محمد الوشيحي

فراشة تحترق


هي المرة الأولى التي تسمع فيها كلمة غزل عابرة من عابر، قالها بلهجة جائعة: "يسلم لي الخصر وتوابعه". كانت في السادسة عشرة، وفي طريقها إلى مدرستها. أربكها الغزل، ولعثم تفكيرها، فسرقت نظرة سريعة إلى صدرها المتفرعن رغم صغره، وإلى خصرها وما حمل، كأنما لتتأكد من أن أغصانها تمايلت فعلاً، ثم رفعت عينيها بسرعة وأظهرت، كاذبةً، عدمَ مبالاتها.


في غرفتها، رمت حقيبتها على سريرها، ووقفت أمام مرآتها، تفقدت أنوثتها، بتركيز، قبل أن تتنهد رضىً وزهواً، ثم ألقت بنفسها على السرير وأغمضت عينيها، لكنها نسيت أن تغمض أحلامها وسعادتها بنضج تفاحها.


طال الليل هذه المرة، متى يأتي الصباح فتذهب إلى مدرستها؟ أو الأصدق: متى يأتي الصباح فتستمع إلى كلمة غزل جديدة ترضي أنوثتها المتأهبة… والغواني يغرهن الثناء…


هذا الصباح، لم يكن العابر وحيداً، كان برفقته ثلاثة، كلهم تباروا في إلقاء كلمات الغزل أمامها. العابر يتغزل وهو يضع يده على قلبه مدعياً أنه شهيدها، ورفيقه يضع أصبعه على خده ويبتسم بنعومة، كما يفعل بعض المطربين الجدد عند تصوير ألبوماتهم، والثالث مبتسماً يستند إلى سيارة فارهة، كأنما ليخبرها أنه مالكها، أو كأنما يفاخر بجودة الصناعة الألمانية وبثراء والديه… وعادت فألقت بحقيبتها وهي تلهث، ووقفت أمام صديقتها المرآة، لتؤكد لها صدق انتهاء مرحلة الطفولة، وأن ما تساقط عليها من غزل لم يكن مبالغة.


واستنسخت الأيام نفسها، واستنسخ الغزل كلماته الباهتة التي تشبه كلمات أغاني تامر حسني، لا ملامح لها ولا ملح… وتكاثر الشبان العابرون في طريقها إلى المدرسة ومنها، وتكدست أمام أقدامها كلمات الغزل المكرورة المتطابقة كوجوه الصينيين: "يا عمري"، "يا روحي"، "يا حياتي"…


لم يعد هناك من جديد، أصبح الغزل جزءاً من روتينها اليومي: الاستيقاظ، الإفطار، الذهاب إلى المدرسة، كلمات الغزل التي يطلقها شبّان أعدادهم تتزايد يوماً عن آخر، الجلوس أمام المعلمة، العودة إلى البيت، الغزل مرة أخرى، استذكار الدروس، فالنوم… لا جديد.


قلبها لم يخفق لهؤلاء، وإن أفرحها غزلهم فترة، وعقلها الطري لم يفسر لها بعد أن الحب لا تصفه كلمات باهتة مكرورة، ولا ينتظر بين مجموعة من الناس. الحب متفرد، متمرد، في كلماته، في شرارته الأولى، في توقيته، في طريقته، في قسوته، في لذته… متفرد.


وصدفة، ذات مساء في منتصف مايو، التقته…


لم يغازلها بـ"يا عمري ويا حياتي"، ولم يستند إلى سيارة فارهة، ولم يضع أصبعه على خده مستعرضاً ابتسامة ناعمة، أبداً، فقط أحسّ بارتباك عينيها وهي تنظر إليه فابتسم لها، ومضى… فارتجّت الأرض من تحتها، وتسارعت نبضات قلبها، لكأنها ركضت أميالاً وأميالاً، وتسمّرت مكانها، تسمّر كل ما فيها إلا قلبها متسارع النبضات، وعينيها اللتين راحتا تتابعانه حتى اختفى.


عادت إلى صديقتها، مرآتها، وراحت تبحث عندها عن أجوبة لأسئلتها المتناثرة: "هل كان يبتسم لي شفقة أم إعجاباً أم هي ابتسامة عابرة لتلاقي أعيننا؟"، وأكملت لاهثة: "تُرى، هل يبتسم لكل فتاة تلتقيها عيناه، أم أنه خصني وحدي بهذه الابتسامة؟"، وتلهث: "لمَ خانتني ثقتي بنفسي أمامه؟ وما المختلف فيه عن الآخرين؟"…


وباتت هي التي تنتظر هذه المرة، تنتظره مرتبكة، كل مساء، ولا يأتي… فتنتظره، فلا يأتي.


أعياها البحث عنه، ولم تيأس، إلى أن توصلت إلى خيط يقودها إليه، بريده الإلكتروني، فكتبت لاهثة: "الآخرون يعرفون عنك كل شيء، وحدي أنا لم أكن أعرفك"، وفي سطر آخر بثّت: "هل تتذكرني، أنا التي التقيتك صدفة في المكان الفلاني فتبسّمت لي؟ هل تذكرتني؟"، كانت لفرط ارتباكها تكتب وتتحدث بصوت عالٍ: "لماذا لم تكن مثل الآخرين، فتبتسم لي ابتسامة ناعمة وأنت تضع أصبعك على خدك؟ لمَ لم تستند إلى سيارة فارهة تتباهى بها أمامي؟ لمَ لم تدّعي أنك شهيدي وتنتظرني كل صباح؟"، وتشكو إليه: "حدة عينيك أربكتني، شموخك غير المتكلف هزّني…"، وشرحت له كل تفاصيل أيامها السابقة، ثم ختمت رسالتها الطويلة: "أتعبتني".


وجاءها الرد هادئاً، قصيراً، حزيناً، مجزأً: "أتذكرك جيداً. مثلك لا يُنسى… شعرت بكِ لحظتذاك… فراشة تقترب من النار… أخشى عليكِ".


فكتبت وهي تضغط على الحروف بأصابعها، هذه المرة باختصار وإصرار: "لن أبتعد".


فكتب: "فراشة".


وخصصت مساءاتها في انتظار رسائله… وخصص هو مساءاته في البحث عن طريقة تبعدها عن ناره ولا تجرح أنوثتها الغضة…


 


***


الحرية للزميل محمد عبد القادر الجاسم.


حسن العيسى

طويت صفحة من الذكريات


عتبات الدرج كانت مرتفعةً على طفل في السادسة أو الخامسة من عمره، فأنا لا أتذكّر عمري يقيناً في تلك الأيام، لكن كان عليَّ الصعود إلى السطح في المساء بعد صلاة العشاء، ففوق السطح كنت أتدثَّر ببهجة جميلة قبل النوم… أذكر أن سطح المنزل كان مُقسَّماً إلى قسمين، مكان للنوم، وآخر لقضاء الحاجة… ولم تكُن الحاجة سوى ممارسة عملية الإخراج تحت شمس الظهيرة أو تحت النجوم في المساء… كان من حظي السعيد أنه كانت لي أولوية قضاء حاجتي فوق القسم الآخر من السطح (أقصد قسم الإخراج)، فدورة المياه العربية كانت مُرعبة، أذكرها اليوم مثلما أذكر وصف الكاتب المغربي الطاهر بن جلون للسجن في رواية "تلك العتمة الباهرة"، كانت دار الخلاء مظلمة مخيفة تنبعث منها الروائح الكريهة الخانقة من كل صوب, "سراي زهيوي" صغير يضيء بوهن فيها، وكان عليَّ أن أجلس القُرفصاء مع الضوء الخافت، ضوء "الزهيوي" كان باهتاً، وزهيوي آخر حقيقي يتأمّلني بهدوء، ثم يحرك "شنبيه" إلى الأعلى والأسفل، كان "مايسترو" في حركة الشاربين، "مايسترو" فرقة كاملة مرعبة تشاهدك بهدوء وأنت تقضي حاجتك البشرية… نسيت أن أقول لكم إن "الزهيوي" بالكويتي يعني "الصرصار"، إذ كان الصرصار الحشرة يرعبنا كأطفال ويضيء لنا النور الجميل حين أسمينا الفانوس الذي يضيء على الغاز باسمه… واسمٌ على مُسمَّى…


لم يكُن المساء في تلك الأيام ملتهباً مثلما هي الحال اليوم، ولا يهمني ولا أكترث بأهل الأرصاد الجوية، عن صيف مضى كانت الحرارة فيه أعلى من المعدل أو أقل منه… أعلم يقيناً أنها كانت أهون وصيفنا كان أجمل وأحلى…


ففي عصرية كل خميس "الذي ذبحنا فيه إبليس"، كنا نخرج إلى الدمنة (السالمية) و"الدجة" أو "الحالة"، وهو مربع من التراب يحيط به أسمنت بنيّ مُشقّق من حوافّه الأربع،كنا نقضي الأمسيات هناك، نتسامر وننام على نغم هدير الموج… لا جبال الألب في سويسرا ولا "روكي ماونتز" في كولورادو أميركا… كانت "الحالة" هي حالنا… بساطة وسماحة… لا سياسة ولا قلق ولا صداع رأس… كانت الأمور بخير… لم أكُن أعرف من السياسة غير صورة الرئيس محمد نجيب ببذلته العسكرية ونياشينه، صورة علّقها شقيقي المرحوم حمد العيسى في دار "الباغدير" (غرفة المنام وربما كان أصل كلمة "باغدير" فارسياً)، ثم غيّرها فيما بعد بصورة جمال عبدالناصر… وأيضا بوجهه المهيب وهندامه العسكري الأنيق… كان حمد يقول لنا إنه بطل العروبة… ثم رحلت الصورة… أو ربما بقيت في ذاكرتنا كصورة "دوريان غري" لأوسكار وايلد… ففيها يكبر البطل النرجسي دوريان ويشيخ وتدوم الصورة كما كانت في الماضي… كما هي الحال في العقل العربي الأسطوري… لا يحفل بحركة الزمن… إنما يقدّس ذكرى الماضي الغابر… ويجترّ الأمس… ويحلم بعودته كما هو الأمر في حكايات ألف ليلة وليلة، وكان ويا ما كان…


ما شأني اليوم، وماذا يهم قارئ هذه الجريدة أن أسرد عليه ومضة سريعة من الذكرى، وأقرأ عليه صفحة مطوية من الماضي الجميل… هي ذكريات لم "تعبر أفق خيالي"، فقلبي مازال على "حقيقته" لا على غفوته… يحاول أن يفهم معنى الزمن… ويجاهد كي يدرك معنى الحياة ومغزى الفناء…


أيام مضت… وانتهت… لكنها تظل باقية في تجاويف الذكريات… تظل دائمة في عمر الزمن، ويظل وجودنا معها أزلياً… فالوجود دائم لا ينتهي.. والزمان مُطلَق… ولسنا سوى صور لصقت عشوائياً على شاشة التاريخ…


لم تنتهِ حكايتي في بيت شرق… فهي صورة محفورة على جدار الزمن… فلماذا نتكدّر حين يغيب أديسون وكاريير عندما تنقطع الكهرباء بضع ساعات في جهنم الطقس ونصرخ: واهي… جهنم… حر… الله يسامح حكومتنا الدائمة بعون الله تصرف وتصرف الملايين على الفارغ والمليان… وهي ثابتة كأبي الهول… الطقس في الدنيا يتبدل ويتغير وهي لا تتغير ثابتة مُطلَقة كقدر مُطلَق وأسطورة من خيالات هوميروس… احملوا الأسرّة إلى الأعلى… فوق سطوح منازلكم… تأمّلوا النجوم كما تأمّلتها في الأمس البعيد… وإذا لم تروها بسبب الغبار وعيونكم المترفة… فما عليكم سوى اللجوء إلى الخيال والوهم… فلسنا في النهاية غير وهم قصير من الملل والسأم في كون بني نفط الصغير.


احمد الصراف

سلام عليك يا وطني

مقدمة: طالما لقيت مقالاتي التي هاجمت فيها التسيب في عالم قسائم الزرائب والمتاجرة بالأغذية والأعلاف المدعومة، وغيرها من صور «نهب» الأموال والأملاك العامة ومعارضة قضايا إسقاط القروض، طالما لقيت، على موقع القبس الإلكتروني، الكثير من التعليقات السلبية والشتم أحيانا، وكانت في غالبيتها تغمز وتلمز من الأصول الفارسية لعائلتي ومذهبها الديني! وبالرغم من خلو غالبية تلك التعليقات الفجة من كل ذوق وأدب، فإنها لم تسترع انتباهي بقدر ما استرعى انتباهي خلوها من اللغة العربية الصحيحة، أو حتى ما يشبهها! ولو افترضنا أن البعض من هؤلاء، ومن نوعية المفردات المستخدمة في تعليقاتهم، هم من البادية، وليسوا بالضرورة مواطنين كويتيين، فكيف تكون لغتهم بمثل هذه الركاكة، ولغة من يتهمونه بالفارسية أفضل من لغتهم بكثير؟ هذا بخلاف صور البذاءة المتعددة في تلك الردود، والتي لا شك تعود لأمور أخرى لا نود التطرق اليها هنا؟ ما نود معرفته هنا هو سبب هذه الركاكة في المخاطبة على ضوء ما سبق ان تعلمناه في المدارس وما قرأناه في كتب التراث من أن بعض الأسر الحضرية، والميسورة بالذات، كانت ترسل أبناءها الى البادية لتعلم العربية الصحيحة من أهلها؟ فأين ذهبت تلك اللغة الصحيحة؟ وما الذي طرأ لكي تصبح على لسان هؤلاء بمثل هذا الضعف؟
وفي جانب آخر، نجد من واقع الكثير من الوثائق التاريخية والمراسلات الرسمية والتجارية القديمة في الكويت، والتي يعود عمر البعض منها الى مائة عام وأكثر، نجد ما يماثل تلك الركاكة اللغوية تقريبا، إن في القواعد أو في الأخطاء الإملائية! فأين الحلقة المفقودة؟ بعد هذه المقدمة الطويلة نوعا ما نعود الى موضوع مقالنا.
مع نهاية شهر أكتوبر 1990، وبعد أن تحول ضيق وملل عائلتي الصغيرة في الرياض إلى حزن وبداية كآبة، قررت ترك عملي التطوعي في لجنة الإعاشة هناك، والسفر الى الإمارات للعمل والاستقرار المؤقت فيها، إلى أن تتطهر بلادي من نجاسات صدام. كان ذلك في الأشهر الأولى من الغزو الكريه. وفي يوم عملي الأخير في السفارة بالرياض ذهبت الى السيد عبدالرحمن البكر، سفيرنا في المملكة وقتها، وسلمته مجموعة كشوف تتضمن أسماء 36 ألف كويتي «مسلم عربي قح» سرقوا وطنهم المحتل وشاركوا صدام في جريمته! وبينت له أن الأسماء فيها مرتبة حسب الاسم الأخير، للعائلة أو القبيلة. وان نظام المحاسبة في الكمبيوتر المستخدم من قبل اللجنة مصمم لكشف الازدواجية! وأن البعض من هؤلاء حصلوا على مبالغ الإعاشة من اللجنة للأسرة نفسها أكثر من مرة، وآخرين لأكثر من ذلك، وحصل أحدهم، ولا أزال أذكر اسمه كاملا، بواسطة الكذب والتلاعب بالبيانات وشهادات الزور، على الإعاشة 11 مرة في شهر واحد(!!).
فغر السفير البكر فاه تعجبا، وسألني: يا أخ أحمد أنت متأكد من محتويات الكشف؟ وعندما أكدت له الأمر فتح درج مكتبه وأخرج نسخة من القرآن، وسألني عما إذا كان لدي صور أخرى من الكشوف، وعندما أجبته بالنفي تنفس الصعداء، ولكني أردفت قائلا ان بالإمكان الحصول على أي عدد من النسخ بلمسة زر. فطلب مني أن «أستر» على العوائل والقبائل، وأن أقسم على القرآن بأنني لن أنسخ أي صور من هذه الكشوف! فقلت له لا تقلق ولا حاجة للقسم، وأعدك بألا أعمل أي نسخ منها، وهكذا كان، فقد وثق بكلمتي ووفيت بوعدي!
والآن، وبعد 20 عاما تقريبا، عندما أقرأ بعض الردود على مقالاتي على موقع القبس، وخاصة تلك المقالات التي تتضمن دعوة للإصلاح، أشتم من طبيعة الردود أنها ربما تكون للأشخاص أنفسهم، أو لأبنائهم، الذين لم يترددوا في سرقة وطنهم، وهو محتل مفلس، ولن يترددوا في سرقته الآن وهو حي وغني، فهذا ديدنهم أبد الدهر، والذنب ليس ذنبهم أو ذنب من رباهم فقط، بل وذنب الدولة التي فشلت مناهج مدارسها في أن تخلق فيهم روح المواطنة وحب الانتماء! ولا نقول إلا سلام عليك يا وطني.

أحمد الصراف

سعيد محمد سعيد

راح نعطيك بيت…في ديسمبر!

 

لم أتمكن حقيقة من اللحاق على النكات أو الطرائف أو التعليقات التي أرسلها أو قالها شفهياً عدد من القراء الكرام تعقيباً على مقال يوم الأحد الماضي :«والله.. نحب هذا الوطن»، والذي تطرقت فيه إلى ما دار في برنامج «حلول» بتلفزيون البحرين الذي ناقش أزمة السكن، والقصة المؤثرة التي طرحتها إحدى المواطنات وهي تبكي في البرنامج وتناقلها آلاف المواطنين.

ولأن اليوم (خميس) والطقس الحار والرطب الذي نعيشه هذه الأيام يتطلب منا أن نكون أوسع صدراً وأطول بالاً وأكبر مقدرة على كتم الغيظ والاستعاذة من الشيطان الرجيم، فلا بأس أن نأنس ببعض (القفشات) الحلوة التي أشار إليها بعض القراء الكرام في اتصالاتهم، لكن أفضلها ذلك المواطن الذي قال مباشرة: «شوف أخ سعيد… تحجيت تحجيت ما في فايدة… كتبت ما كتبت ما في فايدة… صارخ من الحين إلى قبل يوم القيامة بيومين إذا كنت تقدر (…) البيوت كلها بتروح للمجنسين وبتشوف… ورحم الله والديك، إذا بتكتب كلامي اكتب (مجنس) ولا تكتب (مواطن)»، ولا أدري، هل يعتقد هذا الأخ الكريم أن كتابة الموضوع بتوقيع (مجنس)، سيخفف من وطأة المشكل، أم هل سيجعل المجنس متعدياً أم معتدى عليه، لكنها على أي حال، مشاعر مواطن، والناس تختلف في أساليب التعبير، إلا أن ما نتمناه بصراحة، هو أن تقدم الدولة المواطن على المجنس، سواء رضي المجنسون أم لم يرضوا، وفي الوقت ذاته، احترام حقوق (المجنسين) الذين حصلوا على الجنسية وفق قانون الجنسية البحرينية، وليس وفق العشوائية والفوضى التي بدأت آثارها السلبية تظهر بصورة واضحة.

أما الأخت (أم نواف)، فهي تدرك جيداً أن المطالبة بالحقوق والتعبير عن الرأي لا يمكن أن تتم بطريقة إلحاق الضرر بالبلد وبالمواطنين وبالحرق والتخريب، وعلى رغم أنها لا تعيش في قرية، إلا أنها من شدة معاناتها وزوجها وأطفالها من انعدام السكن المناسب وطول الانتظار، فإنها تقول: «ما ادري اطلع مسيرة واحرق تايرات علشان ينتبه المسئولون حق معاناتي!»، ويختلف معها القارئ إبراهيم الذي قال: «صدقني يا خوي المسئولون في وزارة الإسكان ما يقصرون، يقومون بواجبهم صدقني يشتغلون شغل عدل، لكن بعد، في ناس تخرب على ناس، واحنه المواطنين في النهاية خسرانين… وعندي طلب بس اذا تنشرونه، ما يصير يعطوني بيت في جزر…»، وأنا أقول: «لو يصير، جان أنا قبلك».

ولا يجب أن ننسى علاقتنا بالمسئولين طبعاً في وزارة الإسكان، فكما يقول أحدهم: «نحن الآن في طور تعديل الأوضاع والآليات، ونسعى بقدر الإمكان لضمان سير المشروعات القائمة والمنتظرة على أكمل وجه… بس لو تستمرون في الكتابة في هذا الاتجاه أفضل بكثير من تلك الكتابات التي تحرض المواطنين على المسئولين بالوزارة… شوي وراح نشوف الناس تحمل مطارق وعلى راس نا».

أما أنا فواحد من الناس الذين اعجبوا بهذه الطرفة: «بحريني ينتظر بيت إسكان، قالوا له راح نعطيك في ديسمبر، قال لا ابغي مع ربعي في مدينة حمد».

والله المستعان يا جماعة الخير.