لو أغلقتم وكالة علي الغانم، وأضرمتم النار في كل سيارات مجموعة الملا، وفعلتم ما هو أسوأ من ذلك، فإن هذا لن يوقفنا ولن يغير قناعاتنا ومطالبنا، فالغانم والملا والصرعاوي ماهم إلا وسيلتنا اليوم في إحقاق الحق. ألتفت إلى اليمين أرى نائباً كنت أعتقد حتى وقت قريب أنه ذو مبدأ وخط، حتى إن لم يعجبني خطّه وخطاه، فأكتشف أن تهديده في كل مرة ترد فيها كلمة رياضة بورقة غرفة التجارة لا هدف منها سوى أن يتمتع بالحظوة والرضا من أحد محركات الحكومة ذات الدفع العالي، وبداية هذا الرضا تعيين صديقه الصدوق وعقله المدبر كوكيل في وزارة محرّك الحكومة ذي الدفع العالي. أولّي وجهي شطر اليسار فأرى نائباً لم ينطق طوال مدة هذا المجلس، ليتحوّل بقدرة قادر إلى قيصر الكرة الألماني فرانز بيكنباور، ويهنئ مجموعة ولد العم على خرقهم للقانون، ويهدد من يعاقبهم بالويل والثبور وعظائم الأمور. أشاهد من بعيد لأجد نائباً طائفياً لا تضيء «لمبته» إلا بمواضيع الفتنة والتقسيم الطائفي، ليأتي اليوم ويتحدث ويفتي ويتفرعن ويهدد بزوال غرفة التجارة على يديه، وأنا جازم بأنه حتى لا يفقه ما الأمر؟ كل هذا لإرضاء مجموعة ولد العم وعرّابهم. هذا الثلاثي إضافة إلى صحف صفراء وخضراء وإلكترونية وكتّاب مضحكين كالكاتب الذي يكتب بلقب دون اسم (ماندري منو إهوا كلّش) يهددون ويعيدون ويزيدون بأن غرفة التجارة ستسقط وتزول ما إن تكلمنا عن الرياضة وسعينا لسيادة الدولة. هؤلاء المساكين يعتقدون أننا لا نتحدث لأجل سيادة الدولة، بل كل همنا النائب مرزوق الغانم وأخواله، فإن تحدثوا عن مؤسسات مالية وتجارية فإن ألستنا ستكف وأقلامنا ستجف خوفا من الإضرار «ببوعلي» وأهله… هذا إن كان النائب مرزوق الغانم فعلا ينسحب أو حتى يتردد إذا ما تم تهديد رياضتنا بتجارتهم، وهو ما لم أشهده من «بوعلي» بعد. ولنختصرها لكم من الآن لو أغلقتم وكالة علي الغانم، وأضرمتم النار في كل سيارات مجموعة الملا، وفعلتم ما هو أسوأ من ذلك، فإن هذا لن يوقفنا ولن يغير قناعاتنا ومطالبنا، فالغانم والملا والصرعاوي ماهم إلا وسيلتنا اليوم في إحقاق الحق، فإن غابوا لن تطفأ كلمة الحق بغيابهم أو تراجعهم، بل سنجد ألوفا مؤلفة غيرهم لن ترضى بأن «تلسّب» كما يريد ولد العم، أو أن يمشوا خانعين خاضعين كما تمشون أنتم. ضمن نطاق التغطية: «أرض عالبحر بمساحة 18 ألف متر مملوكة للدولة قيمة إيجارها الشهري 18 ديناراً فقط، هذه الأرض شيد عليها مجمع أولمبيا، دام هذي سواياكم، يحق لكم تطالبون بإبعاد السياسيين عن الرياضة». خارج نطاق التغطية: د. رنا العبدرزاق أيقونة مميزة ومضيئة في العمل الإنساني الكويتي، شاركوا معها في السابعة من مساء اليوم في إحياء اليوم العالمي للمتبرعين بالدم في بنك الدم بالجابرية.
اليوم: 14 يونيو، 2010
شيء من الاقتصاد
حتى بداية الحرب الاهلية اللبنانية عام 1975، كان سعر الدينار الكويتي يعادل 7 ليرات لبنانية، وكان الامر مرشحا لتعادل سعر صرف العملتين خلال 5 سنوات (اي دينار كويتي = ليرة لبنانية، بدلا من دينار = 5 آلاف ليرة حاليا) نظرا للهبوط الشديد في اسعار النفط بالثمانينيات في وقت كان يفترض فيه ـ لو لم تقم الحرب الاهلية اللبنانية ـ ان يرتفع معدل الدخل في لبنان بسبب تدفق اموال «البترودولار» الخليجية والعراقية والايرانية الى ما يقارب الدخل في سويسرا وسنغافورة المشابهة اوضاعها للاوضاع اللبنانية.
ومع تسلم صدام الحكم اواخر السبعينيات واوائل الثمانينيات، كان سعر الدينار العراقي يساوي الدينار الكويتي، بل اصبح قبيل شنه الحرب على ايران يعادل دينارا كويتيا ومائة فلس (بدلا من دينار كويتي = 5 آلاف دينار عراقي حاليا)، وفي كلتا الحالتين اللبنانية والعراقية تسببت الاوضاع السياسية غير الحكيمة في تدمير تام للاوضاع الاقتصادية، مما يدل بشكل قاطع على ان معدلات وجود التعقل والاتزان في الدول اهم كثيرا من وجود الثروات الطبيعية كالنفط والمياه والمعادن والاجواء المناخية المناسبة والمزارات السياحية.
في عام 2001، لم يكن سعر اونصة الذهب يزيد على 255 دولارا، الا انه ارتفع بشكل متواصل خلال السنوات العشر الماضية الى ما يقارب 1250 دولارا حاليا متخطيا بكثير عوائد ودائع البنوك والاسهم والاراضي والسندات.. الخ. ويعتقد البعض ان السعر قد يرتفع الى ما يتجاوز 2000 دولار للاونصة خلال المدة المقبلة (والله اعلم) لسبب بسيط هو اكتشاف كبار الاقتصاديين ان اغلب دول وبنوك وشركات العالم الكبرى هي مفلسة بالفعل ولا تساوي شيئا بالمفهوم الاقتصادي الحقيقي، وان العملات الرئيسية في العالم لا تساوي في حقيقة الامر الورق الذي تطبع عليه وهو ما يعيد إلى الاذهان ما حدث في المانيا بعد الحرب العالمية الاولى عندما قامت بطباعة المارك لتسديد ديونها دون غطاء ذهبي مما جعل عملتها تنهار خلال سنوات قليلة (1918 ـ 1924) من دولار = 8 ماركات الى دولار = 4.2 مليارات مارك، واصبح على الالماني ان يحضر معه عربة مليئة بالماركات ليشتري ربطة خبز.
ولا يكفي الاقتصاد العالمي مرارة وقوع ازمة عالمية غير مسبوقة في التاريخ ولا افلاس او تعثر اكبر البنوك والشركات العظمى كسيتي غروب وميريل لينش وغولدمان ساكس وشركتي العقار فان مي وفريدي ماك وشركة التأمين الاميركية العريقة حتى اضيف لها هذه الايام شركة طاقة كبرى انخفض سعر سهمها من 62 دولارا الشهر الماضي الى 29 دولارا هذه الايام بسبب المشاكل البيئية التي تسببت فيها.
ما سبق هو ارضية جيدة لتذكير بعض مشرعينا بأن يتوقفوا عن دغدغة المشاعر بعمليات الهدر المالي والتي اذا اضحكت شعبنا اليوم فإنها ستبكيه قطعا في الغد، فما يصرف لن يعود قط، ولا يمكن لدولة مثل اليونان على سبيل المثال ان تدعو شعبها لاعادة ما اخذه كوسيلة لسد عجز الميزانية، لذا فاتقوا الله في شعبنا الطيب ولا تبيعوه احلاما تتحول عند الصباح الى كوابيس مرعبة.
آخر محطة: 1 ـ لدينا في الكويت خبرة متراكمة تقارب 60 عاما في الاستثمار المالي في الاسواق العالمية كبديل وحيد للنفط، حيث لا نملك بدائل صناعية او زراعية او خدماتية كالدول الاخرى وتلك الخبرة المالية والاستثمارية سابقة لخبرات دول اخرى مثل اليابان والصين وكوريا والدول الخليجية والاوروبية الاخرى التي لم تملك فوائض الا في السنوات الاخيرة، فهل احسنا الاستفادة من تلك المتغيرات الدولية عبر الدخول والخروج والشراء والبيع في الوقت المناسب؟ نرجو ذلك.
2 ـ هل نحن مستفيدون وملتزمون بما جاء في رؤية الكويت 2035 وخطة التنمية وتقرير لجنة الكويت الوطنية للتنافسية؟ واذا لم نقم بذلك فما فائدة تلك الدراسات والمعلومات التي تحتويها؟!
مجرد سؤال
يعتبر الفنان الأميركي الراحل جورج كارلن من أشهر فلاسفة الكوميديا في أميركا، إن لم يكن في العالم، وأكثرهم إثارة للجدل. ولكارلن مجموعة أقوال يوردها البعض في كتاباتهم وتنتشر على الإنترنت من دون الإشارة لقائلها، وربما أكون أحدهم. وفي احدها يقول ان من تناقضات عصرنا أننا أصبحنا نمتلك عمارات أطول ولكن وجهات نظر أكثر ضيقا، وأننا ننفق أكثر ولكن نتمتع بالحياة بصورة أقل. كما أصبحنا نمتلك بيوتا أكبر، ولكن عائلاتنا أصبحت أصغر، كما أن شهاداتنا أعلى ولكن مداركنا أقل، ومعرفتنا أوسع ولكن أحكامنا أضيق، ومشاكلنا أكثر ربما لأن الخبراء بيننا أكثر. كما أن صحتنا أصبحت أضعف بالرغم من زيادة أدويتنا وأطبائنا، كما ونوعية. وأصبحنا نشرب أكثر وندخن بشراهة، ونصرف بغير تدبير ونضحك بدرجة أقل، ونقود السيارة بسرعة ونغضب بسرعة أكبر، ونطيل السهر ونقوم من النوم متعبين ومتأخرين، ونقرأ أقل ونشاهد التلفزيون أكثر وفوق هذا نادرا ما نفكر بالروحانيات.
وبالرغم من أننا نجحنا في مضاعفة ثرواتنا، كأمم وأفراد، فان قيمنا تناقصت. وأصبحنا نتكلم كثيرا ولكن نحب بدرجة أقل، ونكره هذا ونبغض ذلك.
وبالرغم من نجاحنا في خلق حياة لأنفسنا فاننا فشلنا أن نحياها بطريقة سليمة، وأضفنا سنوات لعمرنا ولكن لم نضف قيمة لتلك السنوات. ونجحنا في الوصول للقمر إلا أننا واجهنا صعوبة في الوصول والتواصل مع جارنا عبر الشارع. وتمكنا من اختراق الفضاء الخارجي ولكن عجزنا عن ملامسة فضائنا الداخلي! كما نجحنا في تنظيف مناطق كبيرة من التلوث ولكن نسينا تنظيف أرواحنا من الأحقاد والضغائن، وأصبحنا نكتب أكثر ونتعلم أقل، وما تعلمناه هو أن نستعجل ولكن فشلنا في أن نتروى! كما صنعنا كمبيوترات أضخم بإمكانها خلق نسخ أكثر وتقارير أشمل، ولكن تواصلنا مع بعضنا أصبح أقل وأقل. وأصبح عصرنا عصر الأكلات السريعة والهضم المتكاسل، وأجسام أكبر ولكن شخصيات أصغر وأضعف. وأصبحنا نعيش عصر الدخل العائلي المزدوج ولكن بحالات طلاق أكثر. ونسكن بيوتا أجمل ولكن بشروخ عائلية أكثر.. إنه عصر السرعة في السفر واستخدام الحفاظات والمناديل الورقية وكل شيء استهلاكي سريع، وأصبحت صيدليات المنزل تحتوي على أدوية للكآبة والترهل وخلق السعادة الوهمية والشعور المزيف بالسكون والاطمئنان! إنه عصر يأتي لك فيه هذا المقال بأسرع من لمح البصر فإما أن تأخذ بمعانيه، أو ببعضها على الأقل، أو تقلب الصفحة وتستمر في حياتك، ولكن قبل أن تفعل تذكر أن من المهم أن تقضي وقتا أطول مع من تحب فلن يكونوا من حولك إلى الأبد، وأن تضم صغارك الى صدرك وتقول لهم كلمة حانية فهؤلاء أيضا لن يطول مكوثهم حولك عندما يكبرون ويذهبون لحال سبيلهم..».
ويقال ان من أقواله في تعريف السيجارة انها لفافة تبغ في طرف منها نار وفي طرفها الآخر شخص غبي، وهو راض بذلك! أما السيجار الكوبي ففي طرفه نار وفي طرفه الآخر غبي أكبر، وهو سعيد بذلك!
وهنا يخطر على بالي مجرد سؤال: لو كان جورج كارلن يعيش بيننا فما الذي كان سيقوله فينا، هذا إذا تجرأ أصلا على قول الحقيقة؟!
أحمد الصراف