احمد الصراف

الإرهابي أحمد بن ناصر

يقول الصديق ناصر في رسالته إنه كان بالأمس يتحدث مع ابنه، أثناء مشاهدة فيلم سينمائي، عن ضرورة اهتمامه بالدراسة والحصول على علامات جيدة. وقال له، في محاولة لاغرائه بالاجتهاد في دروسه، انه سيسافر به في الصيف الى أي مدينة يحب، وربما الى أميركا، ان سمحت ظروفهم المالية بذلك، وانه سيتمكن ربما من زيارة مدينة والت دزني للملاهي، التي طالما حلم بها، بعد أن سمع عنها وشاهد الكثير من معالمها في الصور والأفلام السينمائية. ولكن ناصر فوجئ بالدهشة لسماع ابنه يقول انه لا يود السفر الى أميركا، وعندما سأله عن السبب، قال أحمد، وهذا اسم ابنه، لأنهم «كفارررر»! هكذا نطقها بتشديد عميق على حرف الراء. فسأله والده، وهو مصدوم من اجابته، عمن قال له ذلك؟ فقال انها مدرسة الدين في المدرسة، وأضاف أحمد ان الأميركان يأكلون لحم الخنزير، وكل ما يستخرج منه، وانهم كفار والله ما يحبهم لأنهم ما يعبدونه، ولهذا السبب، أو علشان جذي، لا أريد أن أسافر الى أميركا ولا أشوف «والت ديزني»!
وهنا تدخلت زوجة ناصر، التي كانت تستمع لابنهما وأبدت شديد غضبها من حديثه، وقالت انها ستذهب في الغد الى المدرسة لمعرفة ما يجري بها من غسل لأدمغة الطلبة، فطيب ناصر خاطرها ووعدها خيرا وجلس في تلك الليلة طويلا مع ابنه يطلعه على الكثير مما احتوته مكتبته من أفلام تعليمية وصور وكليبات «اليوتيوب» التي تبين دور أميركا في الكثير من المكتشفات والاختراعات والأدوية، وما قاموا به من جهود عظيمة في تحرير الكويت واعادتها حرة لأبنائها، والتركيز بدرجة أكبر على أن أميركا دولة لا يختلف شعبها عن أي شعب آخر وأنهم بشر طبيعيون، وأننا ندين لهم بالكثير وعلينا محبتهم، أو على الأقل عدم معاداتهم أو كرههم!
أنهى ناصر رسالته بالقول انه شعر بأن الصبي قد اقتنع قليلا بكلامه، لكن ليس تماما، فبعد كل ذلك الكم من الصور والأفلام وكليبات اليوتيوب التي أطلعه عليها، كان الصبي يقلب رأسه ويمط شفتيه وكأنه غير مقتنع تماما، وأن تأثير كلام معلمته فيه كان قويا لدرجة أقلقته كثيرا!
المهم في الموضوع أن أحمد لا يتجاوز من العمر أكثر من ثماني سنوات، وعلى الرغم من ذلك تعرض على يد معلمته، أو «الأبلة»، لاعتداء عقلي شرير خلق منه ارهابيا صغيرا على استعداد للقيام بما يرضي المعلمة، ويسيء لأميركا الكافرة، وكل ذلك من خارج مناهج المدرسة. وهذا يبين أن القضية ليست فقط قضية مناهج خربة بل ومدرسين نجحت الآلة الدينية الحزبية للسلف والاخوان في تحويلهم لأدوات مفسدة للنشء ومخربة لعقولهم. فيا موضي كم هي صعبة مهمتك!!
أحمد الصراف
[email protected]

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

احمد الصراف

إدارة الإعمال – جامعة الدول العربية – بيروت 1974 / الدراسات المصرفية والتدريب في بنك باركليز – لندن 1968 / البنك الوطني في فيلادلفيا – فيلادلفيا 1978 / الإدارة المصرفية – كلية وارتون – فيلادلفيا 1978
email: [email protected]

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *