سعيد محمد سعيد

اكتب لي «تقريراً مثيراً» أعطيك «خيراً» كثيراً!

 

يبدو أن تجارة كتابة «التقارير المثيرة» ستشهد رواجاً كبيراً، لاسيما في البلدان العربية والإسلامية، بل وتحديداً في الدول والمجتمعات التي تتداخل فيها صور التآمر بالتخابر بالتجسس بالطائفية بالعرقية بالتصفيات، وأضف من الـ (باءات) ما شئت حتى تصل إلى آخر (باء) منها وهي باء (بيع) الأوطان.

تلك التقارير المثيرة أصبحت بالفعل تجارة رابحة، ولا نقصد هنا التقارير السرية والمخابراتية والاستخباراتية التي تجريها جماعات متصلة بجماعات مرتبطة بكيانات، بل تلك التقارير تشمل أيضاً التقارير الصحافية المقروءة والمرئية التي تصرف عليها الفضائيات مئات الآلاف من الدولارات من أجل قلب الحقائق والكذب على المتلقي العربي والاستخفاف بعقله والترويج لسياسات معينة، وتشمل أيضاً (سرقة) التقارير من كشوف شركات عملاقة أو مؤسسات أو أحزاب، وهكذا، ينال من يؤلف أو يسرق أو يتخيل أو يتآمر أو يتخابر أو يتجسس أو يكذب في تقاريره، خيراً كثيراً كثيراً سرعان ما يتحول إلى حبال تلف على العنق، أو عملية من وراء الستار تطيح برأسه.

هل تعلمون بأن غالبية التقارير السرية التي تجرى على مستوى الدول العربية والإسلامية، تركز في مساحتها الكبرى على مراقبة أنفاس المواطن العربي، وأكل المواطن العربي، وكيفية زيادة آلام المواطن العربي، وما هي الإجراءات الاحترازية في حال استفاقة المواطن العربي من نومه، لكن هناك بالمقابل تقارير أخرى سرية ومثيرة للغاية لا تمنعها بعض الدول المحترمة عن مؤسساتها التشريعية، وخصوصاً تلك المتعلقة بمصلحة البلاد والعباد، وبوجود الثقة طبعاً بين السلطتين التشريعية والتنفيذية.

الآن هناك نمط جديد أو قل لون جديد من ألوان التقارير السرية، لا تحتاج إلى مجموعات أو فرق عمل أو أهداف كبيرة كانت أم صغيرة… وتحديداً للدقة، هو لون ليس جديداً لكنه متجدد، فبإمكان مسئول هنا أو هناك الاستعانة بموظف أو موظفة أو أكثر لجمع معلومات بشأن (موظف أو مسئول مستهدف)، وتحويل بعض الموظفين والموظفات إلى آذان وعيون (استخباراتية) في مكان العمل، وتتوقف الترقيات والأعطيات على مدى قوة تلك العين وتلك الأذن على العمل.

عموماً هي تجارة فيها ربح كبير، وفيها خسارة أكبر، فالحلال بين والحرام بين… ومهما كانت نوعية التقارير التي يدر من ورائها أصحابها أرباحهم، فلا شيء أفضل من التعامل الصريح والحوار الجاد في كل القضايا، كبرت أم صغرت، في مجتمع كمجتمعنا، لم يعرف عنه يوماً أنه (منغلق).

وحتى لا تبقى الأوجاع والشكوك وتبادل الاتهامات قائمة، فإن أي (تقرير مثير) أياً كان لونه، لا يجب أن يكون (في طي الكتمان)، وخصوصاً أن الناس في البحرين، علماء ونواباً وناشطين ومؤسسات، لديها من القنوات من يوصلها إلى القيادة، وإلى المسئولين في الأجهزة الحكومية على اختلافها… لقطع دابر النوايا السيئة.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سعيد محمد سعيد

إعلامي وكاتب صحفي من مملكة البحرين، مؤلف كتاب “الكويت لاتنحني”
twitter: @smsmedi

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *