النائب سيد حسين القلاف، هذا الرجل الذي شغل الرأي العام منذ ترشحه الذي أتذكره جيداً في عام 1992 في الدائرة الثامنة بتقسيمة الـ25 السيئة الذكر كأول معمم يخوض الانتخابات، وحقق المركز الثالث في تلك الانتخابات على ما أذكر، ليليها فوز في المجلس الذي تلاه فوراً في عام 1996 (أيام كان المجلس يدوم أربع سنوات) ويصبح أول نائب يلبس العمامة في مجلس الأمة الكويتي، ووسط الخشية والتخوف من أن تكون هذه العمامة حكراً على طائفة معينة في الكويت، وأن يكون نصيراً لهذه الطائفة دون غيرها من الكويتيين، إلا أنه تمكن سريعاً من تبديد هذه المخاوف وكانت مواقفه أو على الأقل ما كنت ألاحظه بأن عمامته لا تمثل سوى قناعته، وأنه يمثل الجميع وليس محصوراً على أحد. ولأنني أحترم أصحاب القناعات وغير المتلونين، حتى إن اختلفت معهم فكرياً، فهذا ما أجبرني على احترام قناعاته كما أحترمها في نائب كعادل الصرعاوي مثلاً، ولكن ليسأل القلاف نفسه قبل أن نسأله، هل «بوصادق» 2009 هو نفس النائب في 1996؟ هل مكانته كنائب ذي صوت كثيراً ما كان يتسم بالعقلانية أصبح يرضى أن يندرج اسمه مع بعض المتشرذمين من أمثال سين، ودال، وميم مثلاً؟ لماذا تحولت يا «بوصادق» من نائب للأمة إلى نائب عن الخطأ؟ استفزني كثيرا تصريحك السيئ الذكر عن أزمة بعض الخارجين على القانون كطلال الفهد وأتباعه، ودفاعك المستميت عنهم على الرغم من علانية تمردهم على القانون، فقد دافعت عن الباطل الصريح، وعدت للكتابة في مؤسسة ديدنها الواضح الفرقة بين أبناء المجتمع، ولا دليل أكبر من استضافتهم لمدعٍ بأن إعدام صدام كان إعداماً طائفياً؟ قد أتفق معك بأن ما تراه في المجلس من نفاق وتلون يدفعان المرء للحيرة وضبابية جادة الصواب، فالمنادي بالدستور هو نفسه المرحب بخريج الفرعيات، وحامي الأموال هو نفسه مبددها، وغيرها من إهانات للمبدأ والعقل، ولكن هذا لا يعني أبداً أن تنحى تجاه الدفاع عن الباطل، كرد فعل على الممارسات الباطلة. تصرفك هذا يا سيد أشبه بأن يتجه المرء للإلحاد لأن «ملالوة» السياسة يشوهون الدين، فيتخذ الملحدون ذلك ذريعة لهم يبررون بها إلحادهم، نعم يا سيد لقد ألحدت سياسياً، كما أراك، ولم يعد القلاف «ينشاف»، أكرر كنت أختلف معك كثيراً ولكن كنت أحترم قناعاتك لأنها كانت جليّة ولا تتغير، أما اليوم فأنا أختلف معك ولا يوجد لديك قناعات كي أحترمها، والله يستر من ردك، اسمي علي خاجة فلا تقول عني ناصبي، كما تردد كثيرا في الفترة الأخيرة. خارج نطاق التغطية: خمس بطولات خليجية من أصل خمس بعيداً عن سلطة أبناء الشهيد، وانتصاران متتاليان لم نحققهما منذ زمن، وأيضاً بعيداً عن أبناء الشهيد، ولايزال البعض يعتقد أن وجود أبناء الشهيد على قمة هرم الرياضة هو النجاح؟
اليوم: 16 نوفمبر، 2009
التدمير والتعمير تحت ظلال الدستور
المؤكد ان الآباء المؤسسين للدستور لو أطال الله في أعمارهم لما ارتضوا بتحول ديموقراطيتنا من القدوة الحسنة للآخرين إلى القدوة السيئة، واقتصادنا من الريادة والقيادة في المنطقة إلى المتخلف عنها والحال كذلك مع تراجعنا الشديد والملحوظ في كل مجالات الحياة الاخرى، لذا فعدم الرضا المفترض لا علاقة له بالديموغرافيا بل بالممارسة الخاطئة أين كان مصدرها.
ان الدساتير والديموقراطيات والحريات في العالم اجمع ما وضعت الا لتوحيد الأمم لا تفريقها (كحالنا)، ولدعم عمليات التنمية لا تعطيلها، وللحفاظ على الوحدة الوطنية لا تمزيقها، ولمحاربة الفساد المالي والإداري لا تشجيعه، وللقضاء على التعصب والتطرف لا المساهمة في دعمه عبر الإعلام غير المسؤول، وشتان ما بين ديموقراطية متقدمة معمرة ارادها الآباء المؤسسون وديموقراطية متخلفة مدمرة نعيشها هذه الأيام.
لقد اختار الآباء المؤسسون وببعد نظر ثاقب الأخذ بالخيار الديموقراطي الذي لم يكن معروفا أو معمولا به في العالم أجمع آنذاك، حيث كانت جل الدول تنقسم ما بين ديكتاتوريات يسارية وقومية وديكتاتوريات عسكرية ويمينية لا فرق بينهما في القمع ومصادرة الحريات ولم تكن الديموقراطية الحقة ممارسة الا في قلة قليلة من دول غرب أوروبا وشمال أميركا ولبنان واسرائيل.
ومن الامور التي تميز بها الآباء المؤسسون قدرتهم على التنظير والممارسة السياسية الراقية وهو ما تشهد به محاضر المجلس التأسيسي، حيث استحال في زمنهم صدور مطالبات شعبوية مدغدغة ومدمرة تستخدم المال العام في قضايا لا عائد ماليا لها على الدولة، والمؤسف بل والمخجل ان بعض من يدعون الوصل بالأولين وحمل الراية والحفاظ على الدستور هذه الايام هم كبار المزايدين والمدغدغين في قضايا شعبوية غير عقلانية يعلمون قبل غيرهم ان حكماء الدستور ومؤسسيه لا يرضون بها او بمثلها ابدا.
ان السبب الرئيسي الذي يمنع احزاب المعارضة في الدول المتقدمة ـ وحتى المتأخرة ـ من طرح مشاريع وقضايا مدغدغة كالتوقف عن تحصيل الضرائب او مستحقات الدولة والبنوك وغيرها من افكار غبية كوسيلة للوصول او للعودة للكراسي النيابية، هو وجود مفكرين ومنظرين وساسة ومستشارين لدى حكوماتهم قادرين على تفنيد المطالبات المجنونة وكشف الضرر الفادح لها على حاضر بلادهم ومستقبل اجيالها وهو ما نفتقده تماما في كويت الحاضر الذي تفشت فيه ظاهرة فريدة وخطيرة هي من يحصدون الآلاف بل والملايين من جيوب الشعب وأمواله العامة ثم يصمتون صمت الحملان عن هدر موارد الدولة حفاظا على سلامتهم وأموالهم الخاصة.
آخر محطة :
(1) السبب «الحقيقي» لدعاوى البعض الزائفة بالحفاظ على الدستور هو الخوف الشديد من اضافة بنود تحد من الفساد التشريعي الفاضح الذي أزكم الأنوف، وتحاسب من احال الكراسي الخضراء إلى مناجم ذهب لم يشهد لها العالم مثيلا.
(2) أعتذر لأسباب فنية تتعلق بوجودي خارج البلاد من عدم الرد «مؤقتا» على الرسائل الالكترونية وستصل الإجابة فيما بعد.
فضيحة الصحة المضادة
تعتبر جماعة الاخوان المسلمين، بتنظيمها العام في مصر، وفروعها المنتشرة في الدول العربية كافة، من أكثر الجهات السياسية نشاطا وصخبا منذ أكثر من 80 عاما. وبالرغم من طول تجربة الحزب واتساع رقعة انتشاره وكبر عدد الوصوليين وغيرهم من التابعين له، الا أن من الواضح افتقاده للعمق والفلسفة العملية الواضحة، ويمكن القول أيضا أن انتشارهم يعود إلى تفشي الجهل، والأمية السياسية والثقافية، في مجتمعاتنا، الحديثة العهد بمبادئ الحرية والمساواة والرافضة للأفكار الليبرالية والتقدمية، أكثر منه لوجود فلسفة واضحة لديه! وأبلغ دليل كثرة شعارات الحزب الهلامية التي تحتمل أكثر من تفسير وتأويل. ولو استثنينا كتابات ومؤلفات سيد قطب، لوجدنا أن هناك شحا كبيرا في عدد المفكرين النيرين في صفوف الاخوان، وما كتبته، ويكتبه كتبة الحزب من أمثال يوسف القرضاوي ومحمد سعيد العوا ومحمد عمارة، على سبيل المثال لا الحصر، لا يعدو أن يكون مجموعة من التفاسير والفتاوى والشروح الدينية، اضافة إلى كتابات تبريرية وتحريضية ضررها أكثر من نفعها.
•••
في محاولة لإحراج وزير الصحة، د. هلال الساير، قام الزميل عادل القصار بكتابة مقال ضمّنه رابطا عن تصريح لوزيرة الصحة الفنلندية قالت فيه إن أميركا تهدف إلى تقليص سكان العالم بنسبة الثلثين، من دون تكبد شيء، بل وجني المليارات(!) واجبار منظمة الصحة العالمية على تصنيف إنفلونزا الخنازير كوباء مهلك كي يجعلوا التلقيح اجباريا، وأن حكومة الوزيرة الفنلندية رفضت ذلك التصنيف وجعلت درجة المرض عاديا، وأن لا أحد يعرف نتيجة أخذ الطعم أو اللقاح بعد سنوات، وقد ينتج عنه عقم مطلق أو سرطان أو أمراض فتاكة(!). كما ورد في مقاله الذي نشر في عدد الأربعاء الماضي أمور أخرى لا نود التطرق لها هنا.
لعلم عادل القصار ومن قرأ مقاله، وعلق عليه بالانترنت اعجابا، فان من أطلق عليها «وزيرة الصحة الفنلندية وأنها زميلة د. هلال الساير، والتي ربما لم يعرف اسمها، هي Rauni-Leena Luukanen-Kilde من مواليد 1939 وكانت قبل ربع قرن ضابطة صحية في احدى مقاطعات فنلندا، ولم تكن في أي وقت وزيرة للصحة أو لغيرها. كما أصيبت في عام 1986 في حادث سير جعلها عاجزة عن القيام بأي عمل جدي، كما أنها، اضافة لما يشاع عن هلوساتها، مسكونة بنظرية المؤامرة العالمية، وبوجود مخلوقات في العالم الخارجي. وقد وضعت بعض المؤلفات في هذين المجالين منها كتاب عن لقاءاتها المائة مع مخلوقات من الفضاء الخارجي، وكيف أن تلك المخلوقات أنقذت حياتها 3 مرات من موت محقق! كما أنها لم تتردد في ادعاء ألقاب وظيفية عالية من دون سند. ولمزيد من المعلومات عنها يمكن البحث في غوغل.
وهنا نتمنى على الأخ عادل توخي الحذر عما يخبره به أو ينقله الآخرون له.
أحمد الصراف