سامي النصف

قلة العمل وكثرة الجدل

لكل مجتمع إنساني خصائصه التي تميزه عن غيره، فبعض الشعوب تحب النكتة والمرح، وشعوب أخرى تعشق الفن والجمال، وثالثة شديدة التذوق للأكل والشراب، ورابعة للمعارك والاحتراب، وخامسة للمال والأعمال، وسادسة أيدي أبنائها خضراء للزراعة، وسابعة مبدعة في فنون الصناعة.

إذا كان الشعب الياباني ومعه اغلب شعوب العالم المتقدم يعشق كثرة العمل وقلة الجدل، فإن شعبنا الكويتي الهمام بات يختص بعشق الجدل وقلة العمل ووفرة الغضب ولا يمكن لأمة هذا ديدنها ومسلكها ان تأمل بمستقبل زاهر وغد باهر وأيام مشرقة مقبلة خير من الحاضر.

لقد وصل صراخنا ومشاحناتنا التي لا تنتهي الى شركائنا في عالم القرية الصغيرة وتعداهم الى الكواكب السيارة في المجرات الأخرى، فعجبوا وحزنوا مما يسمعون ويرون، فلم يقصد قط من الحراك السياسي والمسار الديموقراطي ان ينتهي بتسببه في شلل تام في مفاصل الدولة بعد ان «تدوده» الناس من الكوابيس النهارية اليوميـــة التــي نعيشهـــا.

آخر محطة:

 1 ـ حل إشكالية ازدواجية الجنسية واطفاء نار فتنتها يتم عبر دعم ما اقترحه النائب الفاضل علي الراشد من إعطاء مدة عام لتعديل أوضاع من يحمل جنسيتين، فالقصد بالنهاية هو حصد العنب وليس إحراج الناطور.

2 ـ أصبحنا نصدّر للبرلمانات الأخرى بعض ممارساتنا الخاطئة، ومن ذلك تكشف فضائح ملفات العلاج في الخارج بمصر والتي اتضح من خلالها ان أحد النواب أرسل حالات تجاوزت كلفتها الـ 400 مليون جنيه على المال العام (نفس كلفة بناء السد العالي) ونائب آخر أرسل سيدة لديها إشكالات صحية في.. البروستاتا! كما أتى في جريدة «المصــري اليــوم».

3 ـ أخيرا، إذا ما استمر المسلسل الكوميدي القائم تحت قبة البرلمان، فأقترح ان يبدأ ببيـــع تذاكر حضـــور الجلسات حتى نطلـــع على الأقـــل بشـــيء مفيـــد للمال العـــام، ولا حــول ولا قـــوة إلا باللــه.