احمد الصراف

الجمعيات الخيرية والعفاسي

من المتوقع، كما ورد في «القبس» قبل أيام، صدور قرار من وزير الشؤون المميز، السيد محمد العفاسي، يسمح للمبرات الخيرية، التي لم تصدر بحقها أي مخالفات، بجمع التبرعات عن طريق نماذج خاصة، أسوة بالجمعيات الخيرية. وورد في الخبر أن إدارة الجمعيات والمبرات الخيرية في الوزارة ما زالت تسعى إلى فرض هيبة القانون وتطبيق اللوائح على آلية جمع التبرعات، ومن واقع خبرتها مع هذه الجهات، فقد وضعت عديدا من الضوابط والشروط، ومنها خمسة رئيسية: قيام المبرة بتقديم تقرير مالي وإداري للوزارة، تزويد الوزارة بكشف حساب البنك، وجود ما يثبت أن لديها مشاريع خارج البلاد معتمدة من وزارة الخارجية، إثبات ما يفيد بأنها لم تدخل في تأسيس المصارف المحلية والخارجية أو الشركات المالية، وأخيرا أن تثبت عدم قيامها بأي مشاريع تخالف الأنظمة، وتقديمها ما يثبت وجود مشاريع موافق عليها مسبقا.
وهذا يعني، وبوضوح شديد، أن غالبية الجمعيات والمبرات، إن لم تكن كلها، لم تكن تتقيد أصلا بهذه الضوابط، وهذا ما كنا نقوله لسنوات، وكانت الوزارة تنكر ذلك، وتصر على تأكيد تعاون الجميع معها، ونالنا ما نالنا من هجوم بسبب موقفنا هذا.
إن تدخل الوزارة الأخير الهادف لوضع الأمور في نصابها، والذي تأخر لأكثر من عقدين، سيؤدي حتما، إن طبق بطريقة سليمة، للتأثير سلبا في أوضاع أطراف كثيرة مستفيدة من بقاء الأوضاع على ما هي عليه الآن! ففي غياب أي نوع من الرقابة والمحاسبة أثرى كثيرون من هذا التسيب، واستولى أفراد محددون على مئات ملايين الدنانير من أموال المتبرعين، السذج غالبا، بحجة إقامة مشاريع تنموية في أفريقيا وآسيا، وأحدهم ادعى إنشاء ألف شركة «تنموية» في آسيا، وآخر اشترى بأموال التبرعات مزرعة ضخمة في جزيرة أفريقية جميلة لإنتاج القرنفل!
ولا يسعنا هنا غير تهنئة الجمعيات والمبرات الخيرية التي التزمت بضوابط الوزارة، فأصبح بإمكانها الآن جمع التبرعات لمشاريعها الخيرية، ولكن شكنا سيبقى إلى أن تتضح الأمور، فالأموال كبيرة ولا صاحب لها، والاستيلاء عليها مغر.. وحتى صدور القرار الوزاري نضع أيدينا على قلوبنا خوفا من تدخلات اللحظة الأخيرة التي قد تمنع وزارة الشؤون من مراقبة حسابات المبرات والجمعيات التي لا تزال تسمى بـ«الخيرية»، والتي نتمنى أن تصبح خيرية بالفعل، فنحن لسنا ضد أحد، ولا عداوات شخصية لنا مع أي طرف كان.

أحمد الصراف

علي محمود خاجه

… وإذا ساوموها يا مسلّم؟

الموضوع كما أراه ينقسم إلى شقّين: الشقّ الأول هو مبدأ المساومة على المواقف، وهو ما يعني المتاجرة بالرأي والكلمة، وهو بلا شك أمر مرفوض ولا يجب القبول به بأي شكل من الأشكال خصوصا من نوّاب الأمة، ولكن السؤال الموجه إلى النائب البرّاك: هل الحكومة هي فقط من يساوم النوّاب؟ وقد تنجح مع البعض وتفشل مع البعض الآخر؟ أولم يساوم النوّاب الحكومة من ذي قبل؟ بل ساوموا بعضهم بعضا أيضا، ولكن في تلك الحالة فإنهم يسمونه تنسيقا نيابيا!! أولم يشترط على النواب القسم في تجمع العقيلة مثلا؟! فإما أن يقف النائب معكم وإما أن ترهبوه بانتزاع رداء الوطنية منه، وتشخصوه بأنه انبطاحي متنفع؟

إذن فمبدأ المساومة، وإن كان مرفوضا جملة وتفصيلا، قائم وممارس من قبلكم ومن الآخر سواء كانت الحكومة أو غيرها، فلا يجوز بعد ذلك أبدا أن تكون الحكومة هي صاحبة المساومة الخسيسة ومساومتكم تعتبر تنسيقا نيابيا وتوحيدا للصف الوطني.

أما الشق الآخر من حديث البرّاك فيتمحور حول فحوى القضية التي ادعى «بوحمود» مساومة الحكومة فيها للنائبة العوضي، وهي قضية إحالة القانون السيئ الذكر رقم 96/24 والمتعلق بفصل التعليم المشترك إلى المحكمة الدستورية.

كل المتابعين للشأن السياسي في الكويت يعلمون علم اليقين أن نوابا كأسيل العوضي وصالح الملا وعبدالرحمن العنجري وعلي الراشد يضعون قضايا الحريات وعدم التمييز والمساواة على رأس أولوياتهم التشريعية، وأبرز تلك القضايا بالنسبة إليهم هي قضية التعليم المشترك، بل قد لا يخلو حديث في ملتقياتهم وندواتهم العامة عن هذا الموضوع وتحركاتهم في سبيل تغيير قانون فصل التعليم، وهو قانون، بالنسبة للكثيرين وأنا منهم، غير دستوري وسبة في حق الدستور وواضعيه ومؤيديه، والتحرك في هذه القضية ليس وليد اليوم، بل هو ممتد عبر السنين، وهو ما يعني أن النائب البرّاك لم يكشف سرا دفينا في الحديث عن رغبة أسيل العوضي في إحالة القانون إلى المحكمة الدستورية، أما عن موقف الحكومة إن كان فعلا كما تفضلت بأنها ستؤيد الإحالة إلى المحكمة الدستورية، فهو ما يعني أنها في هذه القضية متمسكة بالدستور وتسعى إلى الحفاظ عليه، فهي طبقت القانون السيئ الذكر ولم تهمله أو توقفه، وفي الوقت ذاته وافقت على التحقق من دستوريته لتكون الكلمة الفصل لأهل الاختصاص والشأن.

إن واجبك اليوم يا«بوحمود»، ولكي تثبت للجميع أن الدستور أخوك كما تفضلت من ذي قبل، هو الدفع بكل ما أوتيت من قوة لإحالة هذا القانون وغيره من قوانين تحوم حولها الشبهات الدستورية إلى المحكمة الدستورية، لا أن «تعاير» من يرغب في تطبيق الدستور واستيضاح بعض مكامن الخلل فيه، فهل ستمضي قدما في الدفاع عن أخيك حتى إن كنت معجبا بفصل الاختلاط، أم أنك ستتبرأ من «خليصك»؟

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

سامي النصف

المسطول القادم من أسطال

في الستينيات تآمرت امبراطورية الشر السوفييتية القابعة في موسكو على الامة العربية مرتين بقصد احراج الرئيس جمال عبدالناصر، الاولى عندما دفعت المعتوه عبدالكريم قاسم للمطالبة بالكويت «لحرق» فكرة الوحدة العربية، والثانية عندما بدأت في مثل هذه الايام من عام 67 بتحريض النظام الثوري القائم آنذاك بدمشق على المزايدة والادعاء بأن اسرائيل تهدد بغزوهم بعد حادث ضرب الجرار الزراعي.

وابلغت موسكو في حينها رئيس مجلس الامة المصري محمد انور السادات الزائر لها بأن اسرائيل ستغزو سورية، كما خدعت وزير الحربية شمس بدران عندما وعدته بأن تدخل الحرب مع مصر ان لم تكن هي البادئة بالهجوم، مما مهد لمبدأ قبول الضربة الاولى، وقد كشف الباحث العسكري عبده مباشر في كتاب صدر له عن «اسرار وحقائق الحروب المصرية الاسرائيلية» ان وزير حربية ناصر الفريق محمد فوزي ابلغه ان قرار الانسحاب الذي تسبب في هزيمة 67 لم يصدر من مسطول قرية اسطال المشير ـ مجازا ـ عبدالحكيم عامر، بل اتى مباشرة من الرئيس عبدالناصر الذي سبق له ان اصدر قرار انسحاب مماثلا ابان حرب 56 ضمن خطابه الشهير.. «هنحارب».

«الهيكلية» نسبة لمضلل العقل العربي محمد حسنين هيكل أكلت «الناصرية» نسبة لعبدالناصر، ولم تبق منها الا هياكل خاوية وعظاما متكسرة كما اتى في احد التحليلات، يدعم ويمول فاحش الثراء السيد محمد حسنين هيكل جريدة «الشروق» ذات النفس الليبرالي اليساري في مقابل الانتشار الساحق لجريدة «المصري اليوم» ذات التوجه الليبرالي الوسطى، والتي اسسها المهندس صلاح دياب وهو رجل رائع في فكره وتوجهه السياسي الاصلاحي، ويرأس تحريرها زميلنا سابقا في «الأنباء» المبدع مجدي الجلاد، وقد دعيت للكتابة في تلك الصحيفة التي بات توزيعها يقارب توزيع جريدة «الاهرام» اعرق الصحف العربية قاطبة.

وتقوم جريدة «الشروق» هذه الايام وعبر النهج الهيكلي الصحافي (من الصحاف) المعتاد القائم على الغوغائية والتضليل والتوريط بدعم ترشيح د.محمد البرادعي للرئاسة، وتدفع بمناصرين زائفين تلبسهم الجلاليب تارة ولبس العمال تارة اخرى لاظهار ذلك التأييد «الاعلامي» الزائف، وقد استخدم البرادعي ـ ومثله ايمن نور ـ المساجد والكنائس للترويج لآرائهما السياسية، وهو ما اثار استهجان الناس.

وقد نشرت مجلة روز اليوسف لقاء مطولا مع شيخ اساتذة الطاقة النووية في مصر د.محمد ناجي ذكر ضمنه ان عمليات التفتيش المكثفة التي اختص بها د.البرادعي بلده هي ما قضى نهائيا على امكانية تطوير مصر لخيارها النووي، ارجح شخصيا ان دفع البرادعي للواجهة يقصد منه تلقي الصدمة الاولى والاحتراق لصالح ترشيح لاحق للسيد عمرو موسى بعد تركه لمنصبه الحالي.

آخر محطة:

حليف صدام السياسي والمحامي والنائب طلعت السادات اسقطه الله في شر اعماله بعد اتهامه بتلقي الرشاوى من رجل الاعمال عز الدين ابو عوض مقابل مساعدته للحصول على شركة سياحية! طلعت بأسلوبه الكوميدي والبلدي الشهير ادعى ان البرادعي سيتهم كذلك بأنه سرق قنبلتين نوويتين خبأهما في جيبه (!)، واضاف ان بعض زملائه من نواب المعارضة تلقى رشاوى ضخمة ـ يعني اشمعنى انا ـ حتى ان احدهم اشترى قصرا منيفا ووضع «كنبة» امامه وجلس عليها لأن اصله ـ حسب قوله ـ كان حارسا او بوابا!

الاكيد ان طلعت «طلع» من الحياة السياسية المصرية التي اعلن اعتزاله لها بـ «فضيحة مجلجلة»! وعقبال الخروج المبكر او «البكري» لنائب واعلامي آخر.

احمد الصراف

المفاصل الإسلامية وكلمة الشرف

بعد أن انتهينا من السروال الإسلامي والحجاب الإسلامي وغير ذلك من البدع التجارية جاء من يبشرنا بنجاح علمائنا في «اختراع» مفاصل بشرية إسلامية. ففي مقابلة في «الوطن 3/26» مع طبيب المفاصل هشام عبدالفتاح ورد في صدر الصفحة بالبنط العريض جدا: «.. المفصل الإسلامي» أحدث الطرق للقضاء على الخشونة والالتهابات! وعندما تقرأ المقال لا تجد فيه شيئا من هذا، بل تجد ان العنوان مضلل تماما ومسيء دينيا، وزيادة في السخرية من عقل القارئ ترد في الفقرة الأخيرة من المقال أن المفصل الذي يتحدث عنه صاحبنا هو من صناعة غربية كافرة وأطلقت عليه تسمية «الإسلامي» فقط لأنه «يعيد الحركة للإنسان ويمكنه من أداء الصلاة دون مشاكل»! وكأن المفاصل الصناعية الأخرى تعيق الإنسان من الحركة وتمنعه من أداء الصلاة، وتشجعه على الفجور!
وفي الحلقة الأخيرة من الترجمة الدقيقة لكتاب «مشاهدات الرحالة فريا ستارك» التي قدمها الزميل حمزة عليان (القبس 3/23)، ورد أن أبناء البادية تكفيهم «كلمة الشرف» لشراء البضائع، أو عند إجراء أي تعاملات بيع وشراء. وبالرغم من صحة هذا الكلام، الذي ورد في أكثر من مرجع، فإنه ناتج عن ظروف البيئة الصحراوية ولا علاقة له بالضرورة بالأخلاقيات. ففي ظل غياب الورقة والقلم والشهود، والأهم من ذلك السلطة، المقبولة من الطرفين، التي بإمكانها الاقتصاص من المقصر وردّ الحقوق لأصحابها، عند وقوع خلاف مالي، فإن إعطاء كلمة الشرف هي الوسيلة الوحيدة المتاحة لعقد الصفقات. كما أن الوفاء بالدين، بشكل عام، يكون عادة ناتجا عن الرغبة في الاستمرار في التعامل مع الغير، أكثر منه أمانة أو صدقا في التعامل، وكثيرا ما شاهدنا عند وقوع الأزمات والكوارث المالية أن الجميع على استعداد لسجن صديقه وأخته وأخيه في سبيل المال، وتجارب سوق المناخ العديدة خير دليل، هذا في الكويت التي كان شعبها من دون منازع، وإلى وقت قريب، أكثر الشعوب العربية والإسلامية أمانة، فما بالك بحال البقية!
* * *
أعتقد بأن شخصية «جحا»، الذي تروى الكثير من الطرائف على لسانه، شخصية خيالية على الأرجح، هذا على الرغم من وجود أسر لبنانية وفلسطينية ومصرية، من المسلمين والمسيحيين، تحمل الاسم نفسه. ويقال إن جحا هو الاسم الحركي لأبو الغصين الفزاري، الذي عاش أيام الأمويين، أو أنه الملا نور الدين الذي عاش في زمن الصفويين في إيران، أو هو الشيخ نصر الله خوجه الذي عاش زمن العثمانيين. وكما جحا هناك أيضا أشعب وشخصية أبو العبد البيروتي الذي تروى الكثير من النكت «الجنسية» على لسانه!
ويروى أن جحا اصطحب يوما ابنه للسوق واشترى حمارا، وفي الطريق سمع الناس يسخرون من قسوة قلبه لتركه ابنه الصبي يمشي إلى جواره. فترجل عن الحمار وطلب من ابنه امتطاءه، وهنا صادف جمعا آخر فسمعهم يصفون ابنه بقلة الأدب لسماحه لنفسه بركوب الحمار وترك أبيه الكهل يمشي! وهنا قام جحا بمشاركة ابنه في امتطاء الحمار ومر بجمع فسمعهم يشتكون من قسوة قلبه ويشفقون على الحمار من ثقل ما حمل، فترجل وابنه عنه وسارا بجانبه، فسمع جماعة اخرى تسخر من منظره وابنه وهما يسيران بجانب حمار اشترياه أصلا للركوب لا السير معه، فلم يجد جحا بداً من قيامه وابنه بحمل الحمار على رأسيهما، فحملاه وسارا به، فضحك الناس من غباء الاثنين. وهنا نظر جحا لابنه وقال له: انك لا تستطيع أن ترضي الناس جميعا. وهكذا حالنا، وحال غيرنا، مع التعليقات على مقالاتنا التي ترد موقع «القبس» على الإنترنت.

أحمد الصراف

سامي النصف

فك شفرة العمل السياسي الكويتي

أتى بيان وزارة التربية وانتخابات مجلس إدارة الغرفة ليكشفا تدليس من تبلى كذبا وزيفا على المسؤولين الأكفاء والأمناء واتهمهم في ذممهم وكفاءتهم دون أن يقدر ان لهؤلاء أبناء وأصدقاء وأقارب، ولا يجوز لأحد أن يرميهم دون بيّنة بحجارة القذف من خلف ساتر الحصانة البرلمانية.

وإحدى مزايا مجلس الأمة الحالي موافقته على رفع الحصانة عن النواب المتعدين على الآخرين، وفي هذا درس بليغ لمن تعدى منهم على الأبرياء وأساء بالتالي لنفسه ولتلك الأداة الدستورية الخيرة التي وضعت لحماية نائب الشعب من السلطة، لا لحمايته من أفراد.. الشعب!

وضمن انتخابات الغرفة التي أثبتت جزما انها مازالت الجهة الوحيدة المخولة بتمثيل القطاع الخاص في الكويت، حصل أحد المرشحين المنسحبين على ما يتجاوز المائتي صوت، مما يدل على ان البعض يصوت بشكل عاطفي وبطريقة «مع الخيل يا شقرا»، عموما تلك الحصيلة للمرشح المنسحب هي خير مائتي مرة مما حصل عليه 160 مرشحا – لم ينسحب منهم أحد – في الانتخابات العراقية الأخيرة حيث حصل كل منهم على صوت واحد لا غير أي صوته فقط ولم يصوت له أحد من أهله وأصدقائه.

ضع أسماء 49 نائبا في ورقة ثم ضع علامة (√) على من تعتقد ان عمله وولاءه يبقى خالصا مخلصا لوطنه لا قبله ولا بعده، إذا انتهيت من ذلك فابدأ بوضع علامة (×) على من ترى ان ولاءه الفئوي أو المذهبي الضيق، سنيّا كان أو شيعيا، يقدم على ولائه للكويت، فغضبه وفزعته وتصريحه وتصويته هو لذلك الولاء لا للوطن.

بعد ذلك ضع علامة (××) مضاعفة لمن تعتقد أن ولاءه يخرج عن حدود وطنه سواء لتوجهات حزبية سياسية أو لأوطان أخرى ممن إذا أتته الأوامر منها رفع يديه الاثنتين – لا واحدة – بتعظيم سلام، فالصح المطلق لديه هو ما يقوله ويفعله الآخر، والخطأ المطلق عنده هو ما يقوله ويفعله وطنه وأبناء بلده ممن يستقصدهم بالأذى.

وتسلم السياسي المال من الداخل لتبني مواقف معينة هو خطأ كبير وعملية لا تصح، أما تسلمه المال من الخارج فهو خطيئة لا تغتفر وجريمة الجرائم التي تعتبر بمثابة خيانة كبرى للأوطان تصل عقوبتها في بعض الدول إلى حد الإعدام، الآن ضع (×) لمن تشعر بأنه يقبض من الداخل و(××××) لمن ترى انه يقبض من الخارج وعندما تنتهي من عملية الصح والخطأ تلك، ستكتشف انك قد فككت شفرة العمل السياسي الكويتي التي حيرت منذ عقود عقول المواطنين والمراقبين.

آخر محطة:

(1) لا يفترض بالتشريعات القائمة ان تتناقض مع الدستور أو تخرج عن مسطرته، ومن ذلك قانون منع تجنيس غير المسلم الذي يتناقض تماما مع نص الدستور وروحه، لذا نحتاج هذه الأيام لنائب منصف شجاع محب للدستور ولمصلحة بلده يتبنى إسقاط ذلك التشريع «الأكتع» وسيقف العالم ودوله المؤثرة ضد من يرفض ذلك التعديل المستحق ولن يسمح له بدخول دولهم مما سيزيد من فرصة نجاحه.

(2) وللحقيقة كم مسيحيا ضمن قائمة انتظار الحصول على الجنسية الكويتية؟! تقريبا لا أحد، فلماذا التمسك بقانون غير دستوري يضر ولا ينفع؟!

(3) وحقا، ماذا لو صدر تشريع في أوروبا أو أميركا يمنع تجنيس المسلم كمعاملة بالمثل؟!

حسن العيسى

قنديل أم صابر

غادر أبو صابر الدنيا قبل أربعة أشهر تقريباً، وترك وراءه أرملته أم صابر التي شقيت سنوات طويلة من أحوال البؤس وضيق الحال، وترك خلفه ثلاث بنات وولداً واحداً هو صابر، لم تجد أم صابر عوضاً في العالم غير صابر الذي التصق  بأمه، وهو الصغير عمراً الكبير في الفؤاد، كانت ترى فيه العوض الجميل وهدية الرحمن عن الأب الذي رحل مبكراً، وأراد صابر بدوره أن يكون لها فرحة ولمسة حنان لقلبها التعس من صروف الزمن. كان اسمه صابر، وهو حقيقة صابر على داء السكري وهو ينهش يوماً بعد يوم من جسده، كان صابر فرحتها وبهجتها حين يدخل عليها مقبلاً رأسها، سائلاً عن أحوالها، ساعياً إلى احتواء حزنها العميق في قلبه العليل، لكن للقدر أحكامه القاسية، فالقدر الإنساني لا يعرف معنى الرحمة في كثير من الأحيان، ويهشم من غير سبب أفئدة المساكين. وخطف الموت حياة صابر في ليلة كئيبة.
فجعت أم صابر بهول مصابها، كان فاجعتها الأخرى بعد فقدان أبي صابر. أصابها الاكتئاب المرضي، سقاها قسوة فقدان أقرب الناس إليها كأس "المناخوليا" المر، وهو الحزن العميق الدائم حين يلتصق بالنفس ويرفض المغادرة، عزفت أم صابر عن الأكل، غرقت في نهر الدموع، تناءت عن أسرتها وأغلقت على ذاتها  في زنزانة اجترار الذكريات، تحوم في خيالاتها أطياف الذكرى مكبلة بأغلال الألم.
شقيقها علي الطبيب والعالم بأحوال النفوس التعيسة زارها في يوم من أيام حزنها الممتد، مبشراً إياها…: أم صابر هل تعلمين أنني رأيت صابر البارحة في المنام وسألني عن أحوالك؟… فهو مشتاق إلى لقائك… وتمضي بضعة أيام ويعودها الطبيب الشقيق علي من جديد ليخبرها أنه مرة ثانية زاره صابر في المنام، وقال له إنه حزين على حال أمه، وطلب منه أن يخبرها أن حزنه سيزول متى رضيت بالقدر وقضائه، وأنه بقربها دائماً… ويتمنى عليها أن تهتم بحالها، ففي ذلك علاج لروحه في فضاء الموت اللامتناهي.
شيئاً فشيئاً… ومع تكرار زيارات الشقيق الوفي، وتكرار أشرطة أحلامه عن صابر، التي كانت من نسج فكره، ولم يكن لها أي ظل من الحقيقة، تحسنت أحوال أم صابر، وبدأت سلاسل الحزن تتفكك عن قلبها، وعادت لمحات البسمة إلى وجهها الكئيب بعد أن ظن الكثيرون أن الفرح غادرها بلا وعد بالرجوع.
هذه حكاية ليست من نسج خيالي، وإنما هي حقيقة أعرف بطلها الطبيب علي تماماً… عدلت من الأسماء، ولم أغير المعنى ولا المغزى… بمَ تذكر القارئ هذه الحكاية…؟ ألا تذكرنا برواية "قنديل أم هاشم" ليحيى حقي… فإسماعيل بطل الرواية طبيب العيون العائد من الغرب لم يستطع بعلمه أن يشفي عين خطيبته بسبب إصرار أهله على معجزات زيت القنديل، حارب د. إسماعيل خرافة زيت قنديل أم هاشم القابع في مسجد القرية، فخسر العلم معركته حين واجه المعتقدات الراسخة لأهل القرية من دون أن يحضر لمعركة العلم مع المعتقد الروحي، فلم يكن من المعقول أن تخاطب العقول البسيطة بما تعجز عن قبوله مرة واحدة… لابد من مسايرة الوهم… لابد أحياناً من التنازل قليلاً عن "حداثة" العلم… حين تواجه سطوة الإيمان بالوهم… كم نحتاج أحياناً إلى القليل من الخيال الخلاق كي تشفى النفوس المريضة.                      

احمد الصراف

سامح وسلوك السباق

تظهر الطريقة التي يتصرف بها شخص ما الكثير من جوانب شخصيته، كما تبين الأسماء التي نطلقها على أبنائنا أو ممتلكاتنا حقيقة الشخصيات التي تأثرنا بها أو كان لها دور في حياتنا، وكل ذلك جزء من ثقافة الفرد والمجتمع، وكلما كان المجتمع بدائياً كانت الرتابة في التسمية وتقليد الآخر اكثر شيوعاً. (من مقال مايو 2005).
نظم البنك الوطني، كعادته السنوية، سباق مشي لمسافة طويلة على طول شارع «الخليج العربي»، وكان سباق هذا العام الاكثر مشاركة والابعد تقيداً بالنظافة، حيث ضعف سلوك الكثير من المتسابقين وتسببوا في ملء طريق السباق المطل على البحر الجميل والمناطق الخضراء المزروعة منه وارصفة الطريق بعشرات آلاف قناني المياه والمشروبات الفارغة والمناديل الورقية، وكان منظرا مؤسفا يدل على خلل في السلوك! وهنا نتمنى على ادارة البنك الاهتمام اكثر بموضوع النظافة في السنة القادمة، كما يفضل فرض رسم اختياري على كل مشترك في السباق ومساهمة البنك في مبلغ يساوي لما يتم جمعه ليصرف على اعمال النظافة او لجهة خيرية. وبالرغم من اننا نستخدم كلمة «سلوك» في حياتنا فان الكلمة لا تعطي بالعربية المعنى الدقيق والشامل مثل ما تعطيه كلمة Manner في الانكليزية، وربما يعود سبب ذلك لقلة اهمية مثل هذه الامور في سلم اولوياتنا وعدم اتساقها وبيئتنا مقارنة بالوضع في الدول المتقدمة التي للخصوصية الفردية اهميتها، والتي منها ينطلق السلوك الحسن في التعامل مع الآخرين، حيث يقومون بالتعامل مع الآخرين بطريقة لطيفة رغبة في ان يعاملهم الآخرون بالطريقة المهذبة والحسنة نفسها.
وسبق ان كتبت قبل ايام مقالا عن السلوك لقي تجاوبا كبيرا، ربما لأنه لمس جوانب حساسة في حياة الكثيرين الذين تؤلمهم تصرفات الغير الجارحة او غير «اللطيفة»، وخصوصا من السيدات. وتقول القارئة «سعاد» ان طريقة تصرفنا في الحياة واتباع السلوك الحسن هو الفارق بين التحضر وعكسه، وان من المؤسف ان السلوك مسألة «ثقافة»، وبالتالي من الصعب الطلب من الآخرين التصرف بطريقة لائقة، اذا لم يكونوا قد سمعوا بمثل هذه الأمور من قبل، والتي لا تشكل اهمية في حياتهم.
ويقول سامح انه عاش في الكويت لسنوات، وهاجر لأميركا وعمل في شركة وبسبب تفانيه واخلاصه تحسن وضعه كثيرا، وفي يوم طلب رئيس الشركة مقابلته وقال له ان الاختيار وقع عليه للترقية لوظيفة اعلى، ولكن عليه تغيير سلوكه، فهو قليل الابتسام، لا بل دائم التجهم، وهذا يسيء لعلاقات الشركة مع عملائها! وهنا اكتشف سامح ان رئيسه محق وانه اكتسب التجهم من الكويت التي تعلم فيها ان للابتسامة اكثر من معنى، وسيئ غالباً، وانه تعرض للمضايقة اكثر من مرة بسبب سوء تفسير ابتسامته من الغير، وبخاصة من الشباب، والفتيات الكويتيات بالذات، وهكذا دخل في دورة لتعلم الابتسام. ويقول انه عندما عاد للكويت قبل فترة في زيارة قصيرة نسي نفسه واستمر في الابتسام للجميع، وهنا بادره اول عسكري في مطار الكويت الدولي بالقول: اشفيك تضحك مثل الاهبل؟ فعاد فورا لتهجمه السابق، وهذا يعني ان عليه دخول دورة تعلم ابتسام جديدة عندما يعود لأميركا!

أحمد الصراف

سعيد محمد سعيد

«عراد» تدق ناقوس الخطر (1)

 

أكثر ما يثير القلق جراء صراع المراهقين الأسبوعي في «عراد» هو غياب أولياء الأمور عن ساحة الحوادث الدامية التي لا يمكن حصر مسئولية التصدي لها لرجال الشرطة فقط، فهناك مجموعات على هيئة «عصابات» من المراهقين والشباب وصغار السن الذين يقدمون لنا نموذجا مخيفا جدا لفئة تهوى العنف والدماء والصدام بكل ما يقع في يدها من أدوات.

قرية «عراد» تدق ناقوس الخطر لأهلها أولا، وعلى رأسهم أولياء أمور تلك الفئة من الشبان والمراهقين والناشئة، فلم تعد المشكلة كما يصفها البعض «شجار طلابي» معتاد! ففي كل مدارس الدنيا تقع مناوشات وشجار بين الطلبة، لكن أن يتحول الشجار إلى (طلقة انطلاق) تدوي في المعهد أو المدرسة ثم تنتقل إلى الشوارع التجارية والأحياء السكنية ويختلط فيها (العبث الصبياني) ذو الحدة الطبيعية – إذا جاز لنا التعبير – بالـ(صدام الطائفي) ذي الحدة الخطيرة على السلم الاجتماعي، فهذه واحدة من بشائر التأجيج الطائفي التي سعت إلى إ شعالها أطراف تنشط في الظلام كما هي عادتها.

ولن نظلم بعض أولياء الأمور ووجوه الخير من أهالي عراد ممن تحركوا لتطويق فتنة (عصابات الهوس العنفي)، لكن مع شديد الأسف، تلك الصدامات لا تكاد تختفي حتى تعود مرة أخرى وخصوصا في إجازة نهاية الأسبوع وكأنما الشباب في البحرين بدأوا يؤقلمون أنفسهم على إحياء طقوس موجعة في أيام الإجازة، وهذه طبعا لن تختفي وراء فراغ الشباب وإهمال الشباب ونقص مرافق الشباب، ذلك أن تلك الفئة، لا تعجبها إلا فكرة سلوك (الفايكنج) و(الهوليغينز) في نسخة بحرينية للتمرد وتكوين العصابات لشن الاعتداءات والهجوم، وهنا مكمن الخطر.

ما يضاعف حدة القلق، من خلال المعلومات المتوفرة، هو أن بعض الشباب ينظمون صفوفهم من خلال الاتصالات والاتفاق على نقطة الانطلاق وحمل ما يمكن الاستعانة به من أدوات حادة وأخشاب ثم يتجهون إلى الموقع المستهدف للانتقام، وحتى الآن، لا يبدو أن أولياء الأمور الذين تم استدعاء بعضهم إلى مراكز الشرطة قادرين على كبح جماح أبنائهم، كما أنه لا توجد حتى الآن إشارات على أن هناك تحركا من جانب علماء الدين أو الوجهاء أو العقلاء ذوي الكلمة المسموعة، للتدخل بكثافة.

والأخطر، أن الصراع لم يقتصر على عراد، كما حدث مساء الخميس الماضي في الساحة القريبة من القلعة، بل إن هناك مجموعات أخرى من الشباب تثير المشاكل في الحد والبسيتين والدير باتفاق فيما بينها، وقد تحدثت شخصيا مع العضو البلدي الأخ علي المقلة في شأن مخاطر ما يجري خصوصا وأنه يسعى مع بعض الشخصيات ليحُولوا دون اتساع رقعة ذلك الصراع الذي – حسب وصف المقلة – لم يكن معروفا إطلاقا في مدينة المحرق بكل مناطقها بين الكبار من الطائفتين الكريمتين، لكنه لم يخفِ قلقه مما يحدث متمنيا من أولياء الأمور أولا، أن يكون لهم دور في تطويق الظاهرة

سامي النصف

قلة العمل وكثرة الجدل

لكل مجتمع إنساني خصائصه التي تميزه عن غيره، فبعض الشعوب تحب النكتة والمرح، وشعوب أخرى تعشق الفن والجمال، وثالثة شديدة التذوق للأكل والشراب، ورابعة للمعارك والاحتراب، وخامسة للمال والأعمال، وسادسة أيدي أبنائها خضراء للزراعة، وسابعة مبدعة في فنون الصناعة.

إذا كان الشعب الياباني ومعه اغلب شعوب العالم المتقدم يعشق كثرة العمل وقلة الجدل، فإن شعبنا الكويتي الهمام بات يختص بعشق الجدل وقلة العمل ووفرة الغضب ولا يمكن لأمة هذا ديدنها ومسلكها ان تأمل بمستقبل زاهر وغد باهر وأيام مشرقة مقبلة خير من الحاضر.

لقد وصل صراخنا ومشاحناتنا التي لا تنتهي الى شركائنا في عالم القرية الصغيرة وتعداهم الى الكواكب السيارة في المجرات الأخرى، فعجبوا وحزنوا مما يسمعون ويرون، فلم يقصد قط من الحراك السياسي والمسار الديموقراطي ان ينتهي بتسببه في شلل تام في مفاصل الدولة بعد ان «تدوده» الناس من الكوابيس النهارية اليوميـــة التــي نعيشهـــا.

آخر محطة:

 1 ـ حل إشكالية ازدواجية الجنسية واطفاء نار فتنتها يتم عبر دعم ما اقترحه النائب الفاضل علي الراشد من إعطاء مدة عام لتعديل أوضاع من يحمل جنسيتين، فالقصد بالنهاية هو حصد العنب وليس إحراج الناطور.

2 ـ أصبحنا نصدّر للبرلمانات الأخرى بعض ممارساتنا الخاطئة، ومن ذلك تكشف فضائح ملفات العلاج في الخارج بمصر والتي اتضح من خلالها ان أحد النواب أرسل حالات تجاوزت كلفتها الـ 400 مليون جنيه على المال العام (نفس كلفة بناء السد العالي) ونائب آخر أرسل سيدة لديها إشكالات صحية في.. البروستاتا! كما أتى في جريدة «المصــري اليــوم».

3 ـ أخيرا، إذا ما استمر المسلسل الكوميدي القائم تحت قبة البرلمان، فأقترح ان يبدأ ببيـــع تذاكر حضـــور الجلسات حتى نطلـــع على الأقـــل بشـــيء مفيـــد للمال العـــام، ولا حــول ولا قـــوة إلا باللــه.

محمد الوشيحي

استضراس

شنو هذا؟ ما حكاية ضرس العقل الذي نبت فجأة في أفواه الكويتيين ونوابهم وحكومتهم؟ تمشي في الشارع فتُفاجأ بالناس كلّ واحد منهم فاغر فاه على أقصاه لكبر حجم ضرس العقل… النائب مسلم البراك فسّر الماء بأنه ماء، ولم يأتِ بجديد، عندما تحدث عن مساومات الحكومة للنواب في التصويت على طرح الثقة بوزير الإعلام، فضحكنا وأجبناه بالمثل المغربي: «آجي يا أمي نوريكِ بيت خالي»! نحن الأم والبرلمان أخوها، والأم تعرف تفاصيل بيت أخيها قبل أن يولد ابنها. ولو أنك أوقفت سيارتك عند أي إشارة مرور وسألت الذي يقف بجانبك: كم سعر الرأس؟ لأجابك… فما الذي أغضب نوابنا وحكومتنا وكتّابها فجأة، وجعلهم يتحدثون جميعاً عن العقل وضرس العقل.

خلاص، لن نشك في النواب، من باب العقل وضرسه، ولن يشكّ النواب في الحكومة، من باب الوزير محمد البصيري، ولن يشكّ الكتّاب في وزارة الداخلية، من باب العقيد محمد الصبر، خلاص، كل واحد يروح بيته، ونترك أبوابنا مفتوحة، ومفاتيح سياراتنا فيها، ونترك الحكومة ترجع أنصاص الليالي، فلا نسألها أين كانت ومع من، ونترك البرلمان يطيل شعره ويتسكّع في المولات التجارية والمراقص كما يشتهي وفي جيبه مصروف العائلة، وننام، لا شك ولا شكشكة.

وكنا قد قرأنا أن الحكومة، ما بين جلستي الاستجواب وطرح الثقة، اجتمعت مع عدد من النواب، فاتهمها البراك بأنها تساومهم وتغازلهم، بينما الصحيح أنها كانت تتدارس معهم القرآن الكريم، ثم قاموا جميعاً يتوضؤون لركعتي تهجّد، تأسّياً بالصحابة رضوان الله عليهم، فغافلهم السفاح مسلم البراك، يا ويله من الله، ومياه الوضوء تتقاطر من وجوههم وأذرعهم، وضربهم باتهامه على جباههم، في مكان السجود بالضبط.

لذا صَرّحت النائبة معصومة المبارك: «عيب عليك يا البراك اتهام زملائك النواب»، وانا أقول لها إنني تلقيت اتصالاً لم أرد عليه لانشغالي، فجاءتني بعده رسالة: «أنا معصومة المبارك، أرجو الاتصال»، فهاتفتها (كان ذلك بعد استقالتها من الوزارة وقبل نجاحها في الانتخابات) فراحت تعلّق على مقالتي يومذاك، وتثني، وكيف أنني «أبرّد الجبد»، ثم تحدثت هي عن كمية الفساد في البرلمان والحكومة لدرجة أنها أخجلتني وأشعرتني أنني متسامح في نقدي لبعض النواب، فقلت وأنا أشعر بالخجل: «بعضهم يتهمني بالتجنّي والقسوة، ليتهم يستمعون إلى كلامك الآن يا دكتورة»، فأجابتني ضاحكة: «هاهاها، عيل اللي يسوونه يا محمد بالشعب والبلد شنو اسمه؟ مو قسوة؟»، وكانت تقصد الحكومة وبعض النواب. فهل هي أنتِ التي اتصلت بي، أم أنه تشابه أسماء وأصوات يا دكتورة؟

ولا أظن أن الدكتورة ستنكر اتصالها ذاك، وإن أنكرت فلتضع يدها معي على المصحف وليُشهد كلّ منا الله على كلامه، ونترك الباقي على علاّم الغيوب، لكنها لن تنكر. فهل اتهام الحكومة والبرلمان بتبادل الفساد حلال عليكِ يا دكتورتنا المفضالة أنتِ ووزير الإعلام، وحرام على البراك؟ يجوز.

ويا أيها النائب البراك «لا تورّينا بيت أخينا، فنحن نعرف البيت ومداخله وصالته ونعرف موقع الطواليط، أجلك وأجلّنا الله. وأرجوك، لا تقطع مرة أخرى جلسات الذكر وقراءة القرآن التي تجلسها الحكومة – قبل طرح الثقة بأحد وزرائها – مع النواب التقاة الورعين الزهّاد، ولا تعترض طريق المتوضئين».