سامي النصف

النوم فوق الشوك

زرت امس المستشار الفاضل عادل الهويدي الوكيل المساعد للتسجيل العقاري والتوثيق في وزارة العدل وقد وجدت ان كم العمل الذي يقوم به وموظفوه في الساعة يعادل كم العمل في كثير من شركات القطاع الخاص ليوم كامل وهو ما ينفي مقولة او اكذوبة ان القطاع الحكومي غير منتج وان القطاع الخاص هو الذي يختص بالانتاج.

 

ثم التقيت بعد ذلك بالدكتور الفاضل عبدالله الفهيد مدير جامعة الكويت الذي علمت من بعض العاملين معه انه يبقى في دوامه منذ الصباح حتى الساعة السادسة مساء، وسؤال لمن يتهم المدير بالمرض العائق عن الأداء: إذا كان هذا حاله وهو مريض.. فماذا كان سيفعل لو كان بكامل لياقته الصحية؟! واضح أن هناك استقصادا واستهدافا شخصيا للدكتور الذي لا يقوم بنصف عمله كثير من منتقديه.

 

ألقى قبل أيام الرئيس أوباما خطابا في خريجي جامعة ميتشغان استغرق 32 دقيقة شعرت وبحق بأنه موجه لمواطنينا فقد تحدث بإسهاب عن الخصخصة وقال إن على منتقدي القطاع الحكومي ان يعلموا ان ذلك القطاع هو الذي وحد الأمة عبر بناء السكك الحديدية، وهو الذي دافع عنها عبر منضويه من رجال الجيش، كما ان رجال الشرطة التابعين للقطاع العام هم من يحافظون على أمن المواطنين، وقضاته هم من أرغموا شركات النفط على تنظيف مخلفاتها وبقعة الزيت التي سببتها.

 

ومما قاله الرئيس اوباما ان المطلوب ليس حكومة كبيرة تدخل البلد في ديون كثيرة، ولا حكومة صغيرة لا تملك ادوات للرقابة مما يتسبب في الانهيارات الاقتصادية، بل المطلوب هو حكومة أكثر ذكاء وقدرة. كما تحدث اوباما عن تعديل الدستور وقال انه ليس مؤيدا لكثرة التعديلات عليه إلا ان بعض تلك التعديلات محقة وواجبة كي يواكب الدستور متطلبات العصر. وانتقد حدة التخاطب بين النواب وبينهم وبين الحكومة ودغدغتهم لمشاعر الناخبين وقال إننا لن نستطيع حل مشاكلنا إذا كان عملنا هو تمزيق بعضنا البعض.

 

قبل الحديث الجدي عن الخصخصة علينا النظر في أحوال شبابنا الكويتي العامل في بعض القطاعات الخاصة والمؤسسات الحكومية التي تجعلهم كالنائمين على الشوك بسبب كثرة المضايقات التي يتعرضون لها من مديرين غير أكفاء لا يعلمون أن ضيق الموظفين والعاملين لديهم يعني الفشل الذريع لهم في عملهم حيث إن واجبهم الأساسي هو خلق أجواء مريحة وجميلة للعاملين كي يبدعوا ويطوروا من قدراتهم ولنا عودة للموضوع الهام في مقالات قادمة.

 

آخر محطة: كما ذكرت في مقال سابق، فازت سيــدة أميركيـــة قبــــل ايام بجــائزة مالية تفوق ربع المليار دولار ومع ذلك رفضت ترك وظيفتها التي تقتضي منها العمل ليلا حتى الصباح، هل لنا أن نتصور مقدار الدعم والتشجيع واجواء العمل المريحة التــــي تحظـــى بها تلك السيــــدة حتى تجعلها ترفض ترك مهنتها رغم الثراء الفاحش الذي هبط عليها؟!