محمد الوشيحي

يساراً ثم بسرعة يميناً

حكومة إسرائيل قدمت خطتها لتأمين سلامة الشعب في حال قيام حرب مع حزب الله، وتفقدت الملاجئ، واستكملت نواقصها، وباشرت تطبيق الخطة على وزرائها ثم نواب البرلمان ثم موظفي الحكومة، فالمدارس، فالأهالي في بيوتهم، فالأسواق…

والكويت – التي تجاورها إيران الساعية إلى امتلاك برنامج نووي، والتي قد تنشب بينها وبين أميركا وحلف الناتو معركة ولا ذات الصواري، وسينالنا من الحب جانب، وستدوسنا حوافر الخيل وهي في طريقها من وإلى إيران – لم تقدم حكومتها لا خطة ولا شطة. ليش؟ لأن الكويتيين أقوياء، لأن الكويتيين من الفولاذ المقاوم للطعج والبعج، لأن الكويتيين من الستانلس ستيل، بقطرة صابون واحدة سيدتي ومسحة واحدة يعود كما كان.

وخير يا طير إذا اندلعت الحرب الأميركية الإيرانية، وتاهَ صاروخ نووي عن قطيع الصواريخ وفقدَ أمه، واتجه إلى الأراضي الكويتية؟ يخسي أكبر صاروخ يهز شعرة في أصغر طفل منا، وسنمشي برؤوس مرفوعة، ولن نشارك الفئران جحورها، وكيف ننجحر ونحن ذرية من قال فيهم عمرو بن كلثوم في معلقته: "إذا بلغ الفطامَ لنا صبيٌّ، تخر له الجبابر ساجدينا / ألا لا يعلم الأقوام أنّا، تضعضعنا وأنّا قد ونَيْنا / ألا لا يجهلن أحدٌ علينا، فنجهل فوق جهل الجاهلينا". وشاعرنا الوطني الكبير أحمد الشرقاوي يقول: "جمبلي جمبلولو". وقد أعذر من أنذر يا إيران ويا أميركا، ألا هل بلغنا، اللهم فاشهد.

وأي سخص من السخوصة، على رأي محمود السعدني، ينطلق صاروخ في وجهه، فلينحرف بجسمه يساراً، ثم بسرعة ينحرف يميناً، وسينخدع الصاروخ بإذن الله، وسيمر بجانب أذنه لهُ وزيز، اززززز. هذا والله أعلم، ها خوتي ها.

أما إذا تعمدت إيران إطلاق صواريخها علينا، فسنرد عليها بصواريخ بناتنا اللواتي يخبئنها تحت حجاباتهن، فنأمرهن بالوقوف صفاً واحداً، وجوههن باتجاهنا وظهورهن باتجاه إيران، فإذا بدأ تبادل القصف، ينحنين إلى الأمام قليلاً، ثم يرفعن رؤوسهن بسرعة، فينطلق صاروخ كلّ منهن مع حجابها. والبادئ أظلم.

***

البادرة الإنسانية تجبرك على تحية صاحبها، بعدما كدنا ننسى كلمة "إنسانية". وبادرة معالي النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الشيخ جابر المبارك سيتذكرها الناس بعد أن أمر معاليه بنقل أسر شهداء حرب أكتوبر في مصر لزيارة قبور ذويهم. وهي بادرة ستصب الماء على ركام القبور لتعيد إليها لدونتها في ذاكرة الشعب… شكراً أبا صباح، فهذه هي الكويت، وهذا هو جيشنا الذي لا ينسى دماء أبنائه، وهؤلاء هم شيوخنا. ورحم الله شهداءنا الأبطال.

***

عزاؤنا لرئيس التحرير الزميل خالد الهلال المطيري في وفاة هلال فجحان هلال المطيري، تغمد الله الفقيد بواسع رحمته وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان.

سامي النصف

إجابة السؤال: F16 أم الرافال؟

بسبب كثير من الغفلة وقليل من السذاجة ـ أو العكس ـ استطعنا وبكفاءة كبيرة خلق فرق تدمير شديدة الفاعلية يختص بعضها بالإساءة للعلاقة الكويتية ـ السعودية، وآخر للعلاقة الكويتية ـ العراقية، وثالث للعلاقة الكويتية ـ الإيرانية، ورابع للعلاقة الكويتية ـ المصرية والسورية واللبنانية.. إلخ، وأخيرا للعلاقة مع القوى الكبرى كالولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي التي ندين لها بتحريرنا وبقائنا كي ينتهي الوضع بنا للبقاء وحيدين في العراء.

فالطريقة التي يتم التعامل بها مع مشروع طائرة الرافال الفرنسية به اساءة شديدة للعلاقات مع دولة أوروبية مؤثرة كفرنسا، وفي الوقت الذي نؤمن بأن البعض مخلص في معارضته للصفقة الا انه علينا ان نقر ونعترف بأن تجار السلاح أصبح لديهم في الجيب مشرعون ومختصون يتبنون مشاريعهم ويحاربون حروبهم لقاء مبالغ تدفع وحسابات ترفع، ومن ثم فهي مواقف مدفوعة الثمن لا علاقة لها من بعيد أو قريب بالوطنية أو مصلحة الكويت.

ولنضع بعض الحقائق والمسلمات حتى يمكن من خلالها الوصول الى القرار الصحيح الذي تستفيد منه الكويت ويعزز بقاءها ويمنع الإضرار بشعبها في يوم ما عندما نبحث عن الأصدقاء والحلفاء فلا نجدهم:

1 ـ ان الكويت ليست دولة عظمى سيخلق لها اختيار هذا السلاح او ذاك قدرة عسكرية مسيطرة ومهيمنة تجعلها تتفوق على دول محيطها الجغرافي.

2 ـ ان السلاح لا يقاس فقط بقدراته الذاتية بل بما سيزود به من أجهزة الكترونية وصواريخ متقدمة ومقدار ما تسمح به تشريعات الدول المصدرة بهذا الخصوص، فطائرة أقل قدرة قد تكون أفضل من طائرة أكثر تقدما الا ان تشريعات دولتها لا تسمح ببيع التكنولوجيا المتقدمة لدولنا ومن ثم ننتهي بطائرة «قير ومكينة» كما يقول المثل الشعبي.

3 ـ ان المصلحة الاستراتيجية الكويتية وبقاءنا المستقبلي لا يعززان باختيار هذا السلاح او ذاك بل بالحفاظ على العلاقات الحميمة مع الدول المؤثرة في العالم ولاشك في أن عقد الصفقات الدفاعية معها هو احدى الوسائل الفاعلة للحفاظ على مثل تلك العلاقات.

4 ـ ليس هناك ما يمنع شراء نوعين من الطائرات لسلاحنا الجوي فأغلب القوى الجوية في العالم تمتلك أكثر من نوع ضمانا لها ضد التقلبات السياسية ولخدمة الأغراض المختلفة (الدفاع، الهجوم، المدى القصير والمدى الطويل).

5 ـ هذه المسلمات لا تعني على الاطلاق ان نشتري أسلحة خردة عديمة الفائدة او ان ندفع أثمانا باهظة ومبالغا فيها لها.

وكمثال واقعي لما نقول فقد سبق لمجلس ادارة «الكويتية» المستقيل عام 2007 ان قرر آنذاك شراء 38 طائرة منها 19 طائرة بوينغ 787 المسماة بالطائرة «الحلم» كونها الأفضل من نوعها في العالم وتخدم المسافات المتوسطة والطويلة وبأسعار تنافسية جدا مما أرضى حلفاءنا الأميركان، مع ملاحظة ان شركات صناعة الطيران المدنية هي في الأغلب التي تقوم بصناعة الطائرات العسكرية، ثم اشترينا 19 طائرة ايرباص 320 وهي كذلك الأفضل ضمن الطائرات القصيرة والمتوسطة المدى وبأسعار تنافسية جدا مما أرضى حلفاءنا الفرنسيين، ولم يثبت ان هناك «شعرة» استفادة من تلك الصفقات التي تمت عن طريق شركة مساهمة كويتية، لقد حكمنا آنذاك ضمن مجلس الادارة «الشق الفني» و«الشق السياسي» وتعزيز مبدأ الشفافية والنزاهة حيث اعلنت الأسعار بالصحف كي يمكن مقارنتها بصفقات الشركات الأخرى التي تعلن في وسائل الإعلام فأتى القرار الفني ـ السياسي الصائب الذي يخدم مصلحة الكويت و«الكويتية».

آخر محطة: (1): نسبت الزميلة «الدار» الأحد الماضي لمسؤول في شركة الطيران الوطنية احجامهم عن الدخول في مزايدة تملك «الكويتية» بسبب «تهالك» أسطول «الكويتية» وتحملها لخسائر كبيرة جدا مما يعني أنها استثمار غير مجد، لماذا لا يحاسب من تسبب في إلغاء صفقة شراء الطائرات لـ «الكويتية» والذي كان بمثابة اصدار حكم إعدام بحقها ينتظر فقط التنفيذ.

حسن العيسى

هل تدرك معنى كلمة شيخ يا شيخ؟

اهدأ يا شيخ وتركد، وكلامي موجه إلى الشيخ صباح مبارك صباح الناصر، مرة ثانية وثالثة ورابعة ومن غير نهاية أكرر وأقول: اسمعها منّي يا شيخ صباح مبارك ولكل السادة الشيوخ، وهم محل تقديرنا واحترامنا.

اسمعها منّي يا شيخ، فلست أنت ولا غيرك من شيوخ الكويت "معازيب" النائب مسلم البراك ولا الوزير هلال الساير.

الكويت ليست إقطاعية لأسرة أو فرد، ولستم رعاةً ولسنا رعيةً لكم ولا لغيركم، أنتم تحكمون برضائنا وبإرادتنا الحرة، نحن مواطنون، ومشاركون في الحكم وأنتم حكام معنا وبقبولنا لكم، والعهد بيننا وبينكم وثيقة مدوَّنة اسمها الدستور، وإذا حاول أحد ما مسح تلك الوثيقة أو قلبها فسيُردُّ كيده إلى نحره، ومن يراوده وهم أو حلم مريض بالاستفراد في السلطة وعودة الأيام الخوالي الشاذة حين عُطِّلت أحكام الدستور في أكثر من مناسبة، فهو واهم وتهيمن عليه أحلام اليقظة… اصحَ يا شيخ… فعهدنا مع أسرة الصباح الكريمة هو الدستور، وما نصت عليه المادة السادسة فيه حين قررت أن "النظام في الحكم ديمقراطي، السيادة فيه للأمة مصدر السلطات جميعا…"، ونحن يا شيخ صباح المبارك -وأنت معنا لا فوقنا ولست معزبنا- الأمة ونحن مصدر السلطات، ونحن الجذع والجذور، ونحن الأصل، ومتى غُيِّب المصدر وقُطِع الجذع واجْتُثَّت الجذور، فستُمحى الفروع والأوراق.. فأين ستكون شجرة السدرة الكويتية؟

ماذا تقول يا شيخ، وبماذا هذيت في لقائك مع قناة "سكوب"…! عبارات مثل "معازيب… وتاج راسك… واضرب بيد من حديد"، ليس مكانها دولة المؤسسات ودولة المشروعية القانونية التي نعمل من أجلها، مكانها المناسب هو العدم والصمت، قلْ خيراً أو اصمتْ… قلْ يا شيخ: لي رأي وسأتواضع في ما أقول، وسنسمع رأيك، فهذا حقك مثلما هو حقنا أن نقول رأينا بما تفوهت به من بؤس وحديث جارح… هكذا نفهم دولة حكم القانون… وهكذا نفهم الحرية…

حريتنا يا شيخ ليست وقفاً على رغباتك، وليست مرهونة لدَينٍ علينا لكم، حرياتنا هي وجودنا وهي كرامتنا، وهي دستورنا الذي تبغضه شئت أم أبيت… حريتنا وحقنا في التعبير لن يكونا سجينَي المزاج الفردي والهوى الشخصي.

حريتنا يا شيخ هي "كويتيَّتُنا"، وهي ليست هبة منك ولا من غيرك، إنما هي للأرض وللدهر حين خُلِق المكان.

حرياتنا تملي علينا أن نقف مع الحق، والحق هو الإنصاف والمساواة تحت حكم القانون العادل… والقانون ليس مجرد نصوص مبثوثة هنا وهناك… إنما هو الروح… وهو احترام الكرامة الإنسانية كما أرادها الحق… وهي أسمى من أن تكون سلعة بخسة في أسواق شراء الذمم وبيع الضمير… الشيخ يا شيخ لا يتفوه بكلمات مثل "احترم معازيبك… وتاج راسك"… الشيخ يا شيخ نجده معنا في الأفراح والأتراح… الشيخ يا شيخ معنا في حفل الزفاف وفي مأتم العزاء… والشيخ يا شيخ يتألم للظلم إذا أصاب المواطن أو الوافد… والشيخ يا شيخ لا يهدد ولا يتوعد… والشيوخ يا شيخ رايتهم بالأمس… يعزون ويتواضعون من غير لافتات وتنبيهات تقول… أنا شيخ واعملوا حساباً لقدومي…!

الشيخ يا شيخ هو مواطن مثلي ومثلك… لا يجوز أن يكون "معزباً"… ولا راعياً… فنحن لسنا رعية ولست أنت ولا غيرك رعاة في صحراء الكويت… الشيخ يا شيخ هو من يؤمن بحكم القانون وبالمساواة في العدل لا في الظلم… الشيخ يا شيخ لا ينتقم، إنما يُعمِل حكم القانون… والشيخ لا يؤدب الشعب ويرفع العصا الغليظة في وجوه أبناء وطنه حين يرى ما لا يرون… وإنما يقول لهم: نحن سواسية أمام حكم القانون.. والشيخ يا شيخ هو من يتأسَّى بكلام كريم مثل "كلُّكم راعٍ وكلُّكم مسؤول عن رعيته"، والراعي والرعية بصيغة الجمع "كلُّكم" لا تعني غير المساواة في العدل، وهي بذلك تنفي مفاهيم الاستتباع والراعي والرعية… فهل عرفت معنى كلمة "شيخ" يا شيخ… اتقِ الله في نفسك وفي وطنك يا شيخ…

سعيد محمد سعيد

شباب القرى يخططون لانتحار جماعي!

 

لا أتذكر، ولو على وجه التقريب، عدد المرات التي تلقيت فيها اتصالات أو التقيت فعلياً بنماذج من شباب القرى بعد كل مقال يطرح ظاهرة العنف والتخريب والاضطراب الأمني، غير أنها كثيرة، ومع كثرتها، لكنها بالنسبة لي، تجارب مفيدة خصوصاً بوجود شباب يدفعهم الاستعداد للتحدث والاستماع والنقاش وجهاً لوجه، وليس على شاكلة (اضرب واهرب)، أو (أرسل شتاماً وسباباً وتهديدات عبر البريد الإلكتروني في الخفاء)، أو (نظم حملة ضد هذا الكاتب العميل الخائن) في موقع إلكتروني، وادخل بعشرات الأسماء المستعارة المكررة، وبارك الله شبابنا المناضل.

وعلى أي حال، فإن المتتبع للبرامج الإعلامية المتنوعة إذاعياً وتلفزيونياً، وكذلك ما تنشره الصحافة المحلية في شأن ظاهرة العنف والتخريب والاعتداءات والحرق، والتصريحات التي تصدر من بعض النواب وبعض ممن يطلق على نفسه (ناشط سياسي)، والخطب الدينية ومشاركات المنتديات الإلكترونية، سيجد كماً هائلاً من المواقف التي تدين العنف والتسبب في حوادث الاضطراب الأمني، ولا حاجة لي لتكرار ما طرحته دائماً من أن كل الأفعال المنافية للقانون من حرق وتدمير ومواجهات وتعريض القرى خصوصاً، ومناطق البلاد وشوارعها عموماً، لحوادث العنف، هي مرفوضة شرعاً وعرفاً، لكن في المقابل، قلما نجد مبادرات منطقية تكشف رغبةً للبحث في الأسباب ومعالجة الدوافع، حتى مع إيماننا التام وإجماعنا على رفض أعمال العنف والعنف المضاد.

قبل أيام، وبعد مشاركتي يوم الخميس الماضي في برنامج (مرئي ومقروء) في تلفزيون البحرين، تناولت مع الزميلة وفاء العم مقدمة البرنامج جزئيةً تتعلق باستمرار أعمال العنف وانجراف فئات من الصغار والناشئة والمراهقين والشباب في أعمال منافية للقانون، وقلت حينها إن هناك ثلاث فئات من الشباب، الأولى هي الفئة التي تؤمن بحقوقها الدستورية في المطالبة بأسلوب سلمي، وتشارك في الفعاليات المرخصة ولها منهجها المعتدل في طرح المطالب والمشاركة في الحياة العامة، والثانية هي فئة الشباب الذين ليس لديهم من هدف سوى التخريب والتحريق حتى في عمق ممرات وطرقات القرية، أما الفئة الثالثة، وهي الأخطر، فهي الفئة التي تريد أن تشعل الحرائق تحت مسميات وشعارات أكبر منها بكثير، ولا تدرك أصلاً معناها، وربما يدفعها في ذلك رغبة في الانتقام من المجتمع.

والمفارقة غير المتوقعة، هي أن مجموعة من شباب القرى طلبوا الالتقاء بي وتم ذلك فعلاً عصر يوم الجمعة، فبادرني أحد الشباب قائلاً: «بو محمد، شباب القرى لا يخططون لانتحار جماعي، لكن لدينا مطالب والدولة لا تستجيب»، فأجبته ومن معه من الشباب أنني لم أنتقد يوماً أية حركة مطلبية شبابية سلمية يحترمها الجميع، لكنني، حالي حال الكثير من المواطنين الذين رفضوا العنف لمجرد العنف والتخريب لمجرد التخريب في القرى، وخصوصاً في الأوقات الآمنة وفي إجازة نهاية الأسبوع، لا أقبل بتعريض حياة الناس وممتلكاتهم والممتلكات العامة للتخريب تحت أي شعار، فكان إجماع الشباب هو: «ما هو الحل والملفات العالقة من تمييز وتجنيس وقمع وحرمان من الحقوق وتشكيك في الوطنية والحملات المغرضة مستمرة؟»، ولم يكن لديّ جواب أكثر من أن كل تلك الملفات، لا يتحمل وزرها أهالي القرى ولا شأن لهم في أسلوبكم في التعامل معها، أما ما هو الحل، فلا أعتقد بأنكم لا تستطيعون التعبير عن مواقفكم وآرائكم في مسيرات واعتصامات وندوات وملتقيات سلمية، وهي قائمة كما نلاحظ وآخرها فعالية (رجعوها).

هناك نقطة أخرى نتمنى أن تتحقق وتنجح، وهي حديثي مع مسئول أمني كبير أبدى ارتياحاً من فكرة الاقتراب من الشباب والاستماع لهم والبحث في مشاكلهم والاستعانة بالمتخصصين الاجتماعيين للمشاركة في المعالجة بأسلوب يحفظ حقوق الوطن وحقوق المواطن والمقيم، تزامن ذلك مع برنامج (أمن) ظهر يوم الخميس والذي تحدث فيه كل من محافظ الشمالية جعفر بن رجب، والنقيب أنس الشايجي ضابط من الشئون القانونية إلى جانب قاضي محكمة الاستئناف العليا الشرعية الدائرة الجعفرية الشيخ محسن العصفور، وهو برنامج تناول الظاهرة من مختلف جوانبها بمشاركة المواطنين بكل حرية وجودة واعتدال في الطرح.

المبادرات الصادقة يمكن أن تنجح بعيداً عن مظاهر الحرق والتخريب والعنف والقمع وتشديد الإجراءات في القرى واستخدام الشوزن والمولوتوف والاعتداءات على المدارس والممتلكات وتجاوز أعراف حقوق الإنسان، وهي تتطلب مواقف متناغمة من جانب الرموز السياسية وقادة الرأي، إضافةً إلى شراكة مجتمعية فاعلة من جانب الدولة بمختلف مؤسساتها، ولاشك في أننا حين ندين كل الممارسات الخارجة عن القانون، ونرفض أعمال العنف والتخريب، نأمل في خطوات حقيقية للاقتراب من واقع المواطنين المعيشي، ونأمل أن تنظر الدولة إلى قطاع الشباب واحتياجاته وهمومه بصورة حقيقية أيضاً لا تنحصر فقط في التصريحات والخطط المقروءة على صفحات الجرائد فقط. لن يخطط شباب القرى لانتحار جماعي أبداً، طالما سيكون صدر الوطن متسعاً لهم ولغيرهم.