كعادته السنوية الكريمة، أصدر عاهل البلاد المفدى الملك حمد بن عيسى آل خليفة أمره السامي بصرف مكرمة كسوة عيد الأضحى المبارك لجميع الأرامل والأيتام المسجلين لدى المؤسسة الخيرية الملكية والأسر وذوي الاحتياجات الخاصة المسجلين لدى وزارة التنمية الاجتماعية، إذ يستفيد من هذه المكرمة 10282 يتيماً وأرملة مسجلين لدى المؤسسة الخيرية الملكية، إضافة إلى 11996 من الأسر المحتاجة، و6189 من ذوي الاحتياجات الخاصة.
من حق هذه الفئة على الدولة، وعلينا جميعاً أن يعيشوا فرحة العيد، فليس من قبيل المبالغة القول ان هناك الآلاف من الأسر المعوزة، تواجه ضنك العيش ويتمنى أطفالها أن يسعدوا ببهجة العيد وهم يرتدون جديد الثياب، ولا غرو أن تعم الفرحة في بيوتهم ويتوجهوا بالشكر الجزيل والدعاء إلى عاهل البلاد، وإلى جميع العاملين بالمؤسسة الخيرية الملكية ورئيسها سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، فهذه العادة السنوية الكريمة، تمثل صورة من صور التكافل الاجتماعي التي نأمل أن تكون من الثوابت في العمل الخيري دون تمييز، وأن تكون هي المنهج لبعض المؤسسات الخيرية الأهلية التي تعمل وفق نظرة طائفية ليست محمودةً إطلاقاً.
فمن المحزن حقاً، ألا تحصل بعض الأسر على مساعدات تقدمها هذه الجمعية أو ذلك الصندوق الخيري لأنها تنتمي إلى طائفة معينة، أو ترفض مؤسسات أخرى مد يد العون لأسرة محتاجة لأنها أيضاً تنتمي إلى طائفة أخرى! ولله الحمد، فإن هذه الممارسات، وإن كانت موجودة، إلا أنها لا تعكس الصورة الحقيقية للعمل الخيري في البلاد، فهناك مؤسسات ورجال أعمال وميسورون، يقدمون كسوة العيد والمساعدات المالية والعينية للأسر البحرينية المحتاجة، وغير البحرينية أيضاً، في مناسبات عديدة، دون النظر إلى (طائفة) الأسرة.
الخير في بلادنا كثير، ووجوه الخير والإحسان، هي النبع الكريم لأعمال الخير الكريمة، وإذا كان المجتمع يعاني بعض مظاهر التمييز حتى في أعمال الخير، من قبل مؤسسات لا تخدم إلا طائفتها، فهناك مظاهر أخرى أكبر وأعظم وأجزل ثواباً، يعرفها البيت البحريني بطائفتيه الكريمتين، وينتشر فضلها بين الناس طلباً للثواب من الله سبحانه وتعالى لا أكثر ولا أقل.
غالبية البحرينيين، وهذا مؤكد، متعاضدون متحابون، يساعد الميسورون منهم كل صاحب حاجة، ويتبادلون فرحة العيد وتهانيه بسعادة غامرة، وبعون الله، سيستمر هذا العطاء المفرح، وإذا كنا نفرح بالمبادرات الكريمة من قبل الدولة في مثل هذه المناسبات، فستكون الفرحة أكبر حين تصبح كل أسرة محتاجة قادرة على العيش بطمأنينة بإيجاد مصدر للرزق، وبتهيئة أفرادها للتعليم والعمل وتحسين مستواها المعيشي.
الخير كثير، وكل عام والجميع بخير