حكم الدستورية الرافض لطعن الناشي أثبت أن هدف هايف ومن خلفه «ملالوة» السياسة كان تسللاً صريحاً وواضحاً على الكويت وهويتها الدستورية المدنية، فالكويت هي حرية شخصية وحرية عقيدة مكفولتان للكويت برمتها، ومن لا يؤمن بذلك فهو لا يؤمن بكويت الأمس واليوم والغد. عبدالعزيز الناشي تذكروا هذا الاسم جيدا، فقد أزاح هذا المواطن من حيث لا يعلم غباراً كثيفاً جلبه بعض رفاقه لتغطية الهوية الكويتية الجميلة. فقد أقدم الناشي على خطوة لو كان يعلم بعواقبها لما أقدم عليها إطلاقاً، لقد طعن الناشي بصحة عضوية النائبتين أسيل العوضي ورولا دشتي، على أساس أنهما لم ترتديان الحجاب معتقداً أنه بهذا الطعن قد يحقق نصراً مؤزراً لجمع من «ملالوة» السياسة، وعلى طريقة الدخيل وجاسم سعى النائب محمد هايف إلى استغلال التمريرة التي اعتقد أنها ذهبية من المواطن عبدالعزيز الناشي، فتوجه إلى وزارة الأوقاف التي لا ناقة لها ولا جمل في هذا الشأن لينتزع منها فتوى وجوب الحجاب، وقد كان له ذلك، فظنوا أنهم سجلوا هدفاً ذهبياً لا يعوض. ولكن حكم الدستورية الرافض لطعن الناشي أثبت أن هدف هايف ومن خلفه «ملالوة» السياسة كان تسللاً صريحاً وواضحاً على الكويت وهويتها الدستورية المدنية، فالكويت هي حرية شخصية وحرية عقيدة مكفولتان للكويت برمتها، ومن لا يؤمن بذلك فهو لا يؤمن بكويت الأمس واليوم والغد. لقد أنهينا اليوم، وبهذا الحكم، حقبة مجموعة من اللحى أرادوا أن يحتكروا ما هو غير قابل للاحتكار، وحُطّمت أحلامهم وكوابيسنا على صخرة صلبة قوية اسمها الدستور، فمن لا يعترف به لا يعترف بالكويت. لنبتعد عن الكلام الطويل قليلا ولنستخلص ماذا يعني حكم المحكمة الدستورية الرائع بحق الكويت وحق أسيل ورولا تحديداً، فالحكم الدستوري يعني التالي: – إلغاء قانون الجنسية الذي يحرم غير المسلم من حق الحصول على الجنسية. – إلغاء قانون التعليم العالي الذي يفرض شروطاً على اللباس للطلبة ويفصل تعليمهم دون توفير الفرصة للراغبين بالتعليم المشترك من تحقيق مبتغاهم داخل حدود الكويت، وهو طعن بالحرية والمساواة اللتين نص عليهما الدستور. – إلغاء مواد في قانون العمل التي تحظر على المرأة العمل في أوقات معينة وتسمح للرجل بذلك، وهو إخلال بالحرية والمساواة أيضاً. عطفاً على الكثير من تفاهات «الملالوة» الأخرى كضوابط الحفلات، ومحاربة فالانتاين، والخيم الرمضانية، و»فترينة» أحمد باقر وغيرها. عموماً لقد قدم لنا الناشي درساً جميلاً في اللجوء إلى المحكمة الدستورية لتغيير ظلام أصحاب اللحى بنور الدستور لنعيد الكويت حرة رائعة كما كانت قبل أن تقحم الحكومات السابقة أصحاب اللحى بيننا وبين كويتنا الجميلة. ملاحظة: مجموعة «صوت الكويت» أصدرت كتيباً رائعاً اقتبستُ منه بعض القوانين غير الدستورية، وبإمكانكم الاطلاع عليه من خلال موقعهم الإلكتروني. www.soutalkuwait.com خارج نطاق التغطية: جريدة أسوأ وزير في تاريخ الكويت نشرت تقريراً عن بعض السلوكيات المشينة في الشارع المعروف باسم شارع المطاعم، وقد نشرت جريدة أسوأ وزير سابقاً بعض السلوكيات السيئة في بعض المقاهي، فأغلقت حكومة «بوصباح» المقاهي بعد منتصف الليل… فهل سيمنعنا «بوصباح» من الأكل ليلاً بعد تقرير شارع المطاعم؟
اليوم: 2 نوفمبر، 2009
سفراء عبدالعزيز البابطين
حضرت صباح امس في جامعة الأزهر بالقاهرة لقاء الاخ عبدالعزيز البابطين بما يقارب الألف طالب وطالبة من مبعوثي مؤسسة البابطين المرسلين للدراسة في عدة جامعات مصرية موزعين على 47 بلدا عربيا واسلاميا واجنبيا وقد سعدت للخطب التي ألقاها بالعربية الفصحى طلاب أفارقة وآسيويون وأوروبيون.
وقد بدأت البعثة اعمالها عام 1974 كنوع من الدعم الحقيقي والمباشر للقضية الفلسطينية، ثم امتدت بعد ذلك لباقي الدول وخاصة الجمهوريات الاسلامية المنفصلة عن الاتحاد السوفييتي التي ابتعدت عن فهم العلوم الشرعية وهجرت الدين منذ سنين وهو ما بان جليا عندما زار الوزير ناصر الروضان تلك الدول عام 1992 مبعوثا لسمو أمير البلاد آنذاك.
وقد تخرج الآلاف من بعثات الخير تلك عبر العقود الماضية بعد ان حازوا اعلى الشهادات العلمية واصبح البعض منهم مسؤولين ومستشارين كبارا في دولهم، وباتوا يمثلون ما هو اقرب لسفراء معتمدين للكويت ومصر وللعروبة والاسلام في تلك البلدان القريبة والبعيدة.
وبعثة مؤسسة عبدالعزيز البابطين كريمة جدا مع طلبتها حيث توفر لهم المسكن المفروش والمزود بجميع الكماليات والملبس ورسوم الجامعات والعلاج الطبي، اضافة الى مساعدات مالية سخية ومنح شهرية وتذاكر طيران لبلدانهم كل 20 شهرا وبدل اطفال مع تكريم المتميزين عبر الجوائز المالية والعينية وارسالهم لاداء العمرة، ولا تنتهي البعثة عند حصول الطالب على الشهادة الجامعية بل يتواصل الدعم حتى الماجستير والدكتوراه.
ان من مصلحتنا في الكويت ان يستمر هذا الجهد الخير الهادف لخدمة بلدنا والعروبة والاسلام والذي يفوق جهد عدة دولة عربية واسلامية مجتمعة حتى بعد رحيل المؤسس بعد طول عمر، وذلك عبر دعم مشروع وقف البابطين الذي يجب ان يضاف له وقف آخر بدلا من محاربته ثم يعطى للجنة الوقف المكونة من رجال اخيار امثال د.خالد المذكور والاخوة الافاضل عبدالرزاق المطوع وناصر الرومي وعبدالله محارب حق ادارته وتوسيع اعماله وتوجيه امواله لاعمال الخير والبر القائمة.
آخر محطة:
تعقيبا على ما كتبه الزميل العزيز فؤاد الهاشم في مقال امس اقول ان هناك احتمالا ضئيلا جدا بظهور «ضباط أحرار جدد» و«اخوان جدد» الا انني بالمقابل على يقين تام بعدم تكرار ظهور «هيكل جديد» فالمسيح الدجال من امثاله لا يظهر عبر العصور الا مرة واحدة
قوارض المجتمع وآثام عوض
يقال إن الموت رحمة، فكم من مريض تمنى الموت تخلصا من آلامه، وكم من سجين «سياسي» اشتهى الهلاك لينتهي تعذيبه. ومن هنا، فإن هدم بيت عائلة كعقاب قد لا يكون أقصى ما يمكن إيقاعه بها، فالتدمير لا يتطلب أكثر من بضع أصابع دينامايت ليصبح البيت كومة حجارة على الأرض. وبالتالي يصبح التعذيب المستمر أكثر فعالية والذي يمكن أن يبدأ من خلال قطع الكهرباء عن سكانه في مرحلة أولى، وبعدها بأيام قطع المياه، وفي مرحلة ثالثة غلق مداخل ومخارج البيت ليحرم سكانه من معرفة ما يدور حولهم أو الاتصال بالخارج، مع ترك فتحات صغيرة في حوائط البيت لتتسرب منها القوارض المخيفة التي ستقوم بنشر الأوبئة، وبث الرعب في نفوس ساكني البيت، وقلب حياتهم إلى جحيم لا يطاق يتمنون الموت فيه على الحياة.
ولو شبهنا حال ذلك البيت بما جرى ويجري في بعض الدول، مع الفارق، لوجدنا أن الكهرباء التي قطعت مثلت النور والإبداع والفن والثقافة والمعرفة. وأن المياه مثلت الصحة والتعليم والمشاريع التنموية، أما إغلاق مداخل البيت ومخارجه، فقد مثلت الرقابة على الفكر والعقل والتصرف وعد الأنفاس وكل ما ينتجه الفكر الإنساني الخارجي من إبداع، ومن ثم الانقطاع عن العالم وكراهية الآخر وتكفيره! أما القوارض فقد مثلت مجموعة قوى الفساد، المالي والفكري، التي خربت الأفكار ونهبت الخزائن، قبل وأثناء وبعد أحلك فترات التاريخ، وما جلبته معها من عناصر متشددة في تعصبها وتخلفها، والتي لم تترك شيئا إلا وقامت بتخريبه وإتلافه، ونشر الأوبئة فيه. في كل هذا يكمن العذاب الذي ربما يكون الموت أكثر رحمة منه!
* * *
أعترف بأنني لا أحمل ضغينة لأحد، وليس في قلبي حقد ولا كره حتى لأولئك الذين سبق أن تناولتهم بالنقد أو الهجوم، شفاهة أو كتابة، لسبب أو لآخر، من سياسيين ورجال دين أو مسؤولين في الحكومة أو من مؤسسات أو أفراد حامت، ولا تزال تحوم، حولهم كثير من الشبهات. كما لا أعتقد أن اللوم على ما يحدث من خراب يقع في غالبيته على رأس السياسيين أو كبار الإداريين بقدر ما يقع على عاتق من اختيروا، واستمروا في اختيارهم، بالرغم من كل ما أشيع عنهم من فساد أو عجز في الإدارة.
وأن يكون هناك سفيه أو أكثر يدعي معرفة ما لا يعرفه غيره من علوم الدين والدنيا، والتبحر في قضايا الفقه وغيرها ليس بالأمر المستغرب، شرقا وغربا، ولأي دين أو عقيدة أو مذهب انتمى، وهذا يمتد من غابات أندونيسيا وحتى أدغال الأمازون مرورا بمجاهل أفريقيا والشرق بأقصاه وأوسطه وأدناه وغرب العالم وجنوبه وشماله، ولكن اللوم، أو الشرهة، على من سهل لفكر هؤلاء بالانتشار من خلال الظهور على قنوات تلفزيوناته والنشر في صحفه والخطابة من على منابره. فالخطورة ليست في القول بقدر ما هي في النشر. ففي مجالسنا الخاصة نرتكب شتى مخالفات القول والكلام في حق الغير، ولا نجرم غالبا على أقوالنا، ولكن ما أن تجد تلك الأقوال نفسها طريقها للنشر حتى تتحول إلى جرائم يعاقب عليها القانون! وبالتالي نجد أن الخطر على الأمن الداخلي والسلام الأهلي والنسيج الاجتماعي للدولة يكمن في تلك القوارض الصغيرة التي تنتشر بين الصفحات والقنوات الفضائية تعض يد هذا وتلتهم أظافر ذاك ناشرة الطاعون في المجتمع غير عابئة بأن في ذلك خراب المجتمع وانهياره، ولمعرفة هؤلاء ما علينا سوى التمعن في بعض الكتابات والبرامج التلفزيونية. وبالرغم من أن سماع ما يقوله هؤلاء وقراءة ما يكتبونه، أمر مؤلم إلا أنه من السهل السيطرة عليه واحتوائه بطريقة أو بأخرى، ولكن الخطورة الكبرى تكمن في قيام قوى الفساد، وبدعم من قوى متنفذة، بنشر الخراب والفساد في المجتمع وتعميمه، ليصبح هو الطبيعي والسائد، وغيره هو الشاذ.
* * *
• ملاحظة: كتب أحدهم قبل فترة أن المطر «احتبس» في السماء، ولم ينزل على الكويت، بسبب زيادة الشرور والآثام في المجتمع، فهل من الممكن أن يفيدنا عن سبب نزول المطر علينا قبل فترة قصيرة؟ وهل اختفت الشرور والآثام خلال أيام قليلة بسبب كتاباته وبرامجه التلفزيونية مثلا؟
أحمد الصراف