سامي النصف

إلى بوعبدالله وبوعبدالله

ذكرت في مقالات سابقة ان الطريق الى الخصخصة وما سينتج عنها من إغلاق باب التوظيف بالقطاع العام يستدعي منع الاحتكار وتشجيع البادرة الفردية للشباب الكويتي في الدولة، وقد دعم الفكرة مشكورا الزميل العزيز فيصل عبدالعزيز الزامل في مقال لاحق له، وقد أتتني بالأمس شكوى مريرة من شاب كويتي عصامي ترك الوظيفة الحكومية واعتمد في رزقه على جهده وعمله الذي كان يمتد الى ما يقارب الـ 20 ساعة يوميا.

يقول محدثي الشاب: كنت منذ دراستي في أميركا ألعب الرياضة واعتمد على الغذاء الصحي المعتدل وهو ما يوفر الطاقة اللازمة للعمل اليومي المطول، وبعد تخرجي بتفوق وعودتي لعملي اللاحق في وظيفة حكومية لم تحقق طموحي اتجهت وبشراكة مع بعض الأصدقاء لفتح مطعم للغذاء الصحي وقررنا ان عوائده لن نصرفها علينا بل سنفتح بها فرعا آخر وهكذا استمر عملنا الناجح الذي جعلنا وآخرين بالطبع أحد المراكز المهمة للحفاظ على الحياة الصحية وإنقاص الأوزان.

ويكمل الشاب، كنا نسمع وكما أتى في مقالك اننا دخلنا عش الدبابير وان هناك من احترف ضرب وإخراج الشباب الكويتي من تلك النشاطات المحتكرة وان فلسفة إخراجهم الجهنمية هي ان الإخراج في بدء الطريق لا يتسبب بخسائر كبيرة ومن ثم لا يتم تعلم الدرس، بل يجب الانتظار حتى تكبر المصلحة وتزداد الفروع ويكبر معها الاقتراض والتوظيف.. الخ، ثم تأتي الضربة الشيطانية من جهة لا يتصورها احد، مستغلين بعض ضعاف النفوس من العاملين في الإدارات الحكومية.

يقول الشاب استيقظت فجر أحد الأيام لأداء صلاة الفجر فإذا بهاتفي مليء بالاتصالات والرسائل التي تنبهني الى صور بثت على كل مواقع الانترنت الشخصية والعامة، ويستطرد فتحت بريدي الالكتروني فاذا برسالة من مجهول بها صور لأحد مطاعمنا القريبة بالصدفة من منزلي والذي أتزود شخصيا بالغذاء الصحي منه لي ولعائلتي بشكل يومي وقد وضع على بابه شريط احمر يدل على الإغلاق بسبب مخالفات لا نعرف كنهها وان كانت الرسالة المصورة لها فحوى واحدة لا غير «اغلق وبع ما تملك وارجع الى عملك الحكومي كموظف يعتمد في عيشته على راتب المال العام ولا تعد انت وامثالك لانشطتنا المحتكرة قط».

ويطرح الشاب المتألم عدة تساؤلات محقة نرفعها للفاضل بوعبدالله وزير البلدية وبوعبدالله مدير عام البلدية وهي هل يحق لموظف البلدية ان يدمر مصلحة يملكها ويعمل بها شباب كويتي طموح ومئات الآخرين عبر ادعاء مخالفات يتم «تصويرها» من قبل الموظف ثم «إرسالها» لكل منضوي البريد الالكتروني في الكويت «ومن أين حصل على العناوين الالكترونية؟» بدعاوى يسهل الكذب بها فمن يعلم ان كانت حشرة ما قد دخلت من الباب أم ان هناك «احدا ما» قد قام بإيصالها بيده ثم تصويرها لا لمصلحة عامة بل للايذاء المتعمد مدفوع الثمن؟!

آخر محطة:

ما تعرض له ذلك الشاب الكويتي الطموح عرضة لان يتعرض له كل من يجرؤ على اختراق القلاع الحصينة للأنشطة المختلفة مستغلين منهاجية الرشوة المتفشية للأسف في بعض دهاليز الإدارة الحكومية، لذا نضم صوتنا لشكوى الشاكي، آملين من الأفاضل وزير البلدية ومديرها العام التحقيق في تلك القضية ومنع تكرارها عبر الالتزام التام بالأنظمة واللوائح التي تحكم تلك الأعمال ومعاقبة المتعدين ودون ذلك سنرى نزوحا معاكسا من القطاع الخاص الى العام فيئد مشروع الخصخصة قبل ان يولد.

احمد الصراف

سبتيات لطيفة وأخرى غير لطيفة *

قالت الزوجة لصديقتها: إذا كنت تحبين شخصا، أو حتى طيرا حرا، هو ملك يديك، فأطلقي سراحه فإن عاد فسيكون لك ابد العمر، وان لم يعد فهو لم يكن لك اصلا، ولكنه ان عاد وجلس هناك في غرفة المعيشة غير مكترث، مسببا الفوضى في كل مكان، يأكل طعامك ويستخدم هاتفك ويستعين بأموالك ولا يبدو عليه انه مدرك لحقيقة انك سبق ان اطلقت سراحه، فهو في هذه الحالة اما زوجك أو ابنك! وتذكري انه ليس هناك افضل من لبس حذاء ضيق لكي ننسى جميع متاعبنا الأخرى.
* * *
وبمناسبة الحديث عن الاخلاقيات والصداقة، فإن هناك في الشبكة العنكبوتية الموقع الالكتروني التالي: www.sorraq.com  الذي تخصص المشرفون عليه في البحث والكشف وعرض السرقات الادبية والصحفية، وبالذات في الصحافة الكويتية، وقد تمكن هؤلاء حتى ساعة كتابة هذا المقال، من رصد ثلاث سرقات صحفية لكتاب كويتيين معروفين، والبعض منهم سبق ان تكررت منهم السرقة لاكثر من مرة، ولكن بسبب «عرض» وجوههم فإنهم لم يكترثوا لهذه الاتهامات، وتمسكت احزابهم «السياسية الدينية» بهم بنواجذها، ربما لاعتقادهم بأن سرقة مخرجات أفكار الآخرين لا تمثل سرقة حقيقية، وهي لا تختلف، بنظرهم طبعا، عن سرقة الاموال العامة، فالمستولي على المال العام لا يمكن ان يكون سارقا، لانه «ببساطة» يأخذ حصة مما له فيه «حق»!!
ونتمنى على الزملاء الذين وردت اسماؤهم في هذا الموقع الرد، من خلال زواياهم وتوضيح اللبس أو التهمة لكي ترتاح النفوس وتطمئن القلوب.
اما الموقع الالكتروني الثاني فهو: www.Firewallffilter.com  الذي يمكن بواسطته الدخول على اي موقع من خلال طباعة اسمه في الفراغ المخصص لذلك اسفل صفحة الموقع.
و Voila !
(*) من قراءاتي

أحمد الصراف