سعيد محمد سعيد

«عراد» تدق ناقوس الخطر (2)

 

من المبشر أن تبادر مجموعة من شخصيات ووجهاء ومشايخ قرية «عراد»، ممن يشهد لهم بالاعتدال والحرص على مصلحة البلد؛ لأن يضعوا ظاهرة النزاع الأسبوعي المتكرر حول قلعة عراد، دوحتها وشارعها التجاري، بين مجموعات من الصغار والشباب… موضع الاهتمام والمتابعة، إلا أن ذلك لا يجب أن يكون في منأى عن التواصل مع المؤسسات الأهلية وكذلك مع المؤسسة الأمنية.

والمهمة التي ستقع على كاهل تلك الشخصيات ليست هينة أبدا! فليس من السهل التحرك لتطويق صدام يقع في إجازة نهاية الأسبوع بين مجموعات من الشباب والمراهقين المستهترين وذوي الميول العدوانية وأفعال العصابات، وخصوصا أن هناك من يحاول صبغ ذلك النزاع بصبغة طائفية… وليست هذه الحقيقة.

حسب علمي المتواضع، ليس هناك دليل على أن حالة الصدام المؤسفة بين الشباب منبعها طائفي… أي أن تتصادم مجموعات شيعية ضد مجموعات سنية انطلاقا من خلافات مذهبية… ذلك ليس صحيحا إطلاقا، والصحيح، هو أن هناك حالة متنامية وخطيرة لتفريغ الرغبات العدوانية في إثارة المشاكل والشجار كبرنامج «تسلية» اعتاد عليه عدد من «اللوفرية»، لكن بعضها لا يخلو من «تصفية حسابات» أو انتقام لخلافات بين اثنين سواء حدثت في المدرسة أو في المعهد أو حتى في منطقة السكن، فيجمع كل طرف منهما (الربع)، ويتبادلون الاتصالات ورسائل الجوال للالتقاء والتصادم، كل يفزع لصاحبه.

لكن مع شديد الأسف، يعتقد بعض الأهالي، كما صرح بعضهم لـ «الوسط» يوم الإثنين الخامس من أبريل/ نيسان الجاري، بأن السبب يعود إلى «مناوشات طائفية»، وأعتقد أنه من الخطأ الجسيم تصديق ما يكتب في بعض المنتديات الإلكترونية من دعوات للتصدي لهذه الطائفة أو تلك حتى لا تسيطر على (عراد) بذريعة أن ما يجري منشأه طائفي، حتى مع وجود نية لاحتواء الأمور عبر الجلوس مع أولياء الأمور ورجالات المنطقة وإرجاع الأمور إلى نصابها الأولي، بحسب وصفهم.

والمتتبع لما جرى، سيكتشف أنه في كل مرة يقع فيها الصدام، فإن أول شرارة فيه انطلقت يوم الأربعاء 28 أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي 2009، بمثول طالب من طلبة معهد الشيخ خليفة للتكنولوجيا مع شاب آخر من خارج المعهد أمام النيابة العامة، إثر شجارٍ دامٍ دار بين مجموعتين امتد لمدة يومين متتاليين، تطلب تدخل رجال الأمن لفض العراك الدائر بين المجموعتين، إذ تم القبض على 11 شخصا من طرفي النزاع من قبل الأمن، وسُمح لهم بمغادرة مركز الشرطة مع أخذ التعهد منهم.

لكن الحوادث التي تكررت فيما بعد، وخصوصا في إجازة نهاية الأسبوع، لم تقتصر على المجموعتين المتورطتين في تلك الحادثة! أي أن هناك مجموعات أخرى واصلت التصادم لأسباب لا علاقة لها بقضية الشجار خارج معهد الشيخ خليفة للتكنولوجيا، حتى أن الحادثة الأخيرة التي وقعت الأسبوع الماضي كانت بسبب تحرشات بين مجموعة من الصغار من أهالي عراد ومجموعة أخرى كانت متواجدة في موقف سيارات القلعة، توسعت بعد أن ذهب الصغار ليحضروا من هم أكبر منهم سنا للانتقام.

للحديث صلة

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سعيد محمد سعيد

إعلامي وكاتب صحفي من مملكة البحرين، مؤلف كتاب “الكويت لاتنحني”
twitter: @smsmedi

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *