علي محمود خاجه

ذرية آل خاجه 


«السيد» هو ما يعنيه اسم خاجه بالفارسية حيث تنحدر أصولي، وهي ليست بالسيد الذي تنحدر سلالته من النبي عليه وآله الصلاة والسلام كوليد الطبطبائي و فؤاد الرفاعي ويوسف الزلزلة، بل سيد القوم كابن الوهاج في مسلسل «الجوارح». بمعنى آخر فإن خاجه إن أسقطناها على مفرداتنا المحلية فهي تعني «الشيخ»، ولكن هذا لا يعني بأي شكل من الأشكال أن جميع ذرية خاجه هم سادة قومهم، فقد يكون جدي الأكبر سيدا لقومه في سالف الأزمان وعلى إثر ذلك فإن ذريته من بعده نالوا هذا اللقب لأنهم من سلالته. في الظروف الطبيعية والمنطقية والعقلانية فإن اختيار جدي الأكبر ليكون سيدا لقومه قد يعود لعوامل عديدة منها الذكاء أو العدل أو القوة الجسدية أو النفوذ المالي أو غيرها من عوامل، كما أن أولئك القوم ارتضوا أيضا أن تستمر سلالة جدي في السيادة والحكم أيا كان شكله على مر السنين الفانية. ولكن بكل تأكيد فإن تلك السيادة لم تكن بأي شكل من الأشكال صك غفران دنيوي لكل من يحمل هذا اللقب، فيكون كل أبناء خاجه السابقين واللاحقين بالنسبة لقومهم يمتلكون شهادة حسن السير والسلوك منذ مولدهم إلى فنائهم. فأنا على الأقل أعرف أن هناك منهم من هو فاشل في تكوين أسرة جيدة وآخر «نحيس» وثالث بخيل ورابع قاطع رحم وخامس متمرد وسادس مزعج… إلخ. فإن أتاني جاره السادس مثلا ليشكو لي إزعاجه فلن أحصن السادس بلقبه، وأقول «إنت تدري إنه ولد خاجه؟؟ شلون تقول عنه جذيه؟؟»، أو أتتني زوجة الثالث تشكو بخله فلن أرد بأن «حمدي ربج متزوجة ولد خاجه». تلك السلبيات وغيرها بالطبع لا تنفي أبدا اعتزازي بعائلتي ولقبها، بل تجعلني حريصا على أن تكون مثالية قدر الإمكان، ولكني سأرفض قطعا أن يكون اللقب هو الحصانة الدائمة، فمولود هذه الذرية شأنه شأن البقية تكون من نطفة لم يخترها هو، وليس من المنطقي أبدا أن تصبح كينونته محمية ومرموقة حتى إن لم يفعل في دنياه إلا ما هو بغيض وكريه. لذلك فالشيخ الخاجوي لن تحميه خاجويته في حال خطئه وإساءته لمجتمعه، فالعمل هو المقياس، واحترام الذات قبل احترام الغير هو المعيار. فليشر إليه وليوبخ وليعاقب كل خاجه إن لم يحترم القوانين العامة وتعدى على الناس وأهان الجميع، أما بالنسبة لمن هم خارج دائرة آل خاجه ويعاملون هذا الآل على أنهم أفضل منهم فلا أوجه لهم سوى سؤال واحد: لماذا تجعلون غيركم حتى إن كان سيئ العمل بأن يكون أفضل منكم لمجرد حصوله على اللقب؟ خارج نطاق التغطية: بالون اختبار جديد قدمته الدولة للحد من الحريات من خلال منع «البلاك بيري» كما تتمنى، وفيما يبدو بأنها نجحت في هذا البالون، فردة الفعل لم تكن على قدر التقييد وستستمر في منعها لكل حرية، و»ربعنا كالعادة خاموووش». 

سامي النصف

أعلامنا ودوامنا

بيض صنائعنا سود وقائعنا

                          خضر مرابعنا حمر مواضينا

لربما هذا هو اشهر بيت شعر عربي على الاطلاق وقد اختلف كثيرون على قائله فمنهم من نسبه للشاعر الجاهلي عمرو بن كلثوم وهناك من ادعى ان القائل هو شاعر عراقي بسيط استخدمه لاقناع الملك فيصل الاول بوضع تلك الالوان ضمن علمه حيث ان الابيض هو شعار الدولة الاموية والاسود الدولة العباسية والاخضر الفاطمية والاحمر العثمانية وللدلالة على الدم الذي سيسفك لاجل القضية الفلسطينية.

والحقيقة ان قائل ذلك البيت هو الشاعر عبدالعزيز بن سرايا السنبسي الملقب بصفي الدين الحلي «1277 ـ 1349م» ولا اعلم لماذا يكره العرب منذ ذاك الحين حتى اليوم تسميتهم بأسمائهم فيخفونها بالقاب مثل ابوفلان وعلان، القصيدة بدأها الشاعر بالقول:

سلي الرماح العوالي عن معالينا

                                   واستشهدي البيض هل خاب الرجا فينا

لا يمتطي المجد من لم يركب الخطرا

                                  ولا ينال العلا من قدم الخدرا

تعمد الدول عند حدوث تغييرات او احداث جسام في تاريخها لتغيير علمها ليعكس الحالة الجديدة، كما حدث في مصر ابان حكم ناصر وبعده حكم السادات، والعراق بعد 58 و63، وسورية وغيرها من الدول، ولا شك ان ألوان العلم الحالي تمثل الحالة الوحدوية والمرحلة السياسية لحقبة بداية الستينيات ولا تعكس خصوصية كويتية كحال ما تعكسه خصوصية اعلام دول مثل السعودية وقطر والبحرين فهل من المناسب ان نعيد النظر في دلالة علمنا بحيث يعكس خصوصية بلدنا ومرحلة ما بعد عدوان عام 90 عبر العودة لعلمنا الاحمر او خلق علم ازرق.. الخ.

في موضوع ومقترح آخر هناك فائض في الموظفين الحكوميين تقابله تعقيدات ادارية وبيروقراطية تحتاج من كل موظف ان يترك مقر عمله لتخليص معاملاته في الدوائر الاخرى وهو ما يتسبب في ظاهرة ازدحام الساعة 11 صباحا الفريدة، لماذا لا يوزع الدوام الحكومي على مرحلتين صباحية لمن يعشق الاستيقاظ المبكر «8 صباحا ـ 2 ظهرا» ومسائية «2 ـ 8 مساء» لمحبي الاستيقاظ المتأخر وبذا نحد من التكدس والبطالة المقنعة ونقلل الازدحام المروري ونزيد من الانتاجية ونمنع عمليات التزويغ من الدوام للنوم او تخليص المعاملات حيث سيتمكن من يداوم صباحا من تخليص معاملاته مساء والعكس صحيح، وفي هذا السياق يمكن كذلك احالة الفائض من الموظفين للعمل في القطاع الخاص لفترة معينة مع تحمل الحكومة لرواتبهم ثم اما ان يبقوا عند انتهاء المدة لدى ذلك القطاع على ان يتحمل رواتبهم او يعودوا لعملهم الحكومي.

آخر محطة:

عودة للقصيدة التي بدأنا بها المقال حيث من الابيات التي قالها الشاعر:

ان العصـافيـــر لما قام قائمـها

                                    توهمت انها صارت شواهينا

انا لقوم ابت اخلاقنـــا شرفا

                                  ان نبتدي بالاذى من ليس يؤذينا

وانتظروا سلسلة مقالاتنا المقبلة ودمتم.

احمد الصراف

تحذير مهم عن أمر خطِر

كما الافراد والشركات، تستخدم جميع الجهات الحكومية أجهزة تصوير مستندات ضوئية، والتي لا غنى عنها في أية مصلحة مهما علت سريتها أو صغر حجمها، وعادة ما تستهلك هذه الاجهزة بعد فترة وتباع لآخرين، ولكن لا احد يقوم باتلافها أو الاحتفاظ بها الى الابد، وما لا يعرفه كثيرون هو احتواء كثير منها، وربما جميعها، على اقراص صلبة تقوم بطريقة رقمية بتسجيل عدد المستندات التي قام الجهاز بتصويرها، كما تقوم بالاحتفاظ بصورة عن كل مستند تم تصويره.
فقد قامت احدى الشركات الاميركية بشراء مجموعة CBS مستعملة من هذه الآلات من احد المخازن، وازالة اشرطة التسجيل منها وفتحها وقراءة محتوياتها المدمجة على الاقراص الصلبة على الكمبيوتر، حيث تبين احتواؤها على معلومات شخصية وأمنية خطرة تتعلق بآلاف التقارير الطبية الحساسة لشخصيات مهمة، ونوعية الادوية التي يتناولونها، والامراض التي يشكون منها، وفي آلة اخرى وجدوا تفاصيل عن مختلف الجرائم الجنسية التي ارتكبت، واسماء وعناوين مرتكبيها، وقرص آخر وردت فيه اسماء الجهات المتورطة بتجارة المخدرات، وآلاف المستندات الاخرى التي تحتوي على خرائط مبان سرية وارقام الضمان الاجتماعي الشخصية وعناوين سكن، وجميعها ما تبحث عنه جهات عدة على استعداد لدفع الكثير مقابل الحصول على مثل هذه المعلومات السرية، والكويت ليست باستثناء!
وعليه تقع علينا جميعا مسؤولية امنية واجتماعية مهمة تتعلق بضرورة القيام بتنظيف الاقراص الصلبة لهذه الآلات بين الفترة والاخرى، وبالذات قبل بيعها لآخرين، علما بأن غالبية اجهزة التصوير الجيدة، ومقابل مبلغ اضافي لا يزيد على 70 دينارا، يمكن تزويدها بميزة مسح محتويات الاقراص الصلبة في اية لحظة وبكبسة زر!
وهنا نطالب الشيخ علي اليوسف، مدير عام المباحث الجنائية، بالقيام بدوره الأمني المهم واستعادة الاقراص الصلبة من جميع آلات التصوير، وبالذات الحكومية، من الجهات التي تقوم بالمتاجرة بها كأجهزة مستعملة، وكذلك ضرورة الكتابة لكل الجهات الحكومية والأمنية والعسكرية منها بالذات، ومطالبتها بعدم شراء أية اجهزة تصوير لا تحتوي على ميزة المسح، أو اتلاف تلك الاقراص المدمجة، وهذا افضل بكثير، كما تقع على وزارة التجارة مسؤولية مطالبة شركات بيع أجهزة تصوير المستندات، وهي ليست كثيرة على اية حال، بوضع مصلقات تحذيرية عليها تفيد بوجود اقراص صلبة تقوم بتسجيل صورة كل مستند يتم تصويره عليها، وبضرورة تنظيف هذه الاقراص بين الفترة والاخرى، أو ازالتها واتلافها قبل بيعها لآخرين، نعيد ونقول بأن المسؤولية تقع علينا كأفراد أكثر منها على الأجهزة الحكومية التي عادة ما تتحرك بسرعة أقل!

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

يساراً ثم بسرعة يميناً

حكومة إسرائيل قدمت خطتها لتأمين سلامة الشعب في حال قيام حرب مع حزب الله، وتفقدت الملاجئ، واستكملت نواقصها، وباشرت تطبيق الخطة على وزرائها ثم نواب البرلمان ثم موظفي الحكومة، فالمدارس، فالأهالي في بيوتهم، فالأسواق…

والكويت – التي تجاورها إيران الساعية إلى امتلاك برنامج نووي، والتي قد تنشب بينها وبين أميركا وحلف الناتو معركة ولا ذات الصواري، وسينالنا من الحب جانب، وستدوسنا حوافر الخيل وهي في طريقها من وإلى إيران – لم تقدم حكومتها لا خطة ولا شطة. ليش؟ لأن الكويتيين أقوياء، لأن الكويتيين من الفولاذ المقاوم للطعج والبعج، لأن الكويتيين من الستانلس ستيل، بقطرة صابون واحدة سيدتي ومسحة واحدة يعود كما كان.

وخير يا طير إذا اندلعت الحرب الأميركية الإيرانية، وتاهَ صاروخ نووي عن قطيع الصواريخ وفقدَ أمه، واتجه إلى الأراضي الكويتية؟ يخسي أكبر صاروخ يهز شعرة في أصغر طفل منا، وسنمشي برؤوس مرفوعة، ولن نشارك الفئران جحورها، وكيف ننجحر ونحن ذرية من قال فيهم عمرو بن كلثوم في معلقته: "إذا بلغ الفطامَ لنا صبيٌّ، تخر له الجبابر ساجدينا / ألا لا يعلم الأقوام أنّا، تضعضعنا وأنّا قد ونَيْنا / ألا لا يجهلن أحدٌ علينا، فنجهل فوق جهل الجاهلينا". وشاعرنا الوطني الكبير أحمد الشرقاوي يقول: "جمبلي جمبلولو". وقد أعذر من أنذر يا إيران ويا أميركا، ألا هل بلغنا، اللهم فاشهد.

وأي سخص من السخوصة، على رأي محمود السعدني، ينطلق صاروخ في وجهه، فلينحرف بجسمه يساراً، ثم بسرعة ينحرف يميناً، وسينخدع الصاروخ بإذن الله، وسيمر بجانب أذنه لهُ وزيز، اززززز. هذا والله أعلم، ها خوتي ها.

أما إذا تعمدت إيران إطلاق صواريخها علينا، فسنرد عليها بصواريخ بناتنا اللواتي يخبئنها تحت حجاباتهن، فنأمرهن بالوقوف صفاً واحداً، وجوههن باتجاهنا وظهورهن باتجاه إيران، فإذا بدأ تبادل القصف، ينحنين إلى الأمام قليلاً، ثم يرفعن رؤوسهن بسرعة، فينطلق صاروخ كلّ منهن مع حجابها. والبادئ أظلم.

***

البادرة الإنسانية تجبرك على تحية صاحبها، بعدما كدنا ننسى كلمة "إنسانية". وبادرة معالي النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الشيخ جابر المبارك سيتذكرها الناس بعد أن أمر معاليه بنقل أسر شهداء حرب أكتوبر في مصر لزيارة قبور ذويهم. وهي بادرة ستصب الماء على ركام القبور لتعيد إليها لدونتها في ذاكرة الشعب… شكراً أبا صباح، فهذه هي الكويت، وهذا هو جيشنا الذي لا ينسى دماء أبنائه، وهؤلاء هم شيوخنا. ورحم الله شهداءنا الأبطال.

***

عزاؤنا لرئيس التحرير الزميل خالد الهلال المطيري في وفاة هلال فجحان هلال المطيري، تغمد الله الفقيد بواسع رحمته وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان.

سامي النصف

إجابة السؤال: F16 أم الرافال؟

بسبب كثير من الغفلة وقليل من السذاجة ـ أو العكس ـ استطعنا وبكفاءة كبيرة خلق فرق تدمير شديدة الفاعلية يختص بعضها بالإساءة للعلاقة الكويتية ـ السعودية، وآخر للعلاقة الكويتية ـ العراقية، وثالث للعلاقة الكويتية ـ الإيرانية، ورابع للعلاقة الكويتية ـ المصرية والسورية واللبنانية.. إلخ، وأخيرا للعلاقة مع القوى الكبرى كالولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي التي ندين لها بتحريرنا وبقائنا كي ينتهي الوضع بنا للبقاء وحيدين في العراء.

فالطريقة التي يتم التعامل بها مع مشروع طائرة الرافال الفرنسية به اساءة شديدة للعلاقات مع دولة أوروبية مؤثرة كفرنسا، وفي الوقت الذي نؤمن بأن البعض مخلص في معارضته للصفقة الا انه علينا ان نقر ونعترف بأن تجار السلاح أصبح لديهم في الجيب مشرعون ومختصون يتبنون مشاريعهم ويحاربون حروبهم لقاء مبالغ تدفع وحسابات ترفع، ومن ثم فهي مواقف مدفوعة الثمن لا علاقة لها من بعيد أو قريب بالوطنية أو مصلحة الكويت.

ولنضع بعض الحقائق والمسلمات حتى يمكن من خلالها الوصول الى القرار الصحيح الذي تستفيد منه الكويت ويعزز بقاءها ويمنع الإضرار بشعبها في يوم ما عندما نبحث عن الأصدقاء والحلفاء فلا نجدهم:

1 ـ ان الكويت ليست دولة عظمى سيخلق لها اختيار هذا السلاح او ذاك قدرة عسكرية مسيطرة ومهيمنة تجعلها تتفوق على دول محيطها الجغرافي.

2 ـ ان السلاح لا يقاس فقط بقدراته الذاتية بل بما سيزود به من أجهزة الكترونية وصواريخ متقدمة ومقدار ما تسمح به تشريعات الدول المصدرة بهذا الخصوص، فطائرة أقل قدرة قد تكون أفضل من طائرة أكثر تقدما الا ان تشريعات دولتها لا تسمح ببيع التكنولوجيا المتقدمة لدولنا ومن ثم ننتهي بطائرة «قير ومكينة» كما يقول المثل الشعبي.

3 ـ ان المصلحة الاستراتيجية الكويتية وبقاءنا المستقبلي لا يعززان باختيار هذا السلاح او ذاك بل بالحفاظ على العلاقات الحميمة مع الدول المؤثرة في العالم ولاشك في أن عقد الصفقات الدفاعية معها هو احدى الوسائل الفاعلة للحفاظ على مثل تلك العلاقات.

4 ـ ليس هناك ما يمنع شراء نوعين من الطائرات لسلاحنا الجوي فأغلب القوى الجوية في العالم تمتلك أكثر من نوع ضمانا لها ضد التقلبات السياسية ولخدمة الأغراض المختلفة (الدفاع، الهجوم، المدى القصير والمدى الطويل).

5 ـ هذه المسلمات لا تعني على الاطلاق ان نشتري أسلحة خردة عديمة الفائدة او ان ندفع أثمانا باهظة ومبالغا فيها لها.

وكمثال واقعي لما نقول فقد سبق لمجلس ادارة «الكويتية» المستقيل عام 2007 ان قرر آنذاك شراء 38 طائرة منها 19 طائرة بوينغ 787 المسماة بالطائرة «الحلم» كونها الأفضل من نوعها في العالم وتخدم المسافات المتوسطة والطويلة وبأسعار تنافسية جدا مما أرضى حلفاءنا الأميركان، مع ملاحظة ان شركات صناعة الطيران المدنية هي في الأغلب التي تقوم بصناعة الطائرات العسكرية، ثم اشترينا 19 طائرة ايرباص 320 وهي كذلك الأفضل ضمن الطائرات القصيرة والمتوسطة المدى وبأسعار تنافسية جدا مما أرضى حلفاءنا الفرنسيين، ولم يثبت ان هناك «شعرة» استفادة من تلك الصفقات التي تمت عن طريق شركة مساهمة كويتية، لقد حكمنا آنذاك ضمن مجلس الادارة «الشق الفني» و«الشق السياسي» وتعزيز مبدأ الشفافية والنزاهة حيث اعلنت الأسعار بالصحف كي يمكن مقارنتها بصفقات الشركات الأخرى التي تعلن في وسائل الإعلام فأتى القرار الفني ـ السياسي الصائب الذي يخدم مصلحة الكويت و«الكويتية».

آخر محطة: (1): نسبت الزميلة «الدار» الأحد الماضي لمسؤول في شركة الطيران الوطنية احجامهم عن الدخول في مزايدة تملك «الكويتية» بسبب «تهالك» أسطول «الكويتية» وتحملها لخسائر كبيرة جدا مما يعني أنها استثمار غير مجد، لماذا لا يحاسب من تسبب في إلغاء صفقة شراء الطائرات لـ «الكويتية» والذي كان بمثابة اصدار حكم إعدام بحقها ينتظر فقط التنفيذ.

حسن العيسى

هل تدرك معنى كلمة شيخ يا شيخ؟

اهدأ يا شيخ وتركد، وكلامي موجه إلى الشيخ صباح مبارك صباح الناصر، مرة ثانية وثالثة ورابعة ومن غير نهاية أكرر وأقول: اسمعها منّي يا شيخ صباح مبارك ولكل السادة الشيوخ، وهم محل تقديرنا واحترامنا.

اسمعها منّي يا شيخ، فلست أنت ولا غيرك من شيوخ الكويت "معازيب" النائب مسلم البراك ولا الوزير هلال الساير.

الكويت ليست إقطاعية لأسرة أو فرد، ولستم رعاةً ولسنا رعيةً لكم ولا لغيركم، أنتم تحكمون برضائنا وبإرادتنا الحرة، نحن مواطنون، ومشاركون في الحكم وأنتم حكام معنا وبقبولنا لكم، والعهد بيننا وبينكم وثيقة مدوَّنة اسمها الدستور، وإذا حاول أحد ما مسح تلك الوثيقة أو قلبها فسيُردُّ كيده إلى نحره، ومن يراوده وهم أو حلم مريض بالاستفراد في السلطة وعودة الأيام الخوالي الشاذة حين عُطِّلت أحكام الدستور في أكثر من مناسبة، فهو واهم وتهيمن عليه أحلام اليقظة… اصحَ يا شيخ… فعهدنا مع أسرة الصباح الكريمة هو الدستور، وما نصت عليه المادة السادسة فيه حين قررت أن "النظام في الحكم ديمقراطي، السيادة فيه للأمة مصدر السلطات جميعا…"، ونحن يا شيخ صباح المبارك -وأنت معنا لا فوقنا ولست معزبنا- الأمة ونحن مصدر السلطات، ونحن الجذع والجذور، ونحن الأصل، ومتى غُيِّب المصدر وقُطِع الجذع واجْتُثَّت الجذور، فستُمحى الفروع والأوراق.. فأين ستكون شجرة السدرة الكويتية؟

ماذا تقول يا شيخ، وبماذا هذيت في لقائك مع قناة "سكوب"…! عبارات مثل "معازيب… وتاج راسك… واضرب بيد من حديد"، ليس مكانها دولة المؤسسات ودولة المشروعية القانونية التي نعمل من أجلها، مكانها المناسب هو العدم والصمت، قلْ خيراً أو اصمتْ… قلْ يا شيخ: لي رأي وسأتواضع في ما أقول، وسنسمع رأيك، فهذا حقك مثلما هو حقنا أن نقول رأينا بما تفوهت به من بؤس وحديث جارح… هكذا نفهم دولة حكم القانون… وهكذا نفهم الحرية…

حريتنا يا شيخ ليست وقفاً على رغباتك، وليست مرهونة لدَينٍ علينا لكم، حرياتنا هي وجودنا وهي كرامتنا، وهي دستورنا الذي تبغضه شئت أم أبيت… حريتنا وحقنا في التعبير لن يكونا سجينَي المزاج الفردي والهوى الشخصي.

حريتنا يا شيخ هي "كويتيَّتُنا"، وهي ليست هبة منك ولا من غيرك، إنما هي للأرض وللدهر حين خُلِق المكان.

حرياتنا تملي علينا أن نقف مع الحق، والحق هو الإنصاف والمساواة تحت حكم القانون العادل… والقانون ليس مجرد نصوص مبثوثة هنا وهناك… إنما هو الروح… وهو احترام الكرامة الإنسانية كما أرادها الحق… وهي أسمى من أن تكون سلعة بخسة في أسواق شراء الذمم وبيع الضمير… الشيخ يا شيخ لا يتفوه بكلمات مثل "احترم معازيبك… وتاج راسك"… الشيخ يا شيخ نجده معنا في الأفراح والأتراح… الشيخ يا شيخ معنا في حفل الزفاف وفي مأتم العزاء… والشيخ يا شيخ يتألم للظلم إذا أصاب المواطن أو الوافد… والشيخ يا شيخ لا يهدد ولا يتوعد… والشيوخ يا شيخ رايتهم بالأمس… يعزون ويتواضعون من غير لافتات وتنبيهات تقول… أنا شيخ واعملوا حساباً لقدومي…!

الشيخ يا شيخ هو مواطن مثلي ومثلك… لا يجوز أن يكون "معزباً"… ولا راعياً… فنحن لسنا رعية ولست أنت ولا غيرك رعاة في صحراء الكويت… الشيخ يا شيخ هو من يؤمن بحكم القانون وبالمساواة في العدل لا في الظلم… الشيخ يا شيخ لا ينتقم، إنما يُعمِل حكم القانون… والشيخ لا يؤدب الشعب ويرفع العصا الغليظة في وجوه أبناء وطنه حين يرى ما لا يرون… وإنما يقول لهم: نحن سواسية أمام حكم القانون.. والشيخ يا شيخ هو من يتأسَّى بكلام كريم مثل "كلُّكم راعٍ وكلُّكم مسؤول عن رعيته"، والراعي والرعية بصيغة الجمع "كلُّكم" لا تعني غير المساواة في العدل، وهي بذلك تنفي مفاهيم الاستتباع والراعي والرعية… فهل عرفت معنى كلمة "شيخ" يا شيخ… اتقِ الله في نفسك وفي وطنك يا شيخ…

سعيد محمد سعيد

شباب القرى يخططون لانتحار جماعي!

 

لا أتذكر، ولو على وجه التقريب، عدد المرات التي تلقيت فيها اتصالات أو التقيت فعلياً بنماذج من شباب القرى بعد كل مقال يطرح ظاهرة العنف والتخريب والاضطراب الأمني، غير أنها كثيرة، ومع كثرتها، لكنها بالنسبة لي، تجارب مفيدة خصوصاً بوجود شباب يدفعهم الاستعداد للتحدث والاستماع والنقاش وجهاً لوجه، وليس على شاكلة (اضرب واهرب)، أو (أرسل شتاماً وسباباً وتهديدات عبر البريد الإلكتروني في الخفاء)، أو (نظم حملة ضد هذا الكاتب العميل الخائن) في موقع إلكتروني، وادخل بعشرات الأسماء المستعارة المكررة، وبارك الله شبابنا المناضل.

وعلى أي حال، فإن المتتبع للبرامج الإعلامية المتنوعة إذاعياً وتلفزيونياً، وكذلك ما تنشره الصحافة المحلية في شأن ظاهرة العنف والتخريب والاعتداءات والحرق، والتصريحات التي تصدر من بعض النواب وبعض ممن يطلق على نفسه (ناشط سياسي)، والخطب الدينية ومشاركات المنتديات الإلكترونية، سيجد كماً هائلاً من المواقف التي تدين العنف والتسبب في حوادث الاضطراب الأمني، ولا حاجة لي لتكرار ما طرحته دائماً من أن كل الأفعال المنافية للقانون من حرق وتدمير ومواجهات وتعريض القرى خصوصاً، ومناطق البلاد وشوارعها عموماً، لحوادث العنف، هي مرفوضة شرعاً وعرفاً، لكن في المقابل، قلما نجد مبادرات منطقية تكشف رغبةً للبحث في الأسباب ومعالجة الدوافع، حتى مع إيماننا التام وإجماعنا على رفض أعمال العنف والعنف المضاد.

قبل أيام، وبعد مشاركتي يوم الخميس الماضي في برنامج (مرئي ومقروء) في تلفزيون البحرين، تناولت مع الزميلة وفاء العم مقدمة البرنامج جزئيةً تتعلق باستمرار أعمال العنف وانجراف فئات من الصغار والناشئة والمراهقين والشباب في أعمال منافية للقانون، وقلت حينها إن هناك ثلاث فئات من الشباب، الأولى هي الفئة التي تؤمن بحقوقها الدستورية في المطالبة بأسلوب سلمي، وتشارك في الفعاليات المرخصة ولها منهجها المعتدل في طرح المطالب والمشاركة في الحياة العامة، والثانية هي فئة الشباب الذين ليس لديهم من هدف سوى التخريب والتحريق حتى في عمق ممرات وطرقات القرية، أما الفئة الثالثة، وهي الأخطر، فهي الفئة التي تريد أن تشعل الحرائق تحت مسميات وشعارات أكبر منها بكثير، ولا تدرك أصلاً معناها، وربما يدفعها في ذلك رغبة في الانتقام من المجتمع.

والمفارقة غير المتوقعة، هي أن مجموعة من شباب القرى طلبوا الالتقاء بي وتم ذلك فعلاً عصر يوم الجمعة، فبادرني أحد الشباب قائلاً: «بو محمد، شباب القرى لا يخططون لانتحار جماعي، لكن لدينا مطالب والدولة لا تستجيب»، فأجبته ومن معه من الشباب أنني لم أنتقد يوماً أية حركة مطلبية شبابية سلمية يحترمها الجميع، لكنني، حالي حال الكثير من المواطنين الذين رفضوا العنف لمجرد العنف والتخريب لمجرد التخريب في القرى، وخصوصاً في الأوقات الآمنة وفي إجازة نهاية الأسبوع، لا أقبل بتعريض حياة الناس وممتلكاتهم والممتلكات العامة للتخريب تحت أي شعار، فكان إجماع الشباب هو: «ما هو الحل والملفات العالقة من تمييز وتجنيس وقمع وحرمان من الحقوق وتشكيك في الوطنية والحملات المغرضة مستمرة؟»، ولم يكن لديّ جواب أكثر من أن كل تلك الملفات، لا يتحمل وزرها أهالي القرى ولا شأن لهم في أسلوبكم في التعامل معها، أما ما هو الحل، فلا أعتقد بأنكم لا تستطيعون التعبير عن مواقفكم وآرائكم في مسيرات واعتصامات وندوات وملتقيات سلمية، وهي قائمة كما نلاحظ وآخرها فعالية (رجعوها).

هناك نقطة أخرى نتمنى أن تتحقق وتنجح، وهي حديثي مع مسئول أمني كبير أبدى ارتياحاً من فكرة الاقتراب من الشباب والاستماع لهم والبحث في مشاكلهم والاستعانة بالمتخصصين الاجتماعيين للمشاركة في المعالجة بأسلوب يحفظ حقوق الوطن وحقوق المواطن والمقيم، تزامن ذلك مع برنامج (أمن) ظهر يوم الخميس والذي تحدث فيه كل من محافظ الشمالية جعفر بن رجب، والنقيب أنس الشايجي ضابط من الشئون القانونية إلى جانب قاضي محكمة الاستئناف العليا الشرعية الدائرة الجعفرية الشيخ محسن العصفور، وهو برنامج تناول الظاهرة من مختلف جوانبها بمشاركة المواطنين بكل حرية وجودة واعتدال في الطرح.

المبادرات الصادقة يمكن أن تنجح بعيداً عن مظاهر الحرق والتخريب والعنف والقمع وتشديد الإجراءات في القرى واستخدام الشوزن والمولوتوف والاعتداءات على المدارس والممتلكات وتجاوز أعراف حقوق الإنسان، وهي تتطلب مواقف متناغمة من جانب الرموز السياسية وقادة الرأي، إضافةً إلى شراكة مجتمعية فاعلة من جانب الدولة بمختلف مؤسساتها، ولاشك في أننا حين ندين كل الممارسات الخارجة عن القانون، ونرفض أعمال العنف والتخريب، نأمل في خطوات حقيقية للاقتراب من واقع المواطنين المعيشي، ونأمل أن تنظر الدولة إلى قطاع الشباب واحتياجاته وهمومه بصورة حقيقية أيضاً لا تنحصر فقط في التصريحات والخطط المقروءة على صفحات الجرائد فقط. لن يخطط شباب القرى لانتحار جماعي أبداً، طالما سيكون صدر الوطن متسعاً لهم ولغيرهم.

سامي النصف

على هامش ندوة العمل التطوعي

ندوة العمل التطوعي التي جمعت عدة فعاليات كويتية وفرنسية والتي كان دينمو فعالياتها الشيخة أمثال الأحمد، هي نتاج لفكر كويتي خلاق إذا ما أهملناه فستتخاطفه الدول الأخرى وتنسبه لنفسها – كالعادة – فنحن دائما من يفكر ويبدع والآخر من يستفيد.

خطاب سمو رئيس مجلس الوزراء الذي ألقاه في حفل العشاء الختامي وتحدث فيه بلغة فرنسية راقية وهو باللباس الوطني الكويتي، كان بالفعل إضافة للفعاليات وأظهر أمام رؤساء الجمعيات التطوعية والأكاديميين والإعلاميين أن الكويت ليست نفطا فقط.

لم يوفق أحد الديبلوماسيين العرب في مداخلته حيث أظهر إما أنه يجهل وقائع التاريخ ومثله أصول العمل البروتوكولي، أو أنه يعلم بتلك الأمور إلا أنه أراد إيصال رسالة لبعض مسؤوليه يقصد منها حصد المكاسب الشخصية.. و«ما هكذا تورد الإبل»!

رؤوس الشباب والشابات لا يمكن ان تبقى فارغة لذا إما أن تملأ بالأمور السالبة والمضرة كقضايا التشدد واللامبالاة وإدمان المخدرات واللف بالسيارات، وإما أن تملأ بأشياء موجبة كأعمال التطوع وحب الخير ومساعدة الآخرين والحفاظ على البيئة، والعمل التطوعي في الكويت لا يدعم – للعلم – من الدولة بدينار واحد في وقت يطلب منه أن يلحق بركب الدول المتقدمة التي تهتم بشغل أوقات شبابها بمثل تلك الأعمال الخيرة.

من الأمور التي ذكرتها الأخت الفاضلة أم ماجد حقيقة أن العمل التطوعي مغروس منذ الأزل في وجدان الكويتيين، فمن كان يهدم بيته في الماضي بسبب الأمطار والكوارث الطبيعية يقوم المقتدرون بالتبرع له بالمال وغير المقتدرين بالجهد لذا لم ينم أحد قط في الكويت الفقيرة في الشوارع كما يحدث في كثير من الدول الغنية، كما لم يمت أحد من الجوع في بلدنا حتى في أشد سنوات القحط والنقص في الغذاء في وقت تموت به الملايين في الدول الأخرى بسبب المجاعات، حيث فتح الأثرياء في الكويت مخازنهم للفقراء وفي ذلك رد على من يحاول بث البغضاء والكراهية بين أجيال الحاضر عبر الادعاء الزائف بأن الدائنين كانوا يستولون على بيوت المدينين في الماضي، فمن يتم الاستيلاء على بيته ينام في الشارع فهل نام أحد قط في شوارعنا؟! أوقفوا دعاوى الكراهية الكريهة قبل أن تزيد من فرقتنا.

آخر محطة: لقاء مؤثر عقد مع الطلبة تم خلاله حثهم على ألا يتقوقعوا على أنفسهم بل عليهم خلق صداقات مع زملائهم في الدراسة من الفرنسيين وأبناء الشعوب الأخرى، وتم ضرب عدة أمثلة لهم في كيفية استعانة الكويت ابان محنتها بالعلاقات الشخصية التي أقامها الكويتيون مع الآخرين.

محمد الوشيحي

اقطع واخس

وغلاة النائبين خالد السلطان وحسين القلاف، أصدق وأنقى وأتقى نواب عصرنا هذا، وأكثرهم زهداً وورعاً، أنني لا أتعامل مع التكنولوجيا إلا بوجود محرم، ولا فرق عندي بين البلاك بيري والياهو والفيسبوك، ولا يهمني شخصياً إنْ منعوا هذا البرنامج أم سمحوا بذاك، الأهم ألا يمنعوا التدخين. مشكلتي فقط هي في هذا الكم الهائل من موظفي المنع، والميزانية الهائلة المخصصة للمنع، والسيد رئيس قسم «امنع» الذي يخاطب السيد رئيس قسم «اقطع» ليوعز إلى السيد مدير إدارة «اخس»، ويأتيك كتابنا هذا الصادر برقم والمؤرخ بتاريخ، وتقبل فائق التقدير، واقطع واخس.

ولا أدري لماذا أتخيل الكويت دائماً بيتاً مطليّاً باللون الأسود من الداخل، لا نوافذ له، مصمتاً، إضاءته صفراء باهتة، وصوت السياط والكرباج يتصاعد من إحدى غرفه، وبجانب المطبخ تتناثر أكوام زبالة، وحولها كلابٌ تنبح، وثكلى تنوح، وأطفال بملابس رثة، احتل الذباب مساحات وجوههم.

وفي فنلندا، سقى الله فنلندا، ينص الدستور على أن توفر الحكومة لكل أسرة خدمة الإنترنت عالي السرعة مجاناً. صدقاً لا مزحاً. الدستور بجلالة قدره هو من ينص لا القانون. وفي اليابان يشتري الناس خدمة الإنترنت بسرعة «1 ميغا، ولا تسألني عن معنى ذلك، ولن أسألك» بسعر يعادل «76 سنتاً» أي ثلاثة أرباع الدولار في الشهر، ونشتري هنا «1 ميغا» بسعر يعادل «170 دولاراً» شهرياً، وخدمة ما بعد البيع تجلب الحصوة إلى الكلى. لكننا مسلمون سندخل الجنة، بينما الفنلنديون نصارى سيدخلون النار وبئس المصير، هم واليابانيون البوذيون الكفرة.

وفي جمعية ضاحية علي صباح السالم (أم الهيمان) فازت القائمة الإسلامية، وارتفعت راية الحق. وتعال شوف يا معالي وزير الشؤون الدكتور محمد العفاسي، يا من نحبه ونحترمه، تعال شوف ماذا فعل الإسلاميون جزاهم الله خيراً بالميزانية، وهم الذين منعوا بيع الدخان للناس من باب الوَرَع واستبدلوه ببيع الهواء. واطلب المستندات لتعرف كم قبض المحاسب الوافد المتعاون مع الإدارة، وستكتشف أنك أمام شجرة صفراء، أصلها في أم الهيمان وفرعها عندك في الوزارة، وستعرف أن القصة فيها شبكة وكتْب كتاب.

يا أبا سعود، أغلب الناس في أم الهيمان غلابة، يسحرهم من يطيل لحيته ويقصّر ثوبه ويبدأ حديثه بجملة «بعد أن صليت الفجر جماعة». أهل أم الهيمان يخافون الله ويرجون رحمته لكنهم بسطاء. فيا معالي الوزير، أم الهيمان طفلة يتيمة قاصر، مات أبواها فتولى أمرها اللصوص وقطّاع الطرق، فاحفظ أموالها يحفظك الله إلى أن تبلغ الطفلة مبلغ النساء وتدرك زيف بعض اللحى، وتفهم أن الصدق والأمانة والكفاءة لا علاقة لها بطول اللحية ولا قِصر القماش… يا معالي الوزير افتح التحقيق بعد أن تغلق أنفك، وعيِّن مجلس إدارة ترضاه يراعي ضميره في تحديد الأسعار وتوزيع الأرباح. 

سامي النصف

انطباعات من عند العتبات

أمضينا عطلة الاسبوع الماضي في زيارة استغرقت يوما واحد للعتبات المقدسة في كربلاء والنجف، وقد ضم الوفد كلا من سفير الكويت لدى العراق الفريق علي المؤمن والنائب الفاضل عدنان المطوع وزميلنا صاحب وصفة النجاح لكل تحرك اعلامي وسياسي عدنان الراشد ومدير التحرير الزميل محمد الحسيني، والزملاء د.عايد المناع وحسين عبدالرحمن ود.بدرالخضري ود.عبدالواحد الخلفان والزميلات منى ششتر ومحمود الموسوي وحصة الملا ونادية صقر وشقيقتها ايمان وغيرهم من اكاديميين واعلاميين.

 

بدأت الرحلة بالتوجه بالطائرة للبحرين ثم الانتظار لساعتين وبعدها رحلة استغرقت الساعة ونصف الساعة لمطار النجف، وواضح ان ذلك الجهد يمكن اختصاره واختزاله لو بدأنا برحلات مباشرة من الكويت للنجف ومثل ذلك تسهيل عمليات النقل البري بين البلدين حتى تصبح الكويت بوابة لمثل تلك الزيارات ويمكن العودة لفتح البلاد لمواسم الحج للسعودية كذلك عبر اعادة انشاء مدينة الحجاج التي كانت تنشط الحركة التجارية في الكويت للحجاج العراقيين والايرانيين إبان الستينيات والسبعينيات.

 

إن استراتيجية كويت المركز المالي تفرض علينا فتح الحدود وتغليب الثوابت الاقتصادية على الهواجس الامنية المبالغ فيها، والتي سادت تفكيرنا أمدا طويلا، ولم تمنع شيئا، ان جيران الكويت في المنطقة كالسعودية والبحرين وقطر وابوظبي ودبي لا يملكون تلك الهواجس بل يزورهم الملايين كل عام دون مشاكل وعلاج الصداع لا يتم عبر.. قطع الرأس!

 

بدأت الزيارة بالتوجه لكربلاء التي تبعد ما يقارب 80 كيلومترا والتي يمتلئ طريقها الموصل للنجف بالاستراحات المجانية للزائرين اضافة الى المقاهي والمطاعم والاسواق التي تبقى مفتوحة اغلب الليل مما يزيل اوهام فقدان الامن المرتبط بالعراق، تلك العتبات ومثلها عتبات النجف هي تحف اثرية اسلامية على اعلى طراز، والتنظيم داخلها يقارب الكمال، وهي مفتوحة للشيعة والسنة وغيرهم من الطوائف.

 

ان على من لا يؤمن بزيارة الاضرحة والمقامات الا يزورها، وهذا حق مطلق له، على ان يعطي الحق بالكامل لمن يرى غير ذلك حتى لا يصطدم ليس بالشيعة فقط بل بكثير من منضوي المذهب السني كالصوفية وغيرهم ممن ينتشرون في المنطقة الاسلامية الممتدة من المغرب حتى اندونيسيا مرورا بمصر، ان في الانتقادات المتبادلة إضعافا كبيرا للدين الاسلامي حيث سينشغل المسلمون بعضهم ببعض، فالحكمة الحكمة، والعقل العقل.

 

آخر محطة: (1) ما كان لتلك الزيارة الشعبية التي غطتها وسائل الاعلام في البلدين والتي عززت العلاقات الكويتية ـ العراقية ان تتم لولا الدعم اللامحدود من نائب جهاز الامن الوطني الشيخ ثامر علي السالم ومن وزارة الخارجية ممثلة بالسفير خالد مغامس والنائب د.يوسف الزلزلة والقنصل سالم الشنفا والجندي المجهول الزميل احمد يوسف بهبهاني، والزميل يوسف خالد المرزوق، ومن وزارة الاعلام الكويتية ممثلة في الاخوة خالد العنزي وعبدالحكيم السبتي ومن الجانب العراقي الاستضافة الرائعة، والحفاوة البالغة من قبل السادة عمار واحمد وحسين الحكيم والسيد محمد حسين بحر العلوم والسفير العراقي في الكويت السيد محمد بحر العلوم فلهم الشكر جميعا.

(2) ملأ الزميل حسين عبدالرحمن الطائرة بالقيمر العراقي الممتاز حتى ثقلت وكادت ان تتزحلق بدلا من الاقلاع، وقد وعد بو علي ان يرسل كمية مجانية من القيمر لكل من يتصل به.. والدعوة عامة!