في العالم أجمع عندما يقوم نائب باستخدام منصبه للابتزاز والحصول على الاموال تتم محاسبته ومعاقبته من قبل «لجنة القيم» وإسقاط عضويته ثم احالته للنيابة العامة لاسترداد الاموال الخاصة أو العامة التي حصل عليها دون وجه حق بسبب استغلاله لمركزه، وفي بلد العجائب الكويت يتم الحديث هذه الايام عن محاسبة من دفع لا من قبض.. وهزلت!
وبالمرة، المعارضة في العالم أجمع تستهدف الحفاظ على المال العام، وبعض معارضتنا تروم استباحته وصرفه على قضايا الدغدغة واعادة الانتخاب، ومعارضتهم تعني طهارة اليد وبعض معارضتنا تستهدف.. ملء الجيوب.. وعجبي!
عدد ضحايا المخدرات في الكويت يفوق عدد ضحايا الغزو، لذا ما ان تقبض دولة أخرى من دول العالم على تاجر مخدرات حتى يتم لعنه من قبل أبناء وطنه والدعوة لحجزه وتشديد العقوبة عليه، وفي بلد البطولات الزائفة يتم إثارة الفزعة الجاهلية في محاولة لإحالة التاجر المعني الى بطل همام في بلد لا تحتاج البطولة فيه الا الى ضمير خرب واعلام فاسد ومخرج روائع كحسن الإمام!
في وقت يجتمع فيه أعضاء تجمع الـ 26 في ديوانية أحدهم الملحقة بمنزله تتصدى لهم مجاميع تجتمع في قصر منيف مطل على الشارع العام ولا يسأل أحد عمن يدفع ايجار ذلك القصر المقدر بعشرات الآلاف من الدنانير كل عام، ولو لم يكن لتجمع الـ 26 فائدة عدا اخراج الفئران القارضة للمال العام من جحورها وكشفها للناس لكفى بذلك إنجازا وفخرا.
وفي العالم أجمع يعلم النواب أن الڤيروسات لا تدخل عن طريق المطار بڤيزا تصدرها وزارة الصحة، بل تنتقل بالهواء من بلد الى بلد، لذا نستغرب ان يهدد احد النواب مسؤولي «الصحة» بالاستجواب بسبب وباء H1N1 العالمي، وان وفرة انتشار المرض وكثرة الوفيات في الكويت تدلان دلالة اكيدة على ان صحتنا كشعب معتلة على الأرجح بسبب الضغوط النفسية الناتجة عن اقوال وافعال بعض النواب التي تسم البدن وتضعف المقاومة.
آخر محطة:
لمن يحارب الموسيقى من النواب نهديه كتاب «الأغاني» لأبي الفرج الاصبهاني المكون من 25 جزءا تمتلئ بأسماء الآلاف من شعراء ومطربي العصر الذهبي للاسلام، ولم يقل أحد آنذاك إن المسلمات أصبحن.. راقصات!