احمد الصراف

النغم الجميل وخوار البقر

أعلنت هيئة الزراعة قبل فترة عزمها تشكيل فرق تفتيش، تحمل صفة الضبطية القضائية، لتقوم بزيارة 8485 جاخورا، أو زريبة حيوانات، في مناطق كبد والوفرة والجهراء، وتحديد المستغل منها لغير الأغراض المخصصة تمهيدا لتحويل أصحابها الى الشؤون القانونية في الهيئة وفسخ عقودها. وهنا نتكلم عن الكويت التي لا تزيد مساحتها على 19ألف كيلومتر مربع!
لا أعلم بالدقة مصير هذه الفرق، ولو أنني أشك في أنها نجحت في القيام بالكثير مما هو مطلوب منها، بسبب حجم الضغوط الهائلة التي ستتعرض لها لمنعها من القيام بعملها، ولكن مع هذا نتمنى لرئيس هيئة الزراعة النجاح في مسعاه، ولكن، دعونا نخاطب العقل: هل الكويت، وحتى ولو ضممنا لها قطر والبحرين، بعدد سكانها الصغير نسبيا بحاجة حقا لـ 8485 جاخورا؟ فلو افترضنا أن في كل جاخور 100 رأس من الماشية، كحد أدنى، فهذا يعني ان هناك ما يقارب المليون رأس من الجمال والغنم والبقر! ولو فكرنا في ما تدفعه الدولة من مال لشراء أعلاف وتكرير مياه مدعومة الثمن لوجدنا أن الكلفة السنوية تقارب الــ 30 مليون دينار، وهذا يزيد بكثير عن موازنة هيئة الزراعة لمثل هذا النشاط، وعليه من السهل الافتراض أن غالبية هذه الجواخير تستغل لغير الغرض منها، كما أن توزيعها على أصحابها تم في السنوات الماضية إما لتنفيعهم أو لشراء ولاء البعض منهم، لكي لا نقول ذممهم! ومن هذا المنطلق، ولكي تسترد الدولة أموالها وتنجح خطة هيئة الزراعة، فإن الحكومة مطالبة بدعم جهودها الرامية الى استرداد أملاك الدولة هذه من خلال إلغاء عقود «الجواخير الوهمية» التي غالبا ما يسمع فيها كل مساء صوت النغم الجميل وليس خوار البقر! وقد وجهنا مطالبتنا للحكومة وليس للجهة الرقابية على أعمال الحكومة، أي مجلس الأمة، بسبب تورط عدد من أعضائه، وكوادرهم الانتخابية المثقفة، في قضايا النغم والخوار البقري. علما بأن الكثير من هذه الجواخير، التي تستخدم أيضا كسكن للعمالة الفقيرة، تستغل للحصول على علف حكومي مدعوم ومن ثم بيعه في السوق السوداء!

أحمد الصراف

سعيد محمد سعيد

الدفاع المدني… مرة أخرى

 

لم يكن المواطن (ع . أبو ادريس)، وهو شاب بحريني يعمل في الدفاع المدني، راغباً في استعراض جملة من المطالب أو الاحتياجات أو الشكوى، حينما عقب على العمود المنشور هنا يوم الإثنين 26 أبريل/ نيسان الماضي تحت عنوان: «الدفاع المدني… المتهم بالتقصير دائماً»، بل كان يريد أن يقول، بالأصالة عن نفسه ونيابة عن كل زملائه العاملين في إدارة الدفاع المدني (شكراً)، للمشاعر النبيلة التي حملتها التعقيبات على المقال المنشور من قبل القراء الذين أرسلوا كلمات عرفان وتقدير للعاملين في هذا القطاع.

(أبو ادريس) كان صادقاً حينما قال: «نخرج من بيوتنا في بداية مشوار يوم عمل ولا نعلم ما إذا كنا سنعود أم لا، ونغيب ساعات طويلة عن أسرنا وزوجاتنا وأطفالنا»، ولذلك نسعد كثيراً حينما نرى الابتسامة والطمأنينة تملأ وجوه الناس الذين وضعوا ثقتهم بنا في حال تعرضهم لمكروه، أما بالنسبة للمنتقدين الذين يحق لهم ذلك حيناً، ولا يحق لهم في أحيان كثيرة، فإنهم معذورون لأنهم في الغالب ليسوا على دراية بما يعترض طريقنا وخصوصاً في حال القول بأن رجال الإطفاء وصلوا متأخرين، أو يهزأون من عبارة: «وصلوا في وقت قياسي» التي تتضمنها بعض الأخبار الصحافية.

كثيرة كانت آراء العاملين في الدفاع المدني وذويهم ممن اتصل تعقيباً وتعليقاً وإضافةً على الموضوع، لكن الأهم من وراء ذلك كله، هو أنه من حق الناس الذين يعرضون حياتهم للخطر من أجل مساعدة الآخرين، أن يقدر الناس جهودهم حتى لو كان هناك تقصير في بعض النواحي، فالكلمة الطيبة صدقة، وتبادل الكلام الجميل بين الناس دليل على الإيمان بمقولة: «لا يشكر الله من لا يشكر الناس».

ولكنني وجدتها فرصة جيدة لأن أسأل بعض الأخوة الذين يعملون في الدفاع المدني عن سبب التأخير في الوصول إلى الموقع المبلغ عنه في بعض الأحيان، ومع أنني كنت على علم بالسبب الرئيسي، ألا وهو وضعية الشوارع العامة والطرقات في بلادنا التي تشهد منذ سنوات أزمة اختناق مرورية تتضاعف يوماً بعد يوم، غير أنني استفدت من ملاحظتين إضافيتين من المهم تقديمهما لجمهور المواطنين والمقيمين.

رجال الدفاع المدني يقولون إن بعض المواطنين والمقيمين، حين يواجهون خطراً ما كحريق لا قدر الله، أو أية مشكلة أخرى في المنزل أو مكان العمل، ومن شدة الارتباك، يقدمون معلومات خاطئة في البلاغ تتعلق بعدم دقة العنوان فيضيع جزء من وقت الوصول هباءً بسبب تكرار الاتصال بالمبلغ لإعادة العنوان بدقة، أما الملاحظة الأخرى، فعلى الرغم من وضعية الشوارع والطرقات المزدحمة في أغلب أوقات اليوم، إلا أن هناك الكثير من المواطنين والمقيمين، لا يفسحون الطريق أمام آليات الدفاع المدني بشكل سريع، ولا يتعاونون مع بعضهم البعض من أجل انسيابية السير لإيجاد معبر.

وأكثر ما يثير الغضب، حينما تجد مواطناً أو مقيماً، غارقاً في الحديث عبر هاتفه النقال فيما تصدح خلفه أصوات الإنذار الصادرة عن آليات المطافئ، أو ترى آخرين يلاحقونها من أجل قطع الإشارة الضوئية، وفي كل الحالات، لا نملك إلا أن نقول مجدداً: «شكراً لرجال الدفاع المدني»

سامي النصف

لقاء في سيناء أرض الأنبياء والشهداء

اقيم ليلتي الخميس والجمعة بمدينة العريش في سيناء حفل تخريج الدفعة الثالثة من طلبة مؤسسة عبدالعزيز البابطين الملتحقين بدورة تعلم مهارات اللغة العربية وتذوق الشعر، والتي يلتحق بها عادة اطباء ومدرسون ومهندسون ومحامون وتقدم مجانا وتستمر لما يقارب 6 اشهر، وقد بلغ مجموع خريجي تلك الدورات في سيناء وحدها ما يزيد على 544 طالبا وطالبة، وقد طلبت جامعة شمال سيناء ان يستمر عقد مثل تلك الدورات المهمة في السنوات المقبلة وهو ما تم.

وقد اقيم حفل تكريم للاديب والشاعر عبدالعزيز البابطين حضره محافظ شمال سيناء اللواء الوزير مراد موافي ووزير التعليم العالي د.هاني هلال ووزير التعليم العام د.احمد زكي بدر والمستشار عمر الكندري ممثلا عن السفارة الكويتية في القاهرة، وقد اشار د.حسن راتب رجل الاعمال المعروف وصاحب جامعة شمال سيناء في كلمته لاجتماع «الهلال والبدر» في ذلك اليوم، وكانت لفتة ذكية وتلاعبا لغويا جميلا منه.

وضمن خطاب البابطين ذكّر المجتمعين بالدماء المصرية والكويتية التي اختلطت وامتزجت في صحراء سيناء ابان حروب 67 والاستنزاف «67 ـ 70» و73 ثم في حرب تحرير الكويت عام 91، وأعاد للاذهان لقاءه مع امير الكويت الراحل الشيخ جابر الاحمد قبل يومين من الغزو عندما شكره سموه على اعمال مؤسسته التي انطلقت من القاهرة واوصاه بأهل مصر خيرا وأرجع تلك الوصية المخلصة لخصلة «الوفاء» التي اشتهر بها الشيخ جابر، رحمه الله.

واول تكريم للصديق بوسعود حصده في نقطة التفتيش القائمة على مدخل جسر مبارك القائم على قناة السويس عندما اتى ضابط كبير مهرولا ليوقف سيارتنا ويخاطب المحتفى به بأنه عرفه من صوره وقد قدم ليشكره شخصيا على اعمال الخير والبر التي يقوم بها، والتي يستفيد منها الآلاف كل عام. في عهد «الخصخصة» لرجال الاعمال الكويتيين الآخرين دور مهم يجب أن يفعّل في جعل المال وسيلة لرفع المعاناة عن الناس واعطاء الكويت صورة حسنة امام العالم.

وقد امضينا نهار الاحتفالية في زيارة لمشايخ قبائل سيناء ممن احسنوا الوفادة واظهروا الكرم الشديد وكان صعبا ان تميزهم عن عرب الخليج في الملبس واللهجة والمأكل والعادات والتقاليد مما يؤهل سيناء أرض الانبياء والشهداء التي اختارها رب العباد ليظهر بها نوره على الارض عندما كلم عبده ونبيه موسى عليه السلام، لان تصبح مركزا سياحيا مهما للخليجيين حيث الطقس البارد صيفا والدافئ شتاء والمنتوجات الزراعية المتنوعة والشواطئ الساحرة التي تتمازج بها ألوان البحر الازرق والرمال البيضاء واشجار الزيتون والنخيل الخضراء.

آخر محطة:

 1 – اخبرنا شاهد عيان ان سبب تقسيم سيناء الى محافظتين شمالية وجنوبية هو رد فعل سريع وغاضب من قبل الرئيس السادات على وشاية كاذبة ادعت ان هناك دعوات انفصالية يروج لها احد نوابها السابقين ويدعى سالم اليماني.

2 – حدثنا زعماء مشايخ سيناء عن قصص البطولة التي قام بها شباب ورجال سيناء ابان الاحتلال الاسرائيلي وكان من اهمها اصرارهم على الصمود والبقاء لا النزوح والهجرة حتى لا تخلى الارض من سكانها وتفقد للابد.

احمد الصراف

تذكير مركز «وذكر»

يعتبر السيد فؤاد الرفاعي، صاحب مركز «وذكر» العظيم، نفسه داعية صالحا، ولا سبب يدعونا للاعتقاد بعكس ذلك. ومن صفات الداعية الاستقامة والدعوة لخير العمل والبعد عن المنكر والتواصل والصدق.
وقد كتبنا قبل أسبوع مشككين في صحة إعلان ملأ الجزء الأكبر من الصفحة الأخيرة من جريدة الوطن (4/19) تضمن أسماء 1026 «شابا» قيل فيه انهم يتقدمون من خلاله بخالص الشكر والامتنان لــ«فضيلة الشيخ فؤاد الرفاعي» على جهوده المبذولة في نصرة الدين!!
نبع شكّنا من شكوى أحد الإخوة من أن اسم ابنته أقحم في الإعلان من دون علمها وعلمه ولا رضاهما. وذكرنا في المقال أننا نشك حتى في حقيقة من صاغ الإعلان ودفع ثمن نشره، وانه قد يكون «فضيلة الشيخ» فؤاد نفسه، وهو اللقب الذي ورد في الإعلان! وطالبنا فضيلته بنفي اتهاماتنا، وذكرنا أننا على استعداد لبيان اسم الفتاة، التي لا يتجاوز عمرها 13 عاماً، كاملا إن تطلب الأمر ذلك.
واليوم، اتصل بنا قارئ آخر وقال ان اسم والدته قد أقحم في المقال أيضا، وقد سألها فنفت علمها بمن هو «فؤاد الرفاعي» أصلا، ولكن القارئ طلب مني عدم نشر الاسم لقرابته لصاحب الفضيلة!
وبعدها بساعة أرسل القارئ عادل عبدالعزيز السنان رسالة إنترنت قال فيها ان اسم ابنته البالغة من العمر 6 سنوات قد ورد في الإعلان، وأيضا من دون علمه، وهذا دفعه الى قراءة بقية الأسماء ففوجئ بوجود اسم ابن عمه وليد خليفة السنان، الذي توفي قبل أربع سنوات!!
نكتب كل ذلك ولا نزال بانتظار تأكيد أو نفي السيد فؤاد لاتهاماتنا، ونذكّره بأن من صفات الداعية التواصل والصدق.
من جهة أخرى، أجد نفسي مدينا بالشكر لـ«القبس» لسماحها بنشر ما تيسر من تعليقات القراء على مقالاتي على الإنترنت، وخاصة المقال الذي تعلق بموضوعنا هذا، حيث ان التعليقات بينت «المستوى الأخلاقي» للبعض، وكيف أن قلة منهم أدمنت مهاجمة مواقفي، السابق منها وحتى اللاحق، متعمدة عدم الرد على ما أكتب بل الشتم والاتهام بالجاسوسية والعمالة للغير، مع الإشادة بمواقف صاحبهم الداعية وبيان عظمته، من دون التجرؤ أو حتى الاقتراب من اتهامات التضليل والتدليس.

أحمد الصراف