سامي النصف

حتى لا يذهب أحد.. «فطيس»!

أرقام الإصابات والوفيات بڤيروس «H1N1» المرتفعة جدا في الكويت لا تلقي باللائمة على وزارة الصحة، بل تشكر على صراحتها وعدم كذبها أو خداعها للناس حتى يمكن لهم ان يحتاطوا ويتعاملوا مع ذلك الوباء، الذي أودى بـ 50 مليون انسان في بداية القرن الماضي، بشكل صحيح، خاصة انه سيحل علينا كل عام مصاحبا ڤيروسات الانفلونزا المعتادة كما يعتقد العلماء.

وقد ثبت ان ذلك الڤيروس العجيب يتعامل مع الإنسان كتعامل الأسود والنمور والضباع مع الحيوان في الغابة حيث تختص بالقضاء على الأضعف من القطيع متوازن الأعداد وتساعد على بقاء الأقوى، لذا وجدنا ان الأغلبية المطلقة من ضحايا الڤيروس من بشر هم من المصابين بالأمراض المزمنة كالسكري وزيادة الوزن والضغط والقلب.. إلخ.

إن إحدى مشاكلنا الحقيقية في الكويت هي اننا نعيش في ظروف غير طبيعية لا يعيش بها الإنسان عادة، مما يضعف مناعتنا بشكل كبير، فهواؤنا الخارجي ملوث بالغبار وغيره، والداخلي «مصنع» من قبل اجهزة التكييف، والماء الذي يشكل الكتلة الكبرى من الجسم مستخرج بصورة غير طبيعية من البحر، وخضارنا وفاكهتنا تأتي مبردة وفي غير مواسمها الطبيعية من الخارج، مع انعدام الرقابة على المبيدات والكيماويات فيها والحال كذلك مع اللحوم والدواجن التي نأكلها.

ويفترض في ظروف كهذه ان تتم معادلة الضعف الجسدي بالراحة النفسية الا ان بعض اللاعبين على ساحتنا السياسية من مختلف التوجهات وجميع السلطات يأبون إلا أن يزيدوا الضعيف ضعفا عبر عمليات التسخين السياسي الدائمة التي تشكل ضغوطا نفسية تقضي على ما تبقى من مناعة الأجساد المنهكة، والأمر المستغرب ان يهدد بعض المتسببين في تلك الأزمات والضغوطات مسؤولي الصحة بالمحاسبة وهم من يفترض ان يحاسبهم الشعب الكويتي على ما يقترفون بحقه وحق.. صحته.. من جرائم!

يتبقى ان هناك دراسة علمية تساعد على تحصين الجسم من ذلك الڤيروس الذي يمكن وبحق ان يسلب الانسان اعز ما يملك ونعني بالطبع الحياة، تنصح تلك الدراسة بالمضمضة اليومية بالماء والملح أو مطهرات الفم وتنظيف الأنف كذلك بنفس المحلول حيث ثبت ان الڤيروس يبقى لمدة 48 ساعة في الأنف والبلعوم في حالة ضعف شديد قبل ان يقوى وينتشر، وقد ثبت ان تلك الممارسة تجعله عديم الضرر، كما تنصح الدراسة بشرب الشاي الساخن كونه يطهر البلعوم ويقضي على الڤيروس.

آخر محطة:

(1) تناول عزيزي القارئ حبوب الڤيتامينات والمعادن لتقوية مقاومة الجسم ولا تكتف بذلك بل حول احد «ديكورات» المنزل ونعني السَّلطات والفواكه الى وجبات يومية حقيقية بدلا من الوجبات المطبوخة.

(2) في الهند ما ان تتساقط الأمطار التي تجرف أوساخ الشوارع عبر المجاري للبحر حتى يتوقف الناس هناك عن أكل السمك (ويصدروه لبلدنا)، وفي الكويت لم يتوقف الناس بعد كارثة محطة مشرف عن أكل السمك مزدوج الجنسية (كويتي ويدعى انه ايراني للخداع).

(3) للمسؤولين.. هناك مشروع وطني لتفعيل النشاط البدني الذي يقوي مناعة الأجسام يشرف عليه د.جاسم رمضان، نرجو الالتفات اليه ودعمه بدلا من دعم السياسيين.. الضارين بالصحة.

احمد الصراف

صراع السلف والإخوان وخراب البلد

ورد في القبس (9/11)، ومن مصادر في وزارة الأوقاف، أن قياديي السلف في الوزارة يمارسون ضغوطا على الوزير لإجباره على إجراء تعديلات على هيكل الوزارة، لكي تتاح لهم السيطرة على قطاعات معينة، وتعيين قيادات منتمية إليهم لكي تحقق لهم مصالحهم «الدنيوية»! ويركز هؤلاء على قطاعات المساجد والإفتاء والثقافة الإسلامية، وليس غريبا اهتمامهم بهذه القطاعات، فهي الأكثر صرفا للمال من جهة، ونفوذا وتحكما بعقول العامة من جهة أخرى!
والطريف، أو المضحك حقا، أن وزارة الأوقاف تفكر جديا في إلغاء قطاع الثقافة الإسلامية بعد استقالة الوكيل المساعد للقطاع منذ ستة اشهر، ظل خلالها المنصب شاغرا! وقرار الوزارة إلغاء المنصب يؤكد أنه ربما خلق لشخص معين، وليس لغرض مشروع، وبالتالي انتفت الحاجة له مع استقالة من سبق ان صُمم له المنصب! ومن المفترض أن قيادات الوزارة، الإخوانية الهوى والانتماء، لن يستسلموا بسهولة لضغوط السلف، وسيقاوموا دفاعا عن مكاسبهم المالية والافتائية، إلا إذا تدخلت الحكومة «الرشيدة وغير ذلك» وقررت تحقيق مطالب من أجل مصالح سياسية.
ومن جهة أخرى، ورد في صحيفة الجريدة في اليوم نفسه أن مراقبي الجمعيات الخيرية والمبرات في وزارة الشؤون، الذين يكسرون الخاطر، قد قاموا بتحرير جملة من المخالفات، وربما بالآلاف، بحق هذه الجمعيات، والتابعة لدولتي السلف والإخوان، والتي تمثلت، للمرة الألف، في اتباع هذه الجمعيات المسماة بالخيرية لطرق غير قانونية في «استجداء» التبرعات من المواطنين والمقيمين! وبالرغم من علم هذه الجمعيات بأنها ترتكب مخالفة قانونية، فإن من الواضح أن المشرفين عليها لا يؤمنون بأن ما يقومون به يشكل مخالفة أصلا. كما انهم على ثقة بأن الوزارة بكامل طاقمها، مع وزيرها الذي نكن له حقيقة كثيرا من الاحترام والمحبة، عاجزون عن وقفهم عند حدهم، كما ان، وهذا أهم، ما يتم جمعه من مال سهل يذهب جزء كبير منه إلى جيوب جامعيه، يستحق ارتكاب المخالفة والأخرى وحتى الألف. كما أن تهديدات الوزارة ستبقى كعادتها في إطار «اللوم الشفوي والعتاب الإخواني»، وربما إحالة الشكاوى إلى اللجان التي يشرف عليها إما متعاطفون مع هذه الأحزاب السياسية الدينية، أو ممن لا حول ولا قوة لهم في ظل غياب سياسة حكومية واضحة، فيما يتعلق بمثل هذه الجرائم المالية.
وهنا لا يسعنا إلا التمني على الإخوة في الحزبين السلفي والإخوان الاجتماع في جاخور، أو زريبة، كما فعل إخوة لهم في وقت سابق، لتسوية خلافاتهم والاتفاق على تقاسم الكيكة بطريقة عادلة.

أحمد الصراف