محمد الوشيحي

إن مع العسر يسراً

بلغة الاقتصاديين، في أوقات جني الأرباح تتهاوى الأسهم ويحمرّ مؤشر السوق. والحكومة اليوم تجني أرباحها الهائلة، ومؤشر الدولة أحمر دم غزال، والأسهم تتهاوى، والدولة تتعرى، لم يبقَ عليها إلا الفانيلة العلّاق، بس، وكأنّها ستصوّر فيديو كليب مع الفنان التونسي أحمد الشريف، الذي عرفناه بالفانيلة العلاق، والحريات مسحوبة من قفاها إلى أمن الدولة، والزميل محمد عبد القادر الجاسم رايح جاي، بين النيابة وأمن الدولة، كما مترو الأنفاق ذي الوجهتين، والضباع تتمشى على البحر، وتتناول الآيسكريم بالفانيليا والفراولة، وقليل من المكسرات، وكثير من تكسير الكلمات، وسرقة العصر "طوارئ 2007" لم ينتهِ التحقيق فيها، ولن ينتهي، واللص يجلس واضعاً رجليه على الطاولة بكل زهو، كما يفعل ضابط المباحث في الأفلام المصرية، والحالة حالة، ودانا علم دانا.

لكن الخالق يقول: "فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً. إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً"، سبحانه. وأثناء كتابة المقالة بلغتني أنباء جعلتني أقفز من مكاني فرحاً، أنباء تقول إن "حبّات المسبحة السوداء بدأت تتساقط، الواحدة تلو الأخرى، وإن اللصوص بدأوا جمع حاجياتهم للهرب بسرعة من المكان، قبل هجوم سكان العمارة الغاضبين عليهم".

واليوم شعرت أن "خليجنا واحد"، فعلاً لا قولاً، وأن الشقيقة الكبرى، المملكة العربية السعودية، هي التي تضع المرهم على جراح شقيقاتها الصغريات، وتسهر على راحتهن، وتمنعهن من السهر مع أصدقاء السوء. والسعودية تعلم أن شقيقتها الكويت فاتنة حسناء، بابلية العينين، يوسفية الوجه، وأنها عرضة لشباب الأسواق ومعاكساتهم، والكويت لم تشكّ يوماً في حضن السعودية، ولم تنم بقرب السعودية وحقيبة يدها تحت الفراش، بل تضع حقيبتها بما فيها على الكوميدينو، فهي تعلم أن السعودية إن لم تزِدها فلن تُنقصها، وقد جرّبت ذلك عام 1990.

وآه ما أجمل دفء مياه الخليج العربي، وما أجمل اجتماع الشقيقات الخليجيات على صحن واحد، وعلى قلب واحد، وما أجمل الصدق في الحديث، وما أبشع المجاملات، وألا لعنة الله على أصدقاء السوء، أعداء شقيقاتنا، المتربصين بهن خلف كل جدار.

والكويت التي تشاهدها اليوم فتظن مخطئاً أنك أتيت متأخراً عن حفلة حمراء راقصة أقيمت فيها البارحة، دارت فيها الأقداح على أشد ما يكون الدوران، فتبعثرت الكراسي في الصالة، وتناثرت الكاسات على الأرض، وتهشمت… هي ليست كذلك، بل هي تعرضت لأكبر من ذلك، تعرضت لعملية سرقة منظمة وتحطيم وتكسير، وتم تفتيت شعبها، وتكبيل أيادي حرياتها، وتم تشويه لوحاتها الفاخرة المعلقة على جدرانها، وتم تقطيع أوراق شجرتها، وتم قتل نسورها وصقورها فخلا الفضاء للغربان وعلا نعيقها، فرفع الناس رؤوسهم إلى السماء وقرأوا بخشوع: "فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً. إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً"، واستجاب لهم ربهم.

* * *

اليوم تحل ذكرى وفاة أميرنا الراحل الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح، وتسقط دمعة حزينة صامتة.

سامي النصف

حصاد الأسبوع

باقتا ورد لوزير الشؤون الفاضل د.محمد العفاسي، الأولى لعدم المجاملة في الحق وإحالته متجاوزي وزارته للنيابة العامة، والثانية للجهد الطيب الذي بذله في مؤتمر حقوق الإنسان في جنيف ومساهمته في تبرئة اسم الكويت من التهم التي ألصقت بها.

وتهنئة قلبية للدكتور الفاضل عبدالله المعتوق على تقلده رئاسة مجلس إدارة الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، والشكر موصول للعم الفاضل يوسف الحجي وللعاملين في الهيئة وعلى رأسهم الزميل العزيز يوسف عبدالرحمن على ما بذلوه ويبذلونه من جهد لرفع المعاناة عن المحتاجين في العالم وإعلاء اسم الكويت بين شعوب الأرض.

لقاء ممتع مع النائبات الفاضلات أقامته الزميلة «القبس» واحتضنته جمعية الصحافيين الكويتية، حضره رئيس تحريرها الزميل وليد النصف و«الدينامو» حسين عبدالرحمن، ورأيت ضمن مداخلتي ان النائبات أضفن كما شديدا من الاحتراف للعمل النيابي عبر عملهن الجاد في اللجان وعدم تجريح بعضهن البعض عند التباين في المواقف اضافة الى الشجاعة و«المرجلة» في الآراء وجعل بوصلتهن مصلحة البلد، فلا موالاة دائمة ولا معارضة دائمة كحال كثير من النواب الآخرين.

سألني مذيع «العربية» مساء امس ان كان سبب سقوط طائرة الخطوط الأفريقية الليبية هو خطأ الطيار أم الأنواء الجوية وضعف الرؤية أم الخلل الفني؟ فكانت الإجابة ان أيا من تلك العوامل وحده لا يسقط عادة الطائرة، أما ما يسقط الطائرات فهو اجتماع تلك العوامل معا، فالرحلة المنكوبة كانت قادمة من جنوب أفريقيا في رحلة ليلية شاقة جاوزت 9 ساعات مما يتسبب في إجهاد شديد للطيارين ويجعلهم أكثر احتمالا للتعرض للخطأ البشري وكثير من حوادث الطيران تقع ـ كحال «الليبية» ـ في الصباح الباكر بعد رحلة ليلية مجهدة.

كذلك فقد كانت الرؤية ضعيفة في مطار طرابلس وقيل ان الكابتن يوسف الساعدي قد أعلن الطوارئ بسبب أعطال فنية ولربما حريق في الطائرة، وقد تحدثت في اللقاء عن مصادفة الرقم «103» مع حوادث الطيران المرتبطة في ليبيا، فنجاة الطفل الهولندي جعل عدد الضحايا «103»، وقد سبق لليبيا ان اتهمت بإسقاط الطائرة بان آم «103»، كما ان أكبر حادث في تاريخ ليبيا وقع عام 1992 في نفس مكان الرحلة الحالية للرحلة الليبية رقم «1103».

آخر محطة:

(1): العزاء الحار للشعب الليبي الشقيق ولأهالي طاقم وركاب الرحلة الأفريقية المنكوبة، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

(2): في هذه الأوقات المبكرة ورغم التصريحات، لا يمكن استبعاد العامل الأمني حتى انتهاء التحقيقات الأولية.

حسن العيسى

ليس من أجله وإنما من أجلنا

هي قضيتنا لا قضية زميل وصاحب رأي، اتفقنا أو اختلفنا معه في ما يقول وفي ما يكتب، هي قضيتنا حين نفكر، هي قضيتنا حين نعبر، هي قضيتنا حين ننتقد ونسطر ما نراه يضر بالمصلحة العام ويثير هواجسنا من مستقبل مقلق، ومهما كانت قسوة الكلمة على الغير المتضرر، فالكلمة ليست فعلاً ولا عملاً. هي تعبير عن رأي، وهي إفصاح عن المعنى كما يريده صاحبها، وإذا أجاز المشرع، وهو يتخبط في معنى حرية التعبير حين صدّر تشريعات "دراكو"، كما هي ممثلة في قوانين الجزاء وأمن الدولة والمطبوعات والنشر، أن يُعمل مثل تلك التشريعات فتلك مسؤوليته من ناحية، ومن ناحية أخرى فهو (المشرع) يوكل ضمناً إلى سلطة القضاء حق تعديل حالة الشذوذ لتلك التشريعات، كي يرمم عوارها لمصلحة الحرية الإنسانية وحق التعبير. وهذا أساس تلك الحرية وقوامها الراسخ في العصر الحديث. هكذا نفهم مبدأ الفصل بين السلطات وهكذا يتعين علينا أن نقف دون تردد لمصلحة حق الكلمة مسموعة كانت أو مكتوبة.

ليست هي قضية المواطن محمد الجاسم اليوم بعد أن زج به في سجون أمن الدولة، لأنه كتب وعبر عن رأيه، وليس من حقنا وليس من حق أحد أن يشق صدر الزميل محمد الجاسم وينبش عما قصده ومبتغاه حين كتب وعبر، وليس من حق أحد أن يزج برؤيته وفهمه الخاصين في تفسير ماذا أراد صاحب الكلمة وماذا عساه رمى حين كتب وقال! فالقضية هي قضية كلمة لا أكثر، هي قضية حروف لا يجوز أن يكون جزاؤها السجون ومصادرة الحرية… هي رأي بالنهاية، هي رأي آخر نقبله أو نرفضه، هي مسألة من شأننا الخاص، ولنا كذلك حق اللجوء إلى حكم القانون من غير تعسف ومن غير جور… أكرر من غير تعسف ومن غير افتراضات سوء النية، ونصب الفخاخ لصاحب الرأي.

خلقت القوانين- وقبلها الأعراف قبل التدوين- كي تحافظ على المجتمع، وتؤسس كيان الدول حين وجدت فكرة القانون في العصور الغابرة، واليوم ليس القانون أداة لحفظ نظام الحكم فقط، وإنما وسيلة لحفظ كيان الدولة المشتق من حفظ حريات الأفراد في دولة الحداثة…!

قبل أن نلجأ إلى حكم القانون علينا الاطمئنان إلى حكم العدالة، والعدالة هي الإنصاف وروح الإنسانية… والإنسانية لا تعني غير كرامة الإنسان وحريته في ممارسة وجوده، فهي حرية العقل الواعي… تلك أولويات وبديهيات لا يجوز الحياد عنها ولا يصح أن نهشها تحت أي ذريعة كانت.

ختاماً، من حقنا نقد رأي محمد الجاسم وبيان أوجه الخطأ فيه، لكن ليس من حق أحد ولا من سلطانه أن يصادر حريته ويروعه بسيف القانون متى انحرفنا عن سكة سير صاحب الشأن، فبالتأكيد أنه متى سكتنا اليوم عن سجن صاحب الرأي، فسنصمت غداً حين نكون شهوداً على مذبحة حرية الفكر.

سعيد محمد سعيد

سياسة «اللوح الخشبي»

 

ربما كان الشعور بالألم بالنسبة لخمسة أطفال يشاهدون والديهما يتشاجران وقت تناول الطعام أشد وأوجع من ألم اللوح الخشبي الذي ضرب به الزوج زوجته وشقيقها وفق ما قرأنا في الصحافة أمس.

وليست هذا القضايا هينة كما يرى البعض، أو أن على الصحافة ألا تتناولها وتبتعد عنها تحت عبارة «نشر غسيل الناس»، فهذا كلام فارغ مجوف لا يعي صاحبه ما يقول، فالمجتمع البحريني، ويجب إعلانها بقوة، يعاني من ممارسات خفية خطرة للغاية، لكنها تظهر إلى سطح الحياة العامة في شكل بشر يعانون من الأمراض النفسية والتوتر والخوف والقلق، وأن قيام الصحافة والإعلام بشكل عام بطرح مثل هذه القضايا إنما لتنبيه الناس، فلو لم تنشر «الوسط» يوم أمس خبر ضرب الزوجة وشقيقها باللوح الخشبي لما استطاع القراء، وهم شريحة من المجتمع، أن يتداولوا الآراء فيما بينهم عبر التعقيبات.

فالخبر أعلمنا بقيام النيابة العامة التابعة للمحافظة الوسطى بحبس متهم بحريني (زوج) ضرب زوجته وشقيقها، لمدة 7 أيام على ذمة التحقيق، وتشير تفاصيل القضية إلى أن الزوج والزوجة اللذين أمضيا 17 عاماً من الحياة الزوجية ولديهما 5 أبناء حصل بينهما خلاف وقت الغداء فقامت الزوجة بسكب الأرز و»المرق»، فقام الزوج بسكب «المرق» على ظهر زوجته، وفي اليوم الثاني حدث خلاف على وجبة الغداء ثانية، فقام الزوج بضرب زوجته، فطلبت الزوجة من أحد أبنائها إبلاغ شقيقها للحضور، فما كان من الزوج إلا أن ضرب زوجته وشقيقها بلوح خشبي.

سياسة اللوح الخشبي، هي واحدة من الممارسات الخفية، ففي البحرين، ووفق دراسة محلية، هناك 30 ألف امرأة بحرينية تتعرض للعنف سنوياً، ولا يمكن حصرها في ضحية واحدة هي الزوجة، فهناك من يعيش في صراع نفسي داخلي ينمو ويتعاظم خطره وهم الأطفال الذين كثيراً ما تقع أعينهم وأفئدتهم على مشاهد تجعلهم يصابون بصدع خطير من الداخل، حينما يعيشون لحظات من الألم والخوف والهلع بسبب الخلافات بين الأب والأم، وما يتبعها من اضطراب في حياة الأسرة التي ستفقد فيما بعد استقرارها وأمانها.

لست مع الرأي القائل بأن الصحافة تنشر غسيل الناس! إنما هي تقوم بنقل وقائع وأحكام شهدتها جلسات المحاكم، وتبلغ الناس بها… فلا أسماء ظاهرة ولا أوصاف لأصحاب القضايا، إنما شرح موجز للواقعة والحكم التالي لها.

نعيش اليوم في وضع صعب للغاية وانظروا حولكم، فعلاوة على (التجنيس العشوائي المرفوض) الذي يرجعه البعض كسبب محوري في كل مشكلة وفي كل قضية وفي كل مصيبة يعاني منها المجتمع البحريني، لا يجب أن ننسى بأن هناك مشاكل اجتماعية يكون السبب فيها المواطنون، لنلقي نظرة على طبيعة العلاقات والمعاملات في الشارع، العمل، المستشفى، الخباز بل وحتى في المسجد، سنجد أن احمرار العين والاستعداد للهجوم والتنازع، هو السمة السائدة على الكثير من الناس، وهذه أخطر من كل القضايا والملفات العالقة، لأنها تدمر اللبنة الأساسية للمجتمع وهي الأسرة.

سامي النصف

النوم فوق الشوك

زرت امس المستشار الفاضل عادل الهويدي الوكيل المساعد للتسجيل العقاري والتوثيق في وزارة العدل وقد وجدت ان كم العمل الذي يقوم به وموظفوه في الساعة يعادل كم العمل في كثير من شركات القطاع الخاص ليوم كامل وهو ما ينفي مقولة او اكذوبة ان القطاع الحكومي غير منتج وان القطاع الخاص هو الذي يختص بالانتاج.

 

ثم التقيت بعد ذلك بالدكتور الفاضل عبدالله الفهيد مدير جامعة الكويت الذي علمت من بعض العاملين معه انه يبقى في دوامه منذ الصباح حتى الساعة السادسة مساء، وسؤال لمن يتهم المدير بالمرض العائق عن الأداء: إذا كان هذا حاله وهو مريض.. فماذا كان سيفعل لو كان بكامل لياقته الصحية؟! واضح أن هناك استقصادا واستهدافا شخصيا للدكتور الذي لا يقوم بنصف عمله كثير من منتقديه.

 

ألقى قبل أيام الرئيس أوباما خطابا في خريجي جامعة ميتشغان استغرق 32 دقيقة شعرت وبحق بأنه موجه لمواطنينا فقد تحدث بإسهاب عن الخصخصة وقال إن على منتقدي القطاع الحكومي ان يعلموا ان ذلك القطاع هو الذي وحد الأمة عبر بناء السكك الحديدية، وهو الذي دافع عنها عبر منضويه من رجال الجيش، كما ان رجال الشرطة التابعين للقطاع العام هم من يحافظون على أمن المواطنين، وقضاته هم من أرغموا شركات النفط على تنظيف مخلفاتها وبقعة الزيت التي سببتها.

 

ومما قاله الرئيس اوباما ان المطلوب ليس حكومة كبيرة تدخل البلد في ديون كثيرة، ولا حكومة صغيرة لا تملك ادوات للرقابة مما يتسبب في الانهيارات الاقتصادية، بل المطلوب هو حكومة أكثر ذكاء وقدرة. كما تحدث اوباما عن تعديل الدستور وقال انه ليس مؤيدا لكثرة التعديلات عليه إلا ان بعض تلك التعديلات محقة وواجبة كي يواكب الدستور متطلبات العصر. وانتقد حدة التخاطب بين النواب وبينهم وبين الحكومة ودغدغتهم لمشاعر الناخبين وقال إننا لن نستطيع حل مشاكلنا إذا كان عملنا هو تمزيق بعضنا البعض.

 

قبل الحديث الجدي عن الخصخصة علينا النظر في أحوال شبابنا الكويتي العامل في بعض القطاعات الخاصة والمؤسسات الحكومية التي تجعلهم كالنائمين على الشوك بسبب كثرة المضايقات التي يتعرضون لها من مديرين غير أكفاء لا يعلمون أن ضيق الموظفين والعاملين لديهم يعني الفشل الذريع لهم في عملهم حيث إن واجبهم الأساسي هو خلق أجواء مريحة وجميلة للعاملين كي يبدعوا ويطوروا من قدراتهم ولنا عودة للموضوع الهام في مقالات قادمة.

 

آخر محطة: كما ذكرت في مقال سابق، فازت سيــدة أميركيـــة قبــــل ايام بجــائزة مالية تفوق ربع المليار دولار ومع ذلك رفضت ترك وظيفتها التي تقتضي منها العمل ليلا حتى الصباح، هل لنا أن نتصور مقدار الدعم والتشجيع واجواء العمل المريحة التــــي تحظـــى بها تلك السيــــدة حتى تجعلها ترفض ترك مهنتها رغم الثراء الفاحش الذي هبط عليها؟!

 

محمد الوشيحي

البلكونة… على البحر

سبحانه يخلق من الشبه أربعين. ففي مصر تحمّس أحد نواب الحزب الوطني الحاكم، واسمه نشأت القصاص، وارتدى ملابس "القصّاب"، وطالب الشرطة بقمع المتظاهرين بالنار وبئس المصير، فثارت ثائرة الناس، فقرر حزبه معاقبته بـ"توجيه اللوم إليه"، بلا شفقة، أو شفكة، كما تنطقها المذيعات بنات الذوات واللوات.

وقد شاهدته وهو يتحدث في برنامج تلفزيوني، فهاتفت نفسي، بعد أن تفقدت نظارتي الشمسية وموبايلي وساعة يدي: "الحمد الله أن نشأت بيه اكتفى بالمطالبة بإطلاق النار، ولم يقرر حرقهم واستخراج الصابون من جلودهم".

وفي الكويت، انتقد معالي رئيس البرلمان جاسم الخرافي لجوء النواب إلى إقامة الندوات في الشارع. ومن يلومه، حفظه الله، فهو في عين الحكومة مليح، وكل ما "يطلب" المليحُ مليحُ، لذا فهو لا يحتاج إلى الشارع هذا ولا الشارع اللي بعده، ولا يعلم أن الناس خرجوا إلى الشارع كي لا يناموا في الشارع بعد إقرار قانون الخصخصة الذي سيُقر اليوم، ويصبحوا "شوارعية" فعلاً، كما قال معاليه.

معالي جاسم الخرافي، تطل بلكونته على البحر، لا الشارع، لذا لا يعلم أن الشارع هو الذي أعاد الدستور بعد أن طارت الرياح بأوراقه، وكان هو من ضمن الريح، والشارع هو الذي غيّر الدوائر الانتخابية، وهو الذي انتخب النواب، وهو الذي يجب أن يخدمه معاليه فيرصفه ويتفقد متانته.

معالي جاسم ، لم يقدم إلا مقترحاً واحداً طيلة حياته البرلمانية الممتدة منذ عام 75 إلى اليوم، ولم ينزل من كرسي الرئاسة يوماً إلى داخل القاعة، بين النواب والوزراء والناس العاديين، ولا ينقصه إلا أن يقف خلفه عَبْدان عاريان برمحيهما.

ومعالي جاسم يلعب في الجناح الأيمن لفريق النجاح الكويتي العظيم، في حين يلعب وكيل المراجع الشيعية محمد باقر المهري – ذو الفاكس الذي لا يعطل – جناحاً أيسر. فلله دره من فريق.

وفي منطقة "أم الهيمان" المنكوبة بيئياً، يتهامس المتهامسون أن المصانع المخالفة تعمّدت تلويث البيئة بقصد التخفيف من زحمة السكان. وبعد أن أعلن الطاحوس موعد استجوابه صرحت الحكومة: "في ظل اهتمام الحكومة بالبيئة، ومكافحة التلوث، قررت غلق المصانع المخالفة في الفترات المسائية"، على اعتبار أن الناس سيكونون صباحاً في أماكن العمل، ولن يبقى في البيوت إلا الأطفال الرضع والمسنّات الركّع، ولا يتجاوز عدد هؤلاء أربعةَ آلاف نفر شوارعي، وقلعتهم.

ولو تدخّل سفراء الدول الأوروبية واليابان وأميركا في القضية، واطّلعوا على الأوضاع البيئية في أم الهيمان، لغضبوا ولراسلوا دولهم ولارتفعت الاحتجاجات العالمية إلى عنان السماء، عندئذ ستصدر الحكومة بيانها: "في ظل اهتمام الحكومة بالبيئة قررت نقل المصانع الملوثة وتوقيع العقوبات على أصحابها". فيا مهندس أحمد الشريع ويا جيرانه المتابعين للملف، لا تتكئوا على البرلمان، فغالبية نوابه "عقلاء"، بعيد عنكم، واركبوا سياراتكم حالاً وخذوا لكم لفّة على سفارات الدول المهتمة بالبيئة، بدءاً من سفارتي اليابان وألمانيا. وعليّ النعمة ستنتهي مشكلتكم وكأنها لم تكن.

واللهم احمِ معالي جاسم الخرافي واحمِ فاكس المهري.

حسن العيسى

نحو تغيير اقتصاد الوهب والنهب

ابن الغراب لن يكون بلبلاً صداحاً ولن يكون غير غراب آخر، وقطاعنا الخاص هو ابن بالتبني لحكومة الموظفين الكبرى، يحيا من نفقتها ويرضع من ثديها رغم أنه تجاوز سن الفطام. هو ابن بالتبني ولو كان أكبر سناً من الحكومة، فهو ولد قبل الحكومة وقبل الحكومات، فعبر الرسوم التي تتقاضها السلطة منه عاشت الدولة قبل النفط، ومن عمله الخيري، أي من عمل هؤلاء التجار، بدأ التعليم وبدأت النهضة قبل أن يرش النفط ذلك الابن الكادح، وتسيطر السلطة على مورد الدولة الوحيد، وهو النفط، وتصير هي الواهب والأم التي أفسدت ليس القطاع الخاص فقط بل روح العمل عند الإنسان الكويتي.

ليس هذا المهم، بل ما يهمني هو الأمثلة التي يوردها عدد من الزملاء عن فشل القطاع الخاص في الإدارة، وجشعه المالي الكبير حين استغنى عن خدمات الموظفين الكويتيين، فالزميل د. بدر الديحاني ضرب لنا عدة أمثلة صادقة، على سبيل المثال لا الحصر، منها تخصيص محطات الوقود و"قرين للأسواق"، في المقابل أتمنى على الزميل أن يطالع كيف تدار الأمور في 90 في المئة من حجم القطاع العام، سأضرب لكم مثالاً واحداً، فإثر النزاع القضائي بين إدارة الموانئ والشركة الوطنية العقارية تم تسليم إدارة المنطقة الحرة للهيئة العامة للصناعة، فماذا حدث؟! جاء الآتي في تقرير جمعية الشفافية لشهر مارس "… بالنسبة إلى المنطقة الحرة نشرت عدة تقارير وتحقيقات سلطت الضوء على حزمة المعوقات والمشاكل التي تحول دون استغلال المستثمرين الأراضي التي حصلوا على حق الانتفاع بها… أبرزها تداخل الصلاحيات بين الشركة الوطنية العقارية، التي كانت مسؤولة في السابق عن إدارة المنطقة الحرة، والهيئة العامة للصناعة التي انتقلت الإدارة إليها، وتراجع الطلب على شراء الأراضي بنسبة تفوق الخمسين في المئة، إذ لم تعد هناك رغبة لدى تجار العقار أو المستثمرين في الاستثمار بها، خاصة بعد السمعة التي أصبحت شائعة عن الإجراءات الروتينية والمعوقات التي يواجهها ملاك القسائم في حال احتياجهم إلى أي إجراء رسمي…".

هذا مثال واحد عن كيف تدير عقلية القطاع العام الأمور في الدولة، فلم يعد هناك فرق بين الولوج إلى المنطقة الحرة والتيه والضياع في دهاليز بلدية الكويت التي "… ما يشيل فسادها البعارين".

التخصيص ليس روشتة العلاج من سرطان البيروقراطية والفساد "المعشعشين" في جل أجهزة الدولة إن لم تكن كلها، وإنما هو محاولة يجب أن تستكمل بإقرار قوانين ضريبة الدخل والشفافية والرقابة المالية ومنع الاحتكار وحماية المستهلك التي هي كلها ضرورة وشروط أولية يجب إنفاذها بالتزامن مع إقرار قانون الخصخصة. المطلوب اليوم "هو إعادة هندسة جذرية لفلسفة ونظام اقتصاد الدولة ليتحول من اقتصاد توزيع الثروة إلى اقتصاد خلق الثروة…"، كما كتب بحق فهد العثمان في إعلانه المنشور بالأمس… بكلام آخر المطلوب اليوم تحويل اقتصاد الدولة من اقتصاد الوهب والنهب إلى اقتصاد العمل والكد… فهل تقدر الحكومة على هذا…؟! أتمنى وإن كنت أشك حتى اليقين.

سامي النصف

2011 أخطر أعوام العرب؟!

بدأ العد التنازلي لدخول عام 2011 الذي قد يصبح الاخطر في تاريخ العرب مما قد ينسينا معه كوارث اعوام 1948، 1967، 1975، 1990 و2001 مجتمعة فنحن الامة الوحيدة التي تنتقل اوضاعها من سيئ الى اسوأ والتي تنتهي امورها عادة بما يفوق اكثر سيناريوهاتها المتصورة والمتوقعة رعبا.

 سيشهد عام 2011 انسحاب القوات الاميركية والدولية من العراق وسط احتقان سياسي ترجمته نتائج الانتخابات الاخيرة والتحالفات التي تلتها والتي عزلت توجهات مؤثرة في المجتمع العراقي مما يمهد لعودة العنف بقوة في غياب قوة مهيمنة كالقوات الاميركية مما ينذر بقيام حرب اهلية شاملة بين مكونات الشعب العراقي.

 وسيشهد نفس العام استفتاء سيتبعه تفتيت لشبه القارة السودانية ويحيلها الى ما يشبه يوغسلافيا «اعوام 1991 ـ 1995» تنتشر على ارضها اعمال العنف تمهيدا لخلق دويلات دينية وعرقية ستؤثر بالتبعية على جيران السودان واهمهم مصر ذات الامتداد النوبي في جنوب ارضها، اضافة الى استفحال اشكالات تقاسم مياه النيل القائمة.

 مصر التي تمثل ربع الامة العربية لاتزال اوضاعها السياسية المستقبلية غامضة فلم يعلن الحزب الوطني الحاكم عن مرشح الرئاسة القادم حتى يتم البدء في تسويقه وتسويق افكاره وبرامجه منذ اليوم حتى لو كان القادم هو فترة رئاسية جديدة للرئيس حسني مبارك فالمهم الحسم والشفافية حتى تطمئن قلوب شعب مصر وقلوب محبيهم.

 في الخليج قد يشهد العام المقبل سيناريوهات ساخنة عديدة منها اعلان الجارة ايران عن حيازتها السلاح النووي وتداعيات ذلك الاعلان، او وصول قيادتها لحالة يأس بسبب الحصار الاقتصادي تدفعها للاستعجال بقيام مواجهات عسكرية وامنية في الخليج والمنطقة العربية، اضافة الى الاوضاع السياسية اليمنية غير المستقرة والتي هي بمثابة مجموعة ألغام قابلة للانفجار في اي لحظة.

 وقد يشهد العام المقبل استفحال حدة الاشكالات الاقتصادية في الخليج والمنطقة العربية مما ينتج عنه افلاس لشركات وبنوك بشكل غير مسبوق في تاريخ المنطقة وسيصاحب مثل تلك الاشكالات كما يحدث دائما عدم استقرار سياسي وامني، في الخلاصة الاعوام المقبلة حبلى بالاحداث الجسام التي تحتاج منا الى كثير من الهدوء والحكمة حتى يمكن مواجهتها فهل نفعل؟! لا اعتقد..!

 آخر محطة:

(1) لعبة الأمم ستكون على أشدها في المنطقة العربية العام المقبل، المشاركة في اللعبة ليست اختيارية بل ان الجميع لاعبون فيها رضوا أم أبوا، والمنتصر في تلك اللعبة – ان وجد – لا يحصد الجوائز بل يكفيه فقط ان يكون قادرا على.. تحمل خسائرها!

(2) الحمد لله على سلامة وصول الزميل فؤاد الهاشم.. وما تشوف شر يا بوعبدالرحمن.

 

احمد الصراف

عار التمريض

لو قلت لأكثر من ستة مليارات إنسان في العالم إن معهدا تقنيا يقدم تعليما متخصصا لطلبته مجانا لسنتين، على الأقل، ويعطيهم فوق ذلك راتبا شهريا يبلغ 1500دولار، مع ضمان الوظيفة طوال العمر مقابل راتب لا يقل عن 4000 دولار شهريا، فلن تجد من يصدقك، ولكنها الحقيقة، فهذا هو حال معهد التمريض في الكويت، الذي انشئ في الزمن الجميل، أي قبل 30 عاما ولم يتخرج منه في السنة الدراسية الماضية إلا أربع ممرضات! ولا تزال إدارة المعهد موجودة بكاملها من دون عمل حقيقي، لأن العادات والتقاليد الجديدة التي جاءت مع الصحوة المباركة، والتعليم المتخلف، كرهت هذه المهنة الشريفة والفائقة الأهمية في أعين فتياتنا، وجعلتها مهنة طاردة، ليس فقط لمن يبحث عن عمل، بل وحتى للعاملين بها، وهذا ما شجعته مختلف قوانين التخلف، التي -إضافة إلى ذلك- شجعت على الاستقالة المبكرة والجلوس في البيت، أو التسكع في المولات!
لا نجادل في حق من يود أن يبين أن مهنة التمريض غير لائقة، لأنها تتضمن اختلاطا بالذكور، وأن هذا الاختلاط شر وحرام، فهذه آراؤهم وهم أحرار فيها، ولكن ما هو ذنب المجتمع، وكيف نسعى لصرف عشرات المليارات على خطط تنمية وخلق مئات آلاف الوظائف وليس بيننا من يود أو تود العمل كممرضة، لأن أخلاقيات المجتمع لا تسمح بذلك؟! وكيف نسعى لخلق وظائف جديدة وأرفف برنامج تعديل هيكلة القوى العاملة تمتلئ بمئات طلبات الباحثين عن العمل.. من غير الراغبين في العمل، والذين يفضلون -نساء ورجالاً- النوم أو الدوران في الشوارع والمجمعات التجارية على التقيد بدوام عمل محدد، حتى لو أدى ذلك إلى خسارتهم رواتب ودعم عمالة تقارب الـ3000 دولار شهريا للفرد. في الوقت الذي لا يزيد فيه راتب أي خادم لديهم على مائتي دولار.. شهريا! فواحد ينام ولا يكترث بـ3000 دولار، وآخر يعمل 30 يوما ليحصل على 200 دولار!
إن الخلخلة الاجتماعية والأخلاقية، التي كرهت العمل اليدوي وزينت عكسه، لن تؤدي بنا في نهاية الأمر لغير الكارثة، فخطط التنمية والخصخصة سينتج عنها خلق مئات الوظائف، وبما أن نسبة كبيرة من المواطنين، ومن الإناث بالذات، على غير استعداد للعمل في الكثير من المجالات، أو بالأحرى لا يسمح لها بالعمل، فإن النتيجة الحتمية ستكون في استقدام المزيد من العمالة الرثة، وانزواء المواطنين أكثر وأكثر في «غيتوهاتهم» الخاصة، غير مكترثين بالنتائج السلبية عليهم وعلى المجتمع.
نكرر ونقول إننا لسنا ضد الخصخصة، فنحن من المستفيدين المباشرين منها، ولكن ما سيحدث لا يزيد على نقل ملكية أنشطة حكومية ليد أخرى، وإبقاء المواطن عالة على الدولة الريعية، فسلامة عقل هذا المواطن، وسلامة صحته النفسية كانت وستبقى في آخر سلم اهتمامات الحكومة، على افتراض وجود مثل هذا السلم أصلا!

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

عندما يجوع الخليجيون

منذ نحو سبعمئة وثمانين سنة، وأنا أحاول تغيير نظامي الغذائي، خصوصاً أثناء السفر. إذ لا يجوز أن أستيقظ من نومي فلا أتناول شيئاً، وأبقى على حالتي هذه طوال اليوم، فأجوع وأجوع وأجوع، حتى أترنح لشدة الجوع، قبل أن ألجأ إلى أقرب مطعم، وأقبّل خشم الجرسون كي يستعجل الطلب، فهو أغلى الناس وأحلى الناس. وأثناء الانتظار، أنهض من مكاني متظاهراً بالبحث عن المغسلة كي أختلس نظرة على المطبخ لأتأكد من أن "الأمور تسير على خير ما يرام"، كما يقول المستشارون للحكام، حفظهم الله. أقصد يحفظ الحكام ومستشاريهم. فلا يجوز أن تدعو للحاكم وتترك مستشاره بلا دعوة، سلط ملط. فهم يؤخذون "باكيج"، حاكم ومستشاره في طرف العلبة.

ويطول غياب الجرسون، فأقرر قتل الوقت، وألتفت إلى الزبائن ملوحاً لهم بيدي: "هلا بالشباب، هلا والله، الجوع كافر، من عنده نكتة؟"، ولا مجيب، فأستجديهم: "واحد يقول نكتة، يرحم أمكم، بموت من الجوع"… وما إن يُقبل الجرسون يتهادى حاملاً أطباق الأكل حتى أكرّ عليه ولا سيد القلاف: "عنّك عنّك عنّك". ثم يبدأ الانتقام يا ريّس، أي والله. ولو كان الأمر بيدي لأطفأت الأنوار. وقد علّق أحد الأصدقاء يوماً: "أنت لا تتناول الطعام مثلنا، أنت تنام معه، يا عمي ما قصة (الآه) التي تطلقها بعد كل لقمة؟"، فعلّقت: "أنا أنام مع الأكل بالحلال، وبرضا الطرفين، لكن غيري ينام مع الشعب". طبعاً أقصد حكومات أوروبا وبرلماناتها.

وأنا خليجي، والخليجيون منذ عام واحد وثمانين (عام تأسيس مجلس التعاون الخليجي) يجوعون ويجوعون ويجوعون إلى أن تحدث كارثة، وتنطلق أصوات المنبّهات، فيهرولوا للاجتماع على عجل، ويحضر بعضهم بالبيجامة، ثم يخرجوا من اجتماعهم بتوصيات: "الستائر في اجتماع الدوحة أطول منها في اجتماع الكويت"، و"كراسي اجتماع الرياض أكبر من كراسي اجتماع مسقط"، وينشئوا لجنة للكراسي ولجنة للستائر.

ونحن نحب إيران، وإيران تحبنا، وبليغ حمدي يقول على لسان ميادة الحناوي: "يا حلاوة الحب آه، وحبيبي وأنا وياه"، الله يا بليغ، كم أنت بليغ، وكأنك تعرفنا وتعرف إيران.

وأمس استيقظ الخليجيون فوجدوا إيران جنب السرير، فغضبوا، واجتمعوا، وقرروا إنشاء لجنة للستائر ولجنة للكراسي، وأصدروا بيانهم: "إيران بايخة"، فتدخّل الحكماء وغيّروا لهجة البيان فأصبح: "إيران ليست حلوة"، فتدخل العقلاء وشذّبوا البيان وهذّبوه فأصبح: "إيران ليست"، وعند المراجعة تبيّن أنها جملة غير مفيدة، فألغوا كلمة "ليست"، وصدر البيان الختامي: "إيران"، فردت إيران: "نعم؟"، فردوا عليها: "تبين شيء من البقالة؟".