لم أتمكن حقيقة من اللحاق على النكات أو الطرائف أو التعليقات التي أرسلها أو قالها شفهياً عدد من القراء الكرام تعقيباً على مقال يوم الأحد الماضي :«والله.. نحب هذا الوطن»، والذي تطرقت فيه إلى ما دار في برنامج «حلول» بتلفزيون البحرين الذي ناقش أزمة السكن، والقصة المؤثرة التي طرحتها إحدى المواطنات وهي تبكي في البرنامج وتناقلها آلاف المواطنين.
ولأن اليوم (خميس) والطقس الحار والرطب الذي نعيشه هذه الأيام يتطلب منا أن نكون أوسع صدراً وأطول بالاً وأكبر مقدرة على كتم الغيظ والاستعاذة من الشيطان الرجيم، فلا بأس أن نأنس ببعض (القفشات) الحلوة التي أشار إليها بعض القراء الكرام في اتصالاتهم، لكن أفضلها ذلك المواطن الذي قال مباشرة: «شوف أخ سعيد… تحجيت تحجيت ما في فايدة… كتبت ما كتبت ما في فايدة… صارخ من الحين إلى قبل يوم القيامة بيومين إذا كنت تقدر (…) البيوت كلها بتروح للمجنسين وبتشوف… ورحم الله والديك، إذا بتكتب كلامي اكتب (مجنس) ولا تكتب (مواطن)»، ولا أدري، هل يعتقد هذا الأخ الكريم أن كتابة الموضوع بتوقيع (مجنس)، سيخفف من وطأة المشكل، أم هل سيجعل المجنس متعدياً أم معتدى عليه، لكنها على أي حال، مشاعر مواطن، والناس تختلف في أساليب التعبير، إلا أن ما نتمناه بصراحة، هو أن تقدم الدولة المواطن على المجنس، سواء رضي المجنسون أم لم يرضوا، وفي الوقت ذاته، احترام حقوق (المجنسين) الذين حصلوا على الجنسية وفق قانون الجنسية البحرينية، وليس وفق العشوائية والفوضى التي بدأت آثارها السلبية تظهر بصورة واضحة.
أما الأخت (أم نواف)، فهي تدرك جيداً أن المطالبة بالحقوق والتعبير عن الرأي لا يمكن أن تتم بطريقة إلحاق الضرر بالبلد وبالمواطنين وبالحرق والتخريب، وعلى رغم أنها لا تعيش في قرية، إلا أنها من شدة معاناتها وزوجها وأطفالها من انعدام السكن المناسب وطول الانتظار، فإنها تقول: «ما ادري اطلع مسيرة واحرق تايرات علشان ينتبه المسئولون حق معاناتي!»، ويختلف معها القارئ إبراهيم الذي قال: «صدقني يا خوي المسئولون في وزارة الإسكان ما يقصرون، يقومون بواجبهم صدقني يشتغلون شغل عدل، لكن بعد، في ناس تخرب على ناس، واحنه المواطنين في النهاية خسرانين… وعندي طلب بس اذا تنشرونه، ما يصير يعطوني بيت في جزر…»، وأنا أقول: «لو يصير، جان أنا قبلك».
ولا يجب أن ننسى علاقتنا بالمسئولين طبعاً في وزارة الإسكان، فكما يقول أحدهم: «نحن الآن في طور تعديل الأوضاع والآليات، ونسعى بقدر الإمكان لضمان سير المشروعات القائمة والمنتظرة على أكمل وجه… بس لو تستمرون في الكتابة في هذا الاتجاه أفضل بكثير من تلك الكتابات التي تحرض المواطنين على المسئولين بالوزارة… شوي وراح نشوف الناس تحمل مطارق وعلى راس نا».
أما أنا فواحد من الناس الذين اعجبوا بهذه الطرفة: «بحريني ينتظر بيت إسكان، قالوا له راح نعطيك في ديسمبر، قال لا ابغي مع ربعي في مدينة حمد».
والله المستعان يا جماعة الخير.