سامي النصف

الكهرباء.. «كلاكيت للمرة المية»!

ضمن درجات حرارة خمسينية لا مثيل لها في مكان آخر على سطح الأرض، انقطعت الكهرباء عن منطقتنا الساعة 9 مساء يوم الاثنين، ويفترض في حالات كهذه ان تفتح الوزارة المعنية عشرات الخطوط الهاتفية لطمأنة الناس وابلاغهم ما اذا كان العطل مؤقتا أم دائما حتى يرتبوا أمورهم وخاصة للأطفال وكبار السن.

ما حصل هو العكس تماما لذلك المتطلب الانساني، فقد رفعت طوارئ المنطقة سماعة الهاتف منذ اللحظة الأولى للانقطاع وبقي الخط مشغولا إلى ما بعد الساعة الثانية عشرة عندما وصلت اول سيارة طوارئ لتعمل في محول المنطقة وتعيد الكهرباء للبيوت التي تحولت الى أفران قريبة من أفران النازية إبان الحرب العالمية.

وتتجاوب الدول المتقدمة مع ما يقال ويكتب في وسائل الإعلام لذا تقل مشاكلها مع كل صباح تصدر فيه صحفها التي تقترح الحلول لما تواجهه الشعوب من مشاكل وتأخذ الجهات المعنية ما يصلح من تلك الحلول، ويتميز بلدنا عن الآخرين بتبني سياسات «عمك أصمخ» و«الحقران يقطع المصران» ويتغنى مع الراحل عرفات باهزوجة «يا جبل ما يهزك ريح».

حل مشاكل انقطاع الكهرباء والماء، والاثنان للعلم هما أغلى وأندر ما تملكه الشعوب من ثروات، لا يتم بإنشاء المزيد من المحطات التي ستلوث البيئة وتضيع علينا مداخيل مئات آلاف براميل النفط يوميا والتي ستستخدم لتوليد الكهرباء بدلا من بيعها وتحصيل أموالها، كما ان الحل لا يتأتى من عمليات الترشيد الاعلانية اذا لم يصاحبها نظام متطور يجعل المواطن والمقيم يدفع كل منهما ثمن ما يستهلكه من كهرباء وماء حتى لو رُفع راتبه مقابل رفع أسعار تلك السلع الحيوية.

ان المطلوب هو التحديث «الفوري» لعدادات الكهرباء والماء التي يمكن ان تعمل عن بعد، وتسليم توصيل تلك الخدمات وتحصيل أموالها لأيدي شركات مساهمة تطرح للاكتتاب العام مع فرض وجود عدادات على كل وحدة سكنية حتى لو كانت ضمن البيت الواحد، فليس هناك ما هو أدعى للاسراف من الا يدفع المستهلك ثمن استهلاكه، ان أمورا كهذه لو طبقت ستوفر 50% من الاستهلاك الحالي.

وستتحول البيوت الجديدة بالتبعية من نظام التكييف المركزي الذي يكيف منازل وقلاعا بأكملها لأجل اراحة شخص او شخصين يسكنان المنزل الى نظام تكييف الوحدات المنفصلة التي تبرد فقط المكان الذي يسكنه الانسان، كما ستتوقف على الفور آلاف انهار المياه العذبة التي تخرج من البيوت كل صباح على أيدي الخدم لتصب كالشلالات الهادرة في المجاري ..و«الحديث ذو شجون».

آخر محطة: العزاء الحار لآل القصار الكرام في وفاة الزميل عادل القصار غفر الله له، والعزاء الحار للزميل احمد الديين في وفاة المرحومة والدته، للفقيدين الرحمة والمغفرة ولأهلهما وذويهما الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

احمد الصراف

شكرا لعايض والمذكر

تزايدت قبل سنوات عدة حالات سقوط الطائرات وغرق السفن واختفائها من دون أثر في «مثلث برمودا» الواقع في وسط المحيط الأطلسي! وقد حيرت الظاهرة قبل عقود العلماء والمراقبين، ووجد لها تفسير عقلاني وتوقف الحديث عنها تماما، ولكن رجل الدين السعودي الدكتور عايض القرني أبى إلا أن يكون له تفسيره الخاص للظاهرة حيث كتب في موقعه الحكاية التالية: «… خلق الله أبا الجن «سوميا» قبل خلق آدم بألف عام. وكانت أمنية سوميا أن يرى الغير ولا يروه، وكان أول من عبد الله على الأرض، ولكن أتت بعد ذلك أمة من الجن كفرت وفسدت في الأرض فأرسل الله ملائكته لغزوهم وهكذا قتلوا منهم الكثير إلا نفرا فر للجزر واختبأ في أعالي الجبال، وتم أسر «إبليس» وهو صغير ونقل للسماء حيث كبر بين الملائكة واقتدى بهم في طاعة الله، إلى أن جاء اليوم الذي عصى فيه ربه فطرد من الجنة. وعندما شاهد ما أصابه طلب من ربه أن يمد له بالحياة فاستجيب لطلبه، ولكن النار بقيت في داخل ابليس يبغي الانتقام من آدم الذي تسبب في طرده من الجنة، التي حاول كثيرا العودة اليها، ولكن الملائكة منعته إلى أن اهتدى لحيلة عندما شاهد الحية تدخل الجنة بسهولة فدخل في جوفها ومرت على الحراس، وهناك نجح في إغواء آدم بينما تولت الحية إغواء حواء فطردا من الجنة لمعصيتهما، وكان هبوطهما في الهند، أما إبليس الذي طرد معهما فقد هبط في «دستميسان» بقرب البصرة. ولكن حرب ابليس ضد آدم استمرت إلى أن تمكن من بسط نفوذه على الأرض بعد موت آدم وحواء، ولكن الله نصر بني الإنس على الجيش الإبليسي المكون من المردة والجن والغيلان ففر إبليس يبحث عن مأوى بعيدا عن موطن الإنس ليبني مملكته، وبعد الطواف على الأرض وقع اختياره على منطقتي مثلث برمودا ومثلث التنين لوقوعهما بعيدا عن مناطق البشر. وهناك بنى عرشه على الماء وأسس جيشه الذي ينفذ أوامره، وظلت مملكته آمنة حتى عرف الإنس ركوب البحر والسفر جوا ومرورهم بكلتا المنطقتين فشعر إبليس بالخطر وبأن أمرهم سيفتضح فاختطفوا أعدادا من السفن والطائرات وحققوا النصر عندما صدر قرار دولي يمنع الملاحة في منطقتي مثلث برمودا ومثلث التنين (!!).
وفي السياق نفسه، ذكر أحد كتاب القبس قبل سنوات أن عاصمة الجن تقع فوق جزيرة فيلكا في الكويت. وفي يوم 6/7 وزع أحد المتخلفين مطوية إعلانية دينية ملونة ضمن إحدى الصحف «ذكر» فيها أن للسماء أبواباً لا يمكن النفاذ للفضاء إلا من خلالها، وعدد تلك الأبواب وحدد أماكن بعضها!
أمنيتي قبل أن أموت هي أن أعرف المصدر الذي يستقي منه هؤلاء كل هذا العلم العظيم، والذي لو أحسنا استغلاله لوفرنا على علماء البشرية، والغرب بالذات، الكثير من الجهد في البحث المضني والتفكير الطويل والمغامرة المتعبة وصرف المليارات لمعرفة، لمجرد معرفة أسرار الكون.

أحمد الصراف