمثل وحسب المقترح ان تشرك معها دولة الامارات في مشروعها الواعد لاستضافة كأس العالم، ولتلك المشاركة الاماراتية مزايا عدة منها:

1) انها ستسد دعاوى قلة عدد السكان والمشاهدين، حيث ستقام نصف المباريات في ابوظبي ودبي ومن ثم ستمتلئ الملاعب طوال الوقت بالجمهور.

2) الاستفادة من القدرات المالية لدولة الامارات والسمعة السياحية الطيبة لامارة دبي لجلب المشاهدين والسائحين.

3) الاستفادة كذلك من قدرات شركتي الاتحاد والاماراتية للطيران في احضار الجماهير الغفيرة من مختلف أصقاع العالم للبلدين بدلا من الاكتفاء بجهود وخطوط شركة الطيران القطرية وحدها.

4) غني عن القول ان القدرات المالية والفنية والمعمارية لدولة الامارات ستمكنهم من بناء ملاعب ومنشآت رياضية حديثة مطابقة للرؤية القطرية، كما ان السعة الفندقية لابوظبي ودبي وباقي الامارات ستمكنهم من استيعاب اي اعداد جماهيرية قادمة، كما يمكن التحرك الجماهيري بسهولة ويسر بين البلدين بالطائرات او السيارات او حتى القطارات التي يمكن انشاؤها.

5) تحويل جهد قطر الطيب لاستضافة المونديال الى جهد خليجي جماعي سيساعد قطعا على تحويل الحلم القطري الى حقيقة واقعة.

* * *

آخر محطة: كتبت اواخر التسعينيات أطلب ان نوقف الصراعات الرياضية لنحصد ما نحصد من البطولات الآسيوية وتمثيل آسيا في كأس العالم، حيث تنبأت بأن المارد الاصفر ممثلا في دول شرق آسيا قد استيقظ وسيحتكر تمثيل القارة في البطولات المستقبلية، وهو ما يحدث هذه الايام مع تمثيل اليابان وكوريا ج، وكوريا ش لآسيا في المونديال و..راحت علينا!

احمد الصراف

.. وما ملكت أيمانكم!

جاء صوته، بلغته العربية الركيكة، عبر «الانترفون»، خائفا متوسلا، طالبا رؤيتي، وعندما دخل وجلس قبالتي قال انه دفع كل ما يملك وتملك والدته من مال ومصاغ ليتمكن من القدوم للعمل في الكويت. وان كفيله، المواطن الكويتي «المسلم الرحيم»، الذي سبق ان ابتزه وجعله يعمل لديه سنة وعشرة اشهر براتب زهيد لا يساوي -عن عام كامل- نصف ما دفعه مقابل قدومه، طلب منه البحث عن رب عمل آخر، لانه غير قادر على توفير ثمن تذكرة عودته لوطنه. وكان الامر يهون لو ان ظروف عمله السابق كانت معقولة، حيث كان يتعرض للضرب المبرح والمهين في كل مرة يرتكب فيها ولو هفوة بسيطة، ولم يكن يدفع له بانتظام. وهو الآن بلا عمل وجواز سفره محجوز لدى ذلك الرحيم!
قمت بالاتصال بالكويتي الرحيم، ورد.. ولكن بعد 4 اتصالات على مدى يومين، وعندما شرحت له الوضع وطلبت مساعدته في حل مشكلة هذا الانسان، قال لي بالحرف الواحد: هات 400 دينار وتعال جوازات «الاحمدي» وحوله لكفالتك! صدمتني وقاحته وجرأته في الاتجار بالبشر، ربما ليقينه ان هناك من يحميه. وهنا قمت بالاتصال بوزير الشؤون وشرحت له الوضع وبأنني لا اريد لهذا الشخص ان يعمل لدي، بل فقط ترتيب امر عودته لوطنه على حساب من احضره، ووقف المتاجرة بالبشر بمثل هذه الطريقة المذلة. ولكن الوزير العفاسي، على الرغم من انسانيته، اعتذر بلطف قائلا ان موضوع خدم المنازل هو بعهدة زميله وزير الداخلية، وان المسألة نوعا ما شائكة. طرقت اكثر من باب في الداخلية ولكن لا مجيب، وهذا المقيم لا يزال بعهدتي مؤقتا، لحين انتهاء اقامته، وقد اضطر للعودة الى الكويت مع نهاية الشهر الجاري، موعد انتهاء اقامته، للدفاع عن حقه، ومحاولة وضع حد لمتاجرة كفيله به كبضاعة خردة. ولكن يبدو ان هذه النوعية من البشر، وما اكثرهم بيننا! لا يزالون يعتبرون هؤلاء المساكين بمنزلة إماء وسبايا لديهم!
اكتب ذلك بمناسبة ما ورد في القبس 6/9، على لسان المقدم بندر المطيري، مدير شؤون مجلس الامة في الداخلية، من ان هناك نية لاعداد مشروع وطني خاص بمكافحة الاتجار بالبشر!
وحيث ان الكويت سبق ان وقعت قبل اربع سنوات على الاتفاقيات الدولية بهذا الخصوص، لكنها ظلت حبرا على ورق، فان المحزن ان يأتي الضابط المسؤول ليقول الان بوجود نية، فأين كان وكانت ادارته طوال السنوات الاربع الماضية؟ ومتى تتحول النية الى قرار والقرار لمسودة قانون ليقدم لمجلس الامة ليأتي دوره بعد سنوات قد تتجاوز الاربع؟ وهنا أكاد اجزم بأن من سيعرقل اقرار مشروع هذا القانون في حينه -إن قدم- وسيؤخره هم اولئك النواب انفسهم الذين استقتلوا وتذابحوا على اعطاء قانون السماح للعسكريين بترك لحاهم على الغارب صفة الاستعجال ومن ثم اقراره! فهؤلاء ليس في أجندتهم شيء يعنى بحقوق البشر، فهذه تعبيرات مدنية جديدة عليهم.. وعلينا، فما زلنا في زمن ما ملكت أيماننا!

أحمد الصراف