سامي النصف

حاسبوا من قبض قبل من دفع!

في العالم أجمع عندما يقوم نائب باستخدام منصبه للابتزاز والحصول على الاموال تتم محاسبته ومعاقبته من قبل «لجنة القيم» وإسقاط عضويته ثم احالته للنيابة العامة لاسترداد الاموال الخاصة أو العامة التي حصل عليها دون وجه حق بسبب استغلاله لمركزه، وفي بلد العجائب الكويت يتم الحديث هذه الايام عن محاسبة من دفع لا من قبض.. وهزلت!

وبالمرة، المعارضة في العالم أجمع تستهدف الحفاظ على المال العام، وبعض معارضتنا تروم استباحته وصرفه على قضايا الدغدغة واعادة الانتخاب، ومعارضتهم تعني طهارة اليد وبعض معارضتنا تستهدف.. ملء الجيوب.. وعجبي!

عدد ضحايا المخدرات في الكويت يفوق عدد ضحايا الغزو، لذا ما ان تقبض دولة أخرى من دول العالم على تاجر مخدرات حتى يتم لعنه من قبل أبناء وطنه والدعوة لحجزه وتشديد العقوبة عليه، وفي بلد البطولات الزائفة يتم إثارة الفزعة الجاهلية في محاولة لإحالة التاجر المعني الى بطل همام في بلد لا تحتاج البطولة فيه الا الى ضمير خرب واعلام فاسد ومخرج روائع كحسن الإمام!

في وقت يجتمع فيه أعضاء تجمع الـ 26 في ديوانية أحدهم الملحقة بمنزله تتصدى لهم مجاميع تجتمع في قصر منيف مطل على الشارع العام ولا يسأل أحد عمن يدفع ايجار ذلك القصر المقدر بعشرات الآلاف من الدنانير كل عام، ولو لم يكن لتجمع الـ 26 فائدة عدا اخراج الفئران القارضة للمال العام من جحورها وكشفها للناس لكفى بذلك إنجازا وفخرا.

وفي العالم أجمع يعلم النواب أن الڤيروسات لا تدخل عن طريق المطار بڤيزا تصدرها وزارة الصحة، بل تنتقل بالهواء من بلد الى بلد، لذا نستغرب ان يهدد احد النواب مسؤولي «الصحة» بالاستجواب بسبب وباء H1N1 العالمي، وان وفرة انتشار المرض وكثرة الوفيات في الكويت تدلان دلالة اكيدة على ان صحتنا كشعب معتلة على الأرجح بسبب الضغوط النفسية الناتجة عن اقوال وافعال بعض النواب التي تسم البدن وتضعف المقاومة.

آخر محطة:

لمن يحارب الموسيقى من النواب نهديه كتاب «الأغاني» لأبي الفرج الاصبهاني المكون من 25 جزءا تمتلئ بأسماء الآلاف من شعراء ومطربي العصر الذهبي للاسلام، ولم يقل أحد آنذاك إن المسلمات أصبحن.. راقصات!

سعيد محمد سعيد

حملات العداء المشحونة بالكراهية

 

اختلفت مع مجموعة من الإعلاميين الخليجيين والعرب في شأن أسلوب ومنهج وخطاب بعض القنوات الفضائية (الدينية) في منتدى إلكتروني، فهم، وأنا أحترم وجهة نظرهم قطعا، يعتبرون ازدياد تلك القنوات فائدة (للأمة)، أما أنا، فلا أرى في غالبها إلا منطلقا لشن حملات العداء المشحونة بالكراهية.

وليس من الضرورة بمكان إجراء استطلاع ميداني لتثبيت الفكرة، فيكفي أن تقرأ لمدة ساعة زمن الشريط الذي يتحرك في أسفل الشاشة لتعلم أن هناك مشاركة فاعلة من قبل مجموعات من المتشددين، من الطائفتين ولابد من التأكيد على أنهم من الطائفتين، كل يدعي حاكميته على الأمة.

ذلك الخطاب هو الأسوأ على الإطلاق، ولعل الكثير من الناس لا يعلمون أن مثل هذه النزاعات تصبح أجمل وأروع عندما يزداد عدد المشاركين فيها عبر خدمة الرسائل الإلكترونية التي تدر مالا وفيرا يملأ بطون القائمين على القناة، ممن يدعون (صدق الدعوة لله والدفاع عن الدين الإسلامي).

كثيرة هي الصور القاسية التي تسود المجتمعات الإسلامية اليوم، في مقدمتها الظلم والتخلف والأمراض السياسية والثقافية والاجتماعية، ونزعات التعصب الطائفي والعرقي المقيتة، وتطغى عليها مشاكل وصراعات متعددة في مختلف ميادينه ومجالاته بما في ذلك ميدان الثقافة والفنون، وتبرز صورها المؤسفة في التضييق على حرية الفكر والنشر ومحاصرة الثقافة ومصادرة الرأي الآخر، وشن الحملات العدائية المشحونة بالكراهية والحقد الطائفي.

لا يمكن أبدا التغاضي عن تهاون الحكومات، وفي أغلب حالات تلك التهاون، يظهر الاتهام واضحا بلا تبطين في أن بعض الدول تغذي هذا النوع من الحملات لإشغال الناس، ولذلك، ليس عجيبا أن يتفرغ ذوو النزعات العدائية، سواء كانوا مشايخ وعلماء أم برلمانيين أم وعّاظ سلاطين، ومعهم أولياء نعمهم من المستبدين أرباب الرأي الواحد والنفوذ والمال، ليضيفوا الى الأمراض الاجتماعية ما يسهم في مضاعفة الداء والمرض في جسد الأمة.

وأخطر ما في الأمر هو استهداف الثقافات الحرة النيرة ومجالات العلوم والفنون الرائدة لضربها بأفكارهم ونزعاتهم ومشاريعهم المشبوهة، منتزعين من تلك الجوانب وأنشطة الإبداع الفني طابعها وعطاءها الإنساني، والأهداف التي يمكن أن تخدم أمم وشعوب المعمورة على اختلاف دياناتها وطوائفها وانتساباتها العرقية.

احمد الصراف

تحجّر العقول والمشاعر والموسيقى

كتب نورمان واينبرغر -الحاصل على الدكتوراه في علم النفس التجريبي، الذي يعمل في جامعة كاليفورنيا، قسم البيولوجيا العصبية، وأحد مؤسسي مركز البيولوجيا العصبية للتعلم والذاكرة والموسيقى- أن للموسيقى قدرة غريبة على أدمغة المستمعين والموسيقيين، وأن الموسيقى تلازمنا كل الوقت ويمكن لتصعيد «أوركسترالي» مبهج أن يستدر دموعنا ويبعث ارتعاشات في فقراتنا. كما أن الموسيقى الزاخرة تضفي دفعة زخم انفعالية على خلفية الأفلام السينمائية، ويشدنا عازف الأرغن فنقف هاتفين مصفقين مستطيرين حماسة، كما يترنم الآباء والأمهات بدندنات لتهدئة الأطفال الرضّع. ويستطرد البروفيسور واينبرغر في القول إن لولعنا بالموسيقى جذورا موغلة في القدم، فقبل أكثر من 30 ألف عام كان هناك عزف على النايات المصنوعة من العظام وعلى أدوات نقر وقيثارات مصنوعة من عظام الفك، ويبدو أن تذوقنا للموسيقى «غريزي» فالرضع، حتى دون الشهرين، يلتفتون نحو الأصوات المتلائمة الممتعة. ويقول ان الخاتمة الموسيقية عندما تبعث هزات طرب عذبة فانها تقوم في الحقيقة باثارة مراكز السرور نفسها التي تثار عند تناول الشوكولاتة أو عند الاتصال الجنسي. وهنا يكمن لغز بيولوجي محير ومثير للاهتمام: لماذا الموسيقى؟ ولماذا تحظى بمحبة شاملة وقدرة فريدة على اعتصار العواطف لدينا؟ ألا يمكن أن انبثاقها قد سبب -بطريقة ما- تعزيز بقاء الانسان وارتقائه، وتنمية تماسكه الاجتماعي في تجمعات كانت قد غدت أكبر من أن تساس؟
ويقول واينبرغر انه ليست هناك أجوبة نهائية عن هذه الأسئلة، لكن العلماء، ومنذ عهد قريب، بدأوا تكوين فهم أكثر رسوخا عن كيف وأين تعالج الموسيقى في الدماغ؟ وأن دراسات أجريت على مرضى باصابات دماغية وغيرهم من السليمين وكانت المفاجأة اكتشاف عدم وجود مركز خاص في الدماغ يختص بالموسيقى، بل انها تشغل العديد من المناطق الموزعة فيه. ومع أن الكثيرين يتصورون أنهم ذوو وهن موسيقي، لكننا جميعا موسيقيون الى درجة ما!
ومن المعروف أن طرق العلاج الحديثة تستخدم الموسيقى الكلاسيكية، ولعباقرة عالميين معروفين، بشكل مكثف في رفع نسبة الفهم وتقليل الاصابة بالنوبات لدى الكثير من المصابين بأمراض في الدماغ، وبعد هذا يأتي من يكتب بأنه يعارض «فرض» الموسيقى على طلبة المدارس في الكويت! ولم يتردد في وصف «بيتهوفن» بالتافه، وان بطريقة غير مباشرة، وان هذا الموسيقار ومن «على شاكلته من عرب وعجم» لا يعنون له شيئا! واستغرب هؤلاء قيام وزارة التربية بفرض تدريس الموسيقى، على الرغم من أن أولياء الأمور يرون أنها «حرام»، ومن حق أبنائهم عدم دراستها لهذا السبب! ونسي هؤلاء أو تناسوا أن نسبة أكبر من أولياء الأمور ترى حرمة تدريس أمور كثيرة أخرى، وبالتالي من السخف ترك أمر وضع المناهج لأمزجة الطلبة ولآبائهم وأمهاتهم في دولة بين حكم المحكمة الدستورية الأخيرة مدنيتها المطلقة! وغريب حقا أن يشتكي هؤلاء من تدريس الموسيقى، هذه المادة الانسانية الراقية والعظيمة، ولا يشتكون من كل هذا الهراء الذي تتضمنه المناهج نفسها التي تحتاج عملية «شخل» كاملة.

أحمد الصراف

احمد الصراف

الشياطين والبروفيسورة

كتب السيد محمد الشيباني مقالا في «القبس» (24/10/2009) بعنوان «حجاب المرأة في إيران مخالفة»! وقد ورد التالي في الفقرة الأخيرة منه: «أما في الكويت فقد قلت وقال غيري قبلي: لن تجري الدعوة الإسلامية إلى الجدليات البيزنطية أو يتراجع الدعاة والمصلحون عن تمسكهم بشعائر الإسلام وفضائله، الصغير منها والكبير، لأصوات نشاز من هنا وهناك، هان عليهم دينهم وشعائره، وصاروا يفتون ويوقعون عن الله تعالى، بل تجرأوا على أمره! لقد تمادوا وزاد غثاؤهم مع «معرفتنا بهم تمام المعرفة» انهم من الجنود المجندة للشياطين والسفارات الأجنبية تؤازرهم للطعن في الإسلام وشعائره»!
وهنا، وحرصا منا على سمعة الوطن وحفاظا على صحيح الدين وحماية له من الطعن في شعائره، ولكي لا يطال الاتهام الجميع من دون تحديد، فإننا نطالب السيد محمد بأن يدلنا على هؤلاء وينشر أسماءهم ويفضح علاقاتهم بالسفارات الأجنبية، خاصة انه ذكر أنه يعرفهم تماما، وأنهم من الجند المجندة للشياطين والسفارات الأجنبية. وحيث ان في الكويت أكثر من 70 سفارة أجنبية، فمن المهم هنا أيضا توضيح السفارات «المتهمة»، حيث لا يجوز على «مسلم» الطعن في أعراض الناس وتأليب الرعاع من دون سند أو دليل!
***
ملاحظة: تعتبر الأستاذة الإيطالية فالانتينا كولمبو واحدة من أهم مستشرقي العصر، فهي إضافة الى مؤلفاتها العديدة في الأدب العربي، فإنها مترجمة جادة لعديد من عيون الأدب العربي القديم إلى الإيطالية ككتاب «الحيوان» للجاحظ و«مقامات بديع الزمان الهمذاني». كما أن لها دراسة فريدة عن المعتزلة، وعدة ترجمات لروايات الأديب نجيب محفوظ، وسيصدر للبروفيسورة كولمبو في فبراير المقبل النص الإيطالي للكتاب الرائع «سجون العقل العربي» للمبدع طارق حجي، والذي ستصدر طبعته الإنكليزية في التاريخ ذاته عن دار نشر جامعة كيمبريدج.
وبترتيب خاص فإن الأستاذة كولمبو، وبدعوة من «دار الآثار الإسلامية»، التي لا تتوقف عن مفاجأتنا بجميل أعمالها، تزور الكويت حاليا، وستقوم مساء اليوم بإلقاء محاضرة باللغة الإنكليزية في دار الآثار بحولي عن كتاب الجاحظ.

أحمد الصراف

علي محمود خاجه

دولة الملالوة انتهت


حكم الدستورية الرافض لطعن الناشي أثبت أن هدف هايف ومن خلفه «ملالوة» السياسة كان تسللاً صريحاً وواضحاً على الكويت وهويتها الدستورية المدنية، فالكويت هي حرية شخصية وحرية عقيدة مكفولتان للكويت برمتها، ومن لا يؤمن بذلك فهو لا يؤمن بكويت الأمس واليوم والغد. عبدالعزيز الناشي تذكروا هذا الاسم جيدا، فقد أزاح هذا المواطن من حيث لا يعلم غباراً كثيفاً جلبه بعض رفاقه لتغطية الهوية الكويتية الجميلة. فقد أقدم الناشي على خطوة لو كان يعلم بعواقبها لما أقدم عليها إطلاقاً، لقد طعن الناشي بصحة عضوية النائبتين أسيل العوضي ورولا دشتي، على أساس أنهما لم ترتديان الحجاب معتقداً أنه بهذا الطعن قد يحقق نصراً مؤزراً لجمع من «ملالوة» السياسة، وعلى طريقة الدخيل وجاسم سعى النائب محمد هايف إلى استغلال التمريرة التي اعتقد أنها ذهبية من المواطن عبدالعزيز الناشي، فتوجه إلى وزارة الأوقاف التي لا ناقة لها ولا جمل في هذا الشأن لينتزع منها فتوى وجوب الحجاب، وقد كان له ذلك، فظنوا أنهم سجلوا هدفاً ذهبياً لا يعوض. ولكن حكم الدستورية الرافض لطعن الناشي أثبت أن هدف هايف ومن خلفه «ملالوة» السياسة كان تسللاً صريحاً وواضحاً على الكويت وهويتها الدستورية المدنية، فالكويت هي حرية شخصية وحرية عقيدة مكفولتان للكويت برمتها، ومن لا يؤمن بذلك فهو لا يؤمن بكويت الأمس واليوم والغد. لقد أنهينا اليوم، وبهذا الحكم، حقبة مجموعة من اللحى أرادوا أن يحتكروا ما هو غير قابل للاحتكار، وحُطّمت أحلامهم وكوابيسنا على صخرة صلبة قوية اسمها الدستور، فمن لا يعترف به لا يعترف بالكويت. لنبتعد عن الكلام الطويل قليلا ولنستخلص ماذا يعني حكم المحكمة الدستورية الرائع بحق الكويت وحق أسيل ورولا تحديداً، فالحكم الدستوري يعني التالي: – إلغاء قانون الجنسية الذي يحرم غير المسلم من حق الحصول على الجنسية. – إلغاء قانون التعليم العالي الذي يفرض شروطاً على اللباس للطلبة ويفصل تعليمهم دون توفير الفرصة للراغبين بالتعليم المشترك من تحقيق مبتغاهم داخل حدود الكويت، وهو طعن بالحرية والمساواة اللتين نص عليهما الدستور. – إلغاء مواد في قانون العمل التي تحظر على المرأة العمل في أوقات معينة وتسمح للرجل بذلك، وهو إخلال بالحرية والمساواة أيضاً. عطفاً على الكثير من تفاهات «الملالوة» الأخرى كضوابط الحفلات، ومحاربة فالانتاين، والخيم الرمضانية، و»فترينة» أحمد باقر وغيرها. عموماً لقد قدم لنا الناشي درساً جميلاً في اللجوء إلى المحكمة الدستورية لتغيير ظلام أصحاب اللحى بنور الدستور لنعيد الكويت حرة رائعة كما كانت قبل أن تقحم الحكومات السابقة أصحاب اللحى بيننا وبين كويتنا الجميلة. ملاحظة: مجموعة «صوت الكويت» أصدرت كتيباً رائعاً اقتبستُ منه بعض القوانين غير الدستورية، وبإمكانكم الاطلاع عليه من خلال موقعهم الإلكتروني. www.soutalkuwait.com خارج نطاق التغطية: جريدة أسوأ وزير في تاريخ الكويت نشرت تقريراً عن بعض السلوكيات المشينة في الشارع المعروف باسم شارع المطاعم، وقد نشرت جريدة أسوأ وزير سابقاً بعض السلوكيات السيئة في بعض المقاهي، فأغلقت حكومة «بوصباح» المقاهي بعد منتصف الليل… فهل سيمنعنا «بوصباح» من الأكل ليلاً بعد تقرير شارع المطاعم؟ 

سامي النصف

سفراء عبدالعزيز البابطين

حضرت صباح امس في جامعة الأزهر بالقاهرة لقاء الاخ عبدالعزيز البابطين بما يقارب الألف طالب وطالبة من مبعوثي مؤسسة البابطين المرسلين للدراسة في عدة جامعات مصرية موزعين على 47 بلدا عربيا واسلاميا واجنبيا وقد سعدت للخطب التي ألقاها بالعربية الفصحى طلاب أفارقة وآسيويون وأوروبيون.

وقد بدأت البعثة اعمالها عام 1974 كنوع من الدعم الحقيقي والمباشر للقضية الفلسطينية، ثم امتدت بعد ذلك لباقي الدول وخاصة الجمهوريات الاسلامية المنفصلة عن الاتحاد السوفييتي التي ابتعدت عن فهم العلوم الشرعية وهجرت الدين منذ سنين وهو ما بان جليا عندما زار الوزير ناصر الروضان تلك الدول عام 1992 مبعوثا لسمو أمير البلاد آنذاك.

وقد تخرج الآلاف من بعثات الخير تلك عبر العقود الماضية بعد ان حازوا اعلى الشهادات العلمية واصبح البعض منهم مسؤولين ومستشارين كبارا في دولهم، وباتوا يمثلون ما هو اقرب لسفراء معتمدين للكويت ومصر وللعروبة والاسلام في تلك البلدان القريبة والبعيدة.

وبعثة مؤسسة عبدالعزيز البابطين كريمة جدا مع طلبتها حيث توفر لهم المسكن المفروش والمزود بجميع الكماليات والملبس ورسوم الجامعات والعلاج الطبي، اضافة الى مساعدات مالية سخية ومنح شهرية وتذاكر طيران لبلدانهم كل 20 شهرا وبدل اطفال مع تكريم المتميزين عبر الجوائز المالية والعينية وارسالهم لاداء العمرة، ولا تنتهي البعثة عند حصول الطالب على الشهادة الجامعية بل يتواصل الدعم حتى الماجستير والدكتوراه.

ان من مصلحتنا في الكويت ان يستمر هذا الجهد الخير الهادف لخدمة بلدنا والعروبة والاسلام والذي يفوق جهد عدة دولة عربية واسلامية مجتمعة حتى بعد رحيل المؤسس بعد طول عمر، وذلك عبر دعم مشروع وقف البابطين الذي يجب ان يضاف له وقف آخر بدلا من محاربته ثم يعطى للجنة الوقف المكونة من رجال اخيار امثال د.خالد المذكور والاخوة الافاضل عبدالرزاق المطوع وناصر الرومي وعبدالله محارب حق ادارته وتوسيع اعماله وتوجيه امواله لاعمال الخير والبر القائمة.

آخر محطة:

تعقيبا على ما كتبه الزميل العزيز فؤاد الهاشم في مقال امس اقول ان هناك احتمالا ضئيلا جدا بظهور «ضباط أحرار جدد» و«اخوان جدد» الا انني بالمقابل على يقين تام بعدم تكرار ظهور «هيكل جديد» فالمسيح الدجال من امثاله لا يظهر عبر العصور الا مرة واحدة

احمد الصراف

قوارض المجتمع وآثام عوض

يقال إن الموت رحمة، فكم من مريض تمنى الموت تخلصا من آلامه، وكم من سجين «سياسي» اشتهى الهلاك لينتهي تعذيبه. ومن هنا، فإن هدم بيت عائلة كعقاب قد لا يكون أقصى ما يمكن إيقاعه بها، فالتدمير لا يتطلب أكثر من بضع أصابع دينامايت ليصبح البيت كومة حجارة على الأرض. وبالتالي يصبح التعذيب المستمر أكثر فعالية والذي يمكن أن يبدأ من خلال قطع الكهرباء عن سكانه في مرحلة أولى، وبعدها بأيام قطع المياه، وفي مرحلة ثالثة غلق مداخل ومخارج البيت ليحرم سكانه من معرفة ما يدور حولهم أو الاتصال بالخارج، مع ترك فتحات صغيرة في حوائط البيت لتتسرب منها القوارض المخيفة التي ستقوم بنشر الأوبئة، وبث الرعب في نفوس ساكني البيت، وقلب حياتهم إلى جحيم لا يطاق يتمنون الموت فيه على الحياة.
ولو شبهنا حال ذلك البيت بما جرى ويجري في بعض الدول، مع الفارق، لوجدنا أن الكهرباء التي قطعت مثلت النور والإبداع والفن والثقافة والمعرفة. وأن المياه مثلت الصحة والتعليم والمشاريع التنموية، أما إغلاق مداخل البيت ومخارجه، فقد مثلت الرقابة على الفكر والعقل والتصرف وعد الأنفاس وكل ما ينتجه الفكر الإنساني الخارجي من إبداع، ومن ثم الانقطاع عن العالم وكراهية الآخر وتكفيره! أما القوارض فقد مثلت مجموعة قوى الفساد، المالي والفكري، التي خربت الأفكار ونهبت الخزائن، قبل وأثناء وبعد أحلك فترات التاريخ، وما جلبته معها من عناصر متشددة في تعصبها وتخلفها، والتي لم تترك شيئا إلا وقامت بتخريبه وإتلافه، ونشر الأوبئة فيه. في كل هذا يكمن العذاب الذي ربما يكون الموت أكثر رحمة منه!

* * *
أعترف بأنني لا أحمل ضغينة لأحد، وليس في قلبي حقد ولا كره حتى لأولئك الذين سبق أن تناولتهم بالنقد أو الهجوم، شفاهة أو كتابة، لسبب أو لآخر، من سياسيين ورجال دين أو مسؤولين في الحكومة أو من مؤسسات أو أفراد حامت، ولا تزال تحوم، حولهم كثير من الشبهات. كما لا أعتقد أن اللوم على ما يحدث من خراب يقع في غالبيته على رأس السياسيين أو كبار الإداريين بقدر ما يقع على عاتق من اختيروا، واستمروا في اختيارهم، بالرغم من كل ما أشيع عنهم من فساد أو عجز في الإدارة.
وأن يكون هناك سفيه أو أكثر يدعي معرفة ما لا يعرفه غيره من علوم الدين والدنيا، والتبحر في قضايا الفقه وغيرها ليس بالأمر المستغرب، شرقا وغربا، ولأي دين أو عقيدة أو مذهب انتمى، وهذا يمتد من غابات أندونيسيا وحتى أدغال الأمازون مرورا بمجاهل أفريقيا والشرق بأقصاه وأوسطه وأدناه وغرب العالم وجنوبه وشماله، ولكن اللوم، أو الشرهة، على من سهل لفكر هؤلاء بالانتشار من خلال الظهور على قنوات تلفزيوناته والنشر في صحفه والخطابة من على منابره. فالخطورة ليست في القول بقدر ما هي في النشر. ففي مجالسنا الخاصة نرتكب شتى مخالفات القول والكلام في حق الغير، ولا نجرم غالبا على أقوالنا، ولكن ما أن تجد تلك الأقوال نفسها طريقها للنشر حتى تتحول إلى جرائم يعاقب عليها القانون! وبالتالي نجد أن الخطر على الأمن الداخلي والسلام الأهلي والنسيج الاجتماعي للدولة يكمن في تلك القوارض الصغيرة التي تنتشر بين الصفحات والقنوات الفضائية تعض يد هذا وتلتهم أظافر ذاك ناشرة الطاعون في المجتمع غير عابئة بأن في ذلك خراب المجتمع وانهياره، ولمعرفة هؤلاء ما علينا سوى التمعن في بعض الكتابات والبرامج التلفزيونية. وبالرغم من أن سماع ما يقوله هؤلاء وقراءة ما يكتبونه، أمر مؤلم إلا أنه من السهل السيطرة عليه واحتوائه بطريقة أو بأخرى، ولكن الخطورة الكبرى تكمن في قيام قوى الفساد، وبدعم من قوى متنفذة، بنشر الخراب والفساد في المجتمع وتعميمه، ليصبح هو الطبيعي والسائد، وغيره هو الشاذ.

* * *
• ملاحظة: كتب أحدهم قبل فترة أن المطر «احتبس» في السماء، ولم ينزل على الكويت، بسبب زيادة الشرور والآثام في المجتمع، فهل من الممكن أن يفيدنا عن سبب نزول المطر علينا قبل فترة قصيرة؟ وهل اختفت الشرور والآثام خلال أيام قليلة بسبب كتاباته وبرامجه التلفزيونية مثلا؟

أحمد الصراف

سامي النصف

«الخليج للاستثمار» والسباحة ضد التيار

قلنا مع بدء الأزمة الاقتصادية العالمية انها بمثابة زوبعة عاتية ألقت بجمع من الناس في مياه البحر وانهم وإن تساووا في لحظة السقوط إلا أن الفارق بينهم سيحدث في سرعة الخروج من ذلك اليم المتلاطم فالإدارة الكفؤة هي أشبه بالسباح الماهر الذي سيخرج سريعا من الماء وسيتلوه السباح الأقل مهارة وهكذا حتى ينتهي الأمر بنجاة من ينجو وغرق من يغرق ممن لم يتعلموا السباحة.

ومن ذلك فمع اللحظة الأولى لسقوط الاقتصادين المحلي والعالمي في بحور الخسائر والانكماش بادرت الإدارة الكفؤة لمؤسسة الخليج للاستثمار (G.I.C) المملوكة بالكامل لحكومات الدول الخليجية باتخاذ اجراءات سريعة لاخراج نفسها من البحر وتأكيد دورها الريادي في إطلاق المشاريع التنموية التي تدعم اقتصادات الدول الخليجية وتوفر فرص العمل الملائمة لأبنائها.

فلم تهتز المؤسسة بسبب الأزمة ولم تقم كغيرها بالانسحاب من المشاريع الرئيسية التي ابتدأتها بل أعادت سريعا هيكلة نفسها وعززت التواجد في مشاريعها، ومن ذلك نجاحها الفائق في الحصول على التمويل الدولي اللازم لاستكمال مشروع «الدر» للطاقة في البحرين والذي بلغت كلفته الإجمالية 2.1 مليار دولار والكفيل بعد الانتهاء منه بتوفير ثلث احتياجات البحرين من الكهرباء والماء.

كما تبنت الإدارة التنفيذية لمؤسسة الخليج مفهوم ان تكون مبادرا لا تابعا وان تخلق فرص العمل بدلا من انتظارها ومن ذلك الدخول في استثمارات جديدة متعددة في الدول الخليجية قاربت كلفتها النصف مليار دولار حيث تم إنشاء أكبر شركة لإعادة التأمين في الخليج، كما توجت نشاطها في قطاعي الحديد والصلب بإنشاء أكبر مشروع في العالم العربي لإنتاج كريات الحديد و«الستانلس ستيل» اضافة الى مشروعي «مرافق» و«الشقيق» في المملكة العربية السعودية.

وقد تم خلق قاعدة اختصاص عالية الكفاءة ضمن جدران المؤسسة على مفهوم ضرورة الاستشراف المستقبلي، فقطاع مزدهر اليوم قد لا يكون بالضرورة أحد القطاعات الهامة في المستقبل وطبقا لذلك فقد تم خلق صندوق للتنمية الصناعية والطاقة، والتعاون مع مؤسسة كونفرس بورد لدراسة أفق النمو الاقتصادي في الخليج خارج نطاق النفط وهي دراسة هامة يمكن للحكومات الخليجية الاستفادة منها في برامج عملها.

إن تسليط الضوء على تجربة مؤسسة الخليج للاستثمار أمر هام يمكن التعلم منه فهي وإن كانت مؤسسة حكومية 100% إلا أنها تدار بكفـــاءة عالية جدا تشابه أنجح إدارات القطاع الخاص، ومعروف ان المؤسسة قد تم تأسيسها برأسمال مدفوع قدره 540 مليون دولار إلا أنها استطاعت خلال مسيرتها ان تحقق أرباحا مجمعة زادت على 2.9 مليار دولار عبر الاستثمار الاحترازي والبعد عن القروض الكبيرة ذات الآجال الصغيـــرة، أو القيام بمشاريع ذات مخاطر كبيرة في دول أخــرى لا يمكن السيـــــطرة على تشريعاتها أو أنظمتــــها النقدية.

آخر محطة:
 
(1) بينما نحن مشغولون في الصراع السياسي الحاد، خسر مئات الآلاف من الكويتيين من حملة أسهم الشركات المساهمة الكويتية 2.9 مليار دينار لا دولار من مدخراتهم خلال شهر أكتوبر فقط، ولا أحد يسأل عن أحوالهم.

(2) نشر في صحف الأمس لقاء أظهر ان استثمارات بيت التمويل في مملكة البحرين فاقت 20 مليار دولار بسبب التسهيلات التي يتلقونها هناك، والسلام والتحية لمن ابتدع قانوني 8 و9 لـ 2008 (الجديد B.O.T) الذي «طفش» الأموال والاستثمارات من البـــلد والذي يصر البعض على عدم تعديله.

احمد الصراف

عندما طار يعقوب المعاق

كان يوما عاديا، او هكذا ظننت، عندما اخبرني الطبيب ان ابننا المعاق، والمصاب بمرض عقلي خطير، سوف يتقوس ظهره لا محالة ان لم يتعود الجلوس على كرسي خاص بالمعاقين من امثاله، ولكن كيف لي بالحصول على مثل هذا الكرسي وثمنه يزيد على ثمن السيارة الخربة التي اقودها؟! فأي كرسي مناسب لا يقل ثمنه عن 1200 دينار.. سمع صديق بمشكلتي فنصحني بزيارة جمعية تدّعي الخير من خلال العناية بالمرضي، وهكذا كان، وما ان دخلت «بوابة» مكاتبهم في الاندلس، الضاحية المنسية، وليس المقاطعة الاسبانية، زال توتري عندما قرأت ملصقا عند المدخل يعلن عن توافر «كرسي لكل معاق»! في الداخل قدمت طلبي مصحوبا بعقد ايصال الايجار والتقارير الطبية الكاملة، ولكن الموظفة، غير المهذبة، صرفتني قائلة انها ستتصل بي فور توافر كرسي متحرك.
بعد انتظار شهر زرتهم ثانية، فقالوا ان الفترة قد تطول اكثر، فالكويتي ينتظر اشهرا وغير محددي الجنسية او البدون.. دهرا! وبالتالي ما علي غير الانتظار، فلا وطن ولا اهل لي غير هذا، ولا تراب لي غيره.
جاء رمضان، شهر الخير، وولى، ومر شهران آخران ووليا، وفجأة وردتني مكاملة هاتفية تخبرني بوصول الكرسي العظيم، وكانت مفاجأة سارة، فقد اصبح حمل الطفل يوميا من عيادة الى اخرى ومن غرفة علاج الى غيرها مشكلة كبيرة، خصوصا لامه، بسبب زيادة وزنه. وفي الجمعية كان هناك خبر لم نتوقعه، فقد اعطونا كرسيا مستعملا، وفي حالة سيئة، وكان من قبل لمعاق بالغ الكبر والحجم وليس لطفل ضامر الجسد! لم تُقبل اعتراضاتي بطبيعة الحال، ونصحوني بقبول الكرسي حاليا واجراء بعض التعديلات عليه في ورشة محددة. سكت وغادرت والدموع تكاد تطفر من عيني، فقد كان الشهر سيئا بالنسبة لي من الناحية المادية والصحية. وفي الورشة كلفني تعديل ذلك الكرسي اللعين، والأمل في الوقت نفسه، خمسين دينارا، لا أزال مدينا بها لصديق.
بعد التجربة، وجدنا ان الكرسي غير مناسب، فأربطته بالكاد تكفي لتثبيت الصبي في مكانه، وفي أحد الايام اوصلت زوجتي وابننا لاحدى العيادات وتركتهما للالتحاق بعملي المتواضع، ولكن ما ان وصلت حتى وردتني مكالمة من الزوجة تخبرني ان الصبي في حالة سيئة، وان علي العودة لمساعدتها، فتركت عملي مضطرا، وربما سأطرد منه قريبا، وذهبت لاكتشف ان عباءة زوجتي قد تبللت بدموع عجزها وبؤس وهوان حالها وحالنا، والصبي ينتحب في كرسيه والجروح تملأ وجهه ويديه، وتبين انه وقع من علىالكرسي الكبير وسقط في منتصف الطريق، ولولا مساعدة بعض المارة في رفعه من الشارع، لحدث ما لا تحمد عقباه، وضعت الكرسي في صندوق السيارة وحملت الابن حملا لكي تتم معالجة جروحه.
وفي مساء ذلك اليوم، وبسبب جروحه وتدهور حالته، بعد ان رفضت لجان تلك الجمعية اعطاءنا ما يكفي لشراء ادوية مهدئة له، قررنا، أنا وامه، ان ينام يعقوب بيننا على فراشنا الصغير، حيث يمكننا الاهتمام به اكثر، فهو لا يصدر صوتا عندما يصاب بنوبة ما، بل ينكمش على نفسه وكأنه يعتصر مشكلته ليخفيها عنا، وربما ليخفف عنا معاناته، وهكذا قضينا تلك الليلة ونحن نضم بعضنا بعضا، وكل واحد منا يشكو من ألم ما.
عندما افقت من نومي في صباح ذلك اليوم الغريب، لم اجد يعقوب، بل وجدت زوجتي جالسة على طرف السرير، وهي تتمتم بما يشبه الهذيان، فسألتها عن يعقوب، إذ ليس بإمكانه مغادرة السرير منفردا بسبب اعاقته الشديدة التي تمنعه من السير، فلم ترد، فاتجهت اليها ورأيت الشرود في عينيها، فهززت كتفيها وأنا أسألها عن يعقوب، فقالت بصوت حزين «يعقوب طار.. يعقوب ما راح يرجع»! فعرفت ان ابننا قد مات من نوبة شديدة، وكان هذا لعجزنا عن توفير ما يكفي من الدواء له، وعرفت وقتها اننا، لسبب لا علاقة لنا به، من المنسيين الذين لا يستحقون رحمة أحد، وان فقراء مدغشقر ومرضى كينيا اكثر استحقاقا منا للمساعدة والمال والدواء، فهل نحن حقا من بشر الكويت؟!
عندما انتهيت من مراسم الدفن وهز الايدي القليلة التي تقدمت لتقديم واجب العزاء في المقبرة، قدت سيارتي، ودموع الحزن تنهمر مدرارا من عيني، وذهبت الى تلك الجمعية «الخيرية» وسلمت الموظفة كرسيهم المستعمل، وتعمّدت عدم مطالبتهم بما صرفته من مال عزيز على اصلاحه، فقد يستفيد منه معاق آخر!
* * *
هذه رسالة قارئ كتبها تجاوبا مع ماكتبته عن الجمعيات الخيرية بشكل عام، والتي لا تزال تصر على الاهتمام بالانسان الآسيوي والافريقي وتجاهل المعدم والمريض في الكويت، يقومون بذلك وهم على علم تام ان ما يحتاجه البيت يحرم على المسجد اصلا!
نهدي هذه الحقيقة الى وزيري الشؤون والخارجية، لعل وعسى يتوقفان عن مدح الجمعيات الخيرية ليل نهار، ويطالبانها بالاهتمام بمرضى وفقراء الداخل قدر اهتمامهم بأمثالهم في الخارج!

أحمد الصراف

سعيد محمد سعيد

في انتظار 60 ألف دينار

 

فعلا، كان ملف الإسكان، على مدى الأسبوع الماضي وما قبله من مدة، هو الملف الأكثر حيوية على أكثر من مستوى، وهذا هو المنهج الذي يتمنى كل مواطن أن تتواصل فيه الدولة والمجلس الوطني ومؤسسات المجتمع المدني للنظر في القضايا والملفات المهمة ووضعها على طاولة البحث بعيدا عن حملات المواجهة الإعلامية تارة، و(التطنيش)المتعمد والسيئ تارة أخرى، على أن تترجم المباحثات الى خطوات عملية على أرض الواقع، وألا تصبح جعجعة بلا طحين.

وفي اعتقادي، فإن الصورة الأكثر جمالا في المشهد، هي لقاء (تطييب الخواطر) بين جميع هيئات جمعية الوفاق الوطني الإسلامية مع معالي وزير الإسكان الشيخ إبراهيم بن خليفة آل خليفة، وأهمية هذا اللقاء لا تنحصر فقط في استعراض المشاريع الإسكانية في دوائر الوفاق، وتوزيع القسائم الإسكانية على المستحقين في مناطق الدير وسماهيج والحد وشرق سترة والمدينة الشمالية ودار كليب، فمن وجهة نظري، تكمن أهمية اللقاء في إزالة آثار الماضي المترتبة على ملف «القرى الأربع» وعدم السماح للأطراف التي دخلت بسوء نية لتأجيج الوضع أيا كان المسار الذي تمثله، وإسدال الستار على مرحلة التصادم والعداء، واستبدالها بمرحلة التفاهم والبناء.

ولعله من الأهمية بمكان، تحريك ملف رفع القروض الإسكانية للمستحقين من 40 الى 60 ألف دينار وفقا لقرار مجلس الوزراء الذي أقر الشروع في التنفيذ بدءا من دورة الموازنة للعامين 2009 – 2010 وزيادة فترة السداد من 25 الى 30 عاما، واعتبار هذا الملف حيويا وخصوصا مع حال (الحيرة) التي يواجهها من يحق لهم التقدم بطلب زيادة القرض الإسكاني بسبب عدم وجود آلية واضحة لتنفيذ القرار، وهي الإشكال الذي يواجهه المراجعون لوزارة الإسكان من المستفيدين الذين لم يتمكنوا من الحصول على جواب واضح بشأن تقدمهم بطلبات زيادة قروضهم.

فعلى رغم صدور القرار، إلا أن الكثير من المواطنين المستفيدين أبدوا استغرابهم من عدم إمكانهم التقدم بطلبات رفع القروض أثناء مراجعتهم للوزارة، ووقوفهم مكتوفي الأيدي أمام الرد الذي يقول: «لا يمكنكم التقدم بهذا الطلب، فالقرار لم يطبق حتى الآن وفي انتظار صدور أوامر بتطبيقه وتحديد آليته»، وخصوصا أن بعض المواطنين المستفيدين بدأوا تحركاتهم في البحث عن منازل للشراء تفوق طبعا مبلغ 60 ألف دينار، لكنهم يأملون في تطبيق القرار لتضاف الزيادة إلى قنوات أخرى تدعم موازنتهم من خلال الاقتراض من المصارف، ولعل من المهم بالنسبة إلى المراجعين، أن تتضح لهم الصورة ويحصلون على الجواب الوافي حتى إذا كان ليس في مقدورهم الاستفادة من القرار باعتباره سيطبق على الطلبات الجديدة اللاحقة، وليس الطلبات الممنوحة السابقة