علي محمود خاجه

أنا مع السميّ

الغريب في الأمر أنه كلما تكلم أي عضو خارج نطاق تحركات التكتل الشعبي يثار مثل هذا الكلام، فعلى سبيل المثال يكون موضوع التكتل الشعبي الرئيس هو الخطوط الكويتية، فيأتي نائب آخر ليتحدث عن مؤسسة البترول مثلا، فتوجه سهام «الشعبي» ومناصريه إلى هذا النائب بأنه يريد أن يغطي على تجاوزات «الكويتية»، في حين أن هذا النائب له من الأولويات ما يختلف عن أولويات «الشعبي» وهو أمر بالتأكيد لا بأس فيه، فالمجلس بالتأكيد غير مختزل بأربعة أو خمسة أعضاء، وهو ما يعني في حالة اليوم مثلا أن أولويات علي الراشد تختلف عن أولويات «الشعبي»، وهو أمر طبيعي، بل محبّذ، فنحن لا نريد خمسين علي الراشد أو مجلسا كاملا من التكتل الشعبي.

وبعيدا عن نوايا التخوين والمؤامرة فإنه لزام علينا أن ننظر إلى فحوى اقتراح علي الراشد، وأن نتفق أو نختلف معه كمضمون وليس كنوايا، فعلي الراشد يقترح تعديلا للدستور وهو حق أصيل أقره الدستور نفسه في مادتيه 174 و175، وهذا ما يعني أن أي معارض لتعديل الدستور ضمن نطاق وشروط الدستور هو أول من يقف ضد هذا الدستور ويسعى إلى وأده.

أما محتوى تعديل علي الراشد فهو ينقسم إلى ثلاثة أقسام: أولها هو ألا تباشر الحكومة أعمالها إلا بموافقة المجلس على التشكيل الحكومي، وأعتقد أن هذا التعديل إن تحقق فما هو إلا عبارة عن نزع فتيل تأزيم مفتعل من بعض النواب وتحذير مسبق لأي رئيس حكومة قادم بحسن الاختيار أو على الأقل التوافق مع المجلس في اختياراته.

ثاني التعديلات ينص على زيادة عدد النواب والوزراء في المجلس، وهو أمر أعتقد أنه شبه حتمي لأن نسبة الخمسين نائبا التي كانت كافية قبل نصف قرن تقريبا لم تعد تعكس الرأي العام حاليا لتضاعف عدد الكويتيين عما كان عليه قبل نصف قرن.

أما التعديل الأخير والقاضي بموافقة 4 نواب مع المستجوِب لتقديم استجوابه، أو موافقة تسعة نوّاب مع المستجوِب في حال استجواب رئيس الوزراء، وزيادة عدد الموقعين على طلب طرح الثقة، فهو اقتراح وإن افترضنا فيه حسن النية والسعي إلى تقنين وتنظيم الأدوات البرلمانية إلا إنه غير دستوري يا «بوفيصل» وإن لم تتقبل ذلك، فهذا التعديل فيه تقليص لحرية النائب، وهو ما يعني مخالفة الشرط الدستوري الملزم في أي تعديل بأنه يكون لمزيد من الحريات.

أعلم جيدا أن هناك أدوات نيابية تتطلب أكثر مما يتطلبه الاستجواب، ولكن ثغرات النصوص الدستورية لا تعني أبدا أن نتجاوزها، بل علينا التعايش معها ومحاولة صقلها بشكل أفضل دون تقليص للحرية.

إنني على يقين تام بأن تعديلاتك التي أؤيد 2 من أصل 3 منها لن تنقل المجلس من الجحيم إلى الجنة، لكنها في رأيي المتواضع ستحسّن الأحوال ولو جزئيا، فليأخذ بها من يأخذ وليرفضها من يرفض دون تخوين وتشكيك بالنوايا.

خارج نطاق التغطية:

قتل المشاريع الشبابية في مشروع أسواق القرين التي سنعرج عليها في مقال لاحق، لمصلحة من يتم يا وزير البلدية؟

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

سامي النصف

فعاليات الملتقى الإعلامي السابع

حضرت ظهر أمس حفل افتتاح فعاليات الملتقى الإعلامي العربي السابع (2(5)27 أبريل) الذي افتتحه سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد بحضور جمع من الوزراء والسفراء والمستشارين إضافة إلى ما يقارب 200 من كبار الإعلاميين العرب.

وقد كرم الملتقى هذا العام كلا من جلالة ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة ووزير الإعلام السعودي د.عبدالعزيز الخوجة وصاحب السمو الأمير محمد آل سعود والسيد عبدالعزيز البابطين ود.سعد البراك والإعلامية كابي لطيف من إذاعة «مونت كارلو» وصحيفة الاتحاد الإماراتية. ويلحظ المرء منذ الوهلة الأولى التنوع الجميل في تلك الاختيارات.

ويطرح ملتقى هذا العام ـ الذي يجب أن يحضره كل إعلامي كويتي وعربي مقيم للتعرف على زملاء المهنة في الدول الأخرى وتبادل الآراء المهنية معهم ـ قضية هامة هي الإعلام وتكنولوجيا الاتصال. ومما ذكرته في أحد اللقاءات الإعلامية التي تمت على هامش المؤتمر ان هناك بالفعل فجوة قائمة بين الإعلام العربي وتقنيات الاتصال الحديثة بسبب غياب عمليات التدريب والتأهيل المستمرة على مثل تلك التقنيات شديدة التغير والتطور.

إن على وزارات الإعلام العربية ومعها شركات تقنية الاتصال الرئيسية عقد دورات متصلة للإعلاميين العرب بالمجان أو بأسعار رمزية يتم خلالها تعريف المشاركين والمتدربين على آخر مستجدات تكنولوجيا الاتصالات الحديثة، ودون مثل ذلك الحل المؤسسي سيبقى اعلامنا العربي متخلفا عن عصره ومن ثم مساهما بالتبعية في تخلف الأمة.

وحضرت في الليلة السابقة للمهرجان حفل عشاء ضم وزير الإعلام السعودي والأمير السفير محمد آل سعود والسفير السعودي الصديق د.عبدالعزيز الفايز وجمعا من الإعلاميين تم التطرق فيه لقضايا الثقافة، وكان مما طرح ان الاعلام يعكس واقعا ولا يخلق بذاته ثقافة موجبة، وان علينا ان نبحث ضمن تراثنا عن زوايا مضيئة نقدمها للعالم كي تمحى الصورة التقليدية المتداولة هذه الأيام والتي تمثلنا بقوم متطرفين وارهابيين بالسليقة.

وفي لقاء آخر ضم السفير المغربي الصديق محمد بلعيش وأمين عام مهرجان «أصيلة» الوزير المثقف محمد بن عيسى والسيد عبدالحق عزوزي ود.محمد الرميحي وآخرين، حدثنا بن عيسى كشاهد عصر عما حدث في يوم 2/8/90 عندما قام الملك الراحل الحسن الثاني بترؤس جلسة طارئة لمجلس الوزراء المغربي دعا إليها السفير الكويتي في سابقة لم تحدث من قبل نتج عنها بيان تنديد شديد اللهجة بالغزو سبق غيره من الدول، وتعاضدت آنذاك مياه المحيط مع مياه الخليج لإطفاء نيران كادت ان تقضي على الإنجازات الحضارية لدول المنطقة ولكن الله ستر.

آخر محطة:

في وجود 200 إعلامي عربي وأجنبي، نرجو تهدئة اللعبة السياسية لمدة 3 ايام في البلد كي لا نصبح طماشة للخلق، وبعد ذلك لنعد الى ما كنا عليه!

احمد الصراف

أخلاقيات العفاسي

الكل تقريبا يعتقد بمسؤولية شركات النظافة عن مشاكل العمالة والمتاجرة بقوتهم واستغلالهم، وما أدى إليه ذلك من وقوع اضطرابات وإخلال بالأمن وتشويه لسمعة الكويت دوليا. ولكن للأمور وجها آخر. فهناك، كما هو معروف، شركات جادة وملتزمة وأخرى خلاف ذلك، لكن تصرفات السيئة منها هي التي تطغى وتعطي الانطباع بأن الجميع سيئون!
في قانون العمل الحالي يعتبر مبلغ 40 دينارا الحد الأدنى للأجور. ولتعديل الوضع صدر قانون عمل جديد، لم ينشر في الجريدة الرسمية، يرفع الحد الأدنى إلى60 دينارا لرفع الظلم عن كاهل طبقة كادحة طالما حرمت من الكثير، ولكن هل سيتحقق ذلك من دون تبعات قاسية حتى عليهم؟ أشك في ذلك! ففي عقود النظافة مثلا، والتي تتطلب تشغيل آلاف العمال، هناك عقود سارية وعقود تم التوقيع عليها ولكن لم يحن وقت سريانها، وهناك كذلك عقود جار تسعيرها. وحدها الأخيرة لن يتسبب رفع الأجر من 40 إلى 60 بتدمير أوضاع الشركات الملتزمة بها أو الإضرار بعمالتها! أما العقود الحالية، السارية أو التي ستسري بعد فترة قصيرة، فلم يبين القانون الجديد الكيفية التي سيتم بها التعامل مع عمالتها، فمن جهة ليس بإمكان الشركات المنفذة رفع أجور عمالتها بتلك النسبة الكبيرة، وهي التي سبق ان وقعت عقود الحكومة على أساس 40 دينارا. كما أن ليس بإمكانها الحصول على عقود جديدة ودفع 60 دينارا كحد أدنى، ودفع 40 دينارا في عقد آخر. وإن أجبرتها الحكومة على رفع أجر الجميع ل‍ـ 60 دينارا فسيعرضها ذلك لخسائر كبيرة وقد يجبرها على التوقف عن العمل، وإن لم تجبر على رفع الأجر فإن هناك احتمالا كبيرا في لجوء عمال العقود القديمة للعصيان للمطالبة بمساواتهم بعمال العقود الجديدة، أو دفعهم لترك أعمالهم والتسرب للعمل في عقود العمالة الجديدة، علما بأن هناك عقودا حالية لن ينتهي العمل بها قبل ثلاث أو أربع سنوات. وبالتالي لا يتبقى هنا غير حل تدخل الحكومة لسد فرق أجور العقود الحالية إنصافا لشركات وطنية لا ذنب لها، ولحفظ سمعة الكويت وتعهدات مسؤوليها.
معرفتي بالسيد وزير الشؤون الاجتماعية والعمل، أكثر الوزراء زهدا بمنصبه، وأكثرهم خبرة في مجال عمله، تقول إنه لا يمكن أن يقبل بإرضاء طرف على حساب طرف آخر. ومع إيماننا التام بأن العامل يستحق حد اجر أعلى بكثير مما هو سائد حاليا، لكن رفع الأجر يجب ألا ينتج عنه ظلم طرف أو أطراف آخرين من دون ذنب اقترفوه.
كما أن الحكومة مطالبة بوضع نظام مناقصات أفضل من الحالي، وأن تصنف شركات النظافة بطريقة صارمة، وتشطب الشركات المخالفة، مع التحفظ على عروض الشركات التي تتعرض أوضاعها المالية للاهتزاز، ولدينا أمثلة على أن ما يجري هو عكس ذلك!

***
• ملاحظة: بسبب رواسب الشك الساكنة في قلوب البعض، فقد كنا نضطر لتذييل مقالات محددة بنفي وجود مصلحة لنا في ما نكتب، بما في ذلك هذا المقال. ولبدء سريان مفعول تقاعدنا من «حي المال والأعمال» فإننا سنتوقف مستقبلا عن نشر مثل هذا النوع من النفي.

أحمد الصراف
[email protected]

سعيد محمد سعيد

الدفاع المدني… المتهم بالتقصير دائماً

 

أسرع وصف يمكن قوله عن عمل رجال الدفاع المدني أنهم: «يأتون بعد إخماد الحريق… لا يتقنون التصرف لإنقاذ حياة إنسان معرض للخطر… تنقصهم المهارات والكفاءة»، وربما غيرها الكثير من الأقاويل التي تلوكها الألسن… وأتذكر أنه منذ بداية عملي في الصحافة ابتداءً من العام 1988، وجدت أن الانتقادات – صحت أو لم تصح – أكثر بكثير من التقدير الحقيقي، ولا تقارن بالاستحسان وتقدير دور رجال الدفاع المدني الذين يخاطرون بحياتهم للقيام بواجبهم الإنساني، وفي هذا ظلم كبير لا يقبله منصف.

ظاهرة الانتقاد والنظرة السلبية هي من أكثر الظواهر انتشاراً في المجتمع البحريني، فهناك على ما يبدو فئة كبيرة من المواطنين والمقيمين لا ترى أعينهم إلا الجوانب السلبية والعيوب فقط، وفي شأن دور رجال الدفاع المدني، فإنني استطيع القول انهم من أكثر الأجهزة الأمنية قرباً إلى قلوب الناس تقديراً واحتراماً شئنا أم أبينا… كثرت الاتهامات أم قلت، ويدرك هذه الحقيقة، حفظ الله الجميع، من تعرض لحريق أو أي كارثة من الكوارث ووجد رجال الدفاع المدني يبذلون قصارى جهدهم لمساعدته بدافع إنساني، قبل دافع الوظيفة.

لكن، لا بأس من القول ان هذه النظرة السلبية بدأت تتناقص شيئاً فشيئاً، وخصوصاً مع ارتفاع معدل الحوادث وكثرة البلاغات، وتيقن الكثير من المواطنين والمقيمين أن رجال الدفاع المدني يتمتعون بقدر كبير من الخبرة والدراية والقدرة على إنقاذ حياة الناس، وليس الأمر محصوراً في (فتح سيارة مغلقة على مفاتيحها)، أو التعامل مع البلاغات مهما كانت بسيطة باهتمام كبير، بل يمكننا أن نتصور الدور الذي يقوم بها رجال الدفاع المدني في الاستجابة لكمٍ هائل من البلاغات فاقت في العام الماضي 2009 على سبيل المثال، أكثر من 8 آلاف بلاغ من بينها 2764 بلاغ حريق، ناهيك عن بلاغات الإنقاذ والمساعدة التي بلغت 4369 بلاغاً في العام ذاته.

عصر الخميس الماضي، كانت مجموعة من أهالي قرية عالي تعمل بنشاط لمساعدة رجال الدفاع المدني لمحاصرة الحريق الذي اندلع بعمارة سكنية، وعلى رغم أن المخزن الذي اشتعل فيه الحريق ابتداءً يحوي كميات من الأخشاب والمواد البلاستيكية السريعة الاشتعال، إلا أن الأسلوب الاحترافي لرجال الدفاع المدني، جعلهم يسيطرون على الحريق ويمنعون انتشاره في وقت قياسي… فهل من المعقول أن نغض الطرف عن هذا الجهد، ونقول بأنهم لا يتقنون القيام بعملهم؟

كبر حجم البلاغات والحوادث التي تشهدها الكثير من المرافق والمنازل والمنشآت في البلاد على اختلافها يكشف بأن هناك قلة وعي وإهمال وافتقار لاشتراطات السلامة، وهذه لا يمكن القضاء عليها بإلقاء الاتهامات بالتقصير على رجال الدفاع المدني، وعلى الأقل، من باب الإنصاف، أن نتوجه بالشكر لهؤلاء الرجال الذين يعرضون أنفسهم للخطر لمساعدة المحتاجين، وإن كان هناك تقصير ما، فلا يمكن أن يحجب حقيقة أن جهاز الدفاع المدني ورجاله يعملون بإخلاص لمساعدتنا جميعاً… حفظ الله الجميع من شرور الكوارث.