بيّن مؤشر «ستاندرد اند بورز»، ووفق حسابات شركات متخصصة في مراقبة العلامات التجارية، أن قيمة أكبر 100 علامة تجارية عالمية قد ارتفعت بنسبة 18 ونصف في المائة عن أعلى معدل قبل 3 سنوات. وأن التطور التكنولوجي كان المساهم الأكبر في رفع قيمة 7 علامات، في حين احتلت الــ «كوكا كولا»، التي كانت الأعلى لسنوات، و«ماكدونالد» و«مارلبورو» المراتب الثلاث الباقية. وقد بلغت قيمة علامة «غوغل» 114googleملياراً! أما «آي بي أم» فقد بلغت قيمة علامتها 86 مليارا، و«أبل» 83 مليارا، و«مايكروسوفت» 76 مليارا.. وهكذا مع بقية الشركات العالمية من أوروبية وغيرها، وحتى صينية، وبان واضحا أن «كل الجمال تعارك إلا جملنا بارك!».
وفي غمرة اهتمام العالم بما أصبحت التكنولوجيا تمثله من قوة هائلة وثراء مخيف لا يستطيع العقل البشري تصور ما سيصل إليه من تقدم، وفي اليوم نفسه تقريبا نشرت «الوطن 4/30» أن مباحث حولي بقيادة «العقيد….» قبضت على وافد عربي وعشيقته السيلانية يمارسان الرذيلة في سرداب! وقال مصدر أمني في المباحث انه أثناء مرور «العميد….»، مساعد مدير عام الإدارة العامة للدعم التقني والنوعي في وزارة الداخلية بالقرب من محل لبيع النخي في إحدى الجمعيات استوقفه البائع وقال له إن هناك وافدا يأتي ليلاً ومعه فتاة يطارحها الغرام على أنغام «دق الهريس» في سرداب الجمعية الموجود تحت المحل!
وهنا أبلغ العميد مسؤول المباحث بالأمر، فقام هذا ومساعدوه بوضع وصف للواقعة ووضع خطة التنفيذ، ومراقبة المكان. وفي ساعة الصفر، وتحت جنح الظلام، وعند قدوم الوافد (أو المجرم الخطير!) ترافقه صديقته ودخولهما السرداب داهمتهما قوى الأمن، المدججة بالسلاح طبعا، فهرب المتهمان «الخطيران» من فتحة التكييف وتمت مطاردتهما والقبض عليهما. انتهى الخبر!
وهكذا نرى كيف اهتمت قوى الأمن من ضباط برتبة عميد وآخر برتبة عقيد وفرق بحث وخطط ومباحث، بحادثة بسيطة كان يمكن أن يقوم بها عسكري بخيط واحد من المخفر القريب من الجمعية دون إقلاق كل جهات الأمن هذه في القبض على وافد وسيلانية مسكينة.
إن هذا الاهتمام لم يأت من فراغ، بل هو نتيجة حتمية لجهود «ثلة» مباركة من مشرعي قوانين: «إلا الأخلاق»، حسب مفهومهم. والذين أصبحوا يشكلون همًّا لقوى الأمن وبعبعا يحسب حسابه بسبب هوسهم المفرط بمثل هذه القضايا التي يحدث ما يماثلها الكثير دون أن تشكل حقيقة خطرا داهما على الأمن والخلق القويم، فقد كانت في الكويت، ولقرون، مناطق «باب الهوى» و«رميلة»، وكان تدين الناس أفضل وأخلاقهم أحسن مما هي عليه الآن. إننا لا ندعو هنا لنشر الرذيلة وإباحتها، ولكن لقوى الأمن دورا أهم وأخطر من إشغال جنرال وعقيد ومباحث ووضع خطط مراقبة ودهم والقيام بمطاردة سيلانية في الشارع والقبض عليها ورفيقها وإشغال أكثر من جهة أمنية وقضائية وإجرائية أخرى بهما، في الوقت الذي يعلم فيه الجميع مدى خطورة الوضعين الداخلي والخارجي وفي المنطقة ككل نتيجة تعنت حكام إيران في ما يتعلق ببرنامجهم النووي والتهديدات الأميركية الإسرائيلية بمهاجمتها وتدمير مفاعلاتها، وما يشكله كل ذلك من خطر حربي وبيئي علينا وعلى الخليج برمته. فهل هناك من يسمع؟
ملاحظة: القراء، ونحن منهم، والصفحة الأخيرة من «القبس»، يفتقدون شيخنا أبو طلال، محمد مساعد الصالح. ونحن، نيابة عن محبيه، نتمنى له الشفاء العاجل والعودة سالما لــ «والله من وراء القصد!».
أحمد الصراف