دون شك، فإن أهالي قرية كرزكان والكثير من القرى في المنطقة الغربية، وفي عموم المحافظة الشمالية، كانوا ولايزالون في مرمى الاتهامات بالتقصير تجاه توجيه الشباب والناشئة فيما يتعلق بالأعمال المنافية للقانون من حرق وتخريب وتدمير للممتلكات العامة والخاصة، وهو اتهام فيه الكثير من الافتراء!
لكن، إذا عدنا إلى مهرجان كرزكان الثقافي الثالث الذي اختتم أعماله يوم السبت الأول من مايو/ أيار الشهر الجاري تحت رعاية محافظ المحافظة الشمالية جعفر بن رجب، فإن هناك حقيقة ثابتة، وهي أن فئة الشباب من الجنسين، كلما حصلوا على الاهتمام والرعاية والتقدير، كلما أبدعوا وقدموا نماذج متميزة في مجالات الثقافة والأدب والشعر والفنون والسينما والرياضة، وقد نجح مركز كرزكان الثقافي والرياضي في أن يثبت وجوده على مدى سنوات المهرجان الثلاث.
كرزكان ليست صورة سوداء أو منطقة مخيفة كما يتخيل البعض ويروج، ولكن إذا كنا ننتقد الشباب والمراهقين والصبية الذين يتجاوزون الحدود ويعبثون بالأمن والسلم الاجتماعي، فإنه من المهم التذكير باحتياجات الشباب من مراكز رياضية وترفيهية وأنشطة تمنحهم الفرصة لتقديم إبداعاتهم، وتبعدهم من الوقوع في الأعمال التي قد تتسبب في ضياع مستقبلهم.
والأهم من ذلك كله، أن مهرجان كرزكان الثقافي الثالث، لم يقتصر على مشاركين من القرية ذاتها، بل كان هناك حضور ومشاركة من جانب أهالي قرى مختلفة، وقد أبدع الشباب كثيراً، بارك الله فيهم، وقدموا ببراعة أعمالاً غاية في الجمال والتميز سواء في مجال الكتابة الأدبية أو في مجال الإلقاء الشعري أو التصوير الضوئي وفن الطفل والسينما.
بقي أن نؤكد على أن مثل هذه الفعاليات لا يمكن أن تستمر دون دعم مالي سخي من جانب الدولة، سواء كان ذلك للجهة المنظمة أم للجهة الداعمة، فضعف التمويل كان ولايزال هو السبب في ضعف البرامج المخصصة للشباب في القرى.