سامي النصف

حادثة «الپولندية».. الرئيس جانٍ أم مجني عليه؟!

بعد حادثة الطائرة الأفغانية في مطار غاتويك البريطاني في ديسمبر 1969 والتي قام خلالها الطيار بمحاولة النزول رغم إبلاغ البرج له بانعدام الرؤية مما نتج عنه تحطم الطائرة ومقتل ركابها، قررت سلطات الطيران المدني في أغلب بلدان العالم نزع صلاحية النزول من عدمه من يد الطيار حال وصول مستوى الرؤية الى حدود دنيا معينة بل ومعاقبته إذا حاول النزول.

وينصح أغلب خبراء سلامة الطيران بعدم الهبوط في المطار إذا فشلت عملية النزول لمرتين متتاليتين، والسبب في ذلك ان كثيرا من حوادث الطيران تمت بعد تلك المحاولتين نظرا للإجهاد الذي يصيب الطيار، إضافة إلى تناقص الوقود بسبب تكرار المحاولة والذي يضيف عاملا نفسيا يرغم الطيار على الهبوط بأي ثمن، كما أن ذلك التكرار يعني أن للطيار أسبابا خاصة أو عامة تجعله يود النزول رغم المخاطرة في ذلك المطار المحدد، ظاهرة ((FANTASY OF DESTINATION التي سبق الحديث عنها.

كانت الرؤية في مطار سمولنسك العسكري الروسي شبه معدومة إضافة إلى قصر ممر النزول وعطل جزئي في الأجهزة الملاحية وإشكالية اللغة بين مراقبي البرج الروس والطيار الپولندي، وقد سمح البرج للطيار بتكرار محاولة النزول رغم انعدام الرؤية، وكان يفترص أن يأمره بالتوجه إلى مطاري مينسك أو موسكو بالقوة وقد حاول الطيار النزول 3 مرات وتحطمت الطائرة في المحاولة الرابعة.

وكان الرئيس الپولندي الراحل ليخ كاتشينسكي قد حاول في أغسطس 2008 أن يأمر كابتن طائرته المتجهة الى تبليزي عاصمة جورجيا بالنزول رغم خطورة الأوضاع الأمنية هناك قائلا له «أن تكون طيارا يعني أن تكون شجاعا».. ولما رفض الكابتن غريغوز بيتوكاز ذلك الأمر هدده الرئيس بالمحاسبة والعقاب حال العودة لوارسو إلا أن الجيش منحه ميدالية تقديرا لقراره بعد ذلك.

لذا يعتقد بعض المحققين أن كابتن الطائرة اركادوز بروتسوك إما قد تسلم أوامر مباشرة من الرئيس بالنزول رغم الأجواء، وهو أمر قد يكشفه الصندوق الأسود، أو أنه تذكر إشكالية زميله فقرر من ذاته أن يكرر المحاولة حتى لا يعنّفه الرئيس أمام الوفد الرفيع المرافق، ويضاف لذلك خصوصية المناسبة التي يرقبها الشعب الپولندي قاطبة وهي الاحتفال بذكرى مقتل 22 ألف ضابط پولندي أبادهم الطاغية ستالين في غابة كاتين عام 1940 إبان تحالفه المبكر مع هتلر.

ومما يثار في پولندا هذه الأيام دون بينة أن الروس عطلوا أجهزة الملاحة حتى تتجه الطائرة لمطار آخر لمنع ذلك الاحتفال الذي يعتقد أن الرئيس الپولندي اليميني كان سيطالب خلاله باعتذار رسمي من موسكو ودفع تعويضات عن تلك المذبحة، وأن ذلك قد يكون سببا مضافا لفرض الرئيس عملية النزول على كابتن الطائرة.

آخر محطة:

(1) لايضاح الحقيقة، الخبر الذي نشرته «الأنباء» على صفحتها الأخيرة قبل أيام يختص بطيار كويتي «متقاعد» لا يعمل حاليا ومن ثم فهو لا يتحدث عن ممارسته للطيران هذه الأيام، وعليه اقتضى التنويه كي لا يظلم ذلك الطيار ولا يظلم الطيارون الآخرون.

(2) والشيء بالشيء يذكر، يخبرني طيار عراقي صديق بأن عدي صدام حسين كان يرغم طياري الطائرة العراقية الجامبو التي تقله وصحبه، على شرب قنان من الخمر أثناء الرحلة، وكان الطيارون يتناوبون الذهاب للحمام لإفراغ ما في جوفهم. الأمة كانت ستترحم على صدام لو حكم ابنه عدي!

احمد الصراف

الليبرالية والذكاء البشري

بعد فترة قصيرة من قيام إحدى الصحف المحلية بنشر مقال مثير للاشمئزاز والتقزز لأحد كتابها اتهم فيه الليبراليين بأنهم يمارسون الجنس مع بناتهم وأخواتهم وأمهاتهم، نشرت مجلة «ناشيونال جيوغرافكس» المرموقة مقالا في عدد مارس الماضي لخصت فيه بحثا سبق أن نشر في دورية Social Psychology Quarterly للبريطاني ساتوشي كنازاوا، أستاذ علم النفس التطوري في جامعة لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، حيث ذكر فيه أن الذكاء، وخاصة ما تعلق منه بقدرتنا على حل المشاكل التي تواجهنا فجأة ومن ثم التفكير بطريقة منطقية للتعامل معها وحلها، له جانب جديد لم ينتبه اليه أحد من قبل. وأعطى مثالا على ذلك كيفية التعامل مع حادثة نشوب حريق مفاجئ في الغابة، فكارثة مثل هذه نادرة الوقوع في حياة سكان مجتمعات كثيرة، ولا تحدث يوميا، وبالتالي فإن الاستجابة لها لم تكن يوما من الأمور التي اعتاد أسلافنا على التعامل معها بصورة مستمرة، فلم تنقل لنا تجاربهم معها من جيل لآخر، خصوصا أن النجاة من الحريق والتعامل معه يتطلبان عادة القدرة على اتباع أسلوب تفكير جديد ومن ثم تملك الإرادة على تجربة تلك الطريقة، وهنا يصف البروفيسور كنازاوا الذكاء العقلي بأنه الميل نحو اتباع قيم وخيارات اجتماعية غير مألوفة، وهذا باعتقاده يخلق لدى الأذكياء ميلا أكبر لتبني قيم اجتماعية وتصرفات أكثر حداثة وجدية في حياة البشر، كالليبرالية والحرية الدينية ورفض الخلود للنوم المبكر، ضمن أمور كثيرة أخرى. كما لاحظ أن أفراد هذه الفئة لا يميلون الى تعدد علاقاتهم الزوجية، كما أن رفضهم للمؤسسات الدينية المتزمتة يجعل عقولهم تتعامل بطريقة أفضل مع مستجدات الحياة.
وقد قام العالم كنازاوا بإجراء تجربة أخضع فيها عددا من الطلبة المراهقين لاختبارات ذكاء نموذجية يمكن من خلالها قياس مستويات ذكاء كل واحد منهم. وقام بعد سبع سنوات بمقابلة الطلبة أنفسهم وسؤالهم عن معتقداتهم الدينية والسياسية فتبين له أن أولئك الذين اعترفوا بأنهم أكثر ليبرالية دينيا وسياسيا هم الذين سبق ان حصلوا على درجات ذكاء أعلى من غيرهم في تجربته السابقة. وعلى الرغم من أن الفارق بين الطلبة الليبراليين الأذكياء وغيرهم لم يزد في المتوسط عن 11 نقطة فإن هذه النقاط باعتقاد البروفيسور كنازاوا كافية لتحديد الفرق.
فالليبرالية بنظره، في جزء منها، تعني الاهتمام العميق برفاهية وسلامة عدد كبير من البشر الذين لا نعرفهم والذين ربما لن نلتقي بهم في حياتنا، وهذا الاهتمام بحد ذاته مفهوم جديد على الجنس البشري. فتاريخيا كان الإنسان، حتى فترة قصيرة، لا يهتم بغير عائلته المباشرة وأصدقائه، ولم يكن للغرباء نصيب لديه، ولكن الوضع في عالمنا اليوم تغير بشكل جذري وأصبح أكثرنا ليبرالية أكثرنا اهتماما بقضايا البيئة ورفاهية وسلامة الشعوب الأخرى، والعكس صحيح!!
وجهة نظر قابلة للنقاش.

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

يا ارنبتي الارنوبة


آسف، مُنعت مقالة الأحد الماضي من النشر، فقد رآها ناشر هذه الصحيفة، النائب السابق الزميل محمد الصقر مقالة تجريحية، ورأيتها أنا توضيحية، وأصر كل منا على رأيه، وثبت على موقفه، فأغلقنا الشارع العام، وتوقفت حركة المرور، فهو يابس الدماغ، وأنا ناشف الدماغ، لذا فعل كلٌّ منا ما يمليه عليه رأسه، فكتبت أنا المقالة، ومنع هو نشرها. وعند النقاش عرض عليّ فكرة: «هاجمني أنا وسأحتمل وسأنشر»، فأجبته: «الحدود الدنيا من الأدب والذوق تمنع، ثم إن القنابل يجب ألا تثور في مخازنها».

ولو كنت أعلم أن إيقاف مقالة أو مقالتين سيتبعه رد فعل كهذا، يرضي الغرور الكامن في صدري، وينشر الحبور في أرجائي، لفعلتُ منذ الأزمنة السحيقة، بعدما وصلتُ إلى مرحلة يتهمني فيها أصدقاء السوء بالبلادة الشعورية، فلا مادح يفرحني ولا قادح يجرحني. وهنا لا يسعني إلا أن أقول ما قاله الشيخ المواطن علي الجابر الأحمد الصباح في مثل هذه المواقف الصعبة، في مطلع قصيدته التائية العظيمة: «يا أرنبتي الأرنوبة يا حلوة يا حبوبة»، وهي قصيدة تدخل من باب الرثاء وتخرج من باب الهجاء إلى أن تستقر في باب «الحداء»، حداء الحرب.

وكانت الحروب في السابق تعتمد على شعر الحداء لبث الحماسة في روح الفرسان، وكان سيف بن ذي يزن، الملك اليماني الشهير، قبل بدء كل معركة، يستعرض جيشه على ظهر حصانه، ثم يصرخ بأعلى صوته وهو يشير بسيفه إلى أعدائه: «يا أرنبتي الأرنوبة»، فيرد العساكر بصوت واحد يهز الجبال والسهول والوديان: «يا حلوة يا حبوبة»، ويكرّون على عدوهم كرّ الأسود الجائعة، فتتساقط الجثث وتحوم الغربان ويتعالى صوت الثكالى.

الشعر قاتل، واسألوا المرحوم أبا الطيب المتنبي الذي عَرَضَ له كمين أثناء مسيره من شيراز إلى بغداد، هو وخادمه وابنه، فأمرهما بالهرب، فسأله خادمه العجوز بنذالة: ألست القائل «الخيل والليل والبيداء تعرفني، والسيف والرمح والقرطاس والقلم؟»، فأجابه المتنبي: «قتلتنا قتلك الله»، أي «رحنا فيها»، وكرّ على أفراد الكمين، فقطّعوه بسكّين المطبخ.

وكان أحد الصعاليك العرب، أظنه الأخ تأبط شرّاً – صاحب قصيدة «لعمر أبينا ما نزلنا بعامر» – لا يكر على خصومه إلا بعد أن يتغنى بمعشوقتيه، الخمرة ومحبوبته الغانية السمراء، قاتله الله، فيمتدح جودة الأولى وأرداف الثانية. وكانت عورته تظهر في الحروب، إذ لا يعترف بـ «الأندر وير»، الملابس الداخلية، لأنه صعلوك سفري، سيليكو. وكان زعيم قبائل يام، الفارس الخالد راكان بن حثلين، قبل المعركة يتغزل شعراً -فقط- بمحبوبته، ذات النحر البراق، وذات الشعر المعثكل، فتهتز الصفوف وتغلي دماء الرجال في عروقهم. والفارس الشيخ المواطن علي الجابر يدرك ما للشعر من أثر، لذا نظَمَ قصيدتيه الخالدتين بعد تحرير الكويت: «قطوتي يا قطوتي»، و»قم تقمقم ريحتك فطيس»، قبل أن يلحقهما ويعززهما بمقالاته التي كتبها بماء الذهب واللهب.

والألسنة عناوين، وكلام الرجل يرفع البطانية عن قلبه ويكشف معدنه، ومقالات المواطن الشيخ تدل على أنه رجل دولة بكل ما تحمله الكلمة على ظهرها، وأن مستقبل البلد بخير وبصحة وبعافية. وكان سعادة المواطن محافظاً للجهراء قبل أن يتولى محافظة العاصمة، وقد يتولى محافظة الفروانية عما قريب. وعلى أكتاف العظماء من أمثاله تتكئ الدول، وتنهض الشعوب، وتستقر الأنفس الهائجة. فلله دره. 

حسن العيسى

هيبة الدولة والكيل بمكيالين

لماذا كان حلالاً على الإيرانيين حراماً على المصريين؟ هذا سؤالنا إلى وزارة الداخلية التي أبعدت عدداً من المصريين الذين تجمعوا سلمياً أمام سفارة دولتهم تأييداً للبرادعي، لكن هذه الوزارة لم تحرك ساكناً حين حدث قبل عام تقريباً أن تجمع عدد من الإيرانيين أمام سفارة دولتهم، معبرين عن سخطهم لنتائج انتخابات الرئاسة الإيرانية… فهل كانت وزارة الداخلية تكيل بمكيالين هنا؟
لا أحد يجادل السيد وزير الداخلية حين يستند إلى نص المادة 12 من المرسوم  رقم 65 بقانون بشأن الاجتماعات العامة، والتي تحظر على غير المواطنين المواكب والتجمعات والمظاهرات، ولا أحد ينكر سلطة الدولة في الإبعاد الإداري  دون مرجعية لسلطة القضاء، فتلك نصوص قانونية تخول الإدارة "السلطة"، لكنها لا تمنحها الشرعية الدستورية وتناقض أبسط مبادئ حقوق الإنسان في حرية  التعبير.
من حقنا أن نقيس، وليس هذا قياساً مع الفارق، ماذا لو صنع عدد من الدول الأوروبية، وحتى بعض العواصم العربية، مثل صنيع الكويت حين خرجت مظاهرات من مواطنين كويتيين وغيرهم تندد بالاحتلال الصدامي للدولة عام 90؟ ماذا لو أبعدت بريطانيا المتظاهرين الكويتيين إلى المحافظة 19 عام 90؟ الوقائع تختلف فليست القيادة المصرية تشابه نظام صدام الدموي، ولا يصح المقارنة بينهما تحت أي ظرف كان، لكن بالنسبة إلى الكويت فمبدأ المساواة في المعاملة بين الوافدين يجب أن يكون واحداً، ويجب التفرقة بين الاحتكام إلى نص القانون والتعسف في تطبيق النص القانوني، وقد تعسفت وزارة الداخلية في قرارات الإبعاد للمواطنين المصريين، وأساءت إلى صورة الكويت بالخارج في ملف حقوق الإنسان، وكان يتعين على هذه الحكومة أن تعي أن مبدأ سيادة الدولة لا يعني فقط ممارسة السلطة دون وصاية عليها من أحد، بل يعني قبل ذلك هيبة الدولة واستقلالها في قراراتها بما يتوافق مع حقوق الإنسان دون التأثر بضغوط ما أياً كان مصدرها.

احمد الصراف

الفصل العنصري والوجدان الشيعي

يصعب على الكويتيين ممن كانوا بوعيهم أثناء وقوع تجربة الغزو والاحتلال الصدامي للكويت ان ينسوا بسهولة الموقف المخزي لنسبة كبيرة من الشعب والقيادة الفلسطينية من قضية احتلال وطنهم، وكيف وقفوا، واهالي غزة بالذات، مع صدام وغنوا وزغردوا متمنين الفناء للكويت والموت لشعبها والحرق لآبار بترولها، ولكن لا يمكن لحالة العداء والحقد ان تستمر الى الابد، وخصوصا على ضوء ما تعرض ويتعرض له الشعب الفلسطيني من قتل وتشريد على ايدي اعدائهم من يهود وعرب، وعلى ايدي بعضهم في المقام الاول، فلا توجد نفس فيها ذرة من الانسانية لا تكترث لما يعانيه الشعب الفلسطيني من صنوف التنكيل والعذاب والحرمان من ابسط ضروريات الحياة، فما يحدث جريمة يشارك بها الجميع، وعلى رأس هؤلاء حركة حماس، ومن يقف وراءها من الاخوان المسلمين وانظمة كايران وحزب الله وغيرهم.
وفي مسعى لتأييد الحق الفلسطيني انتشرت على الانترنت رسائل كثيرة معبرة، تبين مدى معاناة الشعب الفلسطيني على ايدي الجنود الاسرائيليين. (والغريب، او العكس، ان أغلبية منتجي ومخرجي هذه الاعمال العالية الجودة، هم يهود وغربيون) وكيف ان اسرائيل لا تختلف عن نظام الفصل العنصري الذي كان سائدا في جنوب افريقيا، وكيف ان الجدار العازل هو عنوان الفصل! ولكن لو وجد الاسرائيليون لأنفسهم عذرا في ما يقومون به ضد اعدائهم الفلسطينيين، فهل لدى بقية الدول العربية، والاسلامية، اي عذر في اتباع انظمة فصل عنصرية، بدرجة أو اقل، مع مواطنيها؟
فحكومة السودان مثلا، التي تحصل على نصف عائدات النفط من حقول بترول الجنوب، المسيحي في غالبه، لا تنظر، وفق تقارير الامم المتحدة، إلى الجنوبيين الا كمواطنين من درجة ادنى ومصدر للرقيق، اما في موريتانيا فهناك طبقة الاسياد، وغالبا من العرب، وطبقة الرقيق، وأغلبتيهم افارقة سود، كما تتبع كل دول مجلس التعاون تقريبا نوعا او اخر من الفصل العنصري، وتحظر على فئات محددة وكبيرة من شعوبها تولي مناصب او اعمال معينة، او حتى دخول مناطق محظورة، فعندما تختفي الديموقراطية يصبح كل شيء ممكنا، فما الفرق بين نظام فصل عنصري ونظام صدام وزمرته الذي استمر جاثما على صدر العراق ثلاثين عاما؟ وكيف يمكن ان نصف إسرائيل بأنها دولة عنصرية، وقد تكون كذلك، ونظام زوار الفجر متبع بتقنية مخابراتية عالية في أغلبية دولنا؟ وكيف تقبل اسرائيل، العنصرية، لمواطنيها من عرب مسلمين ومسيحيين ودروز ان يكونوا اعضاء في برلمانها، ويحققوا ما شاؤوا من ثروات، وان يشاركوا من دون خوف من الاعتقال، في مختلف التظاهرات المناوئة للحكومة، والاوضاع في دولنا غير ذلك تماما، حيث ترفض أغلبية انظمتنا حتى الاعتراف بوجود من يختلفون عنهم ديانة، كاتباع الاقلية المسيحية التي تلقى التجاهل غالبا لدينا، والافناء الذي يتعرض له مسيحيو العراق وايران، والعزل الذي يتعرض له اقباط مصر؟ وكيف يصبح النظام في اسرائيل عنصريا ودستور الجمهورية الايرانية الاسلامية الذي ينص صراحة على ان رئيس الجمهورية يجب ان يكون من مذهب شيعي محدد، غير عنصري؟
ومتى كان لفلسطين اهمية في الوجدان الشيعي، والايراني بالذات، وكل الادبيات الدينية لا تعطي للقدس او المسجد الحرام، مثل تلك الاهمية التي تعطيها لاماكن مقدسة اخرى، ام انها السياسة وألاعيبها؟

أحمد الصراف

علي محمود خاجه

خوش مسج بوفهد


لا أتفق مع السيد علي جابر الأحمد الصباح فيما خطته يداه حول مسألة ازدواجية الولاء لبعض المواطنين الكويتيين الذين حصرهم في منطقة معينة، نعم قد يكون هناك من يخالف القانون في الكويت، وما أكثرهم، دون تحديد انتماءاتهم العرقية والعقائدية، ولكن هذا لا يعني بأي شكل من الأشكال أن كل من يخالف القانون لا يدين بالولاء للوطن. ولكي لا تتشتت حروف المقال لتفسيرات وتأويلات غير مقصودة، فإني بلا شك أرفض أن يكون هناك ازدواجية في الجنسية لأي كويتي وهو الأمر المرفوض قانونا، وكل من يدافع عن التعدي على القانون هو أيضا متعدٍّ عليه ومنتهك له. ليس هذا ما أود قوله في هذا المقال، ولا قضية محسومة كازدواجية الجنسية هي الديدن، لكن ما استوقفني حقا ودفعني للكتابة هو حيثيات مقال السيد علي الجابر، فقد نشر مقاله في يوم الجمعة الموافق 9-4-2010، وقد توالت ردود الأفعال النيابية الغاضبة تحديدا طوال اليوم، إلى أن جاء الفرج من وزير التنمية السيد أحمد الفهد في مساء نفس اليوم، إذ قال «إن أي تصريح أو تلميح للتشكيك بالولاء الوطني لأي من فئات شعبنا المخلص هو أمر مرفوض جملة وتفصيلا». لو لم أكن من المتابعين للشأن السياسي بالكويت، لقلت إن تصريح الفهد السريع والفوري لم ينبع إلا من حرص الحكومة على الدفاع عن الوطن والمواطنين، حتى إن كان ذلك التعدي عبارة عن مجرد مقال. ولكن للأسف الشديد فإن معطيات الأمس القريب جدا تثبت بما لا يدع أي مجال للشك بأن ما أدلى به وزير التنمية لم يكن سوى تصريح تحكمه مصالح ليس إلا. ففي مارس الماضي قيل عن إدارة الفتوى والتشريع وهي محامي الحكومة ولسانها القانوني إنها «إدارة غير محايدة ومدلّسة وتؤتمر من الخارج»، وهو ما يعني الطعن وليس التشكيك فحسب بولاء وحيادية وأخلاقيات إدارة الفتوى والتشريع وهي محامي الحكومة كما ذكرت آنفا!! إلى اليوم، ورغم مرور أكثر من 20 يوما، لم يصدر أي تصريح حكومي من السيد أحمد الفهد أو من غيره ليرفض، وأكرر، الطعن وليس التشكيك فحسب بالذراع القانوني للحكومة!! على الرغم من أن الطعن لم يكن على شكل مقال فحسب بل مقابلة تلفزيونية مباشرة ومن شقيق الفهد السيد طلال! لقد أوصل وزير التنمية سواء بقصد أو من غير قصد رسالة واضحة المعالم والمعاني بأن من لديه قوى مؤثرة في المجلس سندافع عنه فورا، بل حتى قبل أن تصل الإهانة إلى مسامعهم، أما من يهادن الحكومة «ولا يهش أو ينش» في المجلس بحجة عدم تعطيل التنمية والمواءمة السياسية وغيرها من «خرابيط» فلا مراعاة أو مبالاة أو حتى تقدير له، والكلام لكم «يالربع». خارج نطاق التغطية: أتمنى أن يوجه سؤال برلماني واحد فقط إلى وزير المواصلات عن عدد الطائرات التي تعطلت في الجو أو على الأرض من أسطول الخطوط الكويتية، ليعرف الجميع معنى سوء الإدارة الحقة لأعرق مؤسسة طيران في المنطقة. 

سامي النصف

اسمك عدوك

اقترحت في أكثر من مقال سابق كوسيلة للحفاظ على الوحدة الوطنية ومنع التفرقة الفئوية والطائفية ولإظهار التضحية الحقيقية للكويت، أن يكتفى بالاسم الاول والثاني للمواطنين لتطبيق مبدأ المساواة الدستورية كحال الدول المتقدمة التي تكتفي بمسمى «جون سميث» دون العودة لأصله وفرعه وطائفته، ومن ثم يتم الحكم على الناس عبر أفعالهم ومراجلهم لا على حسبهم ونسبهم.

هذه الايام ما ان يتوظف شاب كويتي مقبل على الحياة يطمح لخدمة وطنه حتى يواجه بحقيقة ان اسمه عدوه، فإن كان ينتمي لطائفة أو فئة يعاديها ـ دون ذنب ـ مسؤوله، تبدأ منذ اليوم الاول عمليات التخذيل والتحبيط والمحاربة.

ومثل ذلك الضرر الذي يتعرض له شاب آخر ينتمي لنفس توجه مسؤوله، حيث يشجع على التراخي والكسل بحجة ان ذلك المسؤول يريد تبييض وجهه أمام «الجماعة» متناسيا ان تراخيه يضر أكثر مما ينفع، وان ذلك الشاب سيدفع ثمن تدليله حال تغيير المسؤول، وهو ما يحدث في أغلب الاحيان.

ووجه مدمر آخر للموضوع، فما أن يأتي مسؤول اصلاحي لإصلاح الفساد في وزارته أو ادارته أو مؤسسته ويبدأ بتفعيل القانون ضد المتجاوزين حتى يصيح من ينتمي لفئة أو طائفة أخرى بأن ذلك المسؤول الاصلاحي يستقصده ويبدأ بوصمه بالفئوية أو الطائفية في مجتمع يعتمد على السماع دون التحقق في كل اموره، متناسيا ان ذلك المسؤول الاصلاحي قد طبق القانون على الجميع وقد يكون قد بدأ بجماعته قبل غيرهم.

وأحد أكثر الامور ضررا بالوحدة الوطنية هو قضية «الفزعة» الفئوية أو الطائفية وعملية الاصطفاف السريع مع هذا الطرف أو ذاك لا على معطى عدالة القضية، بل ضمن تخندق غير وطني تضيع خلاله مفاهيم العدالة والإنصاف ويقترب البلد مع كل قضية فزعة مما يشبه اصطفاف الميليشيات المتناحرة قبل بدء حروبها وهدم البلدان والبنيان على رؤوس الجميع.

آخر محطة: التهنئة القلبية للشاعر ناصر بن ثويني العجمي على حصوله على لقب شاعر المليون، ومبروك للكويت فوز ابنها الموهوب على أقرانه الآخرين.

احمد الصراف

آية الله الكويتي

في تجمع متواضع خالٍ من البهرجة، وبحضور جمع قليل من وجوه الطائفة الشيعية، أعلن رجل الدين الشيعي علي الصالح قبل أيام تعيين نفسه كأول «آية الله» في تاريخ الكويت، وثاني مرجع ديني بعد المرحوم الميرزا حسن الاحقاقي الحائري، الذي يدين له الشيعة الحساوية بالولاء. وعلى الرغم من حصول السيد الصالح على تأييد مراجع عدة لتعيين نفسه «آية الله» فإنها ربما تكون المرة الأولى التي يقوم فيها رجل دين بمثل هذا التعيين، حيث إن هذا اللقب عادة ما يكتسب مع الوقت، وتزيد أهميته ويزداد أتباع حامله مع زيادة من يتبع فتاواه، ويقرأ مؤلفاته، ويصلي وراءه، ويرجع إليه في الاستفسار عن أحكام الشريعة الإسلامية.
وعلى الرغم من كل اللغط الذي دار حول هذا «التعيين من طرف واحد»، فإن الشيخ الصالح نجح في وضع إصبعه على بعض النقاط الحساسة التي طالما تجنب كثيرون التطرق إليها، لتعلق مصالحهم بها. فقد طالب بالمساهمة في إنشاء العديد من المؤسسات الخيرية لمساعدة فقراء الكويت وأهلها المتعففين، وأن تصرف الحقوق الشرعية (الخمس) داخل الكويت في البداية ولا ترسل إلى الخارج، وأن مرجعيته ستغلق كثيرا من الدكاكين المستفيدة من غياب المرجعية المحلية، وما يعنيه ذلك أن أموال الخمس، التي تذهب حاليا إلى إيران والعراق والقليل منها إلى لبنان والإحساء، ستصرف عن طريقه على مستحقيها في الكويت (ولا أدري ما الآلية التي سيتبعها). وقال إنه سيشتري أرضا ويبني عليها عمارة سكنية فيها شقق للشباب الذين يرغبون بالزواج برسوم ميسرة – وهذه مجرد مساهمة منه في حل الأزمة السكنية في الكويت(!) وأنه، كمرجع كويتي، سيساهم في إنشاء مراكز ومؤسسات خيرية داخل الكويت لمساعدة الغيارى العفيفين.
وبأنه سيتصدى لكل من يحاول تمزيق الوحدة الوطنية، وأنه يناشد خطباء المساجد و«الحسينيات» عدم سب الصحابة أو الإساءة لزوجات الرسول.
ولو تمعنا في تصريح السيد الصالح لوجدنا أن الثقل في كلامه يكمن في تصديه لموضوع تلقي وصرف ما يدفع سنويا من أموال الخمس، والذي يرسل، ومنذ عقود طويلة، إلى المراجع العظام خارج الكويت. والحقيقة أن تاريخ التصرف في أموال الخمس يكتنفه الكثير من التساؤل، فبخلاف ما يصرف على تكاليف الدراسة في الحوزات الدينية، وتخريج رجال دين بعشرات الآلاف، فإن من الصعب، بعد مئات السنين من اتباع هذا النظام المالي الرهيب في حجمه، معرفة كيفية التصرف في ما يتم جمعه من أموال طائلة، حيث لا نجد حقيقة أي مشاريع حيوية ضخمة في أي من الدول ذات العلاقة بالمنطقة، بخلاف مستوصف هنا ومسجد هناك ومدرسة أيتام وورشة تدريب وبعض المشاريع المتواضعة الأخرى، في ظل حاجة المجتمعات الشيعية الماسة للكثير الكثير من المشاريع، وبالذات التعليمية والصحية. فلبنان جبل عامل، التي منها انتقل الفكر الشيعي إلى إيران، وبقية مناطق الشيعة الأخرى ليس فيها جامعة واحدة، بل ربما تخلو حتى من مدرسة ثانوية معتبرة، كالمقاصد سمعة ومكانة.
وعليه فإننا، وعلى الرغم من الهوة التي تفصلنا عن الشيخ الصالح، فإننا نؤيد فكرته ضمن نظام مالي واضح وشفاف، ونطالبه كذلك بالعمل على ترسيخ الوحدة الوطنية، وأن يعمل جاهدا على أن تبقى أموال الكويت في الكويت، فلا إيران فقيرة لتحتاج إليها ولا العراق، وإن كانت أنظمتهما المالية أو السياسية فاسدة وخربة، فكل أموال الكويت لن تصلحها.

أحمد الصراف

سامي النصف

من قدّم الحسنى لاقى الجمايل

حادثة جمرك العبدلي تحتاج الى وقفة، فمن ناحية يحق للجمارك تفتيش القادمين سواء من مكة المكرمة او النجف الاشرف، ومن ناحية اخرى يفرض الحس السليم الا يتم تأخير الحجاج بسبب كتب أدعية معهم، خاصة انها لم تكن معبأة في الكراتين او بأعداد ضخمة بل واضح انها للاستخدام الشخصي للحاج، احيانا تطبيق روح القانون أفضل من نصه، والقضية لا تحتاج لعمليات تسخين سياسية او تأجيج للطائفية، بل تعزيز للوحدة الوطنية عبر التسامح والتغاضي.

يقال ان ما يضبط في العادة من اي أمر مهرب لا يزيد على 10% مما يتم تهريبه، القبض قبل مدة على 14 شاحنة محملة بالمواد التموينية المدعومة من المال العام عند احد المعابر البرية يجعلنا نتساءل عن عدد الشاحنات التي مرت قبلها؟!، كما يدعونا لطلب وضع موظفين جمركيين عند المعابر لمراقبة تهريب الأدوية المجانية وغيرها من مواد مدعومة، وفي هذا السياق أخبرني صيدلي صديق بأن مواطنا أوصل له كيس قمامة كبيرا مليئا بالأدوية قال ان والدته اعتادت ان تحضرها معها ولا تستخدمها، ويضيف الصيدلي: حسبت ثمن تلك الأدوية فوجدت انها جاوزت 750 دينارا.

في عام 1951 أصدر الكاتب اللبناني الشهير سعيد فريحة كتابه «جعبة الصياد» قال فيه: انه زار الكويت بمعية ابن الشوف اميل البستاني دون ان يحمل جواز سفر أو يفتش جمركيا، ومما ذكره ان الطائرة كانت تلاقي صعوبة في الإقلاع والتحليق بسبب وفرة صناديق الذهب التي تحملها حيث كانت الكويت مركز تصنيع الذهب الأول في المنطقة، ومما ذكره ان الشيخ عبدالله السالم قال له في مجلسه: «ان كل مالنا هو للناس وان من قدم الحسنى لاقى الجمايل»، وقد طرب وفرح فريحة لهذه العبارة وود لو انتشرت في كل الدول العربية الأخرى، كما أتى في الكتاب.

طرح الإعلامي اللبناني طوني خليفة في برنامجه الشائق «للنشر» ما ذكر عن سقوط طائرة «كويتية» عام 1957 على سواحل بيروت والتي يفترض انها كانت تحمل 27 راكبا و15 صندوقا مليئة بالذهب يزيد وزنها على 400 كغم لم يعثر عليهم احد قط وان هناك احتمالا بأن تكون ان الطائرة قد أسقطت عن عمد بعد ان ملئت الصناديق بالأحجار قبل المغادرة، والحقيقة ان الطائرة لم تكن كويتية بل لبنانية تابعة لـ «ايرلبنان» وان التآمر مع الطيار لإسقاط الطائرة لإخفاء الذهب او تحصيل أموال التأمين كان سائدا آنذاك وخاصة لدى شركة TMA التي بالغت في عمليات إسقاط الطائرات بالعمد حتى حرف اسمها الذي يعني «الطيران عبر المتوسط» الى «Too Many Accident» اي كثيرة الحوادث.

وضمن نفس كتاب سعيد فريحة يروي انطباعاته عن بريطانيا آنذاك واستغرابه من نظام الجمعيات التعاونية القائم فيها والذي يقوم في نهاية العام بتوزيع الأرباح طبقا لمشترياتهم، نظام الجمعيات التعاونية اختفى من بريطانيا، ما يعني عدم مواكبته لروح العصر وبقي في بلدنا الحبيب كوسيلة للتكسب والتنفيع والإثراء غير المشروع، وحسنا فعل وزير الشؤون د.محمد العفاسي بوضع نظام جديد للجمعيات يحد من الاحتكار ويمنع التجاوز.

آخر محطة:

زار وزير التربية المصري د.احمد زكي بدر مدرسة في حلوان دون سابق إنذار ولاحظ التسيب فيها فأصدر قرارات نقل وفصل لـ 110 من الإداريين والمدرسين فيها ولم يقبل في ذلك القرار وساطة احد، بعدها توقف التسيب في المدارس المصرية، كما عقد المفصولون والمنقولون مؤتمرا صحافيا موسعا في وزارة التربية أعلنوا فيه اعتذارهم الرسمي لسيادة الوزير، شدة محقة نحتاجها في مدارسنا.

حسن العيسى

يركب عبري أو ما يركب؟


لدينا بالكويت موسوعة أدب "بليري" نسبة الى السيد بلير الذي شخص مع فريقه رؤية الكويت سنة 2035، أجمل ما قرأت في الأدبيات البليرية ما ذكر في مدونة بنادول "… والوقت من ذهب وربعنا للحين يناقشون ان الوانيت يركب عبري أو ما يركب، والمظلة عند البيت معلقة أو بعمود… الحمد لله على كل حال".


هناك نوع من توافق الآراء في تقييم التقرير، ملخصه أنه لم يقدم جديداً، ولكنه أكد دوام حالة المرض في الكويت، والتي قد تكون كارثة بالغد القريب. فتقارير الشال وكثير من الزملاء كتبوا مئات المرات عن رخاوة الإدارة السياسية في الدولة وغياب الرؤية والمنهج في التخطيط للقادم، وكانت ردود الإدارة تتلخص في التطنيش واللامبالاة، فماذا يعني أن ننفق أكثر من دول أوروبية في مجال الصحة والتعليم والامن لكن المردود هو الأسوأ؟! وماذا يعني الموقع الجغرافي المتميز للدولة وهو يمثل إرثها التاريخي الكبير وقطاع النقل متخلف…؟!


نسأل أين تبدأ وأين تنتهي أمراض الدولة… السلطة الحاكمة تتسابق مع عدد من المؤسسات الخاصة في إعلانات تخريج الأطفال الدعاة ومسابقات تحفيظ القرآن… أين نحن من أمراض الدولة حين يختزلها نواب التزمت الديني بالمشاركة النسائية في الرياضة والاختلاط بين الجنسين، وتوفير أكبر عدد من أيام العطل للمرأة العاملة المسلمة – انظر قانون العمل في القطاع الأهلي الجديد… أين هي هموم الدولة بعد أن أضحت عند الحكومة هي فن استرضاء المواطن، وبكلام أدق فن تسمين المواطن على حساب غده ومصير أبنائه؟


لم يقدم تقرير بلير جديداً، فكل واع يعرف أن "الشق عود" في ثوب الدولة، وخياطها الحكومي مشغول بكيفية "نسف الغترة" فوق العقال.


كارثة الدولة القادمة، ليست في ما ذكره تقرير بلير… كارثة الدولة أساسها في تغييب الوعي عند الإنسان الكويتي، وتخديره بأفيون النفط، فمن يكترث للمستقبل… والخدم في المنزل أكثر من أهل البيت، وحضارة ناطحات الغبار تقوم على سواعد البنغال…؟ ماذا يمكن أن نكتب عن وصفات للمرض الكويتي وصيدلي الدولة لا يعرف قراءتها…؟ أليس من الأفضل أن نشغل وقتنا ونقتل مللنا الدائم بثقافة "… مجبوس طباخنا اليوم مسكت… والوانيت يركب عبري أو ما يركب…"؟!